والفجر يسرها بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس الحادي عشر ايام التشريق الحمد لله مدبر الليالي والايام ومصرفي الشهور والاعوام الملك القدوس السلام. والصلاة والسلام على خير انام نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه على الدوام. وبعد فايام التشريق هي يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. واليوم الحادي عشر يسمى يوم القر. لان الحجاج يقرون فيه بمنى واليوم الثاني عشر يسمى يوم النفر الاول. لانه يجوز للمتعجل النفر في هذا اليوم. واليوم الثالث عشر تسمى يوم النفر الثاني. يقول الله تعالى واذكروا الله في ايام معدودات. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه. لمن اتقى. والايام المعدودات هي ايام التشريق ولا ايدخل فيها يوم العيد ومن الاحكام المتعلقة بايام التشريق ان المبيت بمنى فيها واجب من واجبات الحج دار الواجب هو ان يبيت بمنى اكثر من نصف الليل. والافضل ان يبقى بمنى ليلا ونهارا كما هو هدي النبي صلى الله عليه عليه وسلم ويشرع للحاج اذا لم يكن من اهل مكة ان يقصر الصلاة الرباعية ركعتين فيصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين. اما الفجر فانها في الاصل ركعتان. واما المغرب فانها لا تقصر بل تصلى ثلاث ركعات ويبتدي وقت الرمي في اليوم الحادي عشر من زوال الشمس اي من بداية دخول وقت صلاة الظهر والسنة ان يذهب للجمرات ماشيا ان تيسر والنبي صلى الله عليه وسلم ذهب لجمرة العقبة راكبا يوم العيد. واما للجمرات الثلاث في ام التشريق فقد كان يذهب اليها ماشيا. ولعل الحكمة في ذلك والله اعلم ان جمرة العقبة اتاها من مزدلفة كان على بعيره فكانت المسافة طويلة، لكن ايام التشريق كان عليه الصلاة والسلام مقيما في منى في مكان مسجد خيفي الان والجمرات قريبة فكان يذهب اليها ماشيا مبتدئا بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى. فاذا اتى الجمرة الصغرى رماها بسبع حصيات متعاقبات. يكبر الله مع كل حصاة من غير زيادة بسم الله واجب ان تقع الحصاة في الحوض ولا يلزم ان تصيب الشاخص. بل لو اصابت الشاخص وارتدت ولم تقع في الحوض لم تجزئ ثم يأخذ ذات اليمين مستقبلا القبلة رافعا يديه يدعو طويلا بما يحضره من خيري الدنيا والاخرة. ثم بعد ذلك يذهب للجمرة الوسطى ويرميها بسبع حصيات متعاقبات يكبر الله مع كل حصاة. ثم يأخذ ذات الشمال رافعا يديه مستقبلا القبلة ويدعو طويلا بما يحضره من خيري الدنيا والاخرة. ثم بعد ذلك يذهب لجمرة العقبة وهي الجمرة الكبرى ويرميها بسبع حصيات متعاقبات. يكبر الله مع كل حصاة. ولا يقف عندها ولا يدعو والحكمة من الرمي التعبد لله عز وجل. فقد امر الحاج ان يرمي حجرا وان يقبل حجرا. الحجر الاسود فهو يرمي حجرا بامر الله ويقبل حجرا بامر الله. ومن هنا يظهر اثر العبودية لله عز وجل ولهذا قال عمر رضي الله عنه لما اراد ان يقبل الحجر الاسود اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا ان رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. وفي اليوم الثاني عشر يرمي الجمرات كما رماها في اليوم في عشر فاذا اراد ان يتعجل فلا بد ان يخرج من منى قبل غروب الشمس. فان غربت عليه الشمس وهو في منى لزمه التأمل واخر اعمال الحاج طواف الوداع لغير اهل مكة. فلا وداع عليهم. وان تأخر الى اليوم الثالث عشر فهو من التعجل لانه فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وايضا بالتأخر يزيد اعمالا صالحة على المتعجل. فيزيد بيتوتة بمنى ليلة الثالث عشر ورمي الجمار في اليوم الثالث عشر. وما يتبع ذلك من اعمال. والمتأخر يبيت ليلة الثالث عشر فاذا زالت الشمس من اليوم الثالث عشر رمى الجمرات الثلاث كما رماها في اليوم الحادي عشر عشر مبتدئا بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ثم يطوف طواف الوداع. ومن الاحكام المتعلقة بايام انه يحرم صومها الا في حق من لم يجد الهدي. لقول عائشة وابن عمر رضي الله عنهما لم يرخص في ايام التشريق ان يصمنا الا لمن لم يجد الهدي. وعلى هذا من اعتاد صيام ايام البيض فانه لا يصوم الثالث عشر من ذي الحجة. لكونه من ايام التشريق ويعوض عن صيام الثالث عشر بصيام السادس عشر من شهر ذي الحجة. اللهم تقبل من حجاج بيتك الحرام حجهم واجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا. واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم