شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. وصف الجنة. الحمد لله الذي رجال الجنة لعباده المؤمنين نزولا. ونوع لهم الاعمال الصالحة ليتخذوا منها الى تلك موئلا. وصلى الله على رسوله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وبعد فان من اعظم الاساليب التي سلكها القرآن الكريم لدعوة الناس الى تحقيق العبودية لله تعالى اسلوبا طيب والترهيب الذي قد ربط بدارين عظيمتين هما نهاية المطاف البشرية. وهما الجنة تم النار. والحديث في هذا الدرس عن اوصاف الجنة وسيكون الحديث عن اوصاف النار في درس قادم ان شاء الله ان الجنة وما فيها من النعيم والسرور والفرح والحبور لا يعجز عن وصفها الواصفون. وهي جديرة لان يعمل لها العاملون. وان يتنافس فيها المتنافسون. وان يفني الانسان عمره في لطلبها ففيها من النعيم ما يعجز العقل البشري عن تصوره وتخيله. يقول الله عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كان كانوا يعملون. ويصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا النعيم فيقول قال الله اعددت الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ويقول الله سبحانه في وصف هذا النعيم عيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين. كذلك وزوجناه يدعون فيها بكل فاكهة امنين. لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهم عذاب الجحيم. فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم. ويقول سبحانه مثل الجنة التي وعد المتقون نون فيها انهار مما غير اس. اي لم يتغير ولا يتغير وبدأ وانهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا فساد. وانهار من خمر لذة للشاربين لا تصدعوا الرؤوس ولا تزيلوا العقول. وانهار من عسل مصفى تجري هذه الانهار من غير حفر ولا سواق. يصرفونها كما يشاؤون. ولهم فيها مثل كل الثمرات. ويقول سبحانه يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم احزنون الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين. ادخلوا الجنة انتم وازواجكم تحبرون. يطاف عليهم بصحاف من ذهب واكواب وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها بدون وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. لكن فيها يا فاكهة كثيرة منها تأكلون. والايات في وصف الجنة ونعيمها كثيرة وقد جاء في السنة بعض صفات الجنة وما فيها من النعيم ومن ذلك عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. والذين يلونهم على كوكب دري في السماء ايضا. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون نشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الالوة. وازواجهم الحور العين. اخلاقهم على خلق لرجل واحد على صورة ابيهم ادم ستون ذراعا في السماء. وفي رواية لا اختلاف بينهم ولا قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا. وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون. قالوا فما بال الطعام؟ قال جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس. وعن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان امرأة من اهل الجنة اطلعت الى اهل الارض لاضاعت ما بينهما. ولا ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وعن صهيب رضي الله عنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا ازيدكم؟ فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة وتنجي جنا من النار. قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل. يقول ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الجنة شيء مما في الدنيا الا اللسم. فالاسم هو الاسم ولكن المسمى غير المسمى. ففي الجنة من كل فاكهة زوجان فيها فاكهة ونخل ورمان. ليست من مثل فاكهة ونخل ورمان الدنيا هي فقط تشبهها في الاسم ولكنها مختلفة عنها في الحقيقة قد قطوفها تذليلا. ان قام تناولها بسهولة وان قعد تناولها بسهولة. وان اضطجعتنا لها بسهولة كلما قطع منها شيء خلفه اخر. كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها. اي في اللون والهيئة لكنه مختلف في الطعم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا. اهل الجنة فيها من الموت امنون من الهرم امنون من المرض. امنون من كل خوف ومن كل نقص في نعيمهم او زواره خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك. عطاء غير مجذوذ. ان نعيم الدنيا مهما كان فان الانسان مع مرور الوقت يمل منه ويسأم. واما نعيم الجنة فلا يسأمون منه ولا يملون منه ولا يبغون عنه حولا. لا يبغون عنها ومن كمال نعيم الله تعالى على اهل الجنة ان الله تعالى يجمع شتات افراد العائلة اذا كانوا جميعا من اهل الجنة ودرجاتهم متفاوتة. فيجمعهم ويرفعهم الى ارفعهم درجة. كما قال سبحانه والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ويلحق الله تعالى بعضهم بعضا الى الدرجة الرفيعة من غير ان ينقص من في الدرجة الرفيعة شيئا. ولهذا قال وما التناهم من عملهم من شيء. وانما يرفعهم الله تعالى تفضلا هو كرما واحسانا. وحتى يكمل انسهم ونعيمهم في دار النعيم. قال ابن الجوزي رحمه الله من تأمل بعين الفكر دوام البقاء في الجنة. في صفاء بلا كدر ولذات بلا انقطاع وبلوغ كل لمطلوب للنفس والزيادة مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. من غير تغيير ولا زوال اذ لا يقال الف الف سنة ولا مائة الف الف بل ولو ان الانسان عد الالوف الوف فالسنين لا انقضى عدده وكان له نهاية وبقاء الاخرة لا نفاد له. الا انه لا يحصل ذلك الا بنقد هذا العمر يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل انت غالية على الكسلان. يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الالف الا واحد الاثنان. يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها؟ الا اولوا تقوى مع الايمان يا سلعة الرحمن اين المشتري؟ فلقد عرضت بايسر الاثمان يا صلة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو امكان. نعيم الجنة نعيم عظيم يتنعم فيه ابدا لا ابد. ليس فيه مرض ولا هم ولا غم ولا تعب ولا انصب ولا موت بل لذات متتابعة الى ما لا نهاية. ينعم ولا يبأس فيها ما اتشتهيه الانفس وتلذ الاعين؟ فعلى المسلم ان يتزود بالاعمال الصالحة رجاء يدخله الله الله تعالى هذه الجنة وعليه ان يسأل الله تعالى كل يوم ان يدخله الجنة وان يعيذه من النار فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سأل الله الجنة ثلاثا قالت الجنة اللهم ادخله الجنة ومن استعاذ بالله من النار ثلاثا قالت النار اللهم اعذه من النار اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار. اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار. اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار. وصلى الله الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصحبه وسلم