شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس السادس والعشرون نيل محبة الله الحمدلله المتعالي عن الانداد. الملك الرحيم بالعباد واشهد ان محمدا ورسوله المبعوث رحمة للعباد. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم وبعد فقد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا احب عبدا دعا جبريل فقال اني احب فلانا فاحبه. قال فيحبه جبريل ثم نادي في السماء فيقول ان الله يحب فلانا فاحبوه. ايحبه اهل السماء. قال ثم يوضع له القبول في الارض واذا ابغض عبدا دعا جبريل فيقول اني ابغض فلانا فابغضه. قال فيبغضه جبريل ثم وينادي في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه. قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الارض فالاول يوضع له القبول في الارض لا يراه احد او يسمع به الا احبه. والثاني توضع له البغضاء في الارض فلا الله احد لو يسمع به الا بعضه. والقلوب بيد الله عز وجل. فهذا العبد الذي احبه الله تعالى قد حاز الشرف العظيم ان يحبه رب السماوات والارض. وينادي جبريل ان الله يحب فلان ابن فلان باسمه يحبه جبريل ثم تحبه الملائكة ثم يوضع له القبول في الارض. ولنيل محبة الله تعالى اسباب ومن من ذكره الامام ابن القيم رحمه الله فقد ذكر عشرة اسباب جالبة للمحبة. وهي الاول قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما اريد به. الارتباط بالقرآن العظيم تلاوة واستماعا وتدبرا وتفهما لها من اعظم الاسباب التي ينال بها العبد محبة الله عز وجل. ولذلك يقول سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. المؤمن يزيد ايمانه بالاستماع للقرآن ويزيد ايمانه بتلاوة القرآن مع التدبر. فينبغي لك اخي المسلم ان تجعل لك نصيبا من تلاوة القرآن تتلو فيه كلام الله تعالى بتدبر. والا يمر عليك يوم الا وقد قرأت فيه شيئا من كلام الله عز وجل. الثانية التقرب الى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض كما قال الله تعالى في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه. وما لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. الاكثار من النوافل بعد المحافظة على الفرائض من اسباب لمحبة الله. الثالث دوام ذكر الله تعالى على كل حال. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. يقول ابن القيم رحمه الله فنصيبه من المحبة على قدر بنصيبه من هذا الذكر. الاكثار من ذكر الله سبحانه يجعل المسلم مرتبطا بالله عز وجل. ويقل تعلقه بالدنيا وهذا من شأنه ان يرقق القلب وتزول معه القسوة. ومن شأنه كذلك ان يجلب للعبد. ولهذا جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله فقال يا ابا سعيد اشكو اليك قسوة قلبي فقال الحسن اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله عز وجل. ثم ان الاكثار من ذكر الله سبحانه يورث العبد طمأنينة كما قال الله عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. هذه الطمأنينة هي سعادة قلبية يعجز اللسان عن وصفها وتعجز الكلمات عن التعبير عنها يصفها احد الصالحين فيقول انه يمر بالقلب اوقات نقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب ايثار محاب الله تعالى على محاب الانسان. فعندما تتعارض محبة الله مع محبة غيره يقدم محبة الله تعالى فعلى سبيل المثال عندما تسمع المؤذن يؤذن لصلاة الفجر فانك ستنهض من فراشك وتقوم وتؤدي صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد ان كنت صادقا في محبتك. اما من كان غير صادق فانه سيقدم محبته النوم والراحة والكسل على محبة الله عز وجل. كذلك عندما تكون هناك معاملة وفيها شبهة فان الصادق في محبة الله سبحانه وتعالى سيترك هذه المعاملة حتى وان كان فيها ارباح كبيرة ما دام ان في فيها شبهة وهكذا اذا تعارضت محبة الله مع محبة غيره تقدم محبة الله على محبة غيره الخامس مطالعة القلب لاسماء الله تعالى وصفاته. فمن عرف الله تعالى باسمائه وصفاته فعاله احبه لا محالة. السادس مشاهدة بره واحسانه والائه ونعمه الباطنة والظاهرة فانها داعية الى محبته. والنفوس مجبولة على حب من نحسن اليها. واي احسان للانسان اعظم من من احسان الله تعالى له. فجميع النعم منه جل وعلا. كما قال سبحانه وما بكم من نعمة فمن الله وقال وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. السابع انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى. يقول ابن القيم رحمه الله عن هذا السبب وهو من اعجبها وليس في تعبيري عن هذا المعنى غير الاسماء والعبارات. خاصة عندما يكون المسلم خاليا بربه لا يراه احد احد من الناس وينطرح بين يدي الله وينكسر ويناجي ربه. هذا من اعظم الاسباب التي يرق بها القلب وتنال بها المحبة لله. الثامن والخلوة به وقت النزول الالهي. لمناجاته وتلاوته كلامه والوقوف بالقلب والتهدب بهدب العبودية بين يديه. ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة عندما يخلو العبد بربه سبحانه في الثلث الاخير من الليل ويصلي ما كتب الله تعالى له ان يصلي. ثم ما يختم ذلك بالاستغفار فهذا من اسباب الثبات. بل زيادة الايمان ونيل محبة الله سبحانه انا التاسع مجالسة المحبين الصادقين والتقاط وطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي طايب الثمر ان المجالسة للصالحين لها اثر كبير على المسلم. ويجد الانسان اثرها على نفسه وعلى سلوكه. فمجالسة التي تكون مجالسهم عامرة بذكر الله تزيد العبد ايمانا. واذا زادته ايمانا كان ذلك من اسباب لمحبة الله عز وجل. العاشر مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل من ذلك التعلق بالدنيا فان التعلق بامور الدنيا له اثر في الغفلة عن الاخرة وقسوة القلب. فينبغي ينبغي للمسلم ان يحرص على الابتعاد عن كل سبب يشغله عن طاعة الله عز وجل. اللهم ايقظنا دارك ما تبقى من الاعمار. ووفقنا للتزود من الخير والاستكثار. واجعلنا ممن قبلنا صيامه واسعدته بطاعتك فاستعد لما امامه. واغفر اللهم لنا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وصحبه اجمعين