شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس الرابع حقيقة قيام الحمد لله الملك القدوس السلام المتفرد بالعظمة والبقاء والدوام والصلاة والسلام على افضل انا نبينا محمد وعلى اله وصحبه الكرام. اما بعد فيقول الله تعالى يا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. ثم لنا الحكمة من فرضية الصيام فقال لعلكم تتقون. فالحكمة من مشروعية الصيام هي تحقيق التقوى لله عز وجل. ويتحقق ذلك بالامساك عن المعاصي وبفعل الطاعات والا تكون حال وهو صائم كحاله قبل الصيام. هذه الثمرة نجدها عند كثير من المؤمنين الموفقين الذين تتغير حالهم بعد دخول رمضان الى الاحسن فيقبلون على المساجد وعلى العبادة. فانظر يا اخي المسلم لصيامك هل يحقق هذه الثمرة وهي التقوى لله عز عز وجل ان رأيت من نفسك اقبالا على الطاعة في رمضان فمعنى ذلك ان الصيام قد حقق الغاية المقصودة اتى منه اما من كانت حاله في رمضان كحاله قبل رمضان او اسوأ فليراجع نفسه. فان الصيام لم يحقق الغاية منه لعلكم تتقون. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. هذا الحديث العظيم يبين ان حقيقة لا تنحصر في الامساك عن المفطرات الحسية فحسب ولكنها تشمل كذلك الامساك عن المعاصي القولية والفعلية. وهذا مطلوب في جميع الوقت ولكن يتأكد ذلك اثناء الصيام وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن المعاصي القولية بقوله قول الزور وعن المعاصي الفعلية بقوله والعمل به وعلى هذا فكل معصية تقع من الصائم فانها تخدش الصيام وتنقص من اجره واذا كثرت هذه المعاصي فقد يصل الصائم الى المرحلة التي ذكرت في هذا الحديث وهي فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. فعلى الصائم ان يحرص على حفظ صومه وذلك بحفظ جوارحه عن المعاصي في حفظ لسانه عن الكلام المحرم وبصره عن النظر المحرم وسمعه عن السماع المحرم. وبقية عن المعاصي وقد كان كثير من السلف الصالح اذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا نحفظ صومنا ولا اغتابوا احدا وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه يدل على انه لا يؤجر ولا يثاب على هذا الصوم وان كان تحصل به براءة الذمة. لانه قد امسك عن المفطر الحسية فتحصل به براءة الذمة لكنه لا يثاب ولا يؤجر عليه. ونظير ذلك الصلاة التي يصليها المصلين وهو من حين ان يكبر الى حين ان يسلم في هواجس ووساوس. فهذه الصلاة تبرأ بها الذمة لان قد حقق اركانها وشروطها وواجباتها لكن ليس له من اجر صلاته الا بمقدار ما عقل منها وهذا المعنى ينبغي ان يكون حاضرا لدى كل مسلم ومسلمة. وانه اذا اراد ان يفعل معصية قولية او فعلية تذكر انه صائم. فيمسك عنها ولو على سبيل المدافعة مع ان المدافعة في الاصل جائزة. قالت تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. وقال صلى الله عليه وسلم المستب ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم. فمن سبك يجوز لك ان تسبه بمثل سبابه الا اذا كنت صائما فلا تقابل السباب بمثله احتراما لشعيرة الصيام. لقول النبي صلى الله عليه وسلم فان ساب له احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم. اللهم بارك لنا في شهر رمضان واعنا ايتمام صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك. وجنبنا اسباب سخطك ومعاصيك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم