الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح فترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من استأجر اجيرا فعمل فيه المستأجر فزاد. قال عن الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى اوووا المبيت الى غار فدخلوه. فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار. فقالوا انه لا ينجيكم او لا ينجيكم من هذه الصخرة الا ان تدعوا الله بصالح اعمالكم. الا ان تدعوا الله بصالح اعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي ابوان شيخان كبيران وكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا مالا فنأى بي في بشيء يوما فلم ارح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت ان اغبق قبلهما اهلا او مالا فلبثت والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر. فاستيقظا فشربا غبوقا قهما اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر اللهم كانت لي بنت عم كانت احب الناس الي فاردتها نفسها فامتنعت مني حتى المت بها سنة من السنين. فجاءتني فاعطيتها عشرين ومئة دينار. على ان تخلي بيني وبينك نفسها ففعلت حتى اذا قدرت عليها قالت لا لا احل لك ان تفظ الخاتم الا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي احب الناس الي. وتركت الذهب الذي اعطيتها. اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير انهم لا يستطيعون الخروج منها. قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم اني استأجرت اجراء فاعطيتهم اجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت فثمرت اجره حتى كثرت منه الاموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله ادي الي اجري قلت له كل ما ترى من اجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق. فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت واني لا استهزئ بك فاخذه كله فاستاقه. فلم يترك منه شيئا. اللهم فان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذه الترجمة باب من استأجر اجيرا فعمل فيه المستأجر فزاد. اي نما عند له وكثر مال هذا الاجير. فماذا يصنع به؟ وذكر رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث النفر الثلاثة من بني اسرائيل في قصتهم العجيبة عندما اطبقت عليهم صخرة وهم في غار فاصبح قد احكم الاغلاق عليهم في ذلك المكان فاخذ كل واحد منهم يتوسل الى الله تبارك وتعالى بصالح عمله والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك صلوات الله وسلامه عليه لبيان ما في هذه القصة من عبرة عظيمة وعظة بالغة وما فيها من دلالة على اهمية الاخلاص لله تبارك وتعالى وان من اعظم الوسائل المقربة الى الله تبارك وتعالى اخلاص العبد في عمله لله جل وعلا وابتغاءه وجه الله امل بل ان الاخلاص اذا عدم ولم يوجد من العبد انقطعت الوسيلة ولم يبق بينه وبين الله تبارك وتعالى وسيلة. فالوسيلة قيامها اخلاص العمل لله تبارك وتعالى. والا يبتغى به الا وجه الله عز وجل. وهؤلاء الثلاثة في هذا المصاب العظيم والبلاء الجسيم الذي حل بهم توسل كل واحد منهم بصالح عمله الذي قدمه وفعله ابتغاء وجه الله. وطلب مرضاته سبحانه وتعالى. قال عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى اووا المبيت الى غار فدخلوه. فانحدرت صخرة من الجبل عليهم الغار. قال بعض اهل العلم ان هذا الغار الذي انسد على هؤلاء بصخرة اغلقت فم الغار. فلم يتمكنوا من آآ الخروج هم اصحاب الرقيم في قوله سبحانه وتعالى في سورة الكهف ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم. وجاء في بعض روايات هذا الحديث باسناد حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرقيم ثم ذكر هؤلاء الثلاثة اصحاب هذه القصة العجيبة العظيمة واذا كان كذلك فيكون في ذكر الرقيم اشارة. الى هذه القصة العجيبة العظيمة وما فيها من العبر البالغات والعظات العظيمة واهمية الاخلاص في الاعمال كلها. وان الاخلاص منجاة للعبد عند الشدائد. كما واضح في قصة هؤلاء النفر الثلاثة. فقالوا انه لا تنجيكم من هذه الصخرة الا ان تدعوا الله بصالح اعمالكم. الا ان تدعوا الله بصالح اعمالكم كل واحد يستحضر من عمله ما كان عظيما جليلا قام به مبتغيا به وجه الله سبحانه وتعالى طالبا عز وجل فيتوسل الى الله عز وجل بذلك العمل الصالح. الا ان تدعو الله بصالح اعمالكم. والعمل لا يستقيم وصفه بالصلاح الا اذا كان خالصا لله عز وجل وموافقا للهدي وموافقا للهدي فبدونها بين الشرطين ان لا يكون العمل مقبولا. ان يجتمع فيه توحيد الله عز وجل بالاخلاص وافراده وحده بالعمل وتجري النبي المرسل بالاتباع بان يسير وفق نهجه. ولا يكون العمل صالحا الا ذلك ولا يكون مقبولا الا بذلك. ولهذا قال هؤلاء تدعو الله بصالح اعمالكم اي خالصها صحيحها قويمها فقال رجل منهم اللهم كان لي ابوان شيخان خان كبيران وكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا ولا مالا لا اغبق اي لا اقدم في الغبوق ما يقدمه لهم من غذاء من حليب لا يقدم عليهما احد احدا لا اهل ولا مال لا اهل يدخل تحته الزوجة والاولاد ولا مال يدخل تحته الخدم فلا يقدم على والديه احدا بل اول ما يبدأ اذا رجع في المساء بوالديه وكان عنده اغنام يرعاها ويتتبع بها الاماكن الجيدة الرعي ثم في المساء يحلب الغنم واول ما يبدأ يقدم لوالديه الغبور. مقدما للوالدين على غيرهما من اهل او ولد او خدم او نحو ذلك. وهذا من عظيم بره بابويه. ومن الاعمال صالحة العظيمة قال كان لي ابوان شيخان كبيران وكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا ما الا فنأى بي في طلب شيء يوما جاء في بعض روايات ان تأخره كان بسبب طلب الرعي. فكان مع الاغنام يبحث عن المرأة وكل ما زاد في البحث نأى به المسافة عن مكان اهله ووالديه قال فنأى بي في طلب شيء يوما فلم ارح عليهما حتى ناما اي تأخرت في المجيء في العشي ولم اصل الى البيت الا وقد نام الوالدان. قال فحلبت لهما غبوا فوقهما اي حلب لهما الحليب الذي اعتاد ان يقدم لهما في مثل هذا الوقت فوجدتهما ايميل فوجدتهما نائمين. فكرهت ان اغبق قبلهما اهلا او مالا وايضا كره ان يوقظهما كره ان يوقظهما من نومهما لان من المزعج للانسان اذا استغرق في او من يوقظ حتى لو كان ايقاظه للطعام. فمن بره بوالديه كره ايقاظهما لان هذا فيه ازعاج لهما والنائم يكره ان يوقظ حتى لو كان ايقاظه من اجل الطعام. اذا استغرق في النوم وايضا كره ان يقدم عليهما الاهل او الاولاد او الخدم لبست والقدح على يدي انتظر استيقظهما حتى برق الفجر بقي والقدح لم ينم والقدح على يده ممسك به ينتظر اي لحظة يكون منهم استيقاظ لان الانسان احيانا ان يتيقظ من نومه. فبقي لا يتحرك هادئا ينظر الى والديه متى يستيقظ احد منهم فيقدم لهم هذا الغبوق. واستغرق في النوم حتى برق الفجر وهو على هذه الحال حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما هذا عمله هذا عمله ذكره متوسلا الى الله سبحانه وتعالى به. هو توسل الى ببر الوالدين ولا شك ان بر الوالدين من من عظيم صالح الاعمال ورفيعها قال اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه. من هذه الصخرة. اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك. وهذا فيه ان العمل لا يكون صالحا الا اذا ابتغي به وجه الله. العمل لا يكون صالحا. اي قبولا مشكورا عند الله سبحانه وتعالى الا اذا ابتغي به وجه الله. ولهذا من يبر والديه ولم يقصد التقرب الى الله في هذا البر لا يدخل هذا البر في صالح عمله. لان من شرط دخول العمل في صالح العمل الذي يثاب عليه ويشكر الله العامل عليه ان يقصد بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى فان لم يقصد التقرب الى الله عز وجل لا يكون في داخلا في صالح العمل. والله يقول ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن اولئك كان سعيهم مشكورا. قال فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج انفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج رأوا النور حصل شيء من الانفراج في هذه الصخرة لكنهم لا يتمكنون به من الخروج. قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر اللهم كانت لي بنت عم. اللهم كانت لي بنت عم. كانت احب الناس الي كانت احب الناس الي. يعني لها شأن عظيم في قلبه. قلبه متعلق بها يهواها وفي شغف. كانت لي بنت عم وكانت احب الناس الي فاردتها عن نفسها. فامتنعت مني اردتها عن نفسها فامتنعت مني يعني عرظ عليها عرظ عليها وابت عرظ عليها ذلك اكثر من مرة ان تمكنه من نفسها فامتنعت مني حتى المت بها السنة من السنين اي اصابها شدة اصابها فقر. وهذا فيه ان الفقر بلاء على الانسان الا ان سلمه الله وعافاه. والا كم من انسان يدخل في منزلقات شنيعة قبيحة سبب الفقر قد يسرق مثلا بسبب الفقر قد يغش ويخون ويخدع ويمكر بسبب الفقر والحاجة الى المال قد تمارس المرأة الفاحشة او البغاء بسبب الفقر. الا اذا سلمه الله سبحانه وتعالى بما اتاه اما الايمان وتقوى لله عز وجل. وكل ما اشتدت الحاجة والفقر بالانسان بدأ الشيطان يدخل عليه يدخل عليه في تحصيل المال واكتساب المال. قال فاعطيتها عشرين ومئة دينار على ان تخلي بيني وبين نفسها على ان تخلي بيني وبين نفسها يعني عرض علي مبلغ كبير مقابل ما كانت فيه من حاجة وشدة وفقر ففعل فعلت وافقت لما هي عليه من حاجة وشدة. وكانت تتمنى المرة والثانية والثالثة تتمنع كل ما عرض عليها لكن اشتد بها الامر اشتدت بها الحاجة فقبلت حتى اذا قدرت عليها حتى اذا قدرت عليها جاء في بعض الروايات حتى اذا جلست بين تعبها الاربع. وانظر هنا كلامه السابق تعلقه الشديد بها. وحرصه وطلبت منه هذا المبلغ فوفره لها. وهو في شغف عظيم ورغبة شديدة. فلما تمكن منها جلس بين شعبها الاربع قالت لا احل لك ان تفظ الخاتم الا بحقه وفي بعض الروايات قالت اتق الله. ولا تفض الخاتم الا بحقه. ذكرته بتقوى الله عز وجل ووقع هذا التذكير موقعه في قلبه. قالت له اتق الله ولا تفظ الخاتم الا بحقه الخاتم قول ولا تفض تقصد البكارة بكارتها صيانتها لفرجها وحفظها لفرجها لا تفظه الا بحقه اي بنكاح صحيح بعقد صحيح الا بحقه. اما هكذا استغلالا للحاجة واستغلالا للفقر اتق الله لا تفعل ذلك كانت تقول ذلك مع حاجتها وفقرها واستجابت لشدة حاجتها للمال لكن لما صار الامر او شك ان يكون حقيقة استولى عليها مقام المراقبة والخوف من الله سبحانه وتعالى ونهرك وخوفته خوفا نبع من قلبها. ولهذا وقع موقعه في ذلك الرجل قالت اتق الله. ولا تفظ الخاتم الا بحقه. والعلماء رحمهم الله تعالى يقولون ان اكبر زاجر على الاطلاق يردع الانسان عن المعاصي ويبعده عن الذنوب مراقبة الله سبحانه وتعالى مراقبة الله جل وعلا. قريب من هذه القصة ما ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه شرح الاخلاص ان اعرابيا راود اعرابية في الصحراء عن نفسها. وقال لها مما اخافين لا يرانا الا الكواكب ما احد من الناس يرانا. اي شيء يخيفك؟ لا يرانا الا الكواكب. فقالت له تلك واين موكوكبها؟ الا يرانا؟ اليس رب العالمين مطلع علينا؟ خالق هذه الكواكب؟ فاكبر للانسان وزاجر له عن اقتراف الذنوب تذكره لاطلاع الله عليه وعلمه به وانه يسمع كلامه ويرى فعاله وانه لا تخفى عليه منه خافية فذكرته بذلك قالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه. فتحرجت من الوقوع عليها لما ذكرته هذا تذكير وخوفته هذا التخويف قام ونهض مع شدة التعلق وعظم الرغبة ومنذ وقت طويل وهو حريصا على هذا الامر لكن لما وقع جاء منها هذا التذكير وقع موقعه في قلبه قام وانصرف عنها قال وهي احب الناس الي. انصرفت حين انصرفت وقلبي متألق وهي احب الناس الي وتركت الذهب الذي اعطيتها. مئة وعشرين دينار تركها لها. تركت الذهب الذي اعطيتها. انظر هذا الصالح ما اجله وما اعظمه. وما اشد موقعه رجل في هذه الرغبة وهذا حرص ثم يتمكن ولا يمنعه من الفعل الا خوف الله. لم يمنعه من هذا الفعل الا خوف الله سبحانه وتعالى انا ما ثم شيء اخر وقع تذكيرها له بتقوى الله عز وجل من قلبه موقعا فقام ترك فعلته الحرام وترك ايضا لها الذهب فجمع هنا جملة من الاعمال الصالحة جملة من الاعمال الصالحة اولا تحقيق الخوف من الله وتقوى الله عز وجل ورأس العبادة خشية الله. وايضا عفته عن هذه الفاحشة التي كان من وقتها حريص عليها ابتعد عنها وتركها خوفا من الله سبحانه وتعالى. وايضا احسانه الى بنت عمه ترك لها هذا المال. ترك لها هذه الدنانير. لم يقم ويأخذ دنانيره وانما ترك لها اه هذه الدنانير فهذا فيه احسان لها. احسان لبنت عمها الفقيرة. فجمع جملة من الاعمال الصالحة قال اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه هذا توسل منه الى الله بهذا العمل الذي قام به. فافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة غير انهم لا يستطيعون الخروج منها. غير انهم لا يستطيعون الخروج منها. قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اني استأجرت اجراء اي عمال يعملون عنده مقابل اجرة فاعطيت تهم اجرهم. كل واحد منهم اعطيته اجره. غير رجل واحد ترك الذي له وذهب. ترك الذي له وذهب. قيل في او جاء في بعض الروايات انه تركه. لانه ذكر لصاحب العمل ان عمله كان واعظم من عمل الاخرين وان كان شاركهم في الوقت الا ان العمل مضاعف وجاء في بعض الروايات انه جاء في نصف النهار. شارطه على العمل بقية النهار فعمل عمل رجل عمل من اول النهار. فاعطاه اجرته لكامل النهار فاحد العمال الحاضرين كما جاء في بعض الروايات قال كيف تعطيه الاجرة من اول النهار وهو لم يعمل الا من وسطه. قال هو عمل مثل عملكم. وان كان عمل فغضب هذا العامل وترك الاجرة جاء في هذا بعض الروايات المهم انه ترك الاجرة ترك الاجرة اغضبه شيء وترك الاجرة وذهب. قال فثمرت اجره ثمرت اجر اي اي نميت ماله ثمرت اجره اي نميت شغلت المال الذي له مرت اي نميت ثمرت اجره حتى كثرت منه الاموال حتى كثرت منه الاموال هذي اجرة عامل يوم واحد. اجرة عامل ليوم واحد فقط. ثمره انظر ماذا كان هذا الذي اجرت يوم واحد وتجد الان كثير من الناس ولا سيما الشباب يقف عن العمل تماما عاطلا يقول ما عندنا رؤوس اموال وكيف نعمل؟ وكيف الى اخره؟ هذا اجرة يوم واحد انظر اذا جاءت البركة من الله سبحانه وتعالى لا كيف يكون هذا المال؟ قال فتمرت اجره. حتى كثرت منه الاموال فجاءني بعد حين فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله ادي الي اجري اعطني الذي عندك فقلت له كل ما ترى من اجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق كله من اجرك بقر وغنم ورقيق وابل خير كثير كله من اجرة يوم واحد نماها شغلها فبارك الله سبحانه وتعالى فيها تكاثرت. تكاثرت فاصبحت اغنام وابل ورقيق وغنم فقال له كل ما ترى من اجرك. كل هذه الاشياء التي تراها امامك كلها من اجرك الابل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي لا تستهزئ بي انا اريد حقي واعطني حقي. ظن وما صدق ظن انه يستهزأ كل هذه الاموال من اجرة يوم واحد ظنه ساخرا مستهزئا قال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت اني لا بك. فاخذه كله فاستاقه. فاخذه كله فاستاقة. فلم يترك منه شيئا فلم يترك منه شيئا هذا عمل صالح. عمل صالح من من عظيم ما يكون في الاعمال الصالحة. قارن هذا العمل الصالح ظلم الذي يقع لكثير من العمال. ويقع لهم ظلم عظيم جدا. واحيانا يقع الظلم سبحان الله من اشخاص يملكون الملايين. وهذا عامل ما عنده شيء يأتي عنده ويحفر ويعرق وينصب ويتعب. ثم يطلب اجرته فيماط لا يعطيه حقه وهذا ما عنده شيء العامل اصلا ربما اجرته اذا اخذها اشترى بها طعام يومه وذاك يملك الملايين ولا يعطيه اجرته. هذا الرجل لما ذهب صاحب هذا المال حفظه له واخذ ينميه. واجتهد في تنميته كانه ماله. وتكاثر وبارك الله الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة ولما جاء صاحب المال اعطاه اياه. قال اللهم فان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون. نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما يعطى في الرقية. قال عن ابي سعيد رضي الله عنه قال انطلق نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من العرب فاستضافوهم فابوا ان يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم ان يكون عند بعضهم شيء. فاتوهم فقالوا يا ايها ان سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه. فهل عند احد منكم من شيء؟ فقال بعضهم نعم والله اني لارقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما انا براق لكم حتى تجعلوا حتى تجعلوا لنا جعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلب وما به قلبة قال فاوفوا فاوفوا فاوفوهم جعلهم الذي فاوفوهم جعلهم او الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا به فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر فذكروا له فقال وما يدريك انها رقية ثم قال قد اصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال باب ما يعطى في الرقية اي ما يعطى من اجر مقابل الرقية. وهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان انه لا بأس اذا اخذ اجرا مقابل الرقية مقابل الرقية والحديث الذي ساقه فيه ما يدل على ذلك. لكن مما ينبه عليه في هذا المقام انه لا يعرض اطلاقا في هدي السلف من كان جالسا متخصصا في هذا الامر يقصده الناس من كل مكان ويقرأ عليهم ويدفعون له الاموال هذا لا يعرف. لا يعرف في في السلف رضي الله عنهم وفي طريقتهم اطلاقا. ولكن اذا حصل شيء من هذا وقرأ على ذلك مقابلا له ان يأخذ هذا المقابل وان لم يأخذ المقابل وترك الامر احسانا و حرصا على منفعة اخاه المسلم فلا شك ان هذا خير له واعظم كما قال عليه الصلاة والسلام من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليقرأ فليفعل من استطاع منكم ان يفعل ان ان ينفع اخاه فليفعل. اما ان يجلس لان القراءة والناس يتوافدون عليه ويقرأ وكل قراءة لها مقابل ذلك اه ما يقرأ لهم في الجوالين او الدوارق او نحو ذلك. حتى يذكر عن بعضهم ان ان يقسم هذه القوارير التي يبيعها على من يأتيه الى اقسام يقول هذه قيمتها كذا لان القراءة فيها مركزة وهذي قيمتها كذا لان القراءة فيها ما هي مركزة تبغى القراءة المركزة بكذا وقراءة غير مركزة بكذا هذا كله ما ما اصل اطلاقا في في في هدي السلف طريقة السلف رضي الله عنهم وارضاهم وان الانسان جالس لا يعرف الا بهذا الامر والناس يتوافدون عليه من اجله هذا ما يعرف ابدا في لكن كون الانسان قرأ على احد ونفعه الله سبحانه وتعالى به واعطاه على ذلك اجرا ومقابلا لا حرج. لا حرج في اخذه لذلك المال. قال عن ابي سعيد اي الخضري رضي الله عنه قال انطلق نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من احياء العرب. فاستضافوهم. اي طلبوا من اهل ذلك الحي ان يضيفوا فابوا ان يضيفوهم. ابوا ان يضيفوهم امتنعوا من الضيافة. مظوا فلدغ سيد ذلك الحي. لدغ سيد ذلك الحي اي رئيس مقدمهم لدغا. واللدغة تكون من العقرب او الحية. وانتشر فيها السم وتأذى وتوجع من ذلك فسعوا وبكل شيء لا ينفعه من العلاجات التي عندهم والادوية ما استفاد. فقال بعضهم لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله ان يكون عند بعضهم شيء. فاتوهم فقالوا يا ايها الرهط انا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند احد منكم من شيء؟ فقال بعضهم جاء في في في بعض الروايات ما يفيد ان ان ذلك هو نفسه ابو سعيد. الخدري رضي الله عنه. فقال بعضهم نعم والله اني راقي والله اني لراقي ايحسن ان ارقي احسن ان ان ارقي قال والله اني لراقي ولكني ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا. فما انا براق حتى تجعلوا لنا جعلا. انظروا الان ابو سعيد في في قصته هذه انما طلب الجعل لانهم ماضيين هم بحاجة الى الظيافة وعرظوا عليهم ان يضيفوهم فابوا ولم يطلب الجعل الا لكونهم لم يضيفوهم. لم يطلبه ابتداء. قال فما انا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم. على قطيع من الغنم. قيل ان عدد هؤلاء النفر ثلاثين فصالحوا على ثلاثين على عددهم. كما جاء في بعض الروايات. فانطلق يتفل عليه ويقرأ اه الحمد لله رب العالمين اي لا يزيد على فاتحة الكتاب. لا يزيد على فاتحة الكتاب. يقرأ وينفث بالفاتحة فقط قال فكأنما نشط من عقال ما ان انتهى من القراءة قام ذلك الرجل كأنما نشط من عقال يعني كأنه كان مشدود بعقاله مربوط خلي عنه فقام لا يشتكي من شيء فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة اي ما به علة. فاوفوهم جعلهم الذي عليه اي اعطوهم اياه وافيا. فقال بعضهم اقسموا. فقال بعضهم اقسموا لان آآ الذي رقى وهو ابو سعيد قال ما انا براق حتى تجعلوا لنا جعلا. يعني حتى تجعلوا لنا جعلا ما قال تجعلوا لي. حتى تجعلوا لنا جعلا قال فقال بعضهم اقسموا هذا المال فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا به. فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال ما يدريك انها رقية. وهذا يستفاد منه فائدة عظيمة جدا ان الفاتحة رقية. ان الفاتحة رقية وتسمى الرقية وتسمى الشافية جعل الله سبحانه وتعالى في هذه السورة شفاء عظيما واذا كان القرآن كله شفاء فكيف بام القرآن التي التي اعظم سور؟ القرآن واجلها على الاطلاق. قال وما يدريك انها رقية وقول النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك تعظيم لهذا الامر ان هذا امر عظيم وفقك الله سبحانه وتعالى اليه ثم قال قد اصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا اقرار منه لاخذهم هذا الجعل لقاء القراءة على اللدير. وهذا اللدير كان كافرا ليس مسلم وهذا يستفاد منه يستفاد منه صحة الرقية والقراءة على آآ على الكافر ولا سيما ان قصد بذلك تأليف قلبه. ان قصد بذلك تأليف قلبه. واذكر قصة لاحد المعاصرين بلغه عن احد الكفار ممن كان له معه تعامل شيء من التعامل الدنيوي فبلغه انه اصيب بمرض. وله وقت في المستشفى فسافر اليه الى بلده ودخل عليه في المستشفى فتعجب من مجيئه قال هل لك حاجة في البلد عندك اه مصلحة في البلد؟ قال لا. انا بلغني انك مريظ وجئت اعودك قد يقرأ عليه وشفاه الله سبحانه وتعالى بتلك القراءة. فكان ذلك سببا لاسلام ذلك الرجل وحسن اسلامه كان سببا اسلام ذلك الرجل وحسن اسلامه حتى انه زار هذا الرجل الذي اسلم المدينة بعض الاخوة رتبوا لقاء لي بها وزيارة لكن ما تيسر. قراءته القراءة عليه وعيادته لعل الله سبحانه وتعالى يجعل ذلك سببا في هدايته ودخوله في في هذا الدين هذا امر لا شيء فيه وهذه القصة تدل على ذلك ومما تدل عليه هذه القصة ان رزق الانسان الذي كتبه الله له وقسم له اذا كان في يد احد وامتنع اذا كان في يد احد وامتنع من من اعطائه لابد ان يهيئ الله من اسباب التي يصل فيها الى هذا العبد الرزق الذي قسمه الله وهؤلاء لهم رزق في هذه القرية ولكن امتنع اهل القرية من اعطائهم هذا الرزق فقدر الله ان ان يلدغ ليس واحد من افراد القرية وانما الرئيس اهم شخص في القرية. وبحثوا له عندهم في القرية علاج ما وجدوا حتى آآ الجأهم الامر الى اللحوق بهؤلاء الرهط يسألوهم هل عندهم من علاج؟ هل عندهم من دواء؟ تيسر هذا الشفاء باذن الله سبحانه تعالى وكان سببا لاخذ رزقهم الذي كتبه الله سبحانه وتعالى في في هذه القرية وابى اهل القرية ان اه ان يعطوهم اياه. والشاهد من القصة الترجمة جواز اخذ الاجر او المال مقابل الرقية نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى عصف الفحل قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عسر الفحل قال باب عسب الفحل. عسب الفحل اي الاجرة. التي يأخذها صاحب الفحل الاجرة التي ياخذها صاحب الفحل مثل ان تيسا او ثورا او حصانا ما يأخذه مقابل ان ينزو على الانثى. مقابل ان ينزو على فتحمل لان ما كل من يملك مثلا شياه او غنم او خيل ما قد لا يكون عنده اه اه مثلا اه ذكر ينزو على هذه الاناث حتى تحمل فاذا احتاج شخص الى ذلك احتاج الى الى ذلك فهل لصاحب التيس او الثور ان يأخذ مقابلا على ذلك حس بالفحل هذا يسمى عسب آآ الفحل والمراد بعسب الفحل اي اعطاء الكراء اعطاء الكراء على الظراب الذي هو نزوء الفحل على الانثى. فهل آآ له ان يأخذ مالا مقابل ذلك؟ هل له ان يأخذ مالا مقابل ذلك قال عن ابن عمر آآ رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه سلم عن عسب الفحل نهى عن عسب الفحل نهى عن عسب الفحل اي عن الكراء الاجر ان يؤخذ مقابل الفحل على الانثى نهى عن ذلك صلوات الله وسلامه عليه. وهذا النهي اولا لان هذا الامر ليس من مكارم الاخلاق ليس من مكارم الاخلاق ان يأتي الانسان الى اخر شاة له يحتاج الى ان ينزو عليها فحل لتحمل او او ببقرة يحتاج ان ينزع عليها الثور لتحمل فيأخذ عليه مقابل او يشارطه كم تدفع؟ مقابل ذلك؟ والامر ثاني ان هذا المال يأخذه على شيء فيه جهالة. لانه قد قد يحصل مثلا حمل وقد لا حمل قد ينشط الثور وقد لا ينشط الامر ليس متحققا فيه آآ آآ المصلحة لهذا الرجل. فليس من مكارم الاخلاق ومن جهة اخرى ايضا فيه الجهالة وفيه الغرض فيكون تسليم الاجرة مقابل شيء غير محقق. تسليم الاجرة على شيء غير اه محقق ولهذا جاء اه النهي عنه في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا ينتهي كتاب الاجارة ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبه قبل ان اختم بان درس العصر يتوقف الى يوم الاثنين يعني يوم الاثنين سيكون فيه تدريس اما فتوى الاحد سيكون الدرس فيهما متوقفا واعود للتدريس درس العصر بعد العصر درس الفجر كما هو معتاد الجمعة والسبت لا يوجد درس اما الاحد صباحا فسيكون آآ اه درس بعد صلاة الفجر في كتاب الكبائر لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى نسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك كما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل المصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا