الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد ومع هذه الاجواء الماطرة اذكر ببعض المعاني ومن ابرز هذه المعاني ان ما ينزله الله عز وجل على العبد ما ينزله الله عز وجل على العباد من هذا الغيث والمطر انه من ايات الله تعالى العظيمة الدالة على قدرته وقد نوه الله تعالى بذلك بعدة ايات من كتابه الكريم قال سبحانه الله الذي يرسل الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فاذا اصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون وان كانوا من قبلي ان ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها ان ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ويقول عز وجل المتر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار فبين الله سبحانه ان انزال هذا المطر انه من اياته العظيمة الدالة على قدرته وعلى عظمته جل وعلا فتأملوا ايها الاخوة كيف ان هذا المطر كيف ان الله عز وجل ارسل الرياح فتثير السحاب ويبسط الله تعالى السحاب في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا قطعا متراكمة بعظها فوق بعظ وينزل من السماء من جبال فيها من برد وذلك ان بهذه السحب هذه السحب تتراكم حتى يكون بعضها كالجبال ويكون فيها البرد ويصيب الله عز وجل بهذا المطر برحمته من شاء من عباده ويصيب به عذابا من شاء من عباده يصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء واما مطر الرحمة والخير فاذا اصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله لمبلسين يظهر اثر المطر على نفوس الناس يفرحون ويستبشرون بنزول الامطار ينبغي ان يتبع ذلك تفكر في عظمة الله عز وجل هل يستطيع احد من البشر ان يفعل مثل هذا هل يستطيع احد من المخلوقات ان يفعل مثل هذا؟ فتأملوا ايها الاخوة عظيم قدرة الله عز وجل جاءه الصحيحين عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوما على المنبر كان يخطب يوم الجمعة على المنبر فاتاه رجل فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله ان يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا اللهم اغثنا يقول انس فوالله ما في السماء من سحاب ولا قزع يعني ولا قطعة سحاب فنشأت سحابة مثل الترس اما ان نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من على المنبر الا والمطر يتحاذر من لحيته وبقي هذا المطر ينزل فمر الى الجمعة الاخرى وهو ينزل مطرا غزيرا حتى جاء ذلك الرجل او غيره والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة قال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله ان يمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والظراب وبطون الاودية ومنابت الشجر فجعل لا يشير الى جهة الا تقطع السحاب بقدرة العزيز الحكيم فانظروا الى عظيم قدرة الله سبحانه السماء صحو ولما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغثنا نشأت هذه السحابة فمطر الناس اسبوعا كاملا لم يروا الشمس والمطر ينزل متواصلا هذا يدل على عظيم قدرة الله سبحانه انما امره اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون ايها الاخوة ومن الاحكام المتعلقة بنزول المطر انه اذا نزل المطر فلا يجوز نسبته لغير الله تعالى بل ان نسبته لغير الله تعالى كفر اصغر وهو الذي يسميه العلماء يسمونه كفر النعمة قد جاء في الصحيحين من حديث زيد ابن خالد قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية فلما سلم فلما انصرف وسلم قال اتدرون ماذا قال ربكم قلنا الله ورسوله اعلم قال قال ربكم اصبح اليوم من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب واما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكي وهذا وقع من بعض الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم والوحي يتنزل ومع ذلك حصل مثل هذا والمراد بالكفر في هذا الحديث كفر النعمة فلا يجوز نسبة المطر اذا نزل لغير الله تعالى بعض الناس اذا نزل المطر يقول نزل بسبب المنخفض الجوي او بسبب النوء الفلاني او نحو ذلك هذا لا يجوز بل هذا كفر اصغر هو كفر النعمة فلنحذر من هذه الكلمات التي يطلقها بعض الناس واما التحليل والتوقعات قبل نزول الامطار هذا لا بأس به قبل نزول المطر لا يعدو ان يكون تفسيرا لسنن الله عز وجل في الكون فيقول ان الفرصة مهيئة لنزول الامطار من خلال مثلا رؤية السحب مقبلة عبر الاقمار الصناعية او من خلال معرفة اتجاه الرياح او الرطوبة او نحو ذلك مما يعرفه اهل الاختصاص قبل نزول المطر لا يعدو ان يكون تفسيرا لسنن الله في الكون واما بعد نزول المطر فلا يجوز نسبة ذلك لغير الله تعالى والسنة ان يقول المسلم بعد نزول المطر مطرنا بفظل الله ورحمته اللهم اجعله صيبا نافعا ويسأل الله تعالى البركة في هذا المطر فان العبرة بالبركة كما جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس السنة الا تمطروا ولكن السنة ان تمطر ثم تمطر ولا تنبت الارض شيئا ومعنى السنة يعني الجدب والقحط يعني يقول ليس الجدو والقحط الا تمطروا ولكن الجذب والقحط حقيقة ان ان تحصل الامطار لكن توزع البركة منها فلا تنبت الارض شيئا ليس السنة الا تمطر ولكن السنة يعني الجدب والقحط حقيقة ان تمطروا ثم تمطر ولا تنبت الارض شيئا فالسنة اذا اذا نزل المطر ان ينسب المسلم ذلك لله تعالى فيقول مطرنا بفظل الله ورحمته اللهم اجعله صيبا نافعا. وكان النبي صلى الله عليه اذا نزل المطر حسر عن رأسه وحسر الثوب عن رأسه و جعل آآ يصيب المطر بدنه ورأسه ويقول ان هذا حديث عهد بربه. كما جاء في صحيح مسلم وهذه هي السنة ومعنى قوله حديث عهد بربه يعني تكوين الله تعالى وخلقه له كما قال اهل العلم ايها الاخوة ومن الاحكام المتعلقة بنزول الامطار انه اذا لحق الناس حرج بترك الجمع جاز الجمع بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر على القول الراجح ايضا ولكن نبين نشير في هذه اشير بهذه المناسبة الى ان الجمع انما يجوز عند وجود الحرج والمشقة بترك الجمع اما اذا كان لا يلحق الناس الحرج ولا المشقة بترك الجمع فلا يجوز الجمع لان الاصل ان الصلاة تصلى في وقتها هذا الاصل اصل صحيح محكم الا اذا لحق الناس حرج بترك الجمع. ومن علامة الحرج بترك الجمع ان يكون له تأثير على دنيا الناس فيكون له تأثير على حركة السير في الشوارع وتغلق بعض المحلات التجارية ويلزم بعض الناس او كثير من الناس بيوتهم بسبب هذا المطر فمعنى ذلك ان هذا المطر يصحب الناس لو انهم صلوا كل صلاة في وقتها يصحبون يلحق الناس معه حرج ومشقة فيجوز لهم الجمع حينئذ اما اذا كان نزول هذا المطر لم يؤثر على دنيا الناس معنى ذلك ان المشقة غير موجودة فلا يجوز الجمع حينئذ وشرط الوقت هو اكد شروط الصلاة قد تسقط كثير من الشروط والاركان والواجبات مراعاة لشرط الوقت ولهذا لا يعدل عن هذا الاصل الا بشيء واضح الا بمشقة ظاهرة وحرج كبير اسأل الله تعالى ان يبارك لنا فيما انزل علينا من الغيث والمطر وان يجعله صيبا نافعا وان ينفع به البلاد والعباد وصلى الله وسلم على نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين