الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما لم تنم انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس الثالث والاخير في هذه الدورة العلمية بشرح كتاب الادب من صحيح البخاري كنا قد وصلنا الى باب وضع الصبي في الحجر نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المؤمنين يقول الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الادب باب وضع الصبي في الحجر حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال اخبرني ابي عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم وضع صبيا في حجره يحنكه فبال عليه فدعا بماء فاتبعه نعم ان النبي صلى الله عليه وسلم وضع صبيا بحجره يحنكه كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا ولد مولود فيأتي به اهله للنبي صلى الله عليه وسلم فيحنكه ومعنى التحنيك مضغ التمرة ونحوها ووضع شيء من ذلك الذي قد مضغ في فم الصبي وكان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك يأتي بالتمرة ويمضغها او جزءا منها ثم يضع ذلك في فم الصبي وقد اختلف العلماء هل هذا التحنيك؟ هل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم او ليس خاصا به فهو مشروع لكل طفل اولان لاهل العلم القول الاول انه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وان الصحابة انما كانوا يفعلون ذلك طلبا لبركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم ليكون اول ما يدخل الى جوف هذا الطفل ريق النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لان اثار النبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بها كان الصحابة يتبركون وضوئه وبشعره وجميع اجزائه واثاره عليه الصلاة والسلام وهذا في حياته اما بعد مماته فلا يشرع ذلك وايضا لا يتبرك بغير النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا الصحابة لم يكونوا يتبركون بابي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا بسائر الصحابة هذا التبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وخاص ايضا بحياته فقط فمن اهل العلم من قصر مشروعية التحنيك على النبي صلى الله عليه وسلم والقول الثاني ان التحنيك ليس خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بل بل هو مشروع لكل احد ولكل طفل والى هذا ذهب اكثر العلماء بل ان النووي رحمه الله حكى اتفاق العلماء على ذلك وان كان ان كانت المسألة ليست محل اتفاق بل هي محل خلاف وان كانت المسألة ليست محل اتفاق وانما هي محل خلاف والقول الراجح هو القول الثاني وهو الذي عليه اكثر اهل العلم من ان التحنيك ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم اذ ان الخصوصية تحتاج الى دليل ولا دليل يدل لذلك وقد ذكر الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ان الحسن البصري لما ولد ذهب به الى عمر فحنكه بتمر وكان الصحابة يحنكون مواليدهم وهذا يرجح القول بان التحنيك ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف في الحكمة من التحنيك قال الحافظ ابن حجر ان الحكمة ليتمرن على الاكل ويقوى عليه وتعقبه العين ايضا في شرح البخاري وقال العين سبحان الله ما ابرد هذا الكلام واين وقت الاكل من وقت التحنيك وهو حين يولد والاكل غالبا بعد سنتين او اكثر كان بينهما منافسة حجر العين ولذلك كثيرا ما يتعقبه ثم قال طيب اذا اذا يعني العين انتقد كلام ابن حجر اذا ما هو الصواب في نظر العين قال ان الحكمة هي ان يتفائل له بالايمان لان التمر ثمرة الشجرة التي شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمن وهذا الكلام من العين ايضا بعيد بل ان كلام ابن حجر اقرب من كلام النووي. بل ان كلام ابن حجر اقرب من كلام العين وقد ذكر بعض من كتب في الاعجاز العلمي في السنة ان في التحنيك اعجازا نبويا وهو ان المولود حديثا يكون لديه الجلوكوز منخفضا فاذا حنك بتمر ارتفعت لديه نسبة الجلوكوز وهذا مفيد لصحته وذكروا فوائد كثيرة لهذا التحنيك الله تعالى اعلم لكن ينبغي يعني اذا قمنا بمشروعية التحنيك ان يفعل بالطريقة الامنة حتى لا يشرق الطفل يعني يؤخذ شيء يسير جدا من التمر ويوضع في فم هذا الطفل وايضا لابد من امن انتقال العدوى بالا يكون ما يفعل ذلك به امراض ونحوها فاذا تحقق ذلك فلا بأس بالتحنيك وقد كان عليه الصلاة والسلام يفعله وكان الصحابة يفعلونه مع صبيانهم قال فبال عليه يعني بال هذا الطفل على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بماء فاتبعه وذلك لان بول الصبي الذي لم يأكل الطعام نجاسته مخففة ويكفي فيه النظح اذا كان الصبي ذكرا اما اذا كان انثى فلا يكفي النظح بل لابد من غسل البول وفي هذا ورد حديث ابي السمحة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام هذا هو الذي استقرت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا الطفل الذي لم يأكل الطعام بهذا الشرط لم يأكل الطعام شهوة اذا كان ذكرا فيكفي نضح البول يكفي نضحه ولا يلزم غسله اما اذا كان الطفل انثى فلابد من غسل بوله فينضح بول الغلام ويرش ويغسل بول الجارية والحكمة من التفريق بين بول الذكر والانثى بهذا اقوال كثيرة لكن لعل الاقرب والله اعلم هو ان الذكر الطفل اذا كان ذكرا فان فيه حرارة غريزية فان فيه حرارة غريزية تنضج الطعام فتخف معها النجاسة بينما الانثى الحرارة عندها اقل فتكون نجاسة البول اغلظ من الذكر وهذا امر مشاهد قارن بين طفلين في نفس السن احدهما ذكر والاخر انثى ايهما اكثر حركة الذكر اتذكر اكثر حركة وهذه الحركة بسبب الحرارة الغريزية الموجودة لديه هذه الحرارة تكون سببا في قلة نجاسته لان الطعام معها ينضج اكثر فتضعف النجاسة بينما لما كانت الانثى اقل حرارة من من الذكر كانت النجاسة اغلظ فلعل والله اعلم هذا هو هذه الحكمة في التفريق بين بول الغلام وبول الجارية وفي هذا الحديث من الفوائد حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام حيث لم يعنف هذا الطفل ولم يوبخه ولم يتكلم بكلمة بل دعا بماء نضع هذا البول فقط وهذا من من من كريم خلقه عليه الصلاة والسلام ولكن هنا يعني ينبغي ان نفهم معنى النظر النظح ليس كما يفهمه بعظ الناس مجرد الرش هكذا لا النظح معناه ان يغمر البول بالماء من غير عصر والغسل هو ان يغمر بالماء ويعصر والفرق بين النظح والغسل انما هو في العصر الغسل معناه انه انه يغمر بالماء ويعصر حتى تذهب النجاسة اما النظح فيغمر بالماء من غير عصر وليس المقصود بالنظحة انه يرش فانتبه لهذه الفائدة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب وضع الصبي على الفخذ دفنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عارم قال حدثنا المعتمر بن سليمان يتحدث عن ابيه قال سمعت ابا تميمة يحدث عن ابي عثمان النهدي يحدثه ابو عثمان عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الاخرى ثم يضمهما ثم يقول اللهم ارحمهما فاني ارحمهما. وعن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا عن ابي عثمان قال التيمي فوقع في قلبي منه شيء. قلت حدثت به كذا وكذا فلم اسمعه من ابي عثمان انا فنظرت فوجدته عندي مكتوبا فيما سمعت نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الاخرى ثم يضمهما ويقول اللهم ارحمهما فاني ارحمهما اما الحسن فقد كان صغيرا لكن الاشكال في اسامة بن زيد اسامة بن زيد لما توفي النبي عليه الصلاة والسلام كان عمره قرابة عشرين سنة كيف كان يضع النبي عليه الصلاة والسلام اسامة على فخذه هو كبير والحسن صغير قال الحافظ ابن حجر يحتمل ان يكون ذلك وقع من النبي صلى الله عليه وسلم اسامة مراهق والحسن طفل ويكون اقعاده لاسامة في حجره بسبب اقتضى ذلك كمرض اسامة كأن يكون اسامة مريضا وكان يعني كان النبي عليه الصلاة والسلام لمحبته لاسامة ومعزته يمرضه بنفسه فيضعه على فخذه وقال بعض اهل العلم لعل آآ الحديث فيه وهم وان المقصود الحسن والحسين لكن هذا لا دليل عليه. الروايات كلها على انه اسامة والحسن فالذي يظهر الله اعلم ان ان اسامة كان فيه سبب اقتضى ان يضعه على فخذه والا كان كبيرا كان يعني لذلك الوقت عمره ما يقارب اربع عشرة سنة فكان كبيرا لكن ربما كان مريضا ونحو ذلك اما اما الحسن فقد كان صغيرا في ذلك الوقت فكان عليه الصلاة والسلام يضع احدهما على فخذه والاخر على الفخذ الاخرى ثم يضمهما ويقول اللهم ارحمهما فاني ارحمهما فيرحم اسامة اولا اسامة يعني ابوه قد قتل في غزوة مؤتة كان ابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن ايضا كان صغيرا كان عليه الصلاة والسلام يرحم الاطفال وهذا يدل على انه ينبغي رحمة هؤلاء الاطفال وملاطفتهم والرفق بهم قال التيمي فوقع في قلبي منه شيء يعني شك قلت حدثت به كذا وكذا فلم اسمعه من ابي عثمان فنظرته ووجدته مكتوبا فيما سمعت وهذا يدل على عناية الرواة بالتثبت وان هذا الراوي لما شك رجع الى المكتوب فوجده كما هو وهذا يدل على ان هذه الرواية صحيحة وان احدهما كان اسامة والاخر كان الحسن نعم قال رحمه الله باب حسن العهد من الايمان. حدثنا عبيد بن اسماعيل قال حدثنا ابو اسامة عن هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين لما كنت اسمعه يذكرها ولقد امره ربه ولقد امره ربه ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب. وان كان ليذبح الشاة ثم يهدي خديجة هي اولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة عاقلة حصيفة وكانت ثرية ذات مال تزوجت رجلا من قريش ثم توفي ثم تزوجت رجلا اخر ثم توفي وكان عندها مال وثروة فسمعت بامانة النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمى الصادق الامين فارسلت اليه ان يتاجر بمالها فقبل عليه الصلاة والسلام في رحلته للشام وارسلت معه غلامها ميسرة فرأى ميسرة في تلك الرحلة عجبا رأى ان النبي عليه الصلاة والسلام له عناية ربانية حتى ان السحابة تأتي وتضلل عليه وهو في الطريق وتأثر ميسرة بحسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ولاحظ العناية الالهية به ولما رجع من هذه الرحلة حدث ميسرة خديجة بما رأى فاعجبت بالنبي صلى الله عليه وسلم اعجابا شديدا فارسلت اليه ان كان يريد ان يتزوجها فقبل النبي عليه الصلاة والسلام وتزوجها كان عمره خمس وعشرون وكان عمرها ثمان وعشرون خلافة لما هو مشهور ان عمرها اربعون صحيح ان عمرها ثمان وعشرون وقد جاء هذا في رواية الحاكم ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وعمرها ثمان وعشرون سنة ثم ان هذا هو الاقرب من حيث الواقع لانها انجبت ستة بنين وبنات انجبت القاسم وعبدالله وزينب ورقية وام كلثوم وفاطمة ستة فالغالب ان عمره ثمان وعشرون وليس اربعون وكما هو رواية الحاكم الاقرب من حيث الرواية اه ان النبي عليه الصلاة والسلام تزوج خديجة وعمرها ثمان وعشرون سنة ووقفت مع النبي عليه الصلاة والسلام وازرته ولما اتاه جبريل وهو في غار حراء قد اتاه في الليل ان القرآن نزل في ليلة القدر اتى عليه الصلاة والسلام دخل عليها يرجف قال زملوني زملوني دثروني دثروني فقالت ما شأنك؟ فذكر لها ما ما جرى فقالت كلا والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتفعل المعروف وذكرت من خصاله الشريفة يعني ومن كان كذلك فان الله لا يخزيه وذهبت به الى ابن عمها ورق ابن نوفل كان رجلا نصرانيا وعنده علم من الكتاب فقال ان هذا هو الناموس الاكبر الذي كان يأتي موسى فامن بالنبي عليه الصلاة والسلام ولذلك معدود من الصحابة ورق ابن نوفل ووقفت مع النبي عليه الصلاة والسلام الى ان ماتت رضي الله عنها كان عليه الصلاة والسلام يحبها محبة عظيمة ويعزها ولم يتزوج عليها حتى حتى ماتت وبلغ من حب النبي عليه الصلاة والسلام لها انه دائما يذكرها وغارت عائشة غارت منها وما رأتها لكن من شدة ذكر النبي عليه الصلاة والسلام لها لدرجة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح الشاة ويهدي صديقات خديجة ولما رأى اختها هالة قال هذه هذه مشية خديجة وكان يذكرها عليه الصلاة والسلام كثيرا فغارت منها عائشة وما رأتها قالت ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين بما كنت اسمعه يذكرها ولقد امره ربه ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة هذا جبريل يقرئك السلام فسلم عليها جبريل ثم قال لها ان ربك يقرئك السلام وهذا والله هو الشرف العظيم ان ياتي جبريل ببشر ويقول ان ربك يقرئك السلام اي شرف اعظم من هذا وقال ان ربك وامره يعني ان يبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب يعني من لؤلؤ والحكمة في اختيار القصب تفاؤلا بقصب سبقها للاسلام فان لها قصب السبق في الاسلام فلذلك بشرت في الجنة ببيت من قصب وكان عليه الصلاة والسلام يذبح الشاة ويهديه الى خلتها. يعني صديقاتها منها وذلك لان اكرام اصدقاء الانسان اكرام له واكرام اصدقاء الاب من البر به واكرام صديقات الام من البر بها ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه رواه مسلم ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه وهذا المعنى يخفى على كثير من الناس خاصة من كان ابوها وامه متوفى فمن البر ان يبحث عن اصدقاء ابيه او صديقات امه وان يصلهم بالزيارة بالمال وبالهدية ونحو ذلك هذا جعله النبي عليه الصلاة والسلام من ابر البر كذلك لو كان له صديق يعز عليه وتوفي يكرم اصدقاء هذا الصديق فهذا من الوفاء ولهذا بوب البخاري على هذا الحديث بقوله باب حسن العهد من الايمان وتبويب البخاري بهذا يعني بهذا تبويب لان هذا قد ورد حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذا الحديث ليس على شرط البخاري واورده بهذا اللفظ حسن العهد من الايمان يعني لم لم يجعل هذا حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام لانه ليس على شرطي لكنه قد ورد في حديث ومعناه صحيح ومعنى حسن العهد من الايمان يعني رعاية الحرمة من الايمان من كمال الايمان العهد ورعاية من كان الانسان يحبهم ويودهم من كمال الايمان كما ذكرنا في اكرام من يحبهم ابوك او امك فهذا من كمال الايمان وهكذا ايضا لو كان له صديق مثلا وتوفي فيكرم اصدقاءه ونحو ذلك فهذا من الوفاء ومن حسن العهد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب فضل من يعول يتيما. حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثني عبدالعزيز بن ابي حازم قال حدثني ابي قال سمعت سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال باصبعيه السبابة والوسطى باب فضل من يعول يتيما اليتيم هو من مات ابوه قبل البلوغ اما من ماتت امه قبل البلوغ فهل يعتبر يتيما الجواب لا يعتبر لان فقد الاب اشد من فقد الام فالام يمكن ان يأتي الاب باية امرأة تقوم برعاية هذا الابن وحضانته والقيام على شؤونه لكن فقد الاب اشد لان الاب هو الذي ينفق على هذا الابن ويرعاه فاليتيم هو من فقد اباه قبل البلوغ اما بعد البلوغ لا يسمى يتيما واليتيم لا ليس بالضرورة ان يكون فقيرا قد يكون اليتيم غنيا كأن يكون مثلا ورث من ابيه ثروة كبيرة لكن الغالب على اليتامى الفقر وان كان هذا ليس لازما فاليتيم الفقير اذا مات ابوه انكسر خاطره فهو فهو بحاجة الى من يجبر خاطره ويقوم على شؤونه واكرامه وعدم اذلاله كما قال الله عز وجل فاما اليتيم فلا تقهر فاكرام اليتيم ليس بالمال فقط بل حتى بالمشاعر ولذلك قال فلا تقهر وقال كلا بل لا تكرمون اليتيم فهذا اليتيم الذي احس بمرارة فقد ابيه ينبغي ان يعوض بالاحسان اليه بجميع وجوه الاحسان قد ذكر الله تعالى اليتيم واوصى بالاحسان اليتامى في القرآن في اكثر من عشرين موضعا وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا والمقصود بكافل اليتيم من يقوم على رعايته ومصالحه والانفاق عليه فيضمه الى بيته يعامله كما يعامل سائر اولاده هذه هي كفالة اليتيم واما ما تقوم به بعض المؤسسات الخيرية من الانفاق على اليتامى وتخصيص مخصصات لهم ويسمون هذا كفالة يتيم فهذه هذا ليس كفالة يتيم وانما هذه صدقة على يتيم فرق بين كفالة اليتيم والصدقة عن اليتيم لان كفالة اليتيم لا تنحصر في الامور المالية فقط بل القيام بمصالح هذا اليتيم قيام على شؤونه ورعايته وتدريسه وتعليمه وكل ما يحتاج اليه هذه هي كفالة اليتيم لكن مع ذلك هذه المؤسسات التي تقوم بالانفاق على هذا اليتيم يعني اعطائه ما يحتاج اليه من الامور المادية هذا عمل صالح عظيم وهم مأجرون على ذلك ويشكرون عليه لكن ينبغي ونحن في في درس علم ان نحقق في المسألة ويعني نسمي الامور باسمائها الدقيقة المناسبة لها فهذه هذه تسمى صدقة على يتيم اما كفالة اليتيم فمعناها الرعاية الشاملة لليتيم وذلك يعني اكملها ان يكون هذا اليتيم عنده في البيت ويقوم على جميع شؤونه وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث انا وكافل اليتيم. جاء في بعض الروايات له او لغيره له او لغيره له بان يكون قريبا له كأن يكون جد اليتيم او او يكون ام اليتيم ايضا لان قلنا اليتيم فقد اباه فاذا كان القائم عليه ام اليتيم تكون ايضا هي كافلة لهذا اليتيم او جد اليتيم يكون كافل لهذا اليتيم. هذا معنى قوله له او لغيره بان يكون اجنبيا عنه وليس قريبا له لكنه يقوم برعايته قال في الجنة هكذا وشبك بين اصبعيه السبابة والوسطى هكذا يعني انه في درجة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فضل عظيم قال ابن بطال رحمه الله احد شراح صحيح البخاري قال حق على من سمع هذا الحديث ان يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الاخرة افضل من ذلك وهذا يدل على ان كفالة اليتيم للاعمال الصالحة العظيمة التي ترفع صاحبها درجات لكن يرد على هذا اشكال وهو ان درجات الانبياء اعلى درجات البشر فكيف يكون الذي يكفل يتيما في درجة النبي عليه الصلاة والسلام مع انه قد لا يكون اعمال صالحة كثيرة اجيب عن ذلك بان الغرض هو المبالغة في رفع درجته في الجنة وليس المقصود انه يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الدرجة فقد يكون انسانا يعني ليس عنده اعمال صالحة كثيرة لك مجرد انك كفل يتيم هل يكون مع النبي عليه الصلاة والسلام في نفس الدرجة لا ليس هذا المقصود ولكن المقصود المبالغة في رفع درجته وان هذا عمل صالح عظيم يرفع صاحبه درجات ولهذا كفالة اليتيم من افضل واعظم الاعمال الصالحة ان استطاع الانسان ان يكفله الكفالة التي هي الرعاية بمعناها الشامل فهذه هي الكفالة المقصودة في الحديث ان لم يتيسر فلا اقل من ان يتصدق على اليتيم وذلك الاشتراك مع الجمعيات الخيرية التي يكون عندها كفالة للايتام وهي منتشرة ولله الحمد وهي من الوجوه من المظاهر المشرقة في الامة وجود هذه المؤسسات التي تقوم على رعاية الايتام فهذا مظهر من المظاهر المشرقة والقائمون عليها يرجى لهم خير عظيم لانهم يقومون على شؤون هؤلاء الموتى الا انهم يقولون لانهم يقومون بشؤون هؤلاء الايتام طيب بقي اللقيط اللقيط الذي يكون ولد زنا ولا يعرف ابوه ولا امه فهذا اذا اذا كانت كفالة اليتيم الذي يعرف ابوه وامه بهذه المنزلة العظيمة فاللقيط من باب اولى لان اليتيم له اقارب يمكن ان يقوم بشؤونه لكن هذا اللقيط ليس له احد ولهذا فكفالة اللقيط في معنى كفالة اليتيم في الاجر والثواب بل ربما تكون اولى اولى من اليتيم نعم قال رحمه الله باب الساعي على الارملة حدثنا اسماعيل بن عبدالله قال حدثني مالك عن صفوان ابن سليم يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله او كالذي يصوم النهار ويقوم الليل حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن ثوري بن زيد عن ابي الغيث مولى بن مطيع عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله باب الساعي على المسكين حدثنا عبدالله بن مسلمة قال حدثنا مالك عن ثور ابن زيد عن ابي الغيث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله واحسبه قال يشك القعنبي كالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر الساعي على الارملة والمسكين المقصود بالارملة التي لا زوج لها وقال بعضهم كصاحب القاموس قال ان الارملة هي المحتاجة ولكن هذا محل نظر اذ لو كان المقصود بالارملة المحتاجة لما عطف عليها المسكين لان المسكين هو المحتاج فالارملة هي التي لا زوج لها لكنها ايضا يعني محتاجة او فقيرة واما المسكين فاذا اطلق فيشمل الفقير وهو المحتاج الذي ليس له دخل يكفيه فالذي ليس له دخل يكفيه او لا دخل له مطلقا هذا يسمى فقير او مسكين لكن ايهما اشد حاجة الفقير او المسكين نعم المسكين الفقير الفقير اشد حاجة من المسكين ولهذا قال عز وجل واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر مساكين لهم سفينة الفقيه هو المعدم الذي ليس عند الشيء او عنده دون نصف الكفاية والمسكين من عنده نصف الكفاية واكثر الكفاية لكن ليس عنده تمام الكفاية فالذي ليس عنده الشيء هذا فقير طيب عنده دخل يكفيه الى عشرة من الشهر فقير او مسكين فقير اقل دون نصف كفاية فقير عنده دخل يكفيه الى نصف الشهر مسكين عنده دخل يكفيه لعشرين من الشهر مسكين عنده دخل يكفيه لاخر الشهر هذا مكتفي ليس فقيرا ولا مسكينا ولا تحل له الزكاة عنده دخل يكفيه لاخر الشهر ويدخر شيئا منه هذا غني وغنى كل شيء بحسبه فاذا هذا هو المقصود بالمسكين هنا في هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله الساعي معناه القائم بمصالحهما وشؤونهما كالمجاهد في سبيله يعني يكون اجره يكون اجره كاجر المجاهد في سبيل الله لان ما يقوم به في الحقيقة هو نوع من الجهاد القيام على شؤون الارامل والمساكين نوع من الجهاد او كالذي يصوم النهار ويقوم الليل وفي الحديث الاخر قال واحسبه قال كالقائم لا يفتر كالصائم لا لا يفطر وهذا الشك من القعد هو عبدالله بن مسلمة آآ يعني شك هل سمع هذه اللفظة من مالك ام لا؟ لكن ساق البخاري هذا الحديث في كتاب النفقات عن من طريق يحيى ابن قزعة قال حدثنا مالك يعني من طريق اخر عن مالك من غير شك بلفظ السعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله او كالقائم الليل والصائم النهار فهذا بهذا يتبين زوال الشك في هذه اللفظة وعلى هذا فثواب الساعي على الارملة والمسكين مثل ثواب المجاهد في سبيل الله ومثل ثواب الصائم الذي لا يفطر ومثل ثواب الذي يقوم الليل لا يفتر الله اكبر انظروا الى عظيم ثواب القائم على الارملة والمسكين فاجره عند الله عز وجل عظيم جدا اجره مثل اجر المجاهد في سبيل الله واجره مثل اجر الذي يصوم النهار لا يفطر ومثل اجر الذي يقوم الليل لا يفتر فما اعظم اجر من قام على شؤون اليتامى والارامل والمساكين فاجره عند الله عز وجل عظيم وثوابه جزيل نعم قال رحمه الله باب رحمة الناس والبهائم. حدثنا مسدد قال حدثنا اسماعيل قال حدثنا ايوب وعن ابي قلابة عن ابي ما لك بن الحويرث قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب متقاربون فاقمنا عنده عشرين ليلة فظن انا اشتقنا انا وسألنا عمن تركنا في اهلنا فاخبرناه وكان رفيقا رحيما. فقال ارجعوا الى اهليكم فعلموا وامروهم وصلوا كما رأيتموني اصلي. واذا حضرت الصلاة فليؤذن فليؤذن لكم احدكم ثم ليؤمكم اكبركم نعم قال باب رحمة الناس والبهائم رحمة الناس وايضا رحمة البهائم ثم ساق المصنف بسنده هذا الحديث عن مالك ابن الحويرث قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شبيبة يعني شباب متقاربون فاقمنا عنده عشرين ليلة يطلبون العلم يعني كأنهم يريدون دورة علمية من النبي عليه الصلاة والسلام اقاموا عند عشرين ليلة يطلبون العلم قال فظن انا اشتقنا اهلنا يعني لما اقاموا عشرين ليلة النبي عليه الصلاة والسلام كان عظيم الفراسة عرف بانهم قد اشتاقوا لاهليهم وسألنا عن من تركنا في اهلنا فاخبرناه وكان رفيقا رحيما وجاء في بعض النسخ في بعض نسخ صحيح البخاري وكان رقيقا بالقافين وفي هذه النسخة كان رفيقا قال الحافظ ابن حجر ان الاكثر على انه بيقافين رقيقا. رقيقا رحيما فيكون معنى رقيقة من الرقة ورفيقا من الرفق النبي عليه الصلاة والسلام جمع الخصلتين كان رفيقا ورقيقا فقال ارجعوا الى اهليكم فعلموهم فاذن له في الرجوع وطلب منهم ان يعلموا اهلهم وقومهم يعني كأنه يقول انتم طلبتم العلم عندي فانقلوا هذا العلم وبلغوه الى اهليكم قد قال عليه الصلاة والسلام بلغوا عني ولو اية قال فعلموهم وامروهم وصلوا كما رأيتموني اصلي يعني مروهم بما تعلمتم وصلوا كما رأيتموني اصلي ولذلك الاحاديث التي رواها مالك ابن حويلث يعني كانت في اخر حياة النبي عليه الصلاة والسلام فمثلا جلسة الاستراحة رواها ما لك بن حويرث رواه ابو حميد ساعدي وكان قد التقي بالنبي عليه الصلاة والسلام في اخر حياته ولذلك القول الراجح في جسد الاستراحة انها تفعل عند الحاجة او انها تسن عند الحاجة كما هو المذهب عند الحنابلة وهذا اختيار موفق من قدامى رحمه الله لان النبي عليه الصلاة والسلام ما فعلها الا لما كبر سنه في اخر حياته ولم يفعلها قبل ذلك وفعله سنة وتركه سنة. فمن كان محتاجا لجلسة الاستراحة كانت سنة في حقه ومن لم يكن بحاجة جسد الاستراحة فليست بالسنة في حقه فالذي روى حديث جلسة الاستراحة هو ما لك بن حويرث هذا هذا الشاب قال واذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم ثم ليؤمكم اكبركم وذلك لانهم متقاربون في الحفظ ومتقاربون في العلم فهم شباب تعلموا عند النبي عليه الصلاة والسلام فلذلك قال يا ام يؤذن لكم احدكم ويؤمكم ما قال ما قال اقرأكم لكتاب الله لانهم متساوون في القراءة ولا قال اعلمكم للسنة لانهم متساوون في العلم فانتقل الدرجة الثالثة قال يؤمكم اكبركم لانه لان المقدم في الامام يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سوف افعلهم بالسنة فان كانوا في السنة سواء فاكبرهم سنا وهذا الحديث فيه فوائد منها اول حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام يعني انظروا كيف تعامل مع هؤلاء الشباب بهذا التعامل العظيم ولما رأى شوقهم لاهليهم اذن لهم في الرجوع وطلب منهم ان ينقل ما تعلموه من العلم فهذا يدل على حسن خلقه عليه الصلاة والسلام وعلى رحمته بهم وكريمي اخلاقه ايضا من الفوائد فضل تبليغ العلم فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء ارجعوا الى اهليكم فعلموهم وقال بلغوا عني ولو اية وتبليغ العلم ونشر العلم من الاعمال الصالحة العظيمة بل ان ابن المبارك قال لا اعلم بعد النبوة عملا افضل من نشر العلم لا اعلم بعد النبوة عملا افضل من نشر العلم فنشر العلم عمل صالح عظيم ولا يلزم ان يكون نشر العلم بان تلقي درسا او محاضرة قد يكون عبر وسائل التقنية الحديثة ننتقي المقاطع النافعة الهادفة المفيدة وتنشرها هذا يدخل في نشر العلم وايضا ما تعلمه الانسان يستطيع ان يبلغه وان ينشره النبي صلى الله عليه وسلم يقول بلغوا عني ولو اية ولو اية ايضا من فوائد هذا الحديث ان امامة الصبي صحيحة لقوله وليامكم اكبركم كان هؤلاء شبيبة صبيان صغارا وان كان بعضهم يقول انهم يعني قد بلغوا وهو ان اعمارهم يعني فوق سن البلوغ لكن على تقدير انهم دون سن البلوغ اخذ بعض العلماء من هذا فائدة وهي صحة امامة الصبي وهذا هو القول الراجح ان امامة الصبي صحيحة وعمرو بن سلمة كان يؤم قومه وعمره سبع او ثمان سنين نعم الله اليكم قال رحمه الله حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن سمي مولى ابي بكر عن ابي صالح السماني عن ابي هريرة رضي الله عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب. ثم خرج فاذا كلب يلهث ويأكل الثرى من العطش. فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي مثل الذي كان بلغ بي. فنزل البئر فملأ خفه ثم امسكه بفيه فسقى الكلب. فشكر الله له فغفر له. قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا فقال في كل ذات كبد رطبة اجر وهذا الحديث ايضا اخرجه مسلم في صحيحه يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بان رجلا يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب كان الناس قديما هذه طريقتهم المياه كانت المياه الجوفية كانت قريبة البئر يجعلون عليها مثل السلم من اراد ان يستقي ينزل البئر ويستقي من من ماء البئر مباشرة ثم لما خرج هذا الرجل اذا بكلب يلهث يأكل الثرى يعني التراب من شدة العطش فقال الرجل قد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه يعني ما وجد شيء يضع فيه هذا الماء الا خفه ثم امسكه بفيه فسقى الكلب فكان هذا سببا لمغفرة الله له فقال الصحابة وان لنا في البهائم اجرا قال في كل كبد رطبة اجر وقوله رطبة كناية عن الحياة يعني في كل حي تحسن اليه اجر سواء اكان انسانا او حيوانا او طيرا فيه اجر ومحل الشاهد من من هذا الحديث هو رحمة البهائم وان هذا الرجل قد غفر له بسبب رحمته لهذا الكلب وهذا يدل على عناية الشريعة بالاحسان للبهائم والحيوانات عموما هذا الدين دين عظيم شامل لكل شيء وهذه الشريعة سبقت ما تقوم به الان جمعيات الرفق بالحيوان والمنتشرة في بلاد الغرب وغيرها نقول في ديننا الاسلام العناية بالحيوان هذا الرجل غفر له بسبب سقايته لكلب وامرأة دخلت النار بسبب انها حبست هرة لا هي اطعمتها اذا هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض فهذا يدل على عناية الشريعة بالرفق بالحيوان والاحسان للحيوان ومغفرة الله تعالى لهذا الرجل يدل على ان الانسان لا لا يدري عن محال محاب الله تعالى ومرضاته ربما تعمل عملا صالحا قليلا او تظنه قليلا او يسيرا لكنه يكون عند الله تعالى عظيما وكما مر معنا في درس سابق قصة المرأة التي اخذت التمرة وشقتها بين ابنتيها نصفين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد اوجب لها بها الجنة وفي هذا الحديث هذا الرجل سقى كلبا يأكل الثرى من شدة العطش فغفر الله له فلا يدري الانسان اي عن عن محال محاب الله ومرضاته. رب عمل صالح تظنه يسيرا لكنه يكون عند الله عز وجل عظيما فلا يحتقر الانسان اي عمل صالح فربما يكون هذا العمل يقع عند الله تعالى موقعا عظيما ويغفر للانسان بسببه نعم قال رحمه الله حدثنا ابو اليماني قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني ابو سلمة ابن عبد ابن عبد الرحمن ان ابا هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه فقال اعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمدا ولا حمل احدا. فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للاعرابي لقد حجرت واسعا يريد رحمة الله اه هذه قصة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك ان مسجد النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن له ابواب وانما كان مسورا وكان مسقوفا جذوع النخل كان هذا الاعرابي يعيش في البر في البادية فلم يعلم بان يعني انه لا يبال في المسجد فبال في المسجد فنحره بعض الصحابة كيف تبول في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه دعوه حتى يكمل بوله وهذا من حكمته عليه الصلاة والسلام لان هذا الاعرابي لو قطع بوله فانه سيتسبب في مفاسد اولا في انتشار النجاسة في المسجد لانه اذا قام سينشر النجاسة ثانيا في تلويث ملابسه بالنجاسة ثالثا قد يتسبب هذا ايضا في مشاكل صحية لهذا الرجل لان كون الانسان يبول ثم يقطع بوله هذا يؤثر عليه صحيا فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام بحكمته قال دعوه حتى يكمل فلما اكمل لم يترك النبي عليه الصلاة والسلام انكار المنكر دعاه وقال له ان هذا المسجد لا يصلح لشيء من هذا البول او القدر انما هو للصلاة والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن فقال هذا الاعرابي يعني تقبل هذه النصيحة من النبي عليه الصلاة والسلام لانه رفق به بينما نهره غيره فقال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا قال عليه الصلاة والسلام لقد تحجرت واسعا او قال لقد حجرت واسعا يريد رحمة الله وهذا الحديث فيه فوائد اولا رحمة النبي عليه الصلاة والسلام ورفقه بالناس حيث رفق بهذا الاعرابي وطلب من الصحابة ان يتركوه حتى يكمل بوله وقد تأثر هذا الرجل هذا الاعرابي تأثر بموقف النبي عليه الصلاة والسلام حتى قال هذه المقولة وايضا فيه من الفوائد حكمة النبي عليه الصلاة والسلام. فان كونه يقول الصحابة اتركوه حتى يبول هذا من حكمته عليه الصلاة والسلام لما يترتب على قطعه لبوله من المفاسد التي ذكرنا ثالثا قوله اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا. هذه المقولة فيها نكارة ولذلك انكرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الاعرابي لانه بخل برحمة الله وحجا رحمة الله الواسعة عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد حجرت واسعا يعني رحمة الله واسعة كيف تحجرها علي وعليك فقط ويفهم من هذا ان مثل هذه الدعوات انها من كرة فلا يقول احد اللهم ارحمني وفلانا ولا ترحم غيرنا او اللهم اغفر لي وفلان ولا تغفر لغيرنا هذا منكر ولذلك انكر النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الاعرابي هذا الكلام حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح فانه لا يجوز وقد اثنى الله عز وجل على من يقول خلاف ذلك فقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم هذا الدعاء من الادعية العظيمة التي ينبغي ان يحرص عليها المسلم وان تدعو الله كل يوم بهذا الدعاء ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. نعم قال رحمه الله حدثنا ابو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر قال سمعته يقول سمعت النعمان ابن بشير يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى نعم هذا الحديث العظيم يصف النبي صلى الله يصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم بالجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ارأيت جسدك عندما يشتكي عضو منه الم في السن او في الرجل او في اليد او في اي عظم من اعضاء الجسد تجد ان سائر الجسد يشتكي كذلك يتداعى سائر الجسد بالسهر والحمى هكذا ايضا المسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وهذا يدل على قوة العلاقة بين المؤمنين وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة مصطلحات قال في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم وذكر التراحم والتواد والتعاطف وهي متقاربة المعنى لكن بينها فرق لطيف فالتراحم معناه ان يرحم بعضهم بعضا لاخوة الايمان لا بسبب اخر والتواد معناه التواصل فيما بينهم الجالب للمحبة بالتزاور او التهادي او نحو ذلك والتعاطف معناه اعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه والتعاطف معناه اعانة بعضهم بعضا فالمسلمون اذا كالجسد الواحد ولذلك ينبغي ان يستشعر المسلم مصاب اخوانه المسلمين في اي قطر من العالم فيبقى بينه وبينهم اخوة الاسلام واخوة الايمان فاذا اصاب المسلمين في اي قطر من العالم مصاب ينبغي ان يستشعر المسلمون ذلك وان يساعدوهم بما يستطيعون نعم قال رحمه الله حدثنا ابو الوليد قال حدثنا ابو عوانة عن قتادة عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم غرس غرسا فاكل منه انسان او دابة الا كان له صدقة نعم ما من مسلم غرس غرسا فاكل منه انسان او دابة الا كان له صدقة وفي رواية ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل كل منه انسان او طير او دابة الا كان له به صدقة حتى ولو لم يقصد ذلك ولهذا ذهب بعض العلماء الى ان افضل المكاسب الزراعة ومما ذهب الى ذلك النووي رحمه الله وذهب بعضهم الى ان افضل المكاسب التجارة وقال اخرون ان افضل المكاسب هو ان يأكل من عمل يده وهذا هو الاقرب والله اعلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما اكل احد طعاما خيرا من ان يأكل من عمل يده وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ولكن الزراعة تدخل في عمل اليد. الزراعة تدخل في عمل اليد ومن فوائد هذا الحديث آآ فضل الزراعة وان الانسان اذا زرع زرعا وغرس غرسا فما يأكله انسان او طير او بهيمة الا كان له به صدقة وهذا هذه بشرى عظيمة للمزارعين فنقول ابشروا فما تزرعونه ما يأكل منه انسان او طير او بهيمة الا كان لكم به اجر وصدقة تؤجرون وتثابون عليها ومن فوائد هذا الحديث انه قد يحصل للمسلم الاجر وان لم يقصد ذلك فان الذي يزرع الزرع او يغرس الغرس ربما لا يخطر بباله الاجر لكنه يؤجر على ذلك وهذا يدل على ان من تسبب في الخير فانه يؤجر عليه حتى وان لم يقصد ذلك. نعم قال رحمه الله حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثني زيد بن وهب قال سمعت جرير بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم لا يرحم. هذا مر معنا في الحديث السابق في قصة في قصة الاقرع بن حابس لما قال ان عندي عشرة من الولد لا ان عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا فقال عليه الصلاة والسلام من لا يرحم لا يرحم تكلمنا عن شرح هذا في الدرس السابق. نعم قال رحمه الله باب الوصاة بالجار. وقول الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. الى مختالا فخورا. حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني مالك عن يحيى ابن سعيد قال اخبرني ابو بكر ابن عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت انه سيورثه حدثنا محمد ابن منها لان قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا عمر بن محمد عن ابيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. نعم انتقل المؤلف بعد ذلك للكلام عن حق الجار ابتدأ ذلك بالاية الكريمة واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا والجار ذي القربى والجار الجنوبي والصاحب الجمع الى اخر الاية والجار المقصود به الذي يسكن قريبا منك وحده بعض العلماء باربعين دارا من كل جانب وقد جاء هذا في حديث عن عائشة رضي الله عنها لكنه حديث ضعيف ولو صحة فدور الناس قديما كانت صغيرة اما دور الناس في الوقت الحاضر فقد اصبحت كبيرة ولذلك فالاقرب في تحديد الجار العرف الناس يفرقون في عرفهم بين الجار وغير الجار. يقول فلان جار لنا وفلان بعيد عنا فالضابط في الجوار اذا هو العرف وفي الاية الكريمة ذكر الله تعالى ذكر نوعين من من الجيران قال والجار ذي القربى يعني يكون جارا قريبا والجار الجنوب يعني جار ليس بالقريب وآآ فامر الله تعالى بالاحسان الى الجارين جميعا سواء كان الجار قريبا او بعيدا وقسم بعض اهل العلم الجار الى ثلاثة اقسام جار له حق واحد وهو الجار غير المسلم فله حق الجوار والثاني جار له حقان وهو الجار المسلم له حق الجوار وحق الاسلام والثالث الجار المسلم القريب فله ثلاثة حقوق حق الجوار وحق الاسلام وحق القرابة. فيكون حقه اكد وبهذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ما زال جبريل يوصيني بالجار يعني وهذا بوصية الله له حتى ظننت انه سيورثه. يعني سيأمر بتوريث الجار من جاره ويجعل له مشاركة في ما له وهذا يدل على عظيم حق الجار النبي عليه الصلاة والسلام هو الصادق المصدوق يقول من كثرة وصية جبريل لي بالجار ظننت ان الجار سيكون له حق في الميراث من جاره ولو لم يرد في في حق الجار لهذا الحديث لكفى فهذا يدل على عظيم حق الجار وانه ينبغي للمسلم ان يحرص على الاحسان لجيرانه بجميع اضرب الاحسان ومن ذلك الزيارة ومن ذلك القاء السلام والتحية عليه ومن ذلك الهدية فان بعض الجيران يتهادون هذا من الاحسان للجار ومن ذلك ما يسمى بدورية الجيران وبعض الاحياء عندهم هذا المظهر المشرق يكون الجيران دورية اما مثلا شهرية او اسبوعية او نحو ذلك هذا نوع من الاحسان للجار ومن ذلك ايضا وضع مجموعة على الواتساب او وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي للجيران يتبادلون فيها السلام ويتواصلون عبرها وتوضع فيها مقاطع مفيدة هذا نوع من التواصل بين الجيران فينبغي للمسلم ان يكون حريصا على الاحسان لجيرانه بجميع وسائل الاحسان نعم قال رحمه الله باب اثم من لا يأمن جاره بوايقه يوبقهن ان يهلكهن موبق مهلك. حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ابن ابي ذئب عن سعيد عن ابي شريح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قيل ومن يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه تابعه شبابة واسد ابن موسى. وقال حميد بن الاسود وعثمان بن عمر وابو بكر بن عياش وشعيب بن اسحاق طعن ابن ابي ذئب عن المقبوري عن ابي هريرة قال باب اثم من لا يأمن جاره بوائقه والبوائق جاء تفسيرها في رواية احمد انهم قالوا وما بوائقه؟ قال شره يعني اثم من لا يأمن جاره شره قال عليه الصلاة والسلام والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن يعني لا يؤمن الايمان الكامل من لا يأمن جاره بوائقه يعني من لا يأمن جاره شره وهذا يدل على عظيم اثم من اذى جاره ومن كان جاره لا يأمنه اما مثلا بسبب انه يتحرش باهله او يؤذيهم بالنظرات او نحو ذلك او من جهة انه يؤذي جاره بكثرة المشاكل واحيانا ربما يشتكيه او يهدده بالشكوى او نحو ذلك او انه يؤذي جاره ايضا بالقاء القمامة والنفايات ونحو ذلك امام باب جاره او يؤذيه مثلا بان يوقف سيارة عند باب جاره او نحو ذلك من صور الايذاء صور الايدك كثيرة فالذي يؤذي جاره وجاره لا يأمنه فاثمه عند الله عظيم ولذلك قال حلف النبي عليه الصلاة والسلام بالله قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ثلاث مرات في هذا الانسان الذي بلغت اذيته لجاره ان جاره لا يأمن شره نعم قال رحمه الله باب لا تحقر النجارة لجارتها حدثنا قبل ان تجاوز هذا نحن اخذنا ضابط الكبيرة فهل اذية الجار تعتبر من كبائر الذنوب او من الصغائر من الكبائر من اين اخذنا هذا؟ من قوله لا يؤمن فان ما ورد فيه نفي ايمان يدل على انه من الكبائر. هذا يدل على ان اذية الجار من كبائر الذنوب. نعم باب لا تحقرن جارة لجارتها. حدثنا عبدالله بن يوسف فقال حدثنا الليث قال حدثنا سعيد هو المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس شاة نعم هذا الحديث فيه الحث على الهدية بين الجيران وانه ينبغي اهداء الشيء ولو كان يسيرا وان هذا كما يشمل الرجل فهو ايضا يشمل المرأة لكن خص النساء بالذكر قال يا نساء المسلمات خصت النساء بالذكر قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري قال خص النهي بالنساء لانهن موارد المودة والبغضاء ولانهن ولانهن اسرع انفعالا في كل منهما ذكر امرين الامر الاول موارد المودة والبغظاء. يعني المرأة اذا احبت جارتها انعكس ذلك على الاسرة كلها. كل الاسرة احب الاسرة الاخرى واذا ابغضت جارتها انعكس ذلك على الاسرة كلها فهي يعني تؤثر على زوجها وعلى اولادها في محبة الجيران او في بغضهم وكذلك ايضا اسرعوا انفعالا يعني الهدية تؤثر في المرأة اكثر من الرجل وان كان هذا مطلوب من الرجل ومن المرأة فمطلوب التهادي بين الجيران ولو بشيء يسير. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسنا شاة. ومعنى الفرسن يعني حافر الشاة الذي يسمى الظلف يعني حتى ولو كانت الهدية بشيء يسير فلا يحتقر فهذا يدل على انه ينبغي شيوع التهادي بين الجيران والتهادي تختلف باختلاف الازمان والاماكن فتنظر لما يحبه جيرانك وتهدي لهم فهذا من الاحسان للجار وهذا يشمل هذا الخطاب يشمل الرجال ويشمل النساء باقي فقط يعني في الحث على الجار حديثين اه او بابين نأخذهما ان شاء الله بعد الاذان ثم نجعل بقية الوقت اجابة عن اسئلة قال رحمه الله باب باب من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره. حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابو الاحوص عن ابي عن ابي حصين عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم اخري فليقل خيرا او ليصمت. حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث قال حدثني سعيد المقبوري عن ابي شريح العدوي قال اذناي وابصرت عيناي وابصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته. قال وما جائزته يا رسول الله قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام. فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت اه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره. هذا يؤكد ما ذكرناه قبل قليل من ان اذية الجار محرمة لانه رتب على ذلك نفي الايمان شهادة الجار للانسان لها اعتبارها ولهذا اخرج الامام احمد بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال يا رسول الله كيف اعرف اني احسنت او اسأت قال اذا قال جيرانك احسنت فقد احسنت واذا قالت جيرانك اسأت فقد اسأت فشهادة الجيران معتبرة شرعا فالجيران يعرفون ان هذا الرجل مثلا لا تفوته الصلاة مع الجماعة في المسجد وانه حسن الخلق كريم التعامل فيشهدون له بانه قد احسن او مثلا انه لا يصلي او تفوته الصلاة كثيرا او انه سيء الاخلاق فيشهدون عليه بالسوء واذا تأملت هذا وجدته دقيقا يعني هذا المعيار فالجيران اذا كانوا يثنون على انسان ويشهدون له فهذه شهادة منهم على احسانه وهذه الشهادة معتبرة شرعا واذا شهدوا على انسان بالسوء فهذه شهادة معتبرة شرعا ثم قال عليه الصلاة والسلام ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه وفي الحديث ثم قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت طيب سنعود لاكرام الضيف من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وهذا يدل على ان قول الخير مقدم على الصمت قول الخير بان يتكلم بكلام يفيد الحاضرين او على الاقل يتكلم بكلام مباح لاجل المباسطة والمؤانسة اما اذا كان سيتكلم بكلام محرم نقول لا الافضل ان تصمت تصمت ولا تتكلم بكلام محرم وقوله فليكرم ضيفه جاء في حديث ابي شريح قال سمعت اذناي وابصرت عينان هذا لتأكيد انه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته ثم فسر المقصود بجائزته قال وما جائزته يا رسول الله؟ قال يوم وليلة. والظيافة ثلاثة ايام فما كان وراء ذلك فهو صدقة. ومن كان يؤمن لله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت الظيافة الظيف معناه القادم من خارج البلد الذي ينزل على الانسان فظيافته واجبة يوم وليلة والناس قديمة ما كان عندهم فنادق ولا شقق وكان الانسان المسافر يأتي وينزل على احد اهل البلد فيجب عليهم يضيفه يوم وليلة ويستحب ثلاثة ايام وما زاد على ذلك فهو صدقة وكانت هذه من مكارم الاخلاق عند العرب التي اقرها الاسلام لكن الذي يأتيك من داخل البلد لزيارتك هل يعتبر ضيف ها لا يعتبر هذا الزائر وليس ضيفا انما الضيف الذي يقدم عليك من خارج البلد فتجب ضيافته لمدة يوم وليلة بل قال الفقهاء ان ان هذا الرجل اذا نزل عليه ضيف ولم يقم بواجب الظيافة فانه يأخذ مقدار الظيافة بالقوة عن طريق الحاكم لان هذا حق للضيف يرفع امره للحاكم ويأخذ مقدار الظيافة كان فيما سبق القضاء يعني سهل مباشرة يذهب للقاضي ويحكم له مباشرة وينفذ الحكم في في ساعة واحدة لكن هذا يدل على تأكد حق الظيف واكرام الضيف امر مطلوب شرعا واثنى الله على ابراهيم لما اتاه الملائكة على صورة رجال لاول مرة يراهم ومع ذلك جاء بعجل سمين هذا يدل على كرمه واثنى الله عليه الكرم امر محمود شرعا وعرفا وعقلا وهو يعني امر مطلوب ومحمود ونعم بقي معنا باب اخي نختم به نعم قال رحمه الله باب حق الجوار في قرب الابواب حدثنا حجاج بن منهار قال حدثنا شعبة قال اخبرني ابو عمران قال سمعت طلحة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله ان لي جارين فالى ايهما اهدي؟ قال الى اقربهما منك بابا سبق ان ذكرنا ان القول الراجح في حد الجوار ان المرجع في ذلك للعرف لكن يتأكد حق الجار الاقرب فالاقرب ولذلك لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام ان لي جارين قالته عائشة ان لي جارين فالى ايهما اهدي؟ قال الى اقربهما منك بابا فمن كان اقرب بابا فهو اكد في الاكرام وفي الاهداء كلما كان الجار اقرب كان حقه اكد قيل الحكمة في ذلك ان الاقرب يرى ما يدخل في بيت جاره من هدية وغيرها اكثر من غيره فيتشوف اكثر من الابعاد وقيل ان الاقرب اسرع اجابة لما يقع لجاره مما يحتاج اليه من الابعد وقيل غير ذلك لكن الاقرب اكد حقا من الابعد وبهذا نكون قد انتهينا من آآ شرح ما اردنا شرحه من صحيح البخاري من كتاب الادب وبقية الاحاديث لعلها ان شاء الله تعالى تكون في دورة قادمة باذن الله عز وجل ان شاء الله نعدكم بان نستكمل شرح ما تبقى من كتاب الادب في دورة علمية قادمة يعلن عنها في حينها باذن الله عز وجل والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الان نجيب عما تيسر من الاسئلة حتى تقام الصلاة هذه بعض الاسئلة من الاخوات اه من احسن الى هؤلاء البنات بشيء كن له سترا من النار. هل الخطاب للاب ام للوالدين جميعا الجواب الخطاب للوالدين جميعا بل ان هذه القصة وردت في شأن المرأة التي معها ابنتان فظاهر الحديث ان المقصود اصلا هو المرأة كذلك الرجل ايضا قالت ولماذا لا يترتب هذا الاجر عند الاحسان للذكور. كذلك ايضا الاجر مترتب عند الاحسان للذكور لكن لما كان يعني عند اهل الجاهلية انهم يأيدون البنات يحتقرون البنات جاء التأكيد على حق البنات اكثر والا فانه يشمل الذكور والاناث اذا ترتب على صلة الرحم اذية. هل يكفي الدعاء لهم اذا كان الرحم مؤذيا فيقوم الانسان بحق الصلة ويقلل الاحتكاك به يعني يسلم عليه يزوره ولا يطيل عنده الزيارة ويقلل الاحتكاك به لكن هذا لا لا لا يكون عذرا له في ترك الصلة لكن يقوم بالحد الادنى يكون بالحد الادنى ومن من القاء السلام عليه لكن يخفف العلاقة به او الاحتكاك به حتى اه يتحاشى اذيته يعني هم هنا بعض الاسئلة وردت في درس يعني لا نكررها حدود صلة الرحم وهل الرحم من هم الارحام؟ تكلمنا عن هذا كلاما مفصلا و اه دروس مسجلة عبر اليوتيوب فمن فاته الشيء لعله يرجع اه الدروس كيف يصل المرء المرء رحمه البعيد عن بلده في وقتنا الحاضر اصبح التواصل سهلا عبر الجوال وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ونحو ذلك. وايضا الهدية يمكن ان يرسلها الان عبر شركات الشحن فاصبح التواصل الان ميسورة في وقتنا الحاضر اكثر من اي وقت مضى كيف نوفق بين بر الوالدين وعدم تضييع الوقت وتعويد النفس على الرخاء فالامر نعم فالام تريد من البنت الجلوس والتحدث لفترات طويلة وتعتبر عدم قيامها بذلك عقوقا النبي صلى الله عليه وسلم وضع ضابطا قال انما الطاعة في المعروف وما خرج عن حدود المعروف لا لا تلزم فيه الطاعة فيمكن ان تتلطف هذه المرأة مع امها وحاول ان تبر بها وتحسن اليها بقدر ما تستطيع وتعتذر تعتذر مثلا اذا كانت تريد الوقت طويلا باشغالها بامور اخرى فيعني تتلطف بها و تتقي الله تعالى ما استطاعت وحكم التعامل بالعملات الرقمية التعامل بالعملات الرقمية محل خلاف بين العلماء المعاصرين وكنت قد توقفت فيها برهة من الزمن ثم ظهر لي بعد البحث والمناقشة اجتماع ايضا للخبراء الماليين انها الى الجواز اقرب فالذي يظهر والله اعلم انه انها لا بأس بها و ما ذكر فيها من التغرير لا يسلم بذلك هذا وارد على اموال كثيرة يعني الاسهم مثلا اسهم الاسعار فيها متذبذبة بل ان الاسهم التي ليس فيها حد العشرة في المئة نزولا او صعودا هي مقاربة للعملات الرقمية فهذه يعني كسائر العملات وكسائر السلع التي يكون فيها تذبذب فالذي يظهر الله اعلم هو القول بالجواز وعموم على كل حال الاسبوع القادم ان شاء الله دورة مجمع الفقه الاسلامي الدولي سيناقش هذا الموضوع وسيخرج فيه برأيي ايضا اه ان شاء الله تعالى هل التبني يدخل في كفالة اليتيم؟ اولا ما المقصود بالتبني اذا كان المقصود ان الانسان يأخذ طفلا يجعله ابنا له ويلحقه نسبه اليه هذا لا يجوز هذا ابطله الاسلام كان موجودا وابطله الاسلام. قال الله ادعوهم لابائهم واقسط عند الله فلذلك ينبغي عدم التعبير بهذا المصطلح بالتبني لكن اذا كان مقصود الاخ السائل ان الانسان يأخذ لقيطا ويرعاك عنده البيت فهذا كما ذكرناه هذا اجره اجر كفالة اليتيم هل يدخل في صلة الرحم المحارم المحرمة تحريما مؤقتا حتى وان انتهى التحريم لا تدخل لكن تستحب تستحب الصلة هنا ولا تجب قال لي وفاءه بالوعد واجب واجب على الانسان عندما يعد وعدا ان ينوي الوفاء وبهذا يعلم ان خلف الوعد المذموم هو ان يعد وعدا ومن نيته عدم الوفاء وهذا هو من خصال المنافقين. اذا وعد اخلف لكن اذا وعد وعدا ومن نيته الوفاء ثم لم يفي به لاي سبب فلا حرج عليه وقد ورد هذا في حديث عند آآ ابي داود وغيره من وعده من نيته ان يفي فلا شيء عليه وان كان في سنده ضعف لكن معناه صحيح فاذا خلف الوعد المذموم ان يعد الانسان وعدا ومن نية عدم الوفاء اما اذا وعد وعده ومن نيته الوفاء ثم حصل له عذر لا يعتبر هذا من خلف وعد المذموم بل حتى لو لم يحصل له عذر تغيرت قناعاته تغير رأيه لا يعتبر الخلف الوعد المذموم انما خلف الوعد المذموم ان يعده ومن نيته عدم الوفاء ذكرتم ان اليتيم هو من من هو دون سن البلوغ وتوفي ابوه اذا بلغ هل ينتفي عنه وصف اليتم نعم اذا بلغ لا يعتبر يتيما ينتفي عنه ويرتفع عنه وصف اليتم العناية بالقطط باكل خاص وعلاج مبالغ ضخمة في العيادات هل يؤجر عليه الانسان؟ هذا اقرب للوزر منه للاجر اجعل الاموال في بني ادم هناك فقراء من بني ادم فقراء مسلمون ومساكين مسلمون كما تريد ان تبذله لهذه الحيوانات ابذله لهؤلاء هذه حيوانات تكفل الله برزقها ومن دابة في الارض الا على الله رزق ولو جعلتها في الشارع رزقها مظمون رزقها مضمون تكفل الله برزق جميع الدواب وما من دابة في الارظ الا على الله رزقه لذلك انفاق هذه الاموال على هذه القطط هذا ربما يدخل في السرف في تبذير الاموال اجعل ما تبذله لهذه الحيوانات اجعله في صدقة على الفقراء والمساكين والارامل واليتامى ما الذي يعين على قيام الليل الذي يعين على قيام الليل ان يهتم الانسان في قيام الليل. اذا اهتممت بقيام الليل فستقوم الليل الانسان اي شيء نهتم به يحققه باذن الله تعالى لو كان عندك اختبار كنت طالبا وعندك اختبار تجد انك تتهيأ وتستعد للاختبار وتذهب قبل الاختبار بوقت مبكر لان الاهتمام عالي لو كان عندك موعد في المطار تجد انك تستعد وتذهب المطار في وقت مبكر تحتاط العوارظ المسألة هي مسألة اهتمام فمن اهتم بشيء فانه باذن الله يحققه وسيجد من وسائل ما يعينه لكن المهم هو ان يكون مستوى الاهتمام كبيرا اعلم غيري القرآن متطوعا فيأتيني من بعض الطلاب هدايا هل ارد الهدية مع العلم بان تعليمي لا يترتب عليه نجاحه ولا رسوب ما دام ان هذا التعليم لا لا يترتب عليه نجاح ولا رسوم فلا بأس بقبول الهدية وفيها ايضا جبر لخاطر هذا الطالب وايضا شيوع المحبة والمودة بين المعلم وبين طلابه فلا بأس بقبول هذه الهدية ولا يتحرج من ذلك اعاني من شدة العجب بعملي ومحبة ثناء الناس علي واجاهد نفسي في الاخلاص والعبادة عليك ان تجاهد نفسك في هذا ان الانسان لا يعجب بعمله لان هذا العجب قد يكون امارة على عدم قبول العمل كما قال ابن القيم وغيره من علامة قبول العمل ان الانسان يستقله ولا يستكثره ولا يعجب به ومن علامة عدم قبول اعجاب الانسان بعمله فالانسان مهما عمل من الاعمال يرى انها قليلة وايضا محبة الثناء وطلب الثنا من الناس والتشوف لذلك هذا ينافي الاخلاص نعم لو انك اخلصت لله عز وجل ثم وجدت من يثني عليك هذا من عادل بشرى المؤمن ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله ان الرجل ليعمل العمل فيجد ثناء الناس عليه قال ذلك عاجل بشرى المؤمن يعني في قول الله عز وجل الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة في الاخرة الجنة لكن ما هي البشرى في الحياة الدنيا البشرى في الحياة الدنيا ثناء الناس على الانسان وحسن سمعته وسيرته وايضا من من البشرى كذلك الرؤيا الصالحة يراها المسلم او ترى له فهذه كلها داخلة في البشرى ولا تقدح في الاخلاص المهم انك عندما تعمل تعمل عمل خالصا لله. لكن تجد ثناء من الناس بعد ذلك فهذا لا يظر بل هو من عاجل بشرى المؤمن انا طالب في احدى الجامعات هنا في المملكة واحضر ولله الحمد الحلق والدورات العلمية فكيف اواصل طلب العلم عند رجوعي لبلادي في الوقت الحاضر تيسرت الان يعني مع وسائل التقنية الحديثة يسرى الانسان ان يتابع الدروس والحلق العلمية والدورات من اي مكان في اي مكان في العالم فاذا رجعت الى بلدك بامكانك ان تواصل هذه الدروس التي تحظرها عبر وسائل التقنية الحديثة. الان معظم المشايخ الذين يلقون دروسا ويشاركون في تبث دروسهم تبث دروسه مباشرة وايضا تحفظ مسجلة فبالامكان الرجوع اليها هل يجوز ان تنظر المرأة للرجال نظر المرأة للرجل فيه تفصيل. ان كان نظر شهوة فانه لا يجوز. لقول الله عز وجل وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن اما اذا كان نظرا بغير شهوة نظر مجرد فلا بأس به لان نساء الصحابة كن ينظرن للرجال وعائشة رضي الله عنها كانت تنظر للحبشة وهم يلعبون في المسجد بالحراب يوم العيد وقال عليه الصلاة والسلام لفاطمة بنت قيس اعتدي في بيت ابن ام مكتوم فانه رجل كفيف تظعين ثيابك ولا يراك مع انها تراه الى غير ذلك من الاحاديث فالمرأة اذا نظرت للرجل ليس نظر شهوة لا بأس اما اذا نظرت اليه نظرة شهوة فلا يجوز. اما نظر الرجل للمرأة فلا يجوز مطلقا لا يجوز مطلق لا للشهوة ولا لغير الشهوة لانه حتى وان نظر لغير الشهوة فانه مظنة للشهوة بخلاف المرأة لان طبيعتها ما تختلف عن طبيعة الرجل فالشريعة الاسلامية راعت هذه اختلاف هذه الطبائع ما حكم تكرار النظر للمخطوبة النظر المخطوبة يكون بقدر الحاجة والنظر المخطوبة سنة وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقال انه احرى ان يؤدم بينهما فإذا احتيج لتكرار النظر لا بأس وايضا اذا جاز النظر للمرأة مخطوبة مباشرة فيجوز النظر ايضا لها عبر الصورة مع التحفظ يعني من ان تنتقل لاخرين لك ينظر لها الخاطب فقط وتجوز ايضا المكالمة من باب اولى اذا جاز النظر جازت المكالمة لكن كل ذلك بقدر الحاجة كيف نجمع بين ابلي واخلقي مع ان الدعاء بطول العمر ينبغي ان يقيد بالطاعة وحسن العمل اولا يعني الدعاء بطول العمر لا يلزم تقييده بالطاعة لانه معلوم من سياق الداعي انه يريد ذلك لكن الافضل والاكمل تقيده بان يكون على طاعة الله والا فدعاء النبي عليه الصلاة والسلام لانس بطول العمر لم يقيد ذلك بالطاعة. قال واطل عمره ولم يقل على طاعة الله وهكذا ايضا في قصة ام خالد قال ابلي واخلقي لعلمه عليه الصلاة والسلام بانها بانها ان شاء الله يعني صحابية واذا طال عمرها سيطول مع حسن العمل لكن الاكمل والاحوط هو ان يقيد ذلك بطاعة الله. فتقول اطال الله عمرك على طاعته ما المقصود بالطفل لا عورة له يعني الطفل الذي هو دونه سبع سنين لا عورة له. يعني يجوز النظر لعورته ليس لا يأخذ حكم الكبير ولهذا جاء في بعض الروايات النبي عليه الصلاة والسلام كان يقبل عورة الحسن والحسين لانه لا وهم اطفال صغار لانه لا عورة له قبل سن اه السابعة فيعني تكون عورتك كسائر اعضائه هل التوسل بالاعمال الصالحة ينقص من اجرها الظاهر انه لا ينقصه من اجرها كما لو توسلت الى الله مثلا محبته ومحبة رسوله فهذا لا يقدح في الايمان ولا ينقصه من اجره وانما هو توسل مشروع ما حكم صلة الارحام الذين يفعلون بعظ المعاصي في في اجتماعاتهم اه الصلة واجبة لكن تنصحهم بالطريقة المناسبة التي لا يكون فيها تنفير وايضا اذا كنت تخشى يعني او لا يستجيبون لك فتقلل الاحتكاك بهم مع بذل النصيحة ويعني هناك قاعدة ذكرها ابن تيمية وغيره وهو ان الانسان قد يحب من وجهه ويبغض من وجه يعني بعض الناس ما عنده هذا الخيار اما ان يحب الانسان حبا كان وابغضه بغوضا كاملا. لأ هناك بعض الناس يمكن يحب من وجهه ويبغض من وجه وهذا له نظائر حتى في امور الحياة فتحب هذا الانسان لكونه مسلما مؤمنا بالله واليوم الاخر لكن تبغض ما عنده من المعاصي تعامله بناء على ذلك تبذل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب استطاعتك وهذا كما ذكرت له نظائر في امور الحياة. يعني الدواء الذي يأخذه المريض يحبه من وجهه ويبغضه من وجهه يحبه لانه وسيلة للشفاء باذن الله عز وجل لكنه يبغضه مثلا لمرارته يعني هذا الدواء مر كريه الرائحة فهو يحبه من وجهه ويبغضه من وجه. هكذا ايضا في علاقة الانسان مع الاخرين. قد يحب هذا الانسان من وجه ويبغضه من وجه اخر. وهذا لا يسقط حق الصلة اذا كان ممن تجب صلته حكم الدعاء من الغير والاستغفار كما في قصة اويس وهل الافضل تركه بعض اهل العلم قال ان الافضل انك لا تطلب من الاخرين الدعاء ولكن الاظهر والله اعلم انه ينبغي عدم الاكثار من ذلك لكن لو فعلت ذلك احيانا خاصة ممن تظنه اهلا للصلاح ويرجى ان يكون من اولياء الله عز وجل فلا بأس ان تطلب منه الدعاء بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم امر عمر اذا لقي اويس القرني ان يدعو له يعني اذا فعلت ذلك احيانا فلا بأس لكن لا تكثر منه طيب لعلنا يعني الاسئلة الحقيقة كثيرة ما استطعنا ان نجيب يعني على قدر كبير من الاسئلة ذكرتم ان المسلم يؤجر عند الزرع او الغرس كيف يتم الجمع بين ذلك حديث انما الاعمال بالنيات الغرس والزرع لا يشترط للحصول على الاجر المترتب على اكل الانسان او الطير او البهيمة لا يشترط النية لان الخير المترتب على ذلك لا يشترط له النية ومثل ذلك ايضا الصدقة ومثل ذلك كما مر معنا العتق ومثل ذلك الاحسان للارامل والمساكين ونحو ذلك لا يشترط لهذه الاعمال النية لكن وجود النية يعظم من الاجر والثواب ولذلك قلنا ان هذه الامور حتى الكافر يثاب عليها لكن يثاب ثوابا في الدنيا فاذا الغرس والزراعة هذه يؤجر عليها الانسان اذا اكل منها طير انسان وبهيمة ولو لم ينوي بذلك هالمزارع لكنه اذا نوى كان اجره عند الله عز وجل اعظم ولذلك ينبغي للمزارع ان ينوي ذلك وان ينوي بهذه الزراعة حصول الاجر بما يأكله الانسان او البهيمة او الطير من هذه المزرعة ولعلنا نختم بهذا السؤال هل ردوا تباب الوالدين بسباب والديه من المباحات لا يجوز حتى لو سب والديك لا تسب والديه ما ذنب والديه حتى تسبهم هم لم يعتدوا عليك لكن يجوز لك ان تسبه بمثل ما سبك لو سبك انت يجوز ان تسبه وان كان الافضل ترك ذلك لكن ان تسب والديه والديه ما ذنبهما تتسبهم هم لم يخطئوا عليك ولم يتعدوا عليك حتى لو قام هو بسبب والديك ليس لك ان تسب والديه مع ان الافظل ترك السباب والمسلم ينبغي ان يكون عفيف اللسان والمسلم ليس بالسباب ولا بالطعان ولا بالفاحش وانما يختار الطيب من القول ويقابل الطبقات غير المحترمة بالاعراض عنها واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين يعني هذه الطبقات غير المحترمة التي تستمتع باذية الاخرين افضل طريقة للتعامل معها الاعراض عنها فيعني هذا هو الذي ذكره الله تعالى من صفات عباد الرحمن واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما لا لا تضع وقتك وجهدك وطاقتك في خصومة انسان غير محترم فوقتك ينبغي ان تظن به عن مخاصمة هذه الطبقات الغير محترمة هذي الطبقات موجودة في كل زمان ومكة ولذلك ينبغي ان يكون عند الانسان حسن تعامل مع هذه الطبقات الصعبة غير محترمة بعدم الدخول معها في معارك لانك اذا دخلت معها في معارك اولا انك لا تدري الى ماذا تنتهي اليه وفي بعض الاحيان ربما تنتهي حتى لامور لا تحمد عقباها من القتل ونحو ذلك ثانيا انك تظيع وقتك بهذه المعارك ثالثا انك تضيع جهدك وطاقتك بدل ما تصرفها في بامور نافعة تصرفها في التعارك مع هذه الطبقات غير المحترمة رابعا انت واثق من نفسك فكون هذا الانسان مثلا يسيء اليك وتعرظ عنه لن يقص هذا من قدرك ولذلك احسن وسيلة للتعامل معها هو الاعراض عنها فضع دائما قول الله عز وجل واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ضعه دائما نصب عينيك ونكتفي بهذا القدر وان شاء الله نوعدكم باكمال شرح كتاب الادب وصحيح البخاري في دورة علمية قادمة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين