شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس الخامس عشر اصناف اهل الزكاة. الحمد لله معطي الجزيل لمن اطاعه. لا راد لقضائه ولا معقب على حكمه. والصلاة والسلام على من اجتباه واصطفاه محمد ابن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فيقول الله تعالى انما صدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم. وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل بالله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. في هذه الاية الكريمة بين الله تعالى مصارف فالزكاة واهلها المستحقين لها. وحصرها في هؤلاء الاصناف الثمانية. وصدر الاية باداة الحصر انما وبين ان صرفها فيهم فريضة لازمة. وان هذه القسمة صادرة عن علم الله وحكمته. وهؤلاء اصناف الصنف الاول الفقراء. والفقير هو المعدم الذي ليس عنده شيء او عنده دون نصف الكفاية. الصنف الثاني المساكين والمسكين هو الذي عنده نصف الكفاية او اكثرها وليس عنده تمام الكفاية. فالفقراء والمساكين هم تاجون لكن الفقراء اشد حاجة من المساكين. وقد ذكر الله تعالى المساكين في قصة موسى مع الخضر وان لهم سفينة يعملون عليها اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر. مثال ذلك رجل ليس عنده شيء هذا فقير ومن عنده دخل يكفيه الى عشرة من الشهر هذا فقير ايضا. ومن عنده دخل يكفيه الى منتصف الشهر هذا مسكين ومن عنده دخل يكفيه الى عشرين من الشهر لكن لا يكفيه الى اخر الشهر هذا مسكين. ومن عنده دخل يكفيه الى اخر الشهر اهذا مكفي وليس بفقير ولا مسكين ولا تحل له الزكاة. ومن باب اولى اذا كان يدخر شيئا من دخله فلا تحل له له الزكاة ولا يلزم اليقين بحالة الفقير او المسكين. وانما بما غلب على الظن من حاله. ولكن من سأل الزكاة ولم يظهر عليه في غنى فيجوز اعطاؤه من الزكاة. وينبغي اخباره بانها زكاة وانها لا تحل لغني ولا لقوي مكتسب وقد اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان جلدان يسألانه فصعد النظر فيهما ثم قال ان شئتما اعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب. الصنف الثالث العاملون عليها وهم الذين ينصبهم ولي الامر لجباية الزكاة من اهلها وحفظها وتصريفها. فيعطون منها بقدر عملهم وان كانوا اغنياء. واما وكلاء الافراد من في توزيع زكاتهم فليسوا من العاملين عليها. فلا يستحقون منها شيئا من اجل وكالتهم فيها. وكذلك القائمون على جمعيات الخيرية يعتبرون وكلاء وليسوا من العاملين عليها. الصنف الرابع المؤلفة قلوبهم. وهم من يرجى طعموا الزكاة اسلامهم او تقوية ايمانهم. او كف شرهم عن المسلمين. ويشترط في من يخشى شره ان يكون سيدا في قومه له اتباع وقوة وشوكة. الصنف الخامس الرقاب وهم الارقاء المكاتبون الذين اشتروا انفسهم حرروها ويجوز ان يفتدى الاسير المسلم من الزكاة لدخوله في عموم الرقاب. الصنف السادس الغارمون وهم الذين لحقتهم ديون كثيرة عجزوا عن سدادها. ولابد ان يكون الدين حالا وعجز عن سداده. بحيث ان الدائن لو رفع فيه شكاية لربما سجن بسبب ذلك الدين. اما من عليه ديون مؤجلة او مقصطة او عليه دين حال وهو قادر على سداده فليس من الغارمين المستحقين للزكاة. وينبغي العناية بهذا الصنف. فكم من انسان مسجون منقطع عن اسرته بسبب ديون ابتلي بها. فما اعظم اجر من تلمس حاجات هؤلاء وقضى ديونهم. الصنف السابع في سبيل الله وهو الجهاد في سبيل الله الذي يقصد به ان تكون كلمة الله هي العليا. ويدخل في ذلك جهاد الدعوة بالقول الراجح وهو ما اقره المجمع الفقهي برابطة العالم الاسلامي. فان جهاد الدعوة هو الاصل. بل لم يشرع جهاد الا لنشر الدعوة الى الله تعالى. وعلى هذا فيجوز دفع الزكاة لمراكز الدعوة الى الله تعالى. لكن ينبغي ان يقصر صرف الزكاة فيما تمحض من امور الدعوة كرواتب الدعاة ونحو ذلك. ولا تصرف في الامور غير الاساسية كالاعلانات والمسابقات ونحويها. الصنف الثامن ابن السبيل وهو المسافر الذي انقطع به السفر ونفذ ما في يده. فيعطى من الزكاة ما يوصله الى بلده وان كان غنيا فيها ووجد من يقرضه. فعلى المسلم ان يتحرى بزكاته المستحقين لها. وهم هؤلاء الاصناف الثمانية ولا تصرف لغيرهم فلا تصرف في بناء المساجد ولا في بناء المدارس ولا في حفر الابار ونحو ذلك. وينبغي مسلميا يتحرى بزكاته المستحقين. ولا يجامل باعطائها من لا يستحقها. فان بعض الناس يكون له اقارب او معارف اعتاد ان يعطيهم من زكاته. وتغيرت احوالهم بحيث اصبحوا غير مستحقين للزكاة. فلا تبرأ الذمة باعطائهم من زكاتي مع عدم استحقاقهم لها. ولا يجوز لمن كان غير مستحق للزكاة ان يأخذ منها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الناس اموالهم تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وسلم وصحبه وسلم وسلم