شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس السابع والعشرون الصبر واقسامه الحمدلله اهل الحمد والثناء المتفرد بالعز والكبرياء. والصلاة والسلام على على نبينا محمد سيد الانبياء. وعلى اله وصحبه البررة الاتقيا. وبعد فان الصبر له فضائل عظيمة دلت عليها نصوص الكتاب والسنة. ومن ذلك ان الله سبحانه وتعالى امر به فقال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا. وقال سبحانه واصبروا ان الله مع الصابرين. والمقصود بالمعية المعية الخاصة التي تقتضي النصر والتأييد والتوفيق. واخبر انه يحب من اتصف به فقال سبحانه والله يحب الصابرين وبين ان اجر الصابرين لا حد له ولا عد. فقال سبحانه وتعالى اجرهم بغير حساب. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. وهذا الحديث يدل على ان اعظم عطاء يعطاه العبد الصبر. الصبر من نعم العظيمة والمنح الكبيرة التي يعطاها المسلم. والانسان في هذه الحياة لابد ان يواجه مصاعب تعب ومصائب فلابد له من الصبر. وبدون الصبر فان حياته تتحول الى بؤس وتعب وشقاء. وقال النبي صلى الله عليه وسلم والصبر ضياء. والصبر ضياء يستضيء به المسلم منهج ومدرسة للمسلم في الحياة. وبدون الصبر لا يمكن ان يعيش الانسان ويحيا الحياة المطمئنة السعيدة والصبر فضائله كثيرة واجوره عظيمة. ولهذا قال بعض السلف لا نعلم خلقا من الاخلاق اثنى الله عليه في القرآن وحث عليه مثل الصبر. فهو من الاخلاق الكريمة التي ينبغي ان يحرص المسلم على تقوية وقد قسم اهل العلم الصبر الى ثلاثة اقسام. والصبر على طاعة الله والصبر عن معاصي الله. والصبر على قدر المؤلمة. اما الصبر على طاعة الله تعالى فمعناه ان المسلم يصبر نفسه ويحملها على الاتيان بالطاعة على سبيل المثال القيام لصلاة الفجر واداء هذه العبادة مع الجماعة في المسجد من الامور الصعبة على كثير من الناس كما قال الله تعالى وانها لكبيرة الا على الخاشعين. فهذه العبادة احتاج من المسلمين ان يصبر نفسه حتى يقوم ويستيقظ من فراشه ويذهب للمسجد ويصلي مع الجماعة في المسجد وهكذا بالنسبة لسائر الطاعات. واما الصبر عن معاصي الله فان كثيرا من المعاصي توافق هوى النفوس وقد يجد الانسان لها لذة فهي تحتاج الى ان يصبر الانسان نفسه عن هذه المعصية كالنظر المحرم او الغيبة فيحتاج الى ان يكف نظره ويكف لسانه ويكف سائر جوارحه عن المعاصي. واما الصبر على اقدار الله فان من حكمة الله عز وجل انه يبتلي عباده بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس ثم اراد ويختبرهم. قال سبحانه ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص قم من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون ومعنى الصبر عند المصيبة ان الانسان يحبس نفسه عن الجزع ولسانه عن التشكي والاقوال المحرمة وجوارحه عن الافعال المحرمة كلطم الخد وشق الجيب ونحو ذلك. والانسان عندما تصيبه مصيبة له واحوال الحال الاولى الجزع فيجزع عندما تأتيه المصيبة وتصدر منه اقوال محرمة كالاعتراض على القضاء والقدر ومن ذلك ان يقول ماذا يا ربي فعلت حتى تصيبني بهذه المصيبة؟ او لماذا اصب بهذه المصيبة من بين الناس ونحو ذلك او تصدر منه افعال محرمة كلطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك. فهذا الجزع بالقول او الفعل محرم. ومن كبائر الذنوب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. الحال الثانية الصبر. اي يحبس نفسه عن الاقوال والافعال محرمة فهو قابض على نفسه من ان يتكلم بكلام محرم ومن ان يصدر منه فعل محرم. وهذه الحال حكمها الوجوب فيجب على المسلم ان يصبر عند المصيبة ولا يلزم من ذلك الرضا فقد يصبر وهو في نفسه غير راض. الحال الثالثة الرضا. ايا يرضى بالمصيبة. ولا يوفق للرضا الا من كان قويا الايمان وهذه الحال حكمها الاستحباب على القول الراجح وليست واجبة. لان كثيرا من الناس لا يستطيع ان يصل الى هذه الحال الحال الرابع الشكر. عندما تقع له مصيبة يحمد الله ويشكره لانه يرى حقارت هذه ويعلم انه اذا صبر على هذه المصيبة وحمد الله وشكره عوضه الله تعالى بصلوات ورحمة وهداية واجور وكفارات. فهو يرضى ويحمد الله تعالى ويشكره. واذا كانت مرتبة الرضا مستحبة فمرتبة الشكر مستحبة من باب اولى. وهناك جانب اخر من جوانب الصبر وهو الصبر انظروا في معاملة الناس. فان الانسان عندما يعامل الناس سيواجه طبقة غير محترمة تحب اذا الاخرين وتتسلط عليهم وهي طبقة الجاهلين. فينبغي الصبر على اذاهم وعدم مقابلة السيئة بمثلها الاعراض عن جهلهم اعلى المسلم ان يصبر نفسه على ما قد يلاقيه من هذه الشرائح الصعبة في المجتمع ومما قد يلاقي الاذى في بيته اما من زوجة او والد او والدة او اخ او ذي رحم. فعليه ان يصبر وان اعرض عن الجاهل وان تيسر ان يقابل السيئة بالحسنة فهو الاكمل والافضل. اللهم اجعلنا من من الصابرين الذين تحبهم ووفقنا لما يرضيك وجنبنا معاصيك فاغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وصحبه