الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله تعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الفقه في دينه تعمل لنا في طاعته ربنا اتم من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس الثاني في هذه الدورة العلمية في شرح كتاب الادب من صحيح البخاري وكنا قد وصلنا الى باب صلة الاخ المشرك نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الادب باب صلة الاخ المشرك حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا عبد العزيز ابن مسلم قال حدثنا عبد الله ابن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول رأى عمر حلة سيراء تباع فقال يا رسول الله ابتع هذه والبسها يوم الجمعة واذا جاءك الوفود قال انما يلبس هذه من لا خلاق له فاتي النبي صلى الله عليه وسلم منها بحلل فارسل الى عمر بحلة فقال كيف البسها وقد قلت فيها ما قلت قال اني لم اعطكها لتلبسها ولكن تبيعها او تكسوها فارسل بها عمر الى اخ له من اهل مكة قبل ان يسلم نعم. قال باب صلة الاخ المشرك اراد المصنف رحمه الله ان يبين بان الاخ وان لم يكن مسلما الا ان صلته واجبة كما ذكرنا ذلك في الوالد ايضا غير المسلم تبقى صلة بره وصلته واجبة صاحبهما في الدنيا معروفا واورد المصنف بسنده هذا الحديث رأى عمر حلة سيرا الحلة معناها ازار ورداء وسير اي ذات خطوط وكانت من الحرير كانت من الحرير والمقصود بالحرير هنا الحرير الطبيعي الذي يكون من دود القز وانما قلت ذلك لانه الان في الاسواق هناك انواع من الاقمشة تسمى حرير لكنها حرير صناعي ليست حريرا طبيعيا لكنها لكنها لنعومتها تسمى حرير فهذه لا تدخل في النهي عن لبس الرجال الحرير لانها ليست حريرا طبيعيا العبرة بالحقيقة ليست العبرة بالتسمية فمثلا عند بعض محلات الاقمشة ثياب حرير وملابس حرير وهذه لا بأس بلبسها للرجال انها حرير صناعي ليست حريرا طبيعيا مئته الحرير اصلا تسمية غير صحيحة لانها ليست حاليا طبيعيا لكن العبرة بالحقيقة ويتضح لك هل هي حرير طبيعي او صناعي من من قيمتها الطبيعي قيمته باهظة كبيرة جدا لانه يستخرج من دود القز اما الحرير الصناعي فهي اقمشة عادية لكن نعومتها تسمى ولتسويقها تسمى حريرا لكن الحرير الطبيعي موجود الان وان كان قليلا لكنه موجود الذي يكون من دود القز واكثر ما يسمى حريرا الان هو حرير صناعي لا يدخل في النهي فرأى عمر هذه الحلة تباع فقال يا رسول الله ابتع هذه يعني اشترها والبسها يوم الجمعة واذا جاءك الوفود وهذا دليل على ان يوم الجمعة ينبغي ان يلبس المسلم احسن ملابسه وان يأخذ زينته وهكذا ايضا في العيدين كانه ذاهب لاهم مناسبة عنده وهذا داخل في اخذ الزينة في الصلاة قد قال الله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد ومعنى عند كل مسجد ليس كما يفهمه بعض الناس المقصود به المسجد المعروف الذي تقام فيه الصلوات الخمس لا المقصود بقول الله تعالى عند كل مسجد يعني عند كل صلاة لكنه سمى الصلاة مسجدا اشارة للسجود الذي هو اكد اركانها فمعنى الاية خذوا زينتكم عند كل صلاة ولذلك يشرع اخذ الزينة حتى في صلاة النافلة التي تصليها في البيت وحدك لان اخذ الزينة انما هو لحق الله عز وجل وليس لاجل نظر الناس ولهذا المرأة اذا صلت في بيتها يجب عليها ان تغطي شعرها وان تغطي جميع بدنها الا الوجه فتكشف وجهها ما دام انها تصلي في البيت ويستحب لها ايضا ستر الكفين والقدمين مع ان يعني مع انه لا يشاهد رجل اجنبي ومع ذلك يجب عليه ان تغطي شعرها لماذا لان اخذ الزينة هنا انما هو لحق الله عز وجل وليس لاجل نظر الناس ولهذا لما رأى ابن عمر غلامه يصلي حاسر الرأس قال ارأيت لو خرجت للسوق تخرج هكذا؟ قال لا قال فالله احق ان يتزين له وبعض الناس يأتي للمسجد بملابس النوم او بملابس رثة ولا يأخذ زينته في الصلاة وهذا يدل على قلة اهتمامهم بالصلاة ينبغي ان يأخذ المسلم زينته في الصلاة حتى لو كان يصلي في البيت يعني مثلا لو اردت ان تصلي في البيت صلاة الضحى او سنة راتبة او صلاة الوتر تحب ان تلبس ملابسك لا تصلي في ملابس النوم تلبس ملابسك وايضا اذا كان عادة اهل البلد تغطية رؤوسهم تغطي رأسك مثلا بالغترة او الشماغ ونحو ذلك هذه هي السنة ويتأكد هذا في يوم الجمعة ولهذا عمر قال هنا تلبسها والبسها يوم الجمعة كذلك ايضا في العيدين قال واذا جاءك الوفود كان النبي عليه الصلاة والسلام ايضا اذا جاءه الوفود يلبس احسن ملابسه يتهيأ لاستقبالهم بالملابس الحسنة فقال عليه الصلاة والسلام انما يلبس هذه من لا خلاق له انما يلبس هذه يعني يلبس هذا الحرير من لا خلاق له يعني لا حظ ولا نصيب له وذلك لان الحرير لا يجوز للرجال لبسه فعمر لم يتنبه لهذا رضي الله عنه نبه النبي عليه الصلاة والسلام بان لبس الحرير للرجال محرم قال فاوتي النبي صلى الله عليه وسلم منها بحلل بحلل يعني من حرير فارسل الى عمر بحلة ارسل الى عمر بحلة من حرير فعمر استغرب اتى النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله كيف البسها وقد قلت فيها ما قلت قلت لي انما يلبس هذه من لا خلاق له فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لم اعطكها لتلبسها ولكن تبيعها او تكسوها يعني لكي تنتفع بها وتستفيد منها اما ببيع واما بكسوة قريب لك او كسوة امرأة اسوة قريب لك غير مسلم او بكسوة امرأة فارسل بها عمر الى اخ له من اهل مكة قبل ان يسلم وهو اخوه منامه واسمه عثمان ابن حكيم ثم اسلم لكن كان في ذلك الوقت كان مشركا من فوائد هذا الحديث اولا مشروعية صلة القريب غير المسلم فان عمر ارسل بهذه الحلة لاخ له غير مسلم وكما مر معنا في حديث اسمى ما وصلت امها والله تعالى يقول صاحبهما في الدنيا معروفا مع انهما يجاهدان ولدهما على الشرك ايظا من فوائد هذا الحديث مشروعية اخذ الزينة للصلاة ويتأكدوا هذا يوم الجمعة ايضا من الفوائد انه يجوز للانسان ان يبيع ما يمكن ان يستخدم في الحلال او الحرام بشرط الا يعلم بان هذا المشتري سيستخدمه في الحرام ووجه الدلالة ان النبي صلى الله عليه وسلم اهدى الى عمر حلة من حرير والحرير يمكن ان يلبسه الرجل ويمكن ان يستفاد منه باعطائه لامرأة او اعطائه غير مسلم فدل هذا على انه يجوز بيع ما يمكن ان يستخدم في الحلال والحرام اذا لم تعلم بانها مشترية سيستخدمه في الحرام وهذا يعني له مسائل كثيرة يعني مثلا لو اردت ان تبيع الهاتف الجوال او المنقول المشتري منك قد يستخدمه في الحلال قد يستخدمه في الحرام اذا لم تعلم انه سيستخدمه في الحرام جاز لك ان تبيعه سائر الاجهزة ايضا كذلك امور كثيرة تستخدم في الحلال والحرام الاصل جواز بيعها الا اذا علمت بان المشتري سيستخدمها في الحرام اما اذا لم تعلم فتبني الامور على الاصل ويجوز بيعها نعم قال رحمه الله باب فضل صلة الرحم حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة قال اخبرني ابن عثمان قال سمعت موسى ابن طلحة عن ابي ايوب قال قيل يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة حدثني عبدالرحمن قال حدثنا بهز قال حدثنا شعبة قال حدثنا ابن عثمان ابن عبد الله ابن موهب وابوه عثمان ابن عبد الله لانهما سمعا موسى ابن طلحة انهما سمعا موسى ابن طلحة عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال القوم ما له ما له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارب ما له فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ذرها قال كانه كان على راحلته قال باب فضل صلة الرحم ثم ساق المصنف هذا الحديث ان رجلا قال يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال القوم ما له ما له كيف لماذا تسأل هذا السؤال او وقال الرسول صلى الله عليه وسلم قال ارب ما له يعني له حاجة فالحاجة كبيرة لان السؤال عظيم فيقول حاجة ما له اجابه اجابه النبي عليه الصلاة والسلام عن قولهم ماله قال له حاجة وحاجة كبيرة وهي الاجابة عن هذا السؤال العظيم ماله عرب ماله يعني جوابا عن سؤاله تقول ماله عرب يعني حاجة له حاجة كبيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم جوابا عن سؤاله تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ذكر هذه الامور الاربعة ولم يذكر الصيام ولم يذكر الحج وذلك لان لان هذا السؤال كان قبل ان يفرض الصيام والحج ثم قال ذرها يعني دعها وكان الرجل على راحلته وقد امسك بزمامها لئلا تمشي فسأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فلما اجابه النبي صلى الله عليه وسلم وانتهى من الجواب قال ذرها يعني اطلق اللجام لراحلتك وامش هذا معنى قوله درها قال كانه كان على راحلته واورد المصنف هذا الحديث لقوله وتصل الرحم فقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم صلة الرحم بعبادة الله تحقيق التوحيد واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وجعل ذلك من اسباب دخول الجنة فدل هذا على فضل صلة الرحم ولكن صلة الرحم هل هي واجبة او مستحبة نعم طيب واجبة معنى ذلك نحتاج الى ظابط منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب لانه لو قلنا ان صلة الرحم كل ارحامك قد بصلتهم طيب معنى ذلك ان الانسان له يعني ارحم كثيرون له ابناء عمومة كثير فنحتاج الى ضابط للرحم التي تجب صلتها الرحم منها ما تجب صلته ومنها ما تستحب الارحام الذين تجب صلتهم اختلف العلماء في ضابط ما تجب به صلة الرحم والقول الراجح المختار عند كثير من المحققين ان الارحام الذين تجب صلتهم هم المحارم هم المحارم وهم كل قريب اذا قدر كل قريب للانسان اذا قدر ان احدهما ذكر والاخر انثى لم يحل له ان يتزوج بها انتبه لهذا الضابط كل قريب للانسان بحيث اذا فرض ان احدهما ذكر والاخر انثى لم يحل له ان يتزوج بها وعلى هذا فالارحام التي تجب صلتهم وهم الوالدان وان علوا يدخل في ذلك الاجداد واباء الاجداد والاولاد وان سفلوا الاولاد والاحفاد واولاد الاحفاد والاخوة والاخوات والاعمام والعمات والاخوال والخالات هؤلاء تجب صلتهم وقطيعتهم من كبائر الذنوب فمثلا العمة لو افترض ان احدهما ذكر والاخر انثى هل يجوز ان يتزوجها؟ لا يجوز. الرجل ما يجوز يتزوج عمته لكن بنت العمة يجوز بنت العمة اذا ما تجب صلتها تستحب بناء على هذا الضابط طيب ابناء العم ابناء العم تجب صلتهم او تستحب نطبق الظابط لو فرض ان احدهما ذكر والاخر انثى يحلها ويتزوجها او لا يحل يحل تكون بنت عمه فاذا تستحب صلتهم ولا تجب ابناء الخال تستحب او تجب تستحب ابناء الخالة تستحب ابناء الاخ ها لو فرض ان احدهما ذكر والاخر انثى اذا يجب فخذها للضابط خذ هذا الضابط طب ما هو الدليل لهذا الضابط؟ دليلي لهذا الظابط هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها وانما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها لان ذلك ذريعة لقطيعة الرحم وقطيعة الرحم هنا محرمة فنهي عما كان ذريعة للمحرم لكن لم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين بنات الاعمام لو كان لك بنت عم وتريد تزوج بنت عم العم الاخر يجوز ولا ما يجوز؟ يجوز مع ان هذا اذا قد يفضي لقطيعة الرحم لكن صلة الرحم هنا غير واجبة فلم يكن مفضيا لامر محرم انتبه لهذه الفائدة فاذا هذا هو ضوابط صلة الرحم فهؤلاء المحارم الذين لو فرض ان احدهما ذكر والاخر انثى يجب عليك ان تصلهم واما من عداهم يستحب ان تصلهم. وعلى هذا فصيلة الرحم منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب طيب ما الضابط في صلة الرحم اي نعم نعم ضابط صلة الرحم كما قلنا في بر الوالدين وابط صلة الرحم العرف وكل ما عده الناس صلة فهو صلة كل ما عده الناس قطيعة فهو قطيعة ويقول الناظم وكل ما اتى ولم يحدد بالشرع كالحرز فبالعرف احدد وكل ما اتى ولم يحدد بالشرع كالحرز فبالعرف يحددي قاعدة ان ما ورد مطلقا في الشرع وليس له عد في الشرع ولا في اللغة فالمرجع فيه للعرف فصلة الرحم في عرف الناس تكون مثلا بالزيارة تكون كذلك بالهدية تكون المساعدة بسد الحاجة يكون بكل ما عده الناس صلة والناس تفرق فطرتها بين الواصل والقاطع عندما يذكرون مناقب انسان يقولون كان واصلا لرحمه وعندما يريدون ذم اخر يقولون كان قاطعا لرحمه فصلة الرحم اذا لم يرجعوا فيها للعرف طيب هل يدخل في صلة الرحم المشاركة في مجموعات على الواتساب او وسائل التواصل الاجتماعي بين الارحام نعم يدخل لانها صلة وهذه كانها قاعة افتراضية تشبه اه المجلس ولذلك تجد ان الذين تتواصل معهم عبر هذه المجموعات تشعر بقربك منهم وتواصلك معهم واذا رأيت احدهم تشعر بانك لم تغب ولم يغب عنك مدة طويلة ولذلك ينبغي ان تنشأ هذه المجموعات بين الارحام لتحقيق صلة الرحم مثلا يكون فيها السلام عليهم يكون تهنئتهم في المناسبات بكم ايضا تحافهم بالمقاطع المفيدة ونحو ذلك فاذا مرجع صلة الرحم العرف ما عده الناس صلة فهو صلة وهنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان صلة الرحم من اسباب دخول الجنة بل جعلها مقارنة للتوحيد ولاقام الصلاة وايتاء الزكاة وهذا يدل على عظيم شأنها في الدين نعم قال رحمه الله باب اثم القاطع يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان محمد ابن جبير ابن مطعم قال ان جبير ابن مطعم اخبره انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قاطع لا يدخل الجنة قاطع اي قاطع رحم قال باب اثم القاطع وسبق ان ذكرنا في ضابط الكبيرة ان ما ورد فيه نفي دخول الجنة فهو كبيرة وعلى ذلك فقطيعة الرحم من كبائر الذنوب لان النبي صلى الله عليه وسلم نفى دخول الجنة عن قاطع الرحم ولكن ما المراد بنفي دخول الجنة انه سبق ان قلنا ان اهل السنة والجماعة يقولون ان مرتكب الكبيرة مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته وانه في الاخرة تحت المشيئة لكنه اذا دخل النار لا يخلد فيها فكيف اذا نفهم هذا الحديث لا يدخل الجنة قاطع نقول المراد بدخول الجنة في هذا الحديث الدخول الكامل المطلق الذي لم يسبق بعذاب دخوله الكامل المطلق الذي لم يسبق بعذاب فقاطع الرحم لابد حتى وان وان دخل الجنة لابد ان يسبق دخوله الجنة عذاب الا ان يعفو الله عنه ودخول الجنة نوعان الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب ودخول مقيد يسبق بعذاب فاذا جاء نفي دخول الجنة في معصية لم تبلغ حد الكفر ويحمل على الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب وبذلك لا يكون هناك تعارظ فمعنى قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قاطع يعني لا يدخل الجنة الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب لكنه قد يعذب ويدخل الجنة او قد يعفو الله عنا والله تعالى لا يسأل عما يفعل له الحكمة البالغة جل وعلا فاذا نأخذ من هذا الحديث ان قطيعة الرحم من كبائر الذنوب وان النفي هنا نفي للدخول المطلق للجنة الذي لم يسبق بعذاب وليس نفيا لدخول الجنة مطلقا واهل السنة والجماعة يقولون ان مرتكب الكبيرة لا يكفر واذا دخل النار فانه لا يخلد فيها طيب ظابط ظابط قطيعة الرحم ظابط قطيعة الرحم هو العرف ايضا ومن ذلك الاساءة لسان الرحم التعدي عليها بالقول او بالفعل او القذف او السب او الشتم او نحو ذلك كل هذا داخل في قطيعة الرحم ايضا يدخل في قطيعة الرحم عدم صلة الرحم عدم صلة الرحم يعتبر قطيعة فانسان مثلا له اخ لم يصله مدة طويلة اعتبره قاطع لرحمه له عمة لم يصلها مدة طويلة خبر قاطع لرحمه نعم قال رحمه الله باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم حدثني ابراهيم ابن المنذر قال حدثنا محمد بن معن قال حدثني ابي عن سعيد بن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال اخبرني انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه من فضائل صلة الرحم ان واصل الرحم يكون له جزاء دنيوي معجل قبل الجزاء في الاخرة وهو بسط الرزق وطول العمر بسط الرزق لقوله من سره ان يبسط له في رزقه وطول العمر لقوله وان ينسأ له في اثره ان يطول له في عمره وطول العمر مع حسن العمل نعمة من الله عز وجل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله. رواه احمد بسند صحيح لانك بحسن العمر تزداد اعمالا صالحة عظيمة وقد جاء عند ابي داوود وغيره بسند جيد اما اثنين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات احدهما قتل في سبيل الله والاخر مات بعده على فراشه بعد سنة فرآهما احد الصحابة في المنام ورأى ان الذي مات على فراشه بعد سنة بدرجة في الجنة اعلى من الذي قتل شهيدا في سبيل الله فاستشكل هذا وذهب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام وكان الرجلان منبلي قبيلة بلي وقال النبي عليه الصلاة والسلام اليس قد عاش بعده سنة وصلى كذا الف ركعة وصام شهر رمظان فاعمال صالحة في السنة واحدة جعلت هذا الرجل يكون في درجة اعلى من الرجل الذي مات في سبيل الله الله وهذا يدل على فضل على يعني ان من ان طول العمر مع حسن العمل انها من اعظم النعم بينما طول العمر مع سوء العمل من اعظم النقم لانه تكثر ذنوبه ولهذا ينبغي عندما تدعو لاحد بطول العمر ان تقيد ذلك على طاعة الله اطال الله عمرك على طاعته لانك اذا قلت طال الله عمرك ولم يكن على طاعة الله كأنك تدعو عليه طول العمر مع حسن العمل نعمة طيب هل يشرع للمسلم ان يسأل الله تعالى ان يطيل في عمره نعم لكن ينبغي ان نقيد ذلك حسن العمل تقول اللهم اطل عمري مع حسن العمل اللهم ارزقني طول العمر مع حسن العمل او اطل عمري على طاعتك وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا لانس قال اللهم اطل عمره فاطال الله عمره حتى جاوز مئة عام فاذا طول العمر نعمة من اسباب طول العمر صلة الرحم من اسباب طول العمر الدعاء ايضا طيب هنا قال من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه اذا دل هذا الحديث على ان صلة الرحم من اسباب بسط الرزق ومن اسباب طول العمر لكن كيف نوفق بين هذا وبين ما نجده في الواقع من اناس واصلين لارحامهم وفقراؤه وايضا من اناس واصلين لارحامهم ويموتون صغارا يموتون مثلا في سن الشباب او نحو ذلك وهم من اعظم الناس صلة لارحامهم فكيف نوفق بينما ذكر في هذا الحديث وبين ما نراه في الواقع للعلماء عن الجواب عن هذا السؤال عدة اجوبة منها ان المراد بذلك البركة فمعنى ان يبسط له في رزقه يعني يبارك له في رزقه وان ينسأ له في في اثره يعني يبارك له في عمره فيكون رزق هذا الواصل مباركا ويكون عمره مباركا والقول الثاني ان المقصود ببسط الرزق وطول العمر بسط الرزق النسبي وطول العمر النسبي وهذا هو القول الراجح ومعنى ذلك ان هذا الانسان يكتب عمره بالصحف التي بايدي الملائكة ان عمره كذا مثلا اربعون سنة وانه بسبب صلته لرحمه يمد له في عمره كذا سنة يكتب في الصحف التي بايدي الملائكة بان عمر فلان ابن فلان اربعون سنة وبسبب صلة الرحم يصبح عمره خمسين سنة لكن الذي في اللوح المحفوظ هو الشيء الذي ينتهي اليه الامر اي خمسون سنة وهكذا بالنسبة لبسط الرزق يكتب بان رزق فلان ابن فلان كذا وبسبب صلته لرحمه يبسط له في رزقه الى كذا والذي في اللوح المحفوظ هو ما ينتهي اليه الامر وهذا معنى قول الله عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت يعني في الصحف التي بايدي الملائكة وعنده ام الكتاب يعني اللوح المحفوظ هذا لا يدخله المحو ولا اثبات فهذا اصح ما قيل في الجواب عن هذا السؤال وبذلك يرتفع هذا الاشكال فنقول عن هذا الانسان الواصل لرحمه الذي الذي رأيته فقيرا نقول لو لم يصل رحمه لكان افقر من ذلك وهذا الذي رأيته واصل رحمه مات شابا لو لم يصل رحمه لمات قبل ذلك وبذلك يرتفع الاشكال واعرف رجلا كان مضرب المثل في صلته لرحمه واصابه مرض عضال لا يستمر صاحبه معه طويلا واستأصلت امعاؤه بسبب ذلك المرض ومع ذلك عاش ثلاثين عاما بعد اصابته بالمرض فقلت والله اعلم لعل لعل هذا الرجل امد الله في عمره بسبب صلته لرحمه والا عادة مثل مثل الرجل مثل ولا عادة اذا اصيب الناس بهذا المرض لا يعيشون طويلا لكن هذا الرجل عاش ثلاثين عاما فلعل الله تعالى مد له في عمره هذه الثلاثين عاما بسبب صلة لرحمه فاذا صلة الرحم سبب لبسط الرزق وطول العمر لكن كما ذكرنا بسط الرزق النسبي وطول العمر النسبي ومن اللطائف التي ذكرها بعض اهل العلم ان الاسرة التي يكون بين افرادها تواصل تنمو وتكثر القبيلة وتكثر الاسرة بل القبيلة تشيع بين افرادها البركة بينما الاسرة التي تنتشر بين افرادها قطيعة الرحم تبدأ في الانقراض وتمحق منها البركة وقد جاء هذا في حديث عائشة رضي الله عنها وقد حسن اسناده بعض اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلة الرحم وحسن جوار يعمران الديار ويزيدان في الاعمار فصلة الرحم كلها بركة اذا اذا سادت صلة الرحم في افراد اسرة تشيع فيها البركة وتنمو ويكثر الخير فيها بينما اذا شاع فيها قطيعة الرحم تمحق منها البركة وتبدأ في الانقراض نعم نعم تفضل قال رحمه الله باب من وصل وصله الله حدثني بشر ابن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا معاوية بن ابي مزر بن ابي مزرد قال سمعت عمي سعيد ابن مسار يحدث عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق الخلق حتى اذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائد بك من القطيعة. قال نعم اما ترضين ان من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب. قال فهو لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم نعم لماذا حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان قال حدثنا عبد الله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرحم شجنة من الرحمن فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته حدثنا سعيد بن ابي مريم قال حدثنا سليمان ابن بلال قال اخبرني معاوية بن ابي مزرد عن يزيد ابن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرحم شجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته تو قال باب من وصل وصله الله ثم ساق بسنده حديث ابي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق الخلق وجاء في رواية لما خلق الله الخلق وفي رواية لما خلق الله السماوات والارض حتى اذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائد بك من القطيعة قال اما ترضين ان اصل من وصلك ونقطع من قطعك؟ قالت بلى بلى يا رب قال فهو لك متى حصل هذا متى حصل ان الرحم قامت وقالت يا ربي هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال الحافظ ابن حجر رحمه الله يحتمل ان يكون هذا بعد انتهاء خلق ارواح بني ادم عند الاشهاد عند قوله الست بربكم لما اخرجهم من صلب ابيهم ادم مثل الذر ويحتمل ان يكون هذا بعد خلق السماوات والارض والله تعالى اعلم واحكم اما الاشهاد فان الله عز وجل لما خلق ادم اخرج ذريته من صلبه وقال الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقول يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل ا فتهلكنا بما فعل المبطلون كل بني ادم شاهدوا هذا نعم او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون كلنا شهدنا هذا هذا الاشهاد فان قال قال انا لا اتذكره طيب هل تتذكر لما كنت في بطن امك هل تتذكر وقت ولادتك بل هل تتذكر لما كان عمرك سنة او سنتين ومع ذلك تصدق اليس كذلك؟ تصدق بان امك حملتك في بطنها وانها ولدتك انك عشت في تلك المرحلة مرحلة الطفولة فكيف لا تصدق رب العالمين وهو يخبرك بان الله تعالى استخرج من ادم ذريته واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ولذلك والانسان مفطور على معرفة الله عز وجل لكن هذه الفطرة قد تنطمس بالمطامع وبالشهوات لكنها تخرج متى تخرج عند الشدة ولهذا لو ان ملحدا ينكر وجود الله يمشي في صحراء ما معه احد ووقع في بئر مظلمة ما عنده احد ماذا يقول؟ يا الله يتجه بقلبه الى الله لانه مفطور ولهذا على على في تاريخ البشرية الملحدون قلة او ندرة الاقوام السابقة قوم نوح وعاد وثمود والامم السابقة هل كان يمكن وجود الله ما كان يمكن وجود الله ولا نسيتهم من خلقهم ليقولون ليقولن الله ولن سألتهم خلق السماوات والارض يقولن الله. المشكلة عندهم انحراف في العقيدة فقط اخذوا اصنام وقالوا نريد هذه الاصنام تقربنا الى الله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا لا يقربنا الى الله زلفى فيحتمل والله اعلم ان ان الرحم قامت بعد الاشهاد هذا قول بعض اهل العلم وقيل انه بعد خلق السماوات والارض والله اعلم هذه امور غيبية لا نستطيع الجزم الجزم فيها بشيء لان العقل البشري لا يستطيع ان ان اصلا ان يصل فيها الى شيء. امورها مبناها على الوحي ولذلك يعني ذكر بعض الشراء عدة اقوال لسنا بحاجة ان ندخل في هذه الاقوال ما قاله الله وما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم حق فنؤمن بان الرحم كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله لما خلق الخلق قامت طيب كيف الرحم؟ الرحم شيء معنوي؟ الله قادر على تجسيد الشيء المعنوي ليكون حسيا الموت بعدما يستقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار يؤتى به على صورة كبش املح ويذبح في مكان بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. كيف موت يؤتج على صورة كبش الله على كل شيء قدير لا تقل كيف؟ الله على كل شيء قدير المهم صحة ما ورد اذا كان من القرآن او ان يكون صحيحا بالسند الصحيح من السنة فاذا يعني لا نطيل في متى قامت الرحم وتكلمت بهذا الكلام لكنه قد وقع قطعا فقالت الرحم يا ربي هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال الله اما ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك؟ قالت بلى قال فهو لك فتكفل الله تعالى للرحم بان يصل من وصلها وان يقطع من قطعها ما معنى يصل من وصلها وان يقطع من قطعها يصل من وصلها بكل خير وبر وتوفيق وتيسير ويقطع من قطع رحمه من كل خير وبر وتوفيق وتيسير ولذلك تجد ان الواصل لرحمه من اهنأ الناس عيشا ومن اطيبهم واكثرهم سعادة وتجد القاطع لرحمه من اتعس الناس واظيقهم عيشا حتى وان حصل مالا لكن لا يمكن ان يكون سعيدا هل احد منكم رأى قاطعا لرحمه سعيدا في حياته ابدا ما تجد مستحيل لا يمكن تجده قاطع لرحمه سعيدة في حياته لان الله تكفل بان يقطعه يقطع من كل خير وبر وتوفيق وتيسير بينما الواصل لرحمه تكفل الله بان يصله بكل خير وبر وتوفيق وتيسير قال فاقرأوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم؟ اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وعمى ابصارهم يعني الذي قطعوا ارحامهم لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم ولو لم يرد في فضله صلة الرحم الا هذا الحديث لكفى ولو لم يرد في ذم قطيعة الرحم الا هذا الحديث لكفى كون الرحم تقوم وتقول يا ربي هذا مقام العائذ بك من القطيعة فيقول الله اما ترضين اصلا من وصلك واقطع من قطعك؟ وتقول بلى فيقول فذلك لك لو لم يرد في فضل صلة الرحم لهذا الحديث وفي ذم قطيعة الرحم الى هذا الحديث لكفى حديث عظيم ينبغي ان يجعله المسلم نصب عينيه وفي الحديث الاخر يقول عليه الصلاة والسلام ان الرحم شجنة من الرحمن فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته وفي حديث عائشة الرحم سجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته الشجنة هي واحدة الشجون والشجون هي طرق الاودية كما يقال حديث ذو شجون يعني يدخل بعضه في بعض اذا تداخل الحديث ودخل بعضه في بعض فمعنى شجنة من الرحمن يعني اخذ اسمها من اسم الرحمن ويفسر هذا الرواية الاخرى للحديث ان الله يقول انا الرحمن وشققت انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي هذه الرواية تفسر قوله سجنة من الرحمن والروايات يفسر بعضها بعضا فيكون معنى الشدة من الرحمن هو ما ورد في الرواية الاخرى انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي ومعنى اذا شجنها من الرحمن يعني اخذ اسمها من اسم الرحمن رحم من الرحمن فلابد ان يفهم هذا الحديث على الوجه الصحيح بان المقصود ان فقط اسم الرحم اخذ من اسم الرحمن ثم قال فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته وبمعنى الحديث السابق من وصل وصله الله ومن قطعني قطعه الله نعم قال رحمه الله باب يبل الرحم ببلالها حدثنا عمرو بن عباس قال قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن إسماعيل ابن أبي خالد ابن القيس ابن أبي حازم عن قيس ابن ابي حازم ان عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير اصر يقول ان ال ابي قال عمر في كتاب محمد بن جعفر بياض ليسوا باوليائي ان انما وليي الله وصالح المؤمنين زاد عنبسة بن عبدالواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال سمعتم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لهم رحم ابلها ببلالها يعني اصلها بصلتها نعم قال يبل الرحم ببلالها اخذ البخاري هذه الترجمة من الحديث ان عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر قوله جهارا يعني سمعته علانية وجهرا لدفع توهم انه اخفى ذلك ولماذا قال عمرو بن العاص هذا الكلام لانه سمى فيه اناسا ان ال ابي فلان قال ان ال ابي يعني فلان ليسوا باوليائه فسماهم النبي عليه الصلاة والسلام فاراد عمرو ان يبين النبي عليه الصلاة والسلام سماهم باسمائهم فكان عمرو يقول يعني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك جهرا وليس سرا قال يقول ان ال ابي يعني فلان وهنا الصحابي اسقط الاسم بما قد يترتب على ذكر الاسم من المفسدة لان ابناء ال ابي فلان قد يتأذون فلذلك اسقط الراوي الاسم وان كان بعض الشراح قد ذكروا اسمى لكن لا فائدة من ذكرها ينبغي ان نلتزم منهج الصحابة الا نذكر الاسم وهذا هو منهج الصحابة رضي الله عنهم ولذلك تجد بعضهم يعني لما ذكروا ماعزا قالوا قال رجل فان امكن ان تجمل ذكر الاسمى ولا تذكر اسماء فهو الاولى. كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم في رواياتهم قال عمرو يعني الراوي ليس المقصود بعمرو بن العاص لاحظ ان البخاري قال حدثنا عمرو ابن عباس فقوله قال عمرو يعني عمرو ابن عباس في كتاب محمد بن جعفر بياض وهذا يدل على الامانة في النقل يعني بياض ولا يدري هل سقط منه كلمة او ان الكلام متصل هذا يدل على امانة الرواة في النقل الى هذه الدرجة مع انه في روايات اخرى عند مسلم وغيره يعني الحديث ان ال ابي فلان ليسوا باوليائي لكن لاحظ دقة عمرو ابن عباس في النقل قال في كتاب محمد ابن جعفر بياض يعني يريد ان يبين لمن يقرأ الرواية بعده ان فيها بياض. وهذا يدل على انه روى هذا الحديث من الكتاب وليس مشافهة وفيه دليل على جواز الرواية من الكتاب فالحديس صريح في انه مروي من الكتاب والكتاب اذا كان محفوظا عن كاتبه معتنى به فقد تكون الرواية منه اولى من الرواية باللفظ قال ان ال ابي فلان ليسوا باوليائي المراد بالولاية هنا ولاية القرب والاختصاص وكان هؤلاء لم يكونوا مسلمين لم يكونوا مسلمين ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انه ليسوا باوليائي. تبرأ منهم لكونهم غير مسلمين انما ولي الله وصالح المؤمنين يعني ولي من كان صالحا من المؤمنين وان بعد نسبه وليس من كان غير صالح وان قرب نسبه فهذا هو معنى الحديث وفي زاد عنبسة قال عن عن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال ولكن لهم رحم ابلها ببلالها وقوله ببلالها بفتح الباء وقيل ببلالها بكسر الباء ولكن الفتح عليه اكثر العلماء ومعنى ببلالها من البلل وهو النداوة واطلق ذلك على صلة الرحم كما اطلق اليبس على القطيعة لان النداوة من شأنها تجميع ما يحصل فيها وتأليفه واطلق ذلك على صلة الرحم وعلى هذا فيكون معنى قوله ابلها ببلالها يعني اصلها صلة الرحم بالمعروف اللائق بها هذا هو معنى الحديث فابلها ببلاله يعني اصل هذه الرحم قال يعني اصلها بصلتها. اصلها بصلتها وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقا من ان الرحم ولو كانوا غير مسلمين الا ان صلتهم لا تسقط لا تسقط صلتهم حتى لو كانوا غير مسلمين نعم قال رحمه الله باب ليس الواصل بالمكافئ. حدثنا محمد بن كثير قال اخبرنا سفيان عن الاعمش والحسن بن عمرو وفطر عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو قال سفيان لم يرفعه الاعمش الى النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه حسن وفطر. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها نعم قال باب ليس الواصل بالمكافأة اخذ البخاري هذا من الحديث اخذ هذه الترجمة من الحديث ليس الواصل بالمكافئ يعني ليس الواصل الصلة الكاملة والا فان الصلة على سبيل المكافأة هي نوع من صلة الرحم فلو ان رحما لك اهدى لك هدية فاهديته فاهديته هدية بمثل هديته فهذه وان كانت مكافأة الا انها داخلة في صلة الرحم ولكن المقصود في الحديث ليس الواصل يعني الصلة الكاملة وهذا له نظائر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كقوله ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وكقوله ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس وكقوله ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان فهذا اذا اسلوب كان النبي صلى الله عليه وسلم يتبعه فعلى هذا معنى الحديث ليس الواصل يعني الصلة الكاملة بالمكافئ ولكن الصلة الكاملة تكون من الذي اذا قطعت رحمه وصلها فهذا هو الواصل حقيقة هذا هو الواصل حقيقة فالذي اذا قطعت رحمه وصلها هذا هو الواصل الصلة الكاملة. والواصل الصلة الحقيقية ولهذا جاء في الصحيح مسلم ان رجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي فقاله النبي صلى الله عليه وسلم لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل يعني الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك فعلى هذا اذا كان لك رحم وقطعك هذا الرحم فينبغي لك ان تصله فان هذه هي حقيقة الصلة. هذه هي الصلة الكاملة ولا تقطع رحمك اذا قطعك وانما تصله تبتغي الاجر والثواب من الله عز وجل نعم قال رحمه الله باب من وصل رحمه في الشرك ثم اسلم حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني عروة ابن الزبير ان حكيم بن حزام اخبره انه قال يا رسول الله ارأيت امورا كنت اتحدث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة؟ هل لي فيها من اجر. قال حكيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسلفت اسلمت على ما سلف من خير ويقال ايضا عن ابي اليماني اتحنت وقال معمر وصالح وابن المسافر اتحنث وقال ابن اسحاق التحنث التبرج طيب من وصل رحمه في الشرك ثم اسلم يعني هل يكون له ثواب صلة الرحم يعني اذا قام بصلة الرحم وهو غير مسلم ثم اسلم فهل يؤجر على صلته لرحمه؟ هذا هو مراد المصنف من هذه الترجمة عن حكيم بن حزام حكيم بن حزام عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الاسلام ويقال انه ولد في الكعبة هذا موجود في ترجمته ان امه ذهبت دخلت جوف الكعبة لتنظر فيها اتاها المخاض وولدت حكيمة بن حزام والله تعالى اعلم وسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ارأيت امورا كنت اتحنث بها في الجاهلية ومعنى اتحنث فسر ذلك البخاري فيما نقله عن ابن اسحاق قال التحنث التبرر يعني اتعبد امور اتعبد بها لله عز وجل في الجاهلية من صلة يعني صلة رحم وعتاق يعني عتق رقبة وصدقة هل لي فيها من اجر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اسلمت على ما سلف من خير يعني انك تؤجر على ذلك وهذا يدل على ان الكافر اذا اسلم فيؤجر على اعماله الصالحة التي عملها حال كفره بشرط بشرط الا تكون تلك الاعمال مما يفتقر الى نية اما اذا كانت مما يفتقر لنية فلا يؤجر فلو صلى حال كفره لم تصح صلاته ولا يؤجر عليها ولو صام حال كفره لم يصح صيامه ولا يؤجر عليه وهكذا في بقية الامور التي تفتقر لنية لكن الامور التي لا تفتقر الى نية كصلة الرحم وعتق الرقبة والصدقة هذه اذا اسلم فانه يؤجر على ما كان يفعله قبل اسلامه طيب واذا لم يسلم هل يثاب على هذه الامور التي فعلها نقول اما ما ما اما ما يفتقر لنية فلا يثاب عليه وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فنقول صلاتك غير صحيحة ولا تثاب عليها وصيامك غير صحيح ولا تثاب عليه وهكذا بقية الامور واما التي لا تفتقر الى نية من صلة الرحم والصدقة وعتق الرقبة ونحو ذلك فهذه يجزى عليها الكافر في الدنيا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يظلم مؤمنا حسنا يطعم بها في الدنيا ويثاب عليها في الاخرة واما الكافر في طعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا. يعني مما لا يفتقر لنية ولذلك تجد ان يعني بعض الكفار يعرفون هذا ويقولون اذا اردت ان تزيد ثروتك فانفق في وجوه البر تزداد ثروتك هذا امر معروف عندهم ولهم فيه مؤلفات ولعل هذا المعنى هو الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام لان انفاقه في وجوه البر يثاب عليه في الدنيا فتزيد ثروته بهذا وهذا من يعني رحمة الله عز وجل ان الكافر اذا اسلم آآ يؤجر على الامور التي كان يعملها قبل اسلامه مما لا يفتقر لنية ويدل على فضل الله تعالى وعظيم احسانه يعني الكافر اذا اسلم يغفر له ما قد سلف بل ويؤجر على ما لا يفتقر لنية قل للذين كفروا ان تغفر لهم ما قد سلف وهذا فيه ترغيب لغير المسلمين في الدخول في الاسلام وهكذا ايضا المرتد المرتد لو عمل اعمالا صالحة ثم ارتد ثم عاد للاسلام فهل يحبط عمله يعني انسان حج حجة الاسلام ثم ارتد ثم رجع للاسلام هل يطالب باعادة الحج مرة اخرى؟ لا لان حبوط العمل لا يكون الا بالموت لقول الله عز وجل ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حفظت اعمالهم فاشترط الله تعالى لحبوط العمل ان يموت على الردة نعم قال رحمه الله باب من ترك صبية باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به او قبلها او مازحها حدثنا حبان قال اخبرنا عبد الله عن خالد بن سعيد عن ابيه عن ام خالد بنت خالد بن سعيد قالت اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي وعلي قميص اصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سنة قال عبدالله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت العب بخاتم النبوة فزبرني ابي. قال رسول طول الله صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابلي واخلقي ثم ما قبلي واخلقي ثم ابلي واخلقي. قال عبد الله فبقيت حتى ذكر يعني من بقائها قال باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به او قبلها او مازحها يعني من الاطفال من ترك الطفلة تلعب مع غيره او انه يمازحه احد من الناس او يقبلها فان هذا من الامور الجائزة فان الطفل الذي هو دون سن التمييز لا عورة له وساق البخاري بسنده قصة امي خالد بنتي خالد ابن سعيد ابن العاص وهي ام خالد ابن الزبير ابن العوام تزوجها الزبير بن عوام فانجبت له خالد وعمرو ابن الزبير قالت يعني قالت ام خالد اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي سعيد بن العاص وكانت طفلة وعلي قميص اصفر وكانوا قد قدموا من الحبشة وكانت هذه الطفلة ولدت في الحبشة وكانت نشأتها وطفولتها في الحبشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ممازحا لها سنة سنة وفي لفظ سنا سنا هذا سنا يؤم خالد هذا سنا وسنة كلمة حبشية ليست عربية ولهذا قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة سنة يعني حسنة او سنة يعني حسن يعني هذا شيء طيب حسن كونها لبست لباس اصفر وتلعب اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يواطفها ان يمازحها فاتى بلغة اهل الحبشة لانها اصلا نشأت في الحبشة ولدت في الحبشة وتعرف مصطلحات اهل الحبشة فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يعرف هذا المصطلح سنة او سنة يعني حسن قال عبدالله نعم قال قالت يعني ام خالد فذهبت العب بخاتم النبوة قال يعني في رواية اخرى عند البخاري قال هذا سنا يا ام خالد. وهي طفلة ومع ذلك كناها النبي عليه الصلاة والسلام واستمرت كنيتها معها لما تزوجت اسمت ولدها خالد خالد بن الزبير فذهبت فذهبت العب بخاتم النبوة يعني النبي عليه الصلاة والسلام كان عليه ردا وهي اتت تلعب على النبي عليه الصلاة والسلام فوجدت في ظهره خاتم النبوة. خاتم النبوة شيء اسود بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم فيه شعرات كالخاتم الذي يطبع على الورق وهذا من آآ علامته في الكتب السابقة كان بين كتفيه مثل الخاتم عليه شعرات اسود فكان يسمى خاتم النبوة فذهبت هذه الطفلة تلعب بهذا الخاتم قالت فزبرني ابي يعني زجرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعها دعها هذه طفلة ثم قال عليه الصلاة والسلام ابلي واخلقي. ابلي واخلقي ابلي واخلقي ما معنى هذا الكلام يعني ابلي واخلقي هذا كلام تطلقه العرب وتريد به الدعاء بان تطول حياتها حتى يبلى الثوب الذي عليها وكانه يقول يعني اطال الله حياتك حتى يبلى هذا الثوب الاصفر الذي عليك وحتى يخلق ويصبح خلقا ويصبح خالقا فهذا هو المعنى ابلي واخلقي ونظير ذلك قول بعض العامة عندما يرى من لبس لباسا جديدا يقول تلبسه مثلا وتقطعه بالعافية هذا نظير قول العرب ابلي واخلقي يعني هذا مثل عامي نظير المثل الفصيح فابري واخلقي العرب يقصدون يعني ان هذا الثوب يبقى عليك ولا يبلى الا بعد عمر طويل وهكذا اذا يعني هذه المقولة او هذا المثل عند العامة العجيب يعني ان انه قال قال عبد الله فبقيت يعني في بعض الالفاظ في بعض الالفاظ عند البخاري في رواية الكشميهني فبقيت دهرا يعني انها عمرت لعل هذا ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عمرت ام خالد وهذا هذه القصة فيها فوائد اولا اه ان من حسن الخلق ملاطفة الاطفال وممازحتهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلاطف الاطفال ويمازحهم ويكنيهم لكن كان عند المزاح لا يكذب ولا يقول الا حقا فهذه الطفلة مازحها النبي عليه الصلاة والسلام اولا كناها بكنية طفلة قال لها يا ام خالد ثانيا اتى بكلمة احبشية حبشية هذا سنة يا ام خالد هذا سنة يعني حسن وهذا فيه ايضا يعني معنى من الملاطفة ثم قال لها ابلي واخلقي ثلاث مرات ابلي واخلقي ابلي واخلقي ولذلك ام خالد لم تنسى هذه القصة مع انها وقعت في طفولتها فلاحظ هنا يعني ان الحديث رواه البخاري عن من عن ام خالد نفسها لم تنس هذه القصة مع انها وقعت في طفولتها لعظيم تأثيرها عليها فهذا يدل على انه ينبغي ملاطفة الاطفال ومداعبتهم والمزاح معهم لكن بدون كذب وايضا دل هذا على استحباب تقنية الاطفال النبي صلى الله عليه وسلم كن هذه الطفلة بام خالد وقال يا ابا عمير ما فعل النغير كن طفلا ايظا او صبيا بابي عمير فلا بأس بتقنية الطفل يعني هذه المزاح والمؤانسة يكونوا مع الصغار والكبار لان الانسان اذا بقي صامتا لا يتكلم الناس تستوحش منه فبعض الناس ربما يسيء به الظن يعني لماذا؟ هذا ساكت ما يتكلم وتنفر منه تستوحش منه لكن اذا تكلم قام بمؤانستهم بالكلام المباح فانهم يأنسون به ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت يعني الصمت اذا لم تقل خيرا اذا لم تقل خيرا اصمت لكن اذا كنت ستقول خيرا فالكلام افظل من الصمت وبعظ الناس يفهم هذا الحديث فهما خاطئا يظن ان الصمت افضل هذا غير صحيح قول الخير افضل من الصمت لكن اذا كنت لن تقول خيرا اذا اصمت فيعني هذا يدل على انه يستحب للانسان ان يلاطف الحضور ومن كان معه في المجلس وان يباسطهم وان يؤانسهم لكن بشرط الا يقع في الكلام المحرم لان هذا يدخل في حسن الخلق والمؤانسة والمباسطة مع الصغار والكبار يدخلوا في حسن الخلق وكذلك التكنية ايضا التكنية فيها نوع تكريم مع الكبار ومع الصغار ايضا فلا تنادي الانسان باسمه وانما بكنيته يا ابا فلان وكذلك المزاح المزاح ايضا يدخل في المؤانسة والمباسطة بشرط الا يكون كذبا كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح لكن لا يقول الا حقا وايضا ينبغي الا يكثر الا يكثر على الا يكثر المزاح من الانسان بحيث لا يعرف الا بذلك لان هذا يقلب حياته هذا الانسان من حياة الجد الى حياة الهزل لكن اذا كان احيانا على غير الغالب فان هذا يدخل في حسن الخلق ولذلك تجد ان الناس تحب الذي يؤانسها ويباسطها ويمازحها يحبون ذلك اكثر من غيره اكثر من المنقبض الصامت الذي ما يتكلم نعم قال رحمه الله وهنا ايضا يعني قبلها النبي عليه الصلاة والسلام قبل هذه الطفلة ولهذا قال تلعب به او قبلها او مازحها. تكلمنا عن المزاح وعن اللعب تقبيل الاطفال لا حرج فيه بل هو من الرحمة كما سيأتي ولذلك لما كما سيأتينا بعد قليل الرجل الذي قال ان لي عشرة من الولد ما قبلت منه احدا فقال النبي عليه الصلاة والسلام اواملك ان نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم. نعم قال رحمه الله باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته. وقال ثابت عن انس اخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابراهيم فقبله وشمه حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا مهدي قال حدثنا ابن ابي يعقوب عن ابن ابي نعم قال كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال ممن انت فقال من اهل العراق قال انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هما ريحانتاي من الدنيا نعم هذه قصة وقعت بهذا الصحابي الجليل ابن عمر سأله رجل عن دم البعوض يعني هل يجوز قتل البعوض قال ممن انت؟ قال من اهل العراق قال انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض قد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم فيقتلون الحسين ويسألون عن دم البعوض وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هما ريحان ريحانتاي من الدنيا قبل هذا قال قال ثابت عن انس اخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابراهيم فقبله وشمه وهنا اورد البخاري هذه الرواية بصيغة التعليق المجزوم به ولم يذكره موصولا لكن ورد وصله في روايات اخرى ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم واصغر ابناءه وامه مارية القبطية اخذه النبي عليه الصلاة والسلام وهو صغير وقبله وشمه ولكنه مات صغيرا وكان من قدر الله ان مات ابراهيم في اليوم الذي كسفت فيه الشمس كان عند الناس اعتقاد في الجاهلية ان الشمس لا تنكسف الا لموت عظيم او ولادة عظيم فقالوا اذا كسبت الشمس لاجل موت ابراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام ان الشمس والقمر لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته وانما هو ايتان يخوف الله تعالى بهما عباده ثمان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه فقال له بعض الصحابة انت يا رسول الله يعني تدمع عيناك اين الصبر؟ اين الرضا؟ اين فقال عليه الصلاة والسلام انما هي رحمة يرحم الله تعالى بها عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء ثم قال ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وان على فراقك يا ابراهيم لمحزنون فدل هذا على ان دمع العين وحزن القلب عند موت العزيز على الانسان لا ينافي الصبر ولا ينافي الرضا بل هي رحمة من الله عز وجل وليس جزعا ولا تسخطا وانما هذا مقتضى الجبلة البشرية الانسان له مشاعر اذا مات عزيز عليه فلا بأس ان تدمع عيناه وان يحزن قلبه لكن الممنوع هو النياحة او ضرب الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك ولما ذكر ابن تيمية رحمه الله ذكر موقف النبي صلى الله عليه وسلم ودمع عينيه عندما مات ابنه ابراهيم وذكر موقف الفضيل بن عياض انه لما مات ابنه جعل في المقبرة يضحك يقول كيف تضحك وقد مات ابنك قال ان الله قضى قضاء فاحببت ان اظهر الرضا بقضاء الله وقدره قال ابن تيمية معلقا على ذلك قال ان موقف النبي صلى الله عليه وسلم افضل من موقف الفضيل ابن عياض. لماذا لان النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الرحمة والرضا بينما الفضيل بن عياض لم يستطع الجمع بينهما فغلب جانب الرضا على الرحمة تغلب جانب الرضا على الرحمة فموقف النبي عليه الصلاة والسلام افضل جمع بين الرحمة فدمعت عيناه والرضا بينما الفضيل ما استطاع ان يجمع فغلب جانب الرضا على جانب الرحمة ثم وهذه القصة التي حصلت لابن عمر رضي الله عنهما يعني عن هؤلاء الذين يسألون ابن عمر هل يقتلون البعوض ولا ما يقتلون؟ هم قد قتلوا الحسين فتعجب ابن عمر كيف تسألون هذا السؤال وعجبا تقتلون الحسين وتسألون عن دم البعوض وهذا يقال توبيخا لمن سأل عن الشيء الصغير وقد ارتكب الشيء الكبير فيعني هؤلاء يقتلون الحسين ثم يسألونه يجوز نقتل البعوض ولا ما نقتل البعوض؟ طيب انتوا قتلتم الحسين كيف تسألون عن قتل بعوض قالوا قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هما ريحانتاي من الدنيا ريحانتاية تثنية ريحان يعني الحسن والحسين من جملة الرياحين الذين هم لي في الدنيا لان الاولاد يسمون ويقبلون فكأنه يقول هما نصيبي من الريحان الدنيوي من فوايد هذا الحديث الانكار على من يقع في الكبيرة ويسأل عن الصغيرة فهذا عنده عدم توازن فينكر عليه كما حصل لهؤلاء الذين قتلوا حسين ويسألون عن قتل البعوض وكما حصل لبني اسرائيل الذين مع موسى عبدوا العجل وقعوا في الشرك بالله ولما لحق بهم فرعون اخذوا حليا معهم وقالوا انا حملنا اوزارا من زينة القوم فقذفناها يعني هذا الحلي اخذناه من ال فرعون. ما حكمه؟ طيب انتم فعلتم ما هو اعظم؟ عبدتم العجل تسألون عن حلي اخذتموه فيعني هم فعلوا الشيء الكبير ويسألون عن الشيء الصغير فلذلك انكر ابن عمر انكر ابن عمر يعني على هذا هؤلاء الذين سألوا عن دم البعوض وقد قتلوا الحسين. نعم حدثنا ابو اليماني قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عبد الله بن ابي بكر ان عروة ابن الزبير اخبره ان عائشة زوج النبي صلى الله الله عليه وسلم حدثته قالت جائتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فاعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال من يلي من هذه البنات شيئا فاحسن اليهن كن له سترا من النار نعم هذه القصة وردت برواية اخرى ومنها رواية مسلم ان هذه المرأة انها مسكينة ومعها ابنتان فاعطتها عائشة ثلاث تمرات فاعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة ورفعت التمرة الثالثة تريد ان تأكلها فاستطعمتها ابنتاها فاخذتها وشقتا شقين واعطت كل واحدة من ابنتيها نصف تمرة ولم تأكل شيئا قالت عائشة فاعجبني شأنها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنة وفي هذه الرواية قال من يلي من هذه البنات شيئا فاحسن اليهن كن له سترا من النار وهذا يدل على فضل الاحسان للفقراء والمساكين وان فظله وان اجره عند الله عز وجل عظيم جدا هذه المرأة اخذت تمرة وقسمتها بين ابنتيها اوجب الله لها بها الجنة فهذا يدل على فضل الاحسان للفقراء وللمساكين وللأرامل وللايتام الفقراء ونحوه وان الله تعالى قد يرفع الانسان بسبب ذلك درجات عالية بل قد يوجب الله تعالى له بسبب ذلك الجنة اذا وقع هذا الاحسان موقعه وايضا دل هذا الحديث على ان الانسان قد يعمل العمل الصالح ويبلغ عند الله تعالى مبلغا عظيما وهو لا يشعر قد يعمل عملا صالحا يستهين به ما يظن انه يبلغ عند الله هذه المنزلة لكنه يبلغ عند الله تعالى مبلغا عظيما هل هذه المرأة كان يخطر ببالها ان تمرة تشقها بين ابنتيها نصفين ان الله يوجب له لها بسبب ذلك الجنة ما خطر ببالها ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى له بسببها رضوانه الى يوم يلقاه كلمة ما القى لها بال قال بعض الشراح انها الكلمة التي يذب بها عن عرض مسلم في مجلس السلطان مسلم انتهك عرضه تدافع عنه خاصة اذا كان في يعني مجلس سلطان او مجلس كبير فتدافع عنه لله عز وجل هذا ربما تكون هذه هي الكلمة التي يكتب الله تعالى للعبد رضوانه الى يوم يلقاه. والصحيح ان هذا مثال وليس يعني حصرا لكن بعض الشراح ذكروا هذا يعني ان لعل المقصود بهذه الكلمة هو هذا الدفاع والذب عن عرض المسلم عندما ينتهك عرضه ولكن ايضا في المقابل قد يفعل الانسان المعصية يستهينوا بها يكتب الله تعالى بها سخطه الى يوم يلقاه وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله يكتب الله تعالى سخطه الى يوم يلقاه وايضا قال رجل والله لا يغفر الله لفلان. قال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ غفرت له واحبطت عملك طب هل كان هذا الرجل يخطر بباله ان هذه الكلمة سبب لحبوط العمل فاحيانا ايضا قد يستهين الانسان بالمعصية لكن يكون اثمها عند الله تعالى عظيما ولهذا فعلى المسلم ان يحذر المعاصي كلها والا يستهين بشيء من المعاصي وايضا يحرص على الطاعات الا يدري ربما ان عملا صالحا يستقله ولا يراه كثيرا يكون عند الله تعالى عظيما. لا تدري لا تدري اين محل محب الله تعالى ومرضاته ربما مساعدة يسيرة لارملة او مسكين او يتيم يكتب الله تعالى لك بسببها اجرا عظيما. رب كلمة تدافع بها عن مسلم يكتب الله تعالى لك بها رضوانه الى ان تلقاه فلا تحتقر اي عمل صالح وفي هذه الرواية قال عليه الصلاة والسلام من يلي من هذه البنات شيئا فاحسن اليهن كن له سترا من النار وهذا فيه اشارة الى ان المرأة لها ولاية على ابنتيها لقوله من يلي من هذه البنات والمقصود هي تلك المرأة وفيه دلالة على ان الاحسان للبنات انه من اسباب النجاة من النار وانما قال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لانهم كانوا في الجاهلية كانوا يحتقرون البنات ويحتقرون المرأة بل يدفنون المرأة يدفنون الفتاة وهي حية فالاسلام ابطل ذلك واتى بعكس ذلك وجعل الاحسان للبنات انه ستر من النار لصاحبه يوم القيامة نعم قال رحمه الله حدثنا ابو الوليد قال حدثنا الليث قال حدثنا سعيد المقبوري قال حدثنا عمرو بن سليم. قال حدثنا ابو قتادة قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وامامة بنت ابي العاصي على عاتقه فصلى فاذا ركع وضع واذا رفع رفعها نعم وهذا الحديث ايضا رواه مسلم امامة بنت ابي العاص هي بنت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم هو جدها لامها وكانت طفلة ولما ماتت امها زينب جعلت تبكي ودخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة العصر فمن رحمته عليه الصلاة والسلام وملاطفته وتعويضا لها عن فقد امها جعل عليه الصلاة والسلام يحملها في صلاته مع انها صلاة فريضة ولكن الموقف كان يستدعي ذلك طفلة فقدت امها وتعلقت بجدها عليه الصلاة والسلام وهو يصلي بالناس فجعل عليه الصلاة والسلام يحملها في صلاته فاذا قام حملها واذا سجد وظعها وهذا يعني هذا من من رحمته عليه الصلاة والسلام وكريم خلقه وملاطفته بهؤلاء الاطفال ولذلك اورد البخاري هذا الحديث في هذا الباب ايضا في هذا الحديث من الفوائد ان الحركة في الصلاة اذا لم تكن كثيرة ومتوالية انها لا تؤثر على صحة الصلاة فان حمل الطفل ووضعه حركة لكنها ومع ذلك في صلاة الفريضة ومع ذلك لم تؤثر على صحة الصلاة وما يعتقده بعض العامة من ان ثلاث حركات تبطل الصلاة هذا غير صحيح اذا ما هو ضابط الحركات التي تبطل الصلاة ضابط الحركات التي تبطل الصلاة هي الحركات الكثيرة المتوالية عرفا لغير ظرورة الحركات الكثيرة المتوالية عرفا لغير ظرورة فلابد ان تكون حركات كثيرة فان كانت قليلة لم تبطل الصلاة ولابد ان تكون متوالية عرفا متوالية فلو كان مثل حركات في الصلاة الركعة الاولى ثم في الثانية ثم في الثالثة لم تبطل الصلاة ولابد ان تكون لغير ظرورة اما لو كانت لظرورة فانها ايظا لا تبطل الصلاة فمثلا يعني لو ان مثلا احدا يصلي ثم اتاه اتصال بالهاتف الجوال لا بأس ان يأخذ الجوال ويقفله ولا يترك الجوال يعمل ويزعج المصلين هذه الحركة حركة يسيرة حركة يسيرة لان بعض الناس تجد ان جواله يعني يأتيه اتصالات ولا يقفل الصوت لانه يعتقد ان ثلاث حركات تبطل الصلاة فتجد انه ما ما ما يتحرك لكنه يقع في ما هو اسوأ يزعج المصلين الاولى ان يقفل جواله او ان يضعه على الصامت حتى لو كان في الصلاة فاذا الحركة اليسيرة لا تبطل الصلاة ومثل ذلك ايضا لو مثلا الامام حرك اللاقط لاجل مصلحة الصوت مثلا آآ سبب المكبر ازعاجا او تشويشه فحركه يمينا او يسارا او حتى اقفل اه المفتاح كل هذا لا بأس به هذي الحركات اليسيرة لا تضر خاصة اذا كانت لمصلحة اما اذا كانت لغير مصلحة فانها مكروهة ولا تصل الى درجة التحريم انما الحركات الكثيرة المتوالية عرفة لغير الضرورة هذه هي التي تبطل الصلاة بحيث من يرى هذا المصلي لا يدري هل هو يصلي او لا يصلي اذا وصل الى هذه المرحلة انك ما تدري هل الانسان اذا يصلي ولا لا يصلي بسبب كثرة حركته هذه هي الحركة التي تبطل الصلاة. نعم الله اليكم قال حدثنا ابو اليماني قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثنا ابو سلمة بن عبدالرحمن ان ابى هريرة رضي الله عنه قال قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الاقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الاقرع ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا. فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم. نعم حدثنا محمد بن يوسف فقال حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيان فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوأملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة حدثنا ابن ابي مريم نعم يكفي نعم اه قال قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الاقرع ابن حابس التميمي. وهو المقصود بقوله جاء اعرابي فاستنكر الاقرع قال ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا. في الرواية الاخرى تقبلون الصبيان نحن ما نقبلهم قال عليه الصلاة والسلام من لا يرحم لا يرحم اواملك ان نزع الله من قلبك الرحمة فدل هذا على ان تقبيل الصبيان انه من الرحمة انه لا بأس به يدخل في ملاطفة الاطفال وفي الرحمة بهم وفي الاحسان اليهم وهذا من حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وكما ذكرنا ان الطفل الذي هو دون سن التمييز لا عورة له اصلا فتقبيل الطفل اذا مشروع وهو من حسن الملاطفة ومن حسن الخلق وعدم تقبيل الاطفال يدخل في ترك الرحمة ولهذا انكر النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الرجل وقال من لا يرحم لا يرحم وقال اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة وآآ يعني هذا هو الذي في شريعة الاسلام انبه هنا الى انه في بعض الثقافات عند بعض بلاد الغرب ان تقبيل الطفل يعتبرون التحرش ويعاقبون عليه ولكن هذا غير صحيح في شريعة الاسلام هو من الملاطفة ومن حيث حسن العشرة ومن حسن الخلق هذا طفل دون سنة تمييس لا عورة له اصلا ولا يخطر ببال الذي يقبل طفلا الشهوة اصلا لا يخطر بباله ولا نسبة واحد في المئة لكن يعني هم ثقافتهم تختلف تختلف عنا شريعة الاسلام هذا معدود من الرحمة ومن حسن الخلق وفعله سيد البشر عليه الصلاة والسلام وانكر على هذا الرجل وقال اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة من لا يرحم لا يرحم فما فعله النبي عليه الصلاة والسلام هو الحق اما اعتبار هذا تحرشا هذا خلاف الفطرة اليس هذا من التحرف في شيء ولا يخطر ببال من يقبل طفلا اصلا هذا الامر ولكن يعني ينبغي ان يعني تظع هذا في ذهنك يعني انه في تلك البلدان مع اختلاف الثقافات هم لا لا ليس عندهم هذا الامر بل يعتبرونه تحرشا بل يعاقبون عليه نعم قال رحمه الله حدثنا ابن ابي مريم قال حدثنا ابو غسان قال حدثني زيد ابن اسلم عن ابيه عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فاذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقيه اذا وجدت صبيا في السبي اخذته فالصقته ببطنها وارضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا. وهي تقدر على الا تطرحه. فقال وارحم بعباده من هذه بولدها هذه القصة اه يذكر عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه سبي فاذا امرأة من سبي تحلب ثديها وتسقي لان اللبن قد تحجر في ثديها لان المرأة المرضع اذا لم ترضع فان اللبن يتحجر في ثديها فيؤلمها ثم انها وهي تبحث عن طفلها وجدت صبية وطفلها فمن شدة الفرح بطفلها الصقته بصدرها ثم ارضعته انظر الى هذه الرحمة العظيمة من هذه الام بطفلها ام تبحث عن طفلها كلما وجد طفلا ارظعته حتى وجدت طفلها ففرحت بذلك فرحا عظيما والصقت هذا الطفل بصدرها وارضعته فقال النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة ولدها في النار قالوا لا وهي وهي تقدر على الا تطرحه قال لله ارحم بعباده من هذه بولدها سبحان الله انظروا الى عظيم رحمة الله هذه المرأة التي رحمت ولدها تبحث عنه اضاعت ولدها حتى وجدته فاسقته بصدرها ثم اضعته انظر الى رحمة هذه الام العظيمة. رحمة الله تعالى بعباده اعظم والرحمة هذه الام بولدها وهذا يدل على عظيم رحمة الله عز وجل بعباده ولهذا من اسمائه الرحمن الرحيم والرحمن على الصيغة فعلان وهي تدل على هذه الصيغة تدل على عظيم الرحمة وعلى سعة رحمة الله تعالى بعباده فهي رحمة لجميع العباد والرحيم يعني الرحمة الخاصة بالمؤمنين فانظروا الى الى عظيم رحمة الله عز وجل والله عز وجل رحمن رحيم يرحم عباده ويحب من عباده ان يتوبوا اليه يصف النبي صلى الله عليه وسلم فرح الله بتوبة عبده بحديث عجيب يقول لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم كان على ناقته وعليها راحلته وعليها طعامه وشرابه في فلاة من الارض ففقد راحلته انسان في البر في صحراء وعنده ناقته عليها طعامه وشرابه ثم فقدها وبحث عنها حتى ايس منها فجعل ينتظر فجلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت فبينما هو كذلك نام فلما استيقظ فاذا براحلته عنده عليها طعامه وشرابه عليها طعامه وشرابه ففرح فرحا عظيما وقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح يقول النبي عليه الصلاة والسلام يعني فرحة هذا الرجل براحلته هي فرحة انسان رأى الموت ثم رأى الحياة كيف كيف تعبر عن عن وصف هذا الفرح؟ فرح عظيم جدا فرح الله بتوبة عبده اعظم من فرح هذا الرجل انظروا الى عظيم فضل الله عز وجل وعظيم احسانه لعباده وعظيم كرمه وجوده ورحمته مع انه غني عنهم الغنى المطلق غني عن عباده لكنه سبحانه يحب الجود ويحب الكرم ويحب ان يرحم عباده وان يحسن اليهم فانظر الى عظيم رحمة الله وعظيم جوده ومحبته لتوبة عباده وصفة الرحمة نثبتها كما اثبت اهل السنة والجماعة صفة حقيقية لله عز وجل لا تؤول وبعض الطوائف اولت صفة الرحمة بعض الطوائف المنحرفة انكرتها وبعضهم اولوها وقالوا ان المراد ارادة الاحسان ولكن هذا قول باطل الصواب انها رحمة حقيقية على الوجه اللائق بالله عز وجل وليست كرحمة المخلوقين نعم قال رحمه الله باب جعل الله الرحمة مئة جزء حدثنا الحكم بن نافع قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرنا سعيد ابن المسيب ان ابى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه. نعم قال جعل الله الرحمة مئة جزء. وفي رواية خلق الله الرحمة مئة جزء او مئة رحمة لابد ان نفهم هذا الحديث على وجهه الصحيح فنقول الرحمة تنقسم الى قسمين. القسم الاول الرحمة التي هي صفة لله غير مخلوقة مطلقة غير مقيدة لا يعتريها تجزئة ولا ولا تقسيم وهي صفة من صفات الله عز وجل. فلا يقال عنها انها مائة جزء او انها اكثر او اقل بل هي من صفات الله عز وجل كسائر صفاته كسمعه وبصره وسائر صفاته وصفات الله تعالى غير مخلوقة والقسم الثاني الرحمة التي مخلوقة وهذه هي المقصودة في هذا الحديث وهذه الرحمة مخلوقة خلقها الله تعالى لعباده ومخلوقاته وارسل فيهم جزء من مئة جزء فبها يتراحمون فبها يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه وانما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفرس دون سائر الحيوانات لانها اشد الحيوان المألوف الذي يراه الناس حركة ومع ذلك هي ترفع حافرها عن ولدها لرحمتها به فهذه من الرحمة التي جعلها الله تعالى بين الخلائق وادخر تسعة وتسعين رحمة الى يوم القيامة فهذه اذا رحمة مخلوقة غير الرحمة التي هي صفة من صفات الله عز وجل وهذا يدل على انه يوم القيامة انه تتنزل الرحمات وان الله تعالى يرحم خلقا كثيرا من عباده ولكن مع ذلك وعد الله بملئ الجنة وتوعد بملء النار قال ولكليكما علي ملؤها اما النار فلا تمتلئ حتى يضع الرب قدمه عليها حتى تقول قط قط يعني حسبي حسبي مع ان النار عظيمة جدا وفي الموقف يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون الف زمام. مع كل زمام سبعون الفا من الملائكة يجرونها تصور سبعين الف في سبعين الف ومع ذلك لا تمتلئ حتى يضع الرب قدمه عليها فينزوي بعظها الى بعظ فتقول قطي قطي قطي قط يعني حسبي حسبي واما الجنة ايضا لا تمتلئ فينشئ الله خلقا حتى تمتلئوا فهذا يدل على عظيم رحمة الله عز وجل بعباده. وان هذه الرحمة تعظم يوم القيامة لكن هناك رحمة هي صفة من صفات الله تعالى الذاتية. وهناك رحمة هي رحمة مخلوقة هي هذه المئة جزء. والتي انزل جزء منها للخلق وهم يتراحمون بها على الارض قال رحمه الله باب قتل الولد خشية ان يأكل معه حدثنا محمد بن كثير قال اخبرنا سفيان عن منصور عن ابي وائل عن عمرو ابن شرحبيل عن عبدالله قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. ثم قال اي قال انت تقتل ولدك خشية ان يأكل معك. قال ثم اي؟ قال ان تزاني حريرة جارك. وانزل الله تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم والذين لا يدعون مع الله الها اخر. نعم ابن مسعود رضي الله عنه كان له اسئلة عظيمة مر معنا في اول الدرس الاول انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله وهنا سأله سؤالا اخر قال اي الذنب اعظم؟ هذا ايضا سؤال عظيم لا يقل لا يقل عظمته عن سؤاله الاول وهذا يدل على فقه ابن مسعود قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك يعني الشرك بالله الشرك بالله هو اعظم الذنوب ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه قال ثم قال اي قال ان تقتل ولدك خشية ان يأكل معك وهذا هو موضع الشاهد قتل الولد يعني خشية الفقر كما قال سبحانه ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق. وكان هذا موجودا عند بعض العرب كان بعضهم يقتل اولاده خشية الفقر وبعضهم يقتل اولاده خشية العار واذا الموؤودة سئلت باي ذنب قتلت فكانت هذه عادات جاهلية ابطلها الاسلام لكن كان هذا موجودا فكان هذا من الذنب العظيم ان يقتل الانسان ولده خشية الفقر مع ان الله تعالى قد تكفل برزقه قلت ثم اي؟ قال ان تزاني حليلة جارك يعني ان تزني بزوجة جارك والزنا من الكبائر لكنه يكون عظيما اذا كان بزوجة الجار فانه يكون من اعظم الذنوب لانه انتهك حق الجوار فيكون قد خان جاره بزناه بامرأته واعظم من ذلك الزنا بامرأة رجل من المجاهدين في سبيل الله يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ان من اعظم الناس ذنبا رجل زنا بامرأة رجل من المجاهدين في سبيل الله فيأتي يوم القيامة ويقال له يعني لهذا الرجل خذ من حسناته ما شئت يقول عليه الصلاة والسلام فما ظنكم؟ هل سيبقي له حسنة لن يبقيها ولا حسنة سيأخذ حسناته كلها فهذا يدل على ان الزنا انه وان كان كبيرة الا انه يقبح ويعظم اثمه اذا كان بامرأة الجار او كان بامرأة رجل قد جاهدا في سبيل الله عز وجل وانزل الله تصديق ذلك في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى ونكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله اه الشرح في بعد درس المغرب ان شاء الله تعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه