فالحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اما بعد فهذه الليلة هي ليلة الثاني والعشرين من شهر رمضان واتحدث في هذه الليلة عن ليلة القدر هذه الليلة العظيمة هذه الليلة الشريفة هذه الليلة المهيبة التي انزل الله تعالى في شأنها قرآنا يتلى بل انزل في شأنها سورة كاملة من كتابه الكريم يقول ربنا سبحانه انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين انا انزلناه اي انزلنا القرآن في ليلة مباركة وهي ليلة القدر. كما قال في في السورة الاخرى انا انزلناه في ليلة القدر ووصفها الله تعالى بانها ليلة مباركة لكثرة بركاتها ومن اعظم بركاتها نزول القرآن فيها انا انزلناه في ليلة القدر. ما معنى نزول القرآن في ليلة القدر للعلماء في ذلك قولان القول الاول ان المقصود بنزول القرآن ان القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر ولكن هذا يرد عليه يعني بعض الاشكالات لان هناك بعض الايات نزلت مرتبطة باسباب النزول مثل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ونحو ذلك. ولذلك فكثير من اهل العلم يرجح المعنى الثاني وهو ان المقصود بنزول القرآن اي ابتداء نزوله فابتداء نزول القرآن كان في ليلة القدر فهذا هو القول الراجح ان معنى نزول القرآن في ليلة القدر اي ابتداء نزول القرآن انما كان في ليلة القدر اه هذه الليلة اه يقول الله تعالى فيها انا انزلناهم في ليلة مباركة. بركاتها كثيرة فمن بركاتها بالاضافة الى نزول القرآن ما يحصل للمؤمنين فيها من الاجور العظيمة والثواب الجزيل فان العمل الصالح في ليلة القدر خير من العمل الصالح في الف شهر كما قال سبحانه ليلة القدر خير من الف شهر اتدرون كم تعادل الف شهر كم تعادل الف شهر الف شهر تعادل ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر سبحان الله العمل في ليلة واحدة سويعات قليلة ليس مساويا بل خير خير من العمل في ثلاث وثمانين سنة واربعة اشهر المسألة مسألة توفيق من وفق لهذه الليلة كأنما كتب له عمر مديد من وفق لليلة القدر فقد وفق لخير عظيم ليلة القدر خير من الف شهر ومن بركات هذه الليلة نزول الملائكة فيها فان الملائكة تنزل بالخير والرحمة تنزل الملائكة بمن فيهم جبريل عليه السلام وتسلم على المؤمنين كما قال الله تعالى انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها الملائكة تنزل الى الارظ في ليلة القدر كي ترى عبادة المؤمنين وكما جاء في بعض الاثار انها تسلم على كل مؤمن ومؤمنة وهو قائم يصلي حتى انه جاء في بعض الاثار ان الملائكة تتعرف على المؤمنين وانها اذا فقدت احدا سألت عنه فقالت فلان ابن فلان رأيناه العام الماضي يصلي ولم نراه هذا العام. اللهم ان كان مريضا فاشفه وان كان غائبا فاردده تنزل الملائكة الى الارظ لكي ترى المؤمنين وهم يتعبدون لله عز وجل والله تعالى يباهي بعباده ملائكته. ويقول انظروا الى عبادي وهم يصلون وهم يتعبدون وهم يتضرعون بالدعاء. انظروا الى عبادي لما اخبرتكم باني سأخلق بشرا قلتم اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فقلت اني اعلم ما لا تعلمون انظروا الى عبادتهم وانظروا الى صلاتهم وانظروا الى دعائهم وانظروا الى تضرعهم الملائكة تنزل في ليلة القدر. من غروب الشمس تستمر الى طلوع الفجر. تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر ايها الاخوة هذه الليلة المباركة تسمى ليلة القدر من القدر وهو الشرف وقيل من التقدير وذلك ان اقدار السنة تكون في تلك الليلة كما اشار الى ذلك كما اشارت الى ذلك الاية الكريمة في سورة الدخان فيها اي في ليلة القدر يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا ففيها يفرق اي يفصل. كل امر حكيم يفصل من اللوح المحفوظ الى الصحف التي بايدي الملائكة. ما هو كائن في تلك العام الى العام المقبل يعني من ليلة القدر هذا العام الى ليلة القدر من العام المقبل يفصل من اللوح المحفوظ الى الصحف التي بايدي الملائكة ما قدره الله عز وجل في تلك السنة تفصل الاقدار وتكون في الصحف التي بايدي الملائكة يكون مثلا من تلك الاقدار بان فلان ابن فلان سيموت هذا العام وان فلان ابن فلان سيرزق بكذا وان فلان ابن فلان سيتزوج وان فلان ابن فلان سيحصل على كذا فجميع الاقدار التي يقدرها الله عز وجل في تلك السنة اه تنزل وتفصل من اللوح المحفوظ الى الصحف التي بايدي الملائكة. وهذا معنى قول الله عز وجل فيها يفرق كل امر حكيم اي يفصل من اللوح المحفوظ الى الصحف التي بايدي الملائكة وتأملوا ايها الاخوة اه لما ذكر الله عز وجل ليلة القدر قال انا انزلناه في ليلة القدر قال بعد ذلك وما ادراك ما ليلة القدر وهذا الاستفهام استفهام للتفخيم واستفهام للتعظيم وما ادراك ما ليلة القدر هذا لا يقال لا يؤتى بهذا الاسلوب الا للامور العظيمة الكبيرة كما في قول الله سبحانه القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة آآ القارعة والساعة شيء عظيم. كذلك عظم الله عز وجل هذه الليلة فقالوا وما ادراك ما ليلة القدر فاي تعظيم اعظم واشرف من هذا ان رب العالمين العظيم خالق الكون يقول عن هذه الليلة وما ادراك ما ليلة القدر على سبيل التفخيم والتعظيم لشأن هذه الليلة ثم قال سبحانه ليلة القدر خير من الف شهر اي ان العمل الصالح في هذه الليلة شريفة العظيمة المهيبة خير من العمل الصالح في الف شهر في ثلاث وثمانين سنة واربعة اشهر فيا له من فضل عظيم ويا له من ثواب جزيل تنزل الملائكة والروح فيها تنزل الملائكة في هذه الليلة لكي ترى عبادة المؤمنين باذن ربهم من كل امر. تنزل الملائكة بمن بهم اعظم الملائكة وهو الروح جبريل عليه السلام فانظروا ايها الاخوة كيف ان الله عز وجل اعلى من شأن هذه الليلة وعظمها غاية التعظيم وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر. انا انزلناه في ليلة مباركة. هذه الاوصاف العظيمة تدل على عظمة هذه الليلة وعلى عظيم شأنها وعلى ان من وفق لها فقد وفق لخيرات عظيمة وبركات كثيرة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فاجتهدوا ايها الاخوة اجتهدوا في هذه الليالي المباركة فان ليلة القدر منحصرة في ليالي العشر الاواخر من رمضان. فمن اجتهد في ليالي العشر يكون قد ادرك ليلة القدر لا محالة. واذا ادرك ليلة القدر فانه يرجى ان يحصل على المغفرة العظيمة وعلى الاجور الجزيلة. من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ليلة القدر خير من الف وقد ورد ان الدعاء في ليلة القدر انه مستجاب اجتهدوا في الدعاء وبخاصة في السجود فانه اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اجتهدوا ايها الاخوة في هذه الليالي المباركة رجاء مصادفة هذه الليلة واعظم ما يكون الاجتهاد الصلاة وبالقيام مع الامام فانه من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. واذا انصرفت من الامام اجتهد بقية الليل في في كل ما هو طاعة من تلاوة للقرآن من الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك فالمطلوب من المسلم ان يجتهد بكل ما هو عمل صالح وان يحيي هذه الليالي الفاضلة بالاعمال وان يقتدي في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم. اللهم وفقنا لليلة القدر. اللهم وفقنا لليلة القدر. اللهم وفقنا لليلة القدر اللهم اجعلنا ممن يفوز بجزيل الثواب وعظيم الاجر. واجعلنا ممن يقوم هذا الشهر ويصومه ايمانا واحتسابا ابا اللهم ما قسمت في هذا الشهر المبارك من خيرات ومن بركات ومن عتق من النار فاجعل لنا منه اوفر الحظ والنصر اللهم وفقنا لما تحب وترضى من الاقوال والاعمال. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين