شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس التاسع. صلاة تراويح الحمد لله مقلب الليل والنهار تذكرة وتبصرة لاولي النهى والاعتبار. والصلاة والسلام على سيد الانبياء يا ايها الاخيار وعلى اله وصحبه الكرام الاطهار الابرار. اما بعد فان صلاة التراويح سنة مؤكدة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صلى بالناس صلاة التراويح ثم تركها خوفا من ان تفرض على هذه الامة. فعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل. فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فاصبح الناس فتحدثوا فاجتمع اكثر منهم فصلوا معه. فاصبح الناس فتحدثوا فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته. فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله. حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر اقبل على الناس فتشهد ثم قال اما بعد فانه لم يخفى علي مكانكم. لكني خشيت ان تفرض عليكم فتعجزوا عنها. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك. ثم كان الامر على ذلك في خلافة ابي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله الله عنهما ثم ذات ليلة في رمضان خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى المسجد فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر اني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل. ثم عزم فجمعهم على ابي بن كعب. ومنذ ذلك الحين الى وقتنا هذا وعمل على ذلك يصلون صلاة التراويح جماعة في المساجد. وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل مع الامام فقال من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. فاذا صليت يا اخي المسلم مع الامام صلاة كالتراويح ولم تنصرف حتى سلم من اخر ركعة فانه يكتب لك اجر قيام ليلة. واذا حافظت على ذلك طوال الشهر وكان هذا ايمانا واحتسابا فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قام رمضان ايمانا واحتسابا ان غفر له ما تقدم من ذنبه. وسميت صلاة التراويح بهذا الاسم لان السلف الصالح كانوا يطيلونها جدا حتى فانهم يعتمدون على العصي من طول القيام فكانوا اذا صلوا اربع ركعات استراحوا. ولذلك سميت صلاة التراويح وينبغي الطمأنينة في صلاة التراويح وعدم تخفيفها تخفيفا يخل بالطمأنينة. فانه يلاحظ على بعض ائمة المساجد انهم يخففون من صلاة التراويح تخفيفا كبيرا ربما اخل بركن الطمأنينة ومن صلى صلاة لم يطمئن فيها فليس له من صلاته الا التعب. والنبي صلى الله عليه وسلم قال للمسيء صلاته ارجع فصلي فانك لم تصل. اي ان هذه الصلاة غير صحيحة. قال اهل العلم ينبغي للامام ان يسمع المأمومين ان القرآن كاملا في صلاة التراويح في شهر رمضان. وان لم يتيسر فلا يشق على المأمومين. لكن يجب عليه ان اطمئن في صلاته ولا بأس بحمل المصحف للقراءة منه في صلاة التراويح. ويكره في صلاة الفريضة ويشرع قنوت الوتر في اخر صلاة التراويح. فاذا صلى الامام صلاة التراويح يختم ذلك بصلاة الوتر. ثم يقنت بعدما يرفع من الركوع من الركعة الاخيرة. وينبغي ان يحرص على تطبيق السنة. ومن ذلك اولا عدم الاطالة لان الاطالة تشق على كثير من الناس مع ما فيها من مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. ثانيا عدم استمرار الدعاء في كل ليلة. بل ظاهر هدي النبي عليه الصلاة والسلام انه كان لا يحافظ على دعاء القنوت في الوتر ثالثا ينبغي في دعاء القنوت الحرص على الدعاء بالمأثور. وعلى جوامع الدعاء والبعد عن التكلف وعن الادعية المسجودة ومن اراد من المأمومين ان يصلي في بيته بعد صلاة التراويح او من اخر الليل في شرع له اذا سلم الامام من الركعة الاخيرة ان يقوم ويشفعها بركعة. حتى يجعل وتره اخر صلاته. لقول النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا. وهذا خير من ان ينصرف قبل ان يوتر الامام. لانه اذا صلى الوتر مع الامام ثم شفع بركعة كتب له اجر قيام ليلة. بينما لو انصرف قبل وتر الامام فان هذا الفضل يفوته ومن اوتر مع الامام ورغب ان يصلي في بيته بعد ذلك فلا بأس. لكن يصليها مثنى مثنى من غير ان يوتر انه لا وتران في ليلة اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر اعمالنا. اللهم اجعلنا ممن يقوم رمضان ايمانا ابتسامة وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. وسلم