شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. بسم الله الرحمن الرحيم. وصف النار. الحمد لله القيوم. خلق البشر وابان لهم طريق الخير والشر ففريق الى دار النعيم وفريق الى السموم وصلى الله على عبده ورسوله وعلى اله وصحبه ما هطلت الغيوم. وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد حذرنا ربنا تعالى في كتابه من النار. واخبرنا عن انواع عذابها بما تتفطر منه الاكباد وتتفجر منه القلوب. وتحار فيه العقول. انها والله دار الذل والهوان والعذاب والخذلان. دار الشهيق والزفرات والانين والعبرات. دار نهلها اهل اهل البؤس والشقاء والندامة والبكاء. ومما جاء في وصفها في القرآن الكريم. قال عز وجل اذا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور. تكاد تميز من الغيظ. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا. وقودها الناس تجارة عليها ملائكة غلاظ شداد. لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال تعالى انها ترمي بشرر كالقصر انه جمالة صفر. وقال تعالى وترى المجرمين يومئذ مقرنين بالاصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار وقال تعالى فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا وقوا عذاب الحريق. وقال تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير. فذور وقوف ما للظالمين من نصير. وقال تعالى ان الذين كفروا بايات سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها يذوق العذاب ان الله كان عزيزا حكيما. والايات في في النار وانواع عذابها الاليم الدائم كثيرة. ومما جاء في وصف النار في السنة ما يلي عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام. مع كل ما من سبعون الف ملك يجرونها. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه عشان لما اذ سمع وجبة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم تدرون ما هذا؟ قال قلنا الله ورسوله اعلم قال هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الان حتى انتهى الى قعرها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لافسدت على اهل الدنيا معايشهم. فكيف بمن يكون وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اهون اهل النار عذابا من له علان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل. ما يرى ان احدا اشد منه عذابا وانه لاهونهم عذابا. انها والله دار البؤس والشقاء والعذاب الشديد دار ساكنوها شرار الخلق عند الله من الشياطين واتباعهم. قال الله تعالى لابليس قال فالحق والحق اقول لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين. فان سألت عن مكانها فانها في اسفل سافلين. وان سألت عن طعام اهلها فهو الزق ثم وهو شجر خبيث مر الطعم كريه المنظر. لا يسمن ولا يغني من جوع. هذا اذا جاعوا فاذا كلوا منه التهبت اكبادهم عطشا. وان يستغيثوا يغاثوا بما كالمهل يشوي الوجوه. وهو الرصاص المذاب يشوي وجوههم حتى تتساقط لحومها فاذا شربوه على كره وضرورة قطع معهم ومزق جلودهم. هذا شرابهم كالمهل في حرارته وكالصديد في نتنه وخبثه. يضطر شاربه الى شربه اضطرارا تجرعه ولا يكاد يصيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت عذاب غليظ. اما ان سألت عن لباسهم فلباسهم لباس الشر والعار قطعت لهم ثياب من نار. سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار فلا يقيم هذا اللباس حر جهنم. وانما يزيدها اشتعالا وحرارة. ولا ان يقوا به وهج النار وحرها عن وجوههم. عذابهم في هدايا لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ونادوا يا مالك وهو خازن النار ليقضي علينا ربك لا يريدون حتى الخلاص لانهم لا يرجونه اصلا انما يريدون العدم. قال انكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون ايها الاخوة هل يستطيع احدنا ان يضع يده او اي جزء من جسده في نار الدنيا لمدة دقيقة واحدة اذا الا فليعلم بان نار الدنيا هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم. اي ان نار جهنم ضعفت على نار الدنيا تسعا وستين مرة كلها مثل حر ياء. كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه التي يوقد ابن ادم جزء من سبعين جزءا من جهنم قالوا والله ان كانت لكافية يا رسول الله. قال فانها فضلت عليها تسعة وستين جزءا كلها مثل حرها. لقد حذرنا الله تعالى من هذه النار غاية تحذيري في كتابه الكريم. وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها. فينبغي للمسلم ان يجعلها نصبة عينيه والا يغفل عنها وان يتذكرها مشفقا منها. فان الله تعالى قد اثنى على عباده المؤمنين من الذين هم من عذاب ربهم مشفقون. وقال سبحانه والذين يصدقون بيوم الدين الذين هم من عذاب ربهم مشفقون. اي خائفون. وقال عز وجل عن اهل الجنة وبنى بعضهم على بعض يتساءل يتساءلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين اي كنا في الدنيا مشفقين وخائفين من عذاب النار. فمن الله ووقانا عذاب السموم. انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم. وقد وصف الله تعالى عباده للالباب انهم كانوا في الدنيا يسألونه النجاح ات من النار فقال والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرا ومقاما ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. وما للظالمين من انصار وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم ادخله الجنة. ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم اجره من النار. اللهم نجنا من النار. واسقنا دار المتقين الابرار. واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وصحبه اجمعين