شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. قصة خلق الانسان الحمد لله الرحمن خلق الانسان وعلمه البيان. وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى اله واصحابه حملة العلم والقرآن. وبعد فمن المواضع التي تكرر ذكرها في القرآن الكريم تدعو خلق الانسان. فقد ذكره الله سبحانه وتعالى مبسوطا ومجملا في عدة مواضع من القرآن الكريم وذلك ان الله عز وجل لما اراد ان يخلق الانسان اخبر ملائكته بذلك. كما قال سبحانه واذ قال للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال اني اعلم ما لا تعلمون. ولما خلق الله ابانا ادم اراد ان يظهر شرفه وفضله للملائكة بامرين. الامر الاول ان الله تعالى علمه اسماء كل شيء. ثم عرضهم على الملائكة وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة. فقال انبئوني باسمائي هؤلاء ان كنتم صادقين. قالوا سبحانك تلا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم فاظهر الله تعالى شرف بني ادم باشرف صفة في الانسان وهي العلم. الامر الثاني ان الله الا امر الملائكة بالسجود لادم تكريما له. واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا فسجد الملائكة له واستكبر ابليس وقال خلقتني من نار وخلقته من طين فعصى ربه فلعنه الله تعالى وطرده. كما قال سبحانه الى يوم الدين. ثمان الله تعالى خلق من ادم زوجه حواء من ضلع من اضلاعه. وامرهما الله عز وجل بان يسكن الجنة وان يأكل منها رغدا حيث شاء. وكلا منها رغدا حيث شئت ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. واخبرهما بان الشيطان عدو لهم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى اه ومع هذا التحذير من الله عز وجل لهما الا ان الشيطان اتى اليهما باسلوب خبيث وماكر. وهو الذي يستخدمه مع بني ادم فاتى نقطة الضعف عند الانسان وهي الطمع والحرص. فقال ما نهاكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين. ولم يكتف بهذا بل سما لهما بالله العظيم انه لمن الناصحين. كما قال سبحانه وقاسمهما اني لك ما الناصحين. فدلاهما بغرور. اي غرهما وخدعهما. فاكلا من الشجرة لما اكلا منها طار عنهما لباس الجنة. كما قال سبحانه فلما ذاق الشجرة بدت لهما واتهما وقوله بدت اي ظهرت وسوءتهما يعني عورتهما. والعورة تسمى سوءة لانه يسوء الانسان كشفها بفطرته. فلما انكشفت عورتهما فزعا وطفقا يخصفان عليهما من الجنة اي جعلا يأخذان من ورق الجنة ويستران عورتهما. وعرفا بان هذا اللعين الخبيث ابليس قد قد غرهما فجعلا يبكيان نادمين ولم يعرفا كيف يتوبان. فتلقى ادم من ربه كلمات يقولها هو هو فتاب الله تعالى عليهما. وهذه الكلمات هي ربنا ظلمنا انفسنا لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وجعلا يقولانها ويكررانها ابى الله عليهما. ولذلك افضل كلمات يقولها التائب هي هذه الكلمات. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وتاب الله على ادم وحواء واما ابليس فقد لعنه وطرده. لان ابليس لم يطلب التوبة اصلا وانما فقد توعد ادم سأل الله ان ينظره لاجل ان يغوي دم وبنيه. لانه يرى انهم هم السبب في لعنه وطرده ثمان الله بحكمته البالغة قال اهبطوا منها جميعا. والخطاب متوجه لادم وحواء وابليس قد اختار الله عز وجل هذا الكوكب الارض وهيأه قبل ذلك لسكنى بني ادم فاهبط الله تعالى ابانا ادم وامنا والى الارض ومعهم ابليس. ثم بعد ذلك تناسل البشر. هذه هي قصة مبتدأ الخلق بينها الله عز وجل لنا في كتابه الكريم اوضح بيان. فينبغي ان نأخذ منها الدروس والعبر. ومن ذلك عداوة الشيطان القديمة للانسان. فالشيطان عدو للانسان لا يريد له الخير بل يريد له الغواية وان يدخل معه والنار ومنها ان الشيطان له اساليب ماكرة وخبيثة على ابن ادم. فلا يأتي الانسان بطريق مباشر لايقاع في المعصية لكنه يأتيه بطرق ماكرة. وينظر الى نقاط الضعف عنده ويغويه عن طريقها. ولهذا قال سبحانه حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. ومنها انه ليس كل من ادعى النصح يكون ناصحا. فابليس واقسم بالله لادم وحواء بانه له مال من الناصحين. ومنها انه من اقبل الى الله تائبا تاب الله الله عليه مهما كان الذنب. فادم وحواء لما اكل من الشجرة تاب الى الله فتاب الله عليهما ومنها شؤم المعصية. فادم وزوجه كانا يتنعمان في الجنة بانواع النعيم. وبمجرد الوقوع في بالاكل من الشجرة طار عنهما لباس الجنة. وانكشفت عوراتهما وجعلا يسترانها بورق الجنة اللهم اعذنا من الشيطان الرجيم واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ان يجمع ماله وصحبه اجمعين