الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فان صلاة الفجر صلاة مشهودة كما قال ربنا سبحانه ان قرآن الفجر كان مشهودا والمراد بقرآن الفجر كما قال المفسرون المراد به صلاة الفجر قوله وقرآن الفجر ايها صلاة الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا اي ان صلاة الفجر كانت مشهودة وسميت صلاة الفجر قرآنا لانه يشرع تطويل قراءة القرآن فيها ومعنى قوله مشهودا اي تشهدها الملائكة وذلك ان كل انسان قد وكل به ملائكة ملائكة كتبه وملائكة حفظة اما الكتبة فكما قال ربنا سبحانه اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد فهما ملكان احدهما عن يمينه يكتب الحسنات والاخر عن شماله يكتب السيئات واما الحفظة فهما حافظان امامه وخلفه كما قال ربنا سبحانه له معقبات من بين يديه اي اي امامه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ان يحفظونه بامر الله عز وجل من المكروه قال علي رضي الله عنه اكل بكل انسان ملكان يحفظانه كل مكروه فاذا جاء القدر خليا بينه وبينه وعلى هذا فالموكل بالانسان اربعة من الملائكة اثنان كاتبان واثنان حافظان اه هؤلاء الاربعة من الملائكة يبقون من صلاة الفجر الى صلاة العصر ثم يعقبهم اربعة اخرون كاتبان واثنان حافظان من صلاة العصر الى صلاة الفجر كما قال عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم كيف وجدتم عبادي فيقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون سمعوا هذه الملائكة الثمانية في صلاة الفجر وفي صلاة العصر كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره وغيره من اهل العلم تجتمع هذه الملائكة في صلاة في هاتين الصلاتين وهما افضل الصلوات الخمس اما صلاة العصر فهي الصلاة الوسطى التي هي افضل الصلوات والتي خصها الله تعالى بالذكر في قوله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والصلاة الوسطى هي صلاة العصر يليها في الافضلية والاكدية صلاة الفجر فهي تجتمع فيها الملائكة وهي صلاة مشهودة كما اخبر بذلك ربنا عز وجل ومن فضائل صلاة الفجر اه ما جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فانه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه حتى يكبه على وجهه في نار جهنم ومعنى قوله من صلى الصبح فهو في ذمة الله اي من صلى الصبح كما امره الله عز وجل الرجل يصليها مع جماعة المسلمين في المسجد والمرأة تصليها في وقتها فانه يكون في ذمة الله اي في حفظ الله تعالى وعهده وظمانه ولهذا قال فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فانه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه حتى يكبه على وجهه في نار جهنم اي انه اه ينبغي الا يتعرظ لهذا الذي قد صلى صلاة الفجر ولانه انسان صادق مع الله عز وجل هذا معنى قوله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء. ومن يتعرض له يشمله الوعيد. فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء فانه من يطلبه في ذمته بشيء تدركه حتى يكبه على وجهه في نار جهنم والسؤال لماذا خصت صلاة الفجر بهذا الفضل لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله ولم يقل من صلى الظهر او صلى العصر او صلى المغرب او صلى العشاء والجواب عن هذا السؤال ان صلاة الفجر لا يحافظ عليها الا الصادق مع الله عز وجل لا يحافظ عليها الا مؤمن قوي الايمان وهذا المؤمن قوي الايمان الصادق مع ربه يحفظه الله سبحانه اذا صلى صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد فان الله عز وجل يتولاه بحفظه وعهده وظمانه. ولهذا قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله ولذلك تجد هذا في واقع المجتمع تجد المحافظ على صلاة الفجر مع الجماعة اكثر الناس تدينا واستقامة وحرصا وحفظا لامور دينه فصلاة الفجر هي هي المعيار اذا اردت ان تختبر مستوى ايمانك انظر لحالك مع صلاة الفجر فان وجدت نفسك محافظا على صلاة الفجر فهذا دليل على قوة ايمانك وصدقك مع الله عز وجل اما اذا وجدت نفسك مفرطا في صلاة الفجر تارة لا تصليها الا بعد خروج وقتها بعد طلوع الشمس وتارة تفوتك ولا تصليها مع الجماعة في المسجد وتجد ثقلا وكسلا وترددا هذا قد يكون مؤشرا على على ضعف الايمان فصلاة الفجر هي المحك وهي التي يختبر بها ايمان الانسان فصلاة الفجر من اعظم واجل الصلوات وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم فارقة بين المؤمنين والمنافقين فقال اثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا وذلك لان المنافقين اه كانوا يراؤون بصلاتهم فيأتون للصلاة الصلوات الجهرية ولم يكن في ذلك الوقت كهرباء فحتى يراهم الناس يأتون للصلوات آآ النهارية التي صلاة الظهر والعصر والمغرب وان كانت المغرب في اول الليل اه اما صلاة العشاء وصلاة الفجر فكان كانوا لا يصلونها ثم ان صلاة الفجر ثقيلة لا يتجاوز هذا الثقل ويقوم وينهظ ويصلي مع جماعة المسلمين في المسجد الا من كان ايمانه قويا ويرجو ما عند الله عز وجل وآآ ابرز الاسباب المعينة على المحافظة على صلاة الفجر والذي تتفرع عنه بقية الاسباب هو الاهتمام الاهتمام بهذه العبادة والاهتمام باداء هذه الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد اذا كان مستوى الاهتمام بها قويا وكبيرا فان المسلم سيجد من الوسائل ما يعينه على المحافظة عليها وعلى ادائها مع جماعة المسلمين في المسجد ونجد في الواقع ان من اهتم بشيء فانه اه لا يتأخر عنه ولا يتخلف عنه ولهذا نجد ان الطالب الذي عنده اختبار يأتي في الوقت المحدد ولا يتخلف الا لعذر قاهر هكذا من كان عنده موعد سفر يأتي للمطار قبل موعد الاقلاع بوقت كاف ويحتاط للعوارظ ولا يعتذر بثقل النوم ولا يعتذر بالكسل ولا يعتذر بغير ذلك من الاعذار. وهكذا لو كان للانسان مصلحة كبيرة في امر من هو مهتم به كثيرا اهتموا بهذا الامر كثيرا تجد انه ينهض من فراشه ويقوم لذلك الامر ولا يجد كسلا ولا ثقلا ولا ترددا لان مستوى الاهتمام كبير فالذي عنده اهتمام كبير بصلاة الفجر لن تفوته صلاة الفجر ولا غيرها من الصلوات المسألة اذا هي مسألة اهتمام فمن كان مستوى الاهتمام عنده كبيرا فلن تفوته هذه الصلاة ولا غيرها ولهذا قال ربنا سبحانه وانها يعني الصلاة لكبيرة الا على الخاشعين فالخاشعون الذين يرجون ما عند الله عز وجل. وقد جعلوا الصلاة اكبر اهتماماتهم وجعلوها اول امورهم يعني لم يجعلوها على الهامش انما جعلوها امرا اساسيا في حياتهم وجعلوها اكبر اهتماماتهم هؤلاء لن تكون الصلاة ثقيلة عليهم وانها لكبيرة الا على الخاشعين لكن الذي يجعل الصلاة اخر اهتماماته ويجعلوها على الهامش ان وجد وقتا صلى ان كان الظرف مناسبا صلى والا فانه ربما لا يصليها الا بعد خروج وقتها او يصليها في البيت ولا يصليها مع الجماعة في المسجد واذا صلاها صلاها بغير خشوع وبغير حضور قلب هذا كله بسبب قلة الاهتمام بها لانه جعل الصلاة امرا هامشيا ليست امرا اساسيا في حياته وليس عنده كبير اهتمام بها ولهذا من اراد ان يحافظ على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد صلاة الفجر او غيرها من اراد ان يحافظ عليها فعليه ان يرفع مستوى الاهتمام بهذه العبادة ويرفع مستوى الاهتمام بهذه الصلاة فلن تفوته صلاة ابدا. لان الانسان اذا اهتم بالشيء سعى لتحقيقه وايضا يعني من كان مهتما سيجد من الوسائل ما يعينه من وظع المنبه ومن طلب آآ من طلب بعظ اهل البيت ايقاظه ونحو ذلك من كان مهتما نقول افترض افترض ان ان مواعيد الصلاة موعد ضروري لك موعد مثلا آآ ذهاب للرحلة ستذهب المطار وتعلم بانك لو تأخرت فاتتك آآ الطائرة. مم. اقلعت الطائرة اجعل الصلاة هكذا او اشد وبذلك لن تفوتك الصلاة وستكون محافظا عليها المسألة اذا هي مسألة اهتمام والله تعالى آآ ذكر شأن الصلاة في كتابه الكريم وعظم من شأنها قال قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ثم بعد ذلك ذكر اوصافه للمؤمنين ثم ختمها والذين هم على صلوات المحافظون آآ آآ ايضا في سورة المعارج قال ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون ثم ذكر اوصافا لهؤلاء المتقين ثم ختمها آآ بقوله آآ والذين هم على صلاتهم حافظون اولئك في جنات مكرمون فهذا يدل على آآ عظيم الاهتمام بشأن هذه العبادة التي هي عمود دين الاسلام وقد كتب عمر رضي الله عنه الى ولاته ان اهم اموركم عندي الصلاة. فمن حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع