في هذا الركن على ثلاثة اقوال القول الاول انه ركن من اركان الحج وقول جمهور من المالكية والشافعية والحنابلة القول الثاني انه واجب وليس ركنا انه واجب وليس ركنا وهذا رواية عند الحنابلة وهو مذهب الحنفية اختاره الموفق بن قدامة وعده في العمدة من الواجبات القول الثالث انه مستحب وهذا اضعف الاقوال روي هذا عن ابن مسعود وابي وابن عباس وابن سيرين لكنه هذا واظعف الاقوال وتبقى الموازنة بين القول بانه ركن والقول بانه واجب طبعا القائلون بانه سنة استدلوا آآ الاية الكريمة ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جنى عليه ان يطوف بهما قالوا انه قد جاء في مصحف ابي وابن مسعود قراءة فلا جناح عليه ان يطوف بهما آآ فلا جناح عليه الا يطوف بهما هذا فيه خطأ طباعي اي نعم خطأ طباعي ولجنة عليه الا يطوف بهما قالوا وهذا ان لم يكن قرآنا فقد سمعاه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون حجة ولكن هذه القراءة قراءة شاذة واقرأ الشاذة لا يحتج بها واما قول الله تعالى فلا جنى عليه ان الطوف بهما فهذا رفع لما توهمه بعض الناس حين نزول الاية لانه الصفا والمروة كان عليهما صنمان يعبدان من دون الله فتحرج بعض المسلمين من الطواف بهما وعليهما صنمان قبل الاسلام فنفى الله تعالى الجناح عن الطواف بهما فهذا القول هو اضعف الاقوال وتبقى الموازنة بين القول الاول والثاني قائلون بانه واجب قالوا انه لا دليل على ركنيته وغاية ما فيه انه ورد الامر به والامر يقتضي الوجوب لا الركنية اما القائلون بانه ركن فقد استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب عليكم السعي فاسعوا هو حديث صحيح قالوا قوله ان الله كتب يعني اوجب والنبي صلى الله عليه وسلم يترك السعي في حجه ولا في جميع عمره قد قال خذوا عني مناسككم ولان الله تعالى جعل السعي من شعائر الله ان الصفا والمروة من شعائر الله الله يقول ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ولان عائشة رضي الله عنها كانت تقول ما اتم الله حج امرئ ولا عمرته ولم يطف بين الصفا والمروة ثم اننا عندما يعني ننظر نظرة اجمالية النصوص نجد ان السعي قرين الطواف لا يذكر الطواف الا والسعي معه مثل ماذا مثل الصلاة والزكاة ما تذكر الصلاة الا والزكاة معها لا يذكر السعي الا والطواف معهم فهو قرين وملازم له وهذا هو الاقرب والله اعلم ان السعي انه ركن من اركان الحج والى هذا ذهب اكثر اهل العلم هذه اركان الحج زاد بعض الفقهاء ركنا خامسا وهو المبيت مزدلفة لان الله قال فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام والمشعر الحرام هو مزدلفة ولحديث عروة بن مدرس الطائي وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد صلاتنا هذه يعني فجر ووقف معنا حتى ندفى يعني بمزدلفة قد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا او نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه وهذا هو المذهب عند الحنفية يرون ان المبيت مزدلفة انه ركن من اركان الحج ولكن هذا محل نظر لانه لو كان ركنا لما رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة ان يدفعوا اخر الليل والقاعدة عند اهل العلم ان الركن لا يرخص فيه لبعض الناس دون بعض انما هذا من شأن الواجب قد دفع بعض الناس ليلا ولم يصلوا صلاة الفجر في مزدلفة كام سلمة وسودة وابن عباس ولو كان ركنا لما اذن لهم ولهذا تقول عائشة لان اكون قد استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة احب الي من مفروح به كأن عائشة تعبت ولحقها حرج ومشقة كانت تتمنى ان لو استأذنت هذا يدل على ان المبيت مزدلفة انه ليس ركنا وانما هو واجب وهذا هو القول الراجح انه واجب وليس وليس ركنا على ذلك فمن ترك المبيت مزدلفة فليس عليه شيء من ترك المبيت مزدلفة فحجه صحيح لكن عليه دم عليه دم لانه واجب من واجبات آآ الحج هذه هي اركان الحج الاربع التي لا يصح الحج ولا يتم الحج الا بها. الاحرام الوقوف بعرفة والطواف والسعي هذه لابد منها لا يصح الحج ولا يتم الحج الا بها واما واجبات الحج فهذه ان شاء الله نفتتح بها الدرس القادم والاخير غدا بعد صلاة الفجر ان شاء الله تعالى ونكتفي بهذا القدر في التعليق على كتاب السلسبيل في شرح الدليل الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين