شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس التاسع والعشرون قائل التوبة الحمد لله عظم حلمه فستر. وبسط يده بالعطاء فاكثر. والصلاة والسلام على نبينا نبينا محمد خير البشر. وعلى اله وصحبه الكرام الغرر. وبعد. فالكمال في البشر فهم ليسوا كالملائكة الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. ولو اراد الله الله تعالى لجعلهم كالملائكة لكن الله عز وجل خلقهم على هذه الصفة. يقع منهم الخطأ والتقصير يستغفرون ربا غفورا رحيما فيغفر لهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم. والله تعالى يدعو عباده الى جنته والى مغفرته. والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه. يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى. ويقول الله تعالى في الحديث القدسي يا عبادي انكم تخطئون في الليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا اغفروني اغفر لكم. وينادي عباده كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر. من يدعوني فاستجب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟ قبى لمن عرف ان له ربا رحيما غفورا كريما. يقبل توبة التائبين ويقبل عثرات العاثرين. اذا لجأوا اليه مخلصين صادقين. وقد اخبرنا الله عز وجل بانه يحب التوابين من عباده. فقال جل وعلا ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. والله يحب من عبده انه كل ما وقع في الذنب يتوب اليه. ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فاذنب فقال اي ربي اغفر لي ذنبي. فقال تبارك تعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فاذنب فقال اي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء. فاذا وقع العبد في الذنب وتاب الى الله محققا شروطا التوبة فان الله يتوب عليه ما دام صادقا في توبته. لكن لو جاءته لحظة ضعف نفس فوقع في الذنب مرة مرة اخرى ثم تاب صادقا فان الله يتوب عليه. ومهما تكرر الذنب وتكررت معه التوبة تكملة شروطها فان الله عز وجل يتوب عليه. والافضل ان العبد اذا وقع في الذنب يتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله ويتوب اليه لقوله عليه الصلاة والسلام ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر الله له. ويشترط لصحة التوبة ثلاثة شروط. الاول الاقلاع عن الذنب. فلا تصح توبة من هو مستمر على الوقوع في الذنب. الثاني الندم على ما وقع منه. وقد جاء في الحديث الندم توبة. ثم ان الندم يدل على الصدق في التوبة العزم على الا يعود للذنب مرة اخرى. فاذا تاب وهو عازم على العودة للذنب فلا تصح توبته لكونه غير صادق في توبته. واذا كان الذنب متعلقا بحق ادمي فيضاف شرط رابع وهو رد الحق صاحبه ان امكنه او التحلل منه. والله تعالى يفرح بتوبة عبده اذا تاب اليه فرحا عظيم يصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفرح بقوله لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب من احدكم كان على راحلته بارض فلاة. فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه. فايس من افات شجرة فاضجع في ظلها قد ايس من راحلته. فبين هو كذلك اذا هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح قال الامام ابن القيم رحمه الله فاي فرحة تعدل فرحة هذا؟ ولو كان في الوجود فرح اعظم من فرحها مثل به النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك ففرح الله تعالى بتوبة عبده اذا تاب اليه من فرح هذا الرجل براحلته هذا هو الكرم الالهي من هذا الرب الكريم الجواد هذا الفرح العظيم من الرب جل وعلا بتوبة عبده يدل على عظيم رحمة الله بعباده وعلى محبته للعفو وعلى عظيم فضله وجوده وكرمه واحسانه. والا فانه سبحانه غني عن عباده ولكن لعظيم احسانه لعباده ولمحبته للعفو. يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم ربنا اغفر لنا وتب علينا انا انك انت التواب الرحيم. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما وما اسررنا وما عنا وما انت اعلم بهن. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصحبه وسلم