شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس السادس مفطرات صيام المعاصرة الحمدلله الذي خلق كل شيء فقدره وعلم مورد كل مخلوق ومصدره واثبت في الكتاب ما قضاه وستره. فلا مؤخر لما قدمه ولا مقدم لما اخره. وصلى الله على نبيه محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وبعد فقد سبق في الدرس السابق القول بان اصول المفطرات ذكرها الله تعالى في قوله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. والضابط في ما يحصل به التفطير هو ما كان منصوصا عليه او في معنى المنصوص. والاصل صحة الصيام. ولا يعدل عن هذا الاصل فيقال قالوا بفساد الصيام الا بامر واضح يقتضي فساد الصوم. وفيما ياتي بيان ابرز مفطرات الصيام المعاصرة او ولن ما يفسد الصيام. اولا الغسيل الكلوي. غسيل الكلى بنوعيه الدموي والبريتوني يحصل به التفطير للصائم وهذا ما افتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة شيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله وعلى فالذي يقوم بغسيل الكلى يفسد صومه. فان استطاع ان يصوم بعد رمضان فيقضي وان كان لا يستطيع فانه يطعم عن كل يوم مسكينا. ثانيا شرب الدخان. شرب الدخان محرم لانه مضر بالصحة. وقد اجمع الاطباء على واما بالنسبة لاثره على الصيام فانه مفسد للصيام. ثالثا التبرع بالدم وهو في معنى استخراج الدم ولذلك فانه يفسد به الصوم. ومن اراد ان يتبرع بالدم فليجعل ذلك في الليل الا عند الضرورة كأن يحتاج الى تبرع بالدم ويكون هناك انسان مريض عنده نزيف ونحو ذلك. ويطلب التبرع بالدم لحاجة ذلك المريض لا بأس ان يتبرع الانسان بالدم في هذه الحال. ويقضي يوما مكان هذا اليوم. رابعا تحليل الدم. ان كان الدم تخرج من الانسان كثيرا في معنى دم الحجامة فانه يحصل به التفطير للصائم. واما اذا كان قليلا عرفا كالذي يؤخذ لتحليل السكري فلا يفطر الصائم. خامسا قطرة الانف اذا كان ماء القطرة يصل للجوف فيفسد الصيام اما اذا كان استخدام هذه القطرة بطرف انفه ولا يصل للجوف فلا يفسد الصيام. ويدل لذلك حديث لقيط ابن صبرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما. اي ان انك اذا بالغت في الاستنشاق وانت صائم فربما نفذ الى الجوف شيء من الماء فيؤثر ذلك على صحة الصيام. وقد اختار هذا القول الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله. ومن احتاج لقطرة الانف ان امكن ان ليؤجل استخدام هذه القطرة الى الليل فهذا هو المتعين. اما اذا لم يمكن ذلك واحتاج الى استخدامها في النهار فان كان يفصل معه ماؤها الى الجوف فيفسد صومه. ويجب عليه ان يقضي ذلك اليوم. اما اذا لم يصل ماؤها للجوف فصومه صحيح. ثانيا ما لا يفسد الصيام. اولا قطرة الاذن. لا تفسد الصيام ولو وجد طعمها في حلقه لان الاذن ليست بمنفذ معتاد الجوف ومثله غسول الاذن واي علاج عن طريق الاذن والاصل هو وصحة الصيام. ثانيا قطرة العين. لا تفسد الصيام حتى لو وجد طعم القطرة في حلقه. لان العين ليست بمنفذ معتاد الى الجوف ومثل ذلك الكحل فليس له نفوذ الى الجوف فلا يفسد الصيام به. ثالثا الا التي توضع تحت اللسان ويستخدمها غالبا المصابون بامراض القلب ويمتصها الجلد تحت اللسان لا تفسد الصيام لانها ليست اكلا ولا شربا وليست في معنى الاكل ولا الشرب. والاصل هو صحة الصيام. رابعا المراهم لا تفسدوا الصيام لانها ليست باكل ولا شرب وليست في معنى الاكل ولا الشرب بجميع انواعها. خامسا الاكسجين للصائم لا يفسد الصيام. لان هذا الاكسجين انما هو يجري مجرى النفس ولا يذهب للمعدة وهذا هو القول الراجح. سادسا بخاخ الربو. لا يفسد الصيام. لان هذا البخاخ انما يذهب للقصبة الهوائية ولمجاري النفس ولا يذهب للمعدة منه الا شيء يسير جدا معفو عنه. واما علاج الربو الذي يكونوا على شكل كبسولات ويكون فيها مثل البودرة يضعها المريض في فمه. فتختلط بالريق فيبتلعها فهذه مفسدة للصيام لان لها جرما فهي اشبه بالطعام او الشراب. سابعا منظار المعدة الذي يدخل عن طريق الفم اذا ادخل من غيري ان يحتف به امور اخرى فلا يفسد الصيام. اما اذا صاحب ادخال المنظار اشيائك ان يوضع عليه مادة دهنية او انبوبة ينفذ منها ماء للتنظيف فيفسد الصيام. اما المناظير التي تستخدم عن طريق المهبل او فتحة شرج ونحوها فهذه كلها لا تفسد الصيام مطلقا حتى ولو كانت مطلية بمادة دهنية. التحاميل التي كونوا عن طريق فتحة الشرج او عن طريق المهبل ونحو ذلك لا تفسد الصيام. لانها ليست بطعام ولا شراب وليست بمعنى الطعام والشراب. ثامنا التخدير. اذا كان التخدير موضعيا فالصيام معه صحيح. اما اذا كان التخدير كليا فان كان شاملا لجميع النهار فصيامه غير صحيح. ويلزمه القضاء. واما ان كان لا يشمل جميع النهار ويفيق جزءا من النهار سواء في اوله او في وسطه او في اخره فالصيام معه صحيح. تاسعا قلع السن لا يحصل به للتفطير لان ما يخرج من السن عند قلعه انما هو دم يسير. واما خروج الدم بغير اختيار الانسان ان يخرج دم برعاف ونحوه فلا يفسد بذلك الصيام. اللهم وفقنا للاعمال الصالحات واغفر لنا عنا السيئات وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم