الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب العمل الى الله ادومه وان قل. وتأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم احب العمل الى الله ادومه وان قل. اي ما كان دائما مستمرا عليه صاحبه بعض الناس يتحمس ويعمل اعمالا كثيرة ثم ينقطع خير من هذا ان تعمل اعمالا قليلة لكن تحافظ عليها وتستمر عليها وتداوم عليها. هذا بعد المحافظة على الفرائض. تحافظ اولا على الفرائض ثم تختار لك نوافل لكن تداوم عليها وتحافظ عليها وتستفيد بهذا فوائد كثيرة الفائدة الاولى ان القليل مع القليل يكون كثيرا فتصور مثلا انك قررت ان تحافظ على ركعتي الضحى كل يوم. معنى ذلك انك مع نهاية السنة تكون قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة. لو انك حافظت على السنن الرواتب في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة معنى ذلك انك في نهاية السنة قد صليت اكثر من اربعة الاف ركعة. لو انك حافظت على صيام ثلاثة ايام من كل لشهر معنى ذلك انك في نهاية السنة صمت شهرا كاملا فالقليل مع القليل يكون كثيرا. الفائدة الثانية للمداومة والمحافظة على العمل الصالح هي انه لو عرظ لك عارض من مرض او سفر او غير ذلك فانه يكتب لك اجر العمل كاملا وان لم تعمل. مثال ذلك كنت تحافظ مثلا على صيام ايام البيظ مثلا وعرض ولك في ذلك الشهر عارف لم تستطع سفر او مرض او غير ذلك يكتب لك الاجر كاملا. وهذا لا يكتب لغير المداوم والمحافظ على العمل الصالح. الفائدة الثالثة ان هذا العمل محبوب الى الله تعالى الله تعالى يحب هذا النوع من العمل الذي يستمر عليه صاحبه ويداوم عليه صاحبه. ولهذا ينبغي لك اخي المسلم ان تحرص على هذا المعنى وان تجعل لك نوافل تداوم عليها نوافل تحافظ عليها. اسأل نفسك ما هي النوافل التي انت محافظ عليها. بعض الناس يتحمس ثم ينقطع. تارة يعمل اعمالا كثيرة وتأتيه نوبة حماس ثم ينقطع بعد ذلك وربما لا يأتي الا بالفراغ وربما اخل بالفرائض وهذا خلل ينبغي ان يكون لك نوافل تحافظ عليها كأنها فرائض كأنها فرائض فإنك تنال هذه الفوائد التي ذكرنا وهذا التعبد هو الذي هذا النوع من العبادة هو الذي يحبه الله تعالى. ولهذا تأملوا هذا الحديث احب العمل الى الله ادومه وان يعني وان كان قليلا على سبيل المثال متى كان اخر عهدك بالمصحف؟ بعض الناس ربما يأتي يوم يقرأ فيه جزءا او اجزاء ثم ينقطع. والذي ينبغي ان تجعل لك قدرا تحافظ عليه ولا بأس تزيد لكن تحافظ عليه يعني هو الحد الادنى. هو الحد الادنى كل يوم تجعل لك قدرا معينا تحافظ عليه. مهما كان عندك من اشغال ومهما كان عندك من عوارض تحافظ على هذا القدر. تقول مثلا جزء من القرآن لا بد ان اقرأه كل يوم. ربما ازيد احيانا لكن هذا هو الحد الادنى لابد ان احافظ عليه. فتنال هذه الاجور العظيمة. اولا ان هذا النوع محبوب الى الله تعالى. ثانيا انه لو عرظ لك عارظ يكتب لك الاجر كاملا وهذا فضل عظيم. لا يحصل لمن لم يكن له مداومة على العمل الصالح. فاحرصوا ايها الاخوة على الاستمرار وعلى المداومة على العمل الصالح. وليحرص المسلم على تنظيم وقته وترتيب وقته. اقول هذا ونحن في ابتداء هذا العام الهجري احرص على ان تكون مرتبا في وقتك بعظ الناس يجعل امور دينه على الهامش ان وجد فراغا قرأ قرآن وربما تمضي عليه ايام ما قرأ فيه شيء من كتاب الله عز وجل. ينبغي ان ترفع مستوى الاهتمام بامور الدين وامور العبادة وتجعلها المقدمة وان يكون هناك ترتيب للاولويات والا فان من اخل بترتيب الاولويات فالله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. لاحظ ان هؤلاء قدموا اموالهم واولادهم على ذكر الله فكانت النتيجة هي الخسارة. وكان الواجب ان يقدموا ذكر الله تعالى على اموالهم واولادهم. يقدموا طاعة الله على واولادهم. فلما اخلوا بهذا الترتيب وبهذه الاولويات كانت النتيجة الخسارة. ولهذا قال ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. فينبغي لك اخي المسلم ان تحرص على هذه المعاني وان يكون لك عناية بترتيب وقتك وتنظيم وقتك وآآ حرص على امور دينك وحرص على الا يمر عليك يوم الا وقد ازددت فيه عملا صالحا. كان ابن مسعود رضي الله عنه اذا غربت عليه الشمس قال هذا يوم قد غربت شمسه نقص فيه عمري واقترب به اجلي ولم يزدد به اسأل الله تعالى ان يستعمل الجميع في طاعته وان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد