شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. اسباب الثبات على الاستقامة. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. والصلاة والسلام على نبينا محمد عبد الله ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين. اما بعد فنسمع باشخاص كانوا على جانب من الخير والصلاح والاستقامة. اذا رأيتهم اعجبك سمتهم واعجبتك احوالهم وصلاحهم. ثم اذا بك تفاجئ اذا رأيتهم بعد مدة من الزمن بان احوالهم قد تغيرت. واذا بهم قد انضموا الى ركب المتساقطين عن طريق قام فما السبب في انتكاسة هؤلاء وتبدل احوالهم؟ انها الفتنة. ان الانسان قد يفتن عن طريق الخير والاستقامة واننا نعيش في زمان قد كثرت فيه الفتن بانواعها. فتن شهوات وفتن شبهات وقد اخبر عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة عن الفتن. واخبر بان من اشراط الساعة ظهور الفتن. ولهذا فان فهذا الموضوع في غاية الاهمية فينبغي للمسلم ان يتعرف على حقيقة هذه الفتن وسبل الوقاية منها وابرز اسباب الثبات على الاستقامة اولا قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه. قال الله عز وجل في وصف الصادقين واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. قال ابن القيم رحمه الله اليس شيء انفع للعبد في معاشه ومعاده واقرب الى نجاته من تدبر القرآن واطالة التأمل وجمع الفكر على معاني اياته. فانها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقات واسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل اهلهما. ثانيا الارتباط بالصحبة الصالحة فالانسان بطبعه يتأثر بجلسائه وبمن حوله. ولهذا لو اختار الانسان جلساء صالحين فانه لابد ان يتأثر بصلاحهم. وان جلس مع جلساء سيئين فلابد ان يتأثر بهم. ويقال ان اي انسان اثروا باكثر خمسة جلساء يجالسهم. وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم للجليس الصالح والجليس السيء بقوله انما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسكين ما ان يحذيك اما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير ايمان يحرق ثيابك واما ان تجد ريحها من خبيثة ثالثا ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احفظ الله يحفظك. وحفظ الله الله تعالى يكون بطاعته واجتناب معصيته. اي ان يكون صادقا في تدينه. فمن كان صادقا مع الله في فان الله تعالى يحفظه في امور دينه ودنياه. وحفظ الدين اشرف من حفظ الدنيا. وحفظ دين يعني ان الله تعالى يثبته ويعصمه من الفتن. ولهذا فان معظم من يقع في الفتنة عنده خلل في تدينه والا لو كان صادقا مع ربه لحفظ الله عليه دينه وعصمه من الفتن. رابعا كثرة ذكر الله قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي موسى مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت وكثرة ذكر الله تجعل العبد يرتبط بربه ويقل تعلقه بالحياة المادية. وهذا مما عينه على الثبات على الاستقامة. خامسا الدعاء فينبغي للمسلم ان يسأل الله كل يوم الثبات على دينه وان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ربي لا تزغ قلبي بعد اذ هديتني وهب لي من لدنك كرحمة انك انت الوهاب. وان يستعيذ بالله من الفتن. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تعوذوا وبالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. والانسان يبقى ضعيفا وقد يقع في الفتنة من حيث لا يشعر. وقد قد تعتريه حالة ضعف فيقع في الفتنة من حيث لا يشعر. فعلى المسلم ان يضرع الى الله سبحانه ويسأله الثبات وان يجنبه الفتن. سادسا عدم التعرض للفتن والابتعاد عنها وعن اسبابها. قال عليه الصلاة والسلام تكون فتن القاعد فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الماشي. والماشي فيها خير من ساعي ومن يشرف لها تستشرف. ومن وجد ملجأ النوم عادا فليعذ به. اي من يتطلع لها فيها. وقال صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال فلينأ عنه. والمعنى من سمع بالدجال فليبتعد وهذا اصل في الابتعاد عن الفتن. فلا يتعرض المسلم للفتن ولا يستشرف لها. سابعا قيام الليل فان قيام الليل بمثابة الوقود الروحي للمسلم يخلو فيه بربه ويناجيه ويدعوه ويستغفره. فالمحافظة عليه من اعظم اسباب الثبات. ربنا، لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا الدنيا والاخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. وصحبه وسلم