الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اما بعد فقد ودعنا قبل يومين عاما هجريا هو عام الف واربع مئة واربعة واربعين للهجرة مضى هذا العام من اعمارنا نقص به العمر واقترب به الاجل وكل يوم يمضي من حياة الانسان فانه يقربه من الاخرة ويبعده عن الدنيا يقربه من نقطة التوقف للقاء الله سبحانه فان الانسان في هذه الحياة يكدح ويكدح ثم لابد من ان يقف هذا الكدح للقاء الله عز وجل كما قال ربنا سبحانه يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه وهذه الايام والليالي مراحل نقطعها الى الدار الاخرة كما قال الحسن ابن ادم انما انت ايام كلما ذهب يوم ذهب بعضك ابن ادم الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما كان عمر رضي الله عنه اذا غربت شمس يوم ضرب قدميه بالدرة وقال يا نفس هذا شمس هذا يوم غربت شمسه اقترب به اجلي وكان يحاسب نفسه على ذلك ونقل نحو هذا عن ابن مسعود وعن الصحابة والسلف الصالح انهم كانوا يعنون بجانب محاسبة النفس خاصة مع تجدد المواسم وتغير الاحوال فعند فكانوا يحاسبون انفسهم عند غروب شمس كل يوم وكذلك ايضا عند تجدد المواسم انسلاخ عام من حياة الانسان ينبغي ان يقف الانسان معه وقفة صادقة وقفة صادقة مع نفسه وان يحاسب نفسه وينظر ماذا قدم لغد كما قال ربنا سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد وانظر كيف ان الله عز وجل وصف يوم القيامة بالغد يعني الغد اشارة الى قربه الشديد وهذا يدل على ان الساعة قريبة. قريبة من الانسان جدا كما قال سبحانه اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون اقتربت الساعة وانشق القمر ومن مات فقد قامت قيامته والانسان لا يدري عن الاجل الذي كتب له فقد يصبح ولم يخطر بباله الموت ولو بنسبة واحد بالمئة ويمسي في عداد الاموات كم من انسان خرج من بيته صحيحا معافى لا يشكو من مرض ولا من علة ثم بعد ذلك اذا به يصاب في حادث سيارة او تأتيه سكتة قلبية او نحو ذلك ففي لحظات ينتقل من عالم الدنيا الى عالم الاخرة. ويصبح في عداد الاموات والسعيد من وعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره فينبغي ايها الاخوة اه ان نعتبر بسرعة مرورها هذا العام على سرعة تصرم العمر وان ينطلق الانسان من الامنيات والتمني والتسويف الى العمل والتطبيق فان بعض الناس يعيش في بحر الامنيات يتمنى ويتمنى ويتمنى انه سيعمل صالحا وانه في المستقبل سيفعل كذا ويمضي العمر وهو ما فعل شيئا يتصرم العمر وهو لم يفعل شيئا حتى يبغته الموت وهو على تلك الحالة ولهذا ايها الاخوة مع بداية هذا العام الهجري الجديد الف واربعمائة وخمسة واربعين للهجرة ينبغي ان يشارط المسلم نفسه هذه يسميها السلف المشارطة وتسمى بلغة العصر التخطيط يخطط لوقته بحيث يستفيد وينتفع بوقته فيما ينفعه بعد مماته وحافظ اولا على الفرائض ويستكثر من النوافل ويجتنب الموبقات وكبائر الذنوب والمعاصي عموما لكن الكبائر والموبقات هذه هي آآ اشد ما تكون وكما قال سبحانه ان تجتنبوا كبائر ما تنهاون عنه يكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وينبغي ايضا ان يجعل له اعمالا صالحة بعد المحافظة على الفرائض يجعل يجعل له اعمالا صالحة من نوافل يداوم عليها ويحافظ عليها فان احب العمل الى الله ادومه وان قل احب العمل الى الله ادومه وان قل فلو جعلت لك نوافل تداوم عليها كل يوم فانك تستفيد بهذا فوائد عظيمة الفائدة الاولى ان هذا العمل الذي تداوم عليه هو احب العمل الى الله عز وجل فكون الانسان يعمل عملا قليلا يستمر عليه احسن من ان يعمل عملا كثيرا ثم ينقطع الفائدة الثانية ان هذا القليل ان هذا العمل القليل مع الاستمرار عليه يكون كثيرا القليل مع القليل يكون كثيرا واضرب لهذا مثالا لو انك كل يوم تصلي ركعتي الضحى فمعنى ذلك انك مع نهاية العام تكون قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة اكثر من سبع مئة ركعة عندما ترى هذا الرقم كيف اصلي يعني سبع مئة ركعة؟ اذا حافظت فقط صليت ركعتي الضحى ما تأخذ منك دقيقة او دقيقتين في اليوم تكون مع نهاية العام قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة وهكذا بالنسبة لبقية الاعمال الصالحة. فالقليل مع القليل يكون كثيرا الفائدة الثالثة وهذه ربما يغفل عنها كثير من الناس ان المداوم على العمل الصالح اذا عرظ له عارظ من مرظ او سفر او غير ذلك يكتب له الاجر كاملا. كأنه عمل ذلك العمل يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما فمثلا هذا انسان يحافظ على قيام الليل لا تفي ليلة من الليالي مرض او انه سافر او مرض مثلا احد عائلته وانشغل به يكتب له الاجر كاملا يكتب له اجر قيام الليل كاملا. وهكذا بالنسبة لبقية الاعمال الصالحة واما من لم يكن محافظا ومداوما على العمل الصالح فانه لو عرظ له عارض لا يكتب له الاجر انما هذا يختص بمن كان مداوم ومستمرا على عمل صالح ثم عرظ له عارظ فاعاقه عن ذلك العمل في كتب له الاجر كاملا اذا مرض العبد او سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما ولذلك لما اتت جائحة كورونا قيل للمحافظين على اعمال صالحة اجوركم تامة ويجري لكم ثوابها كما لو عملتموها. من الاشياء التي لم يستطيعوا ان ان يعملوها مثل صلاة الجماعة في المسجد ونحو ذلك لكن هذا خاص بمن اه داوم على تلك الاعمال الصالحة المداومة على العمل الصالح اذا يستفيد المسلم منها هذه الفوائد العظيمة ولذلك ينبغي لك اخي المسلم ونحن في ابتداء عام هجري جديد ان اه تجتنب الكبائر وان اه تحافظ على وان آآ تحرص على ان يكون لك نوافل لكن تستمر وتحافظ عليها وبذلك تحصل اعمالا صالحة كثيرة مع هذا مع هذه المداومة وهذا الاستمرار