الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول الحافظ ابو العباس احمد ابن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين قال في كتابه تجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح قال تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الانبياء باب عن ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كان في بني اسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين انسانا ثم خرج يسأل فاتى راهبا فسأله فقال له هل هل من توبة؟ قال لا فجعل يسأل فقال فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فادركه الموت. فناء نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فاوحى الله الى هذه ان تقربي. واوحى الله الى هذه ان تباعدي وقال قيسوا ما بينهما ووجد الى هذه اقرب بشبر فغفر له. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا الحديث العظيم حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في ذكر خبر الرجل من بني اسرائيل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وبحثه بعد ذلك عن سبيل للتوبة. والمغفرة من الله سبحانه وتعالى لما وقع فيه من جرائم وعظائم لان القتل واراقة الدماء من اكبر الذنوب واعظمها قد قال الله عز وجل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. وهذه الثلاث هي امهات الذنوب وكبار الاثام. ويأتي في مقدمتها واعظمها الاشراك بالله ثم قتل النفس المعصومة التي حرم الله سبحانه وتعالى قتلها. والدنيا مهما عظمت وكثرت وتعددت فان الله يغفرها لمن تاب. كما قال الله سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. فان قوله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا. يتناول كل ذنب لا يستثنى من ذلك ذنب وذلك في حق من تاب. لقول الله عز وجل لا تقنطوا اي توبوا الى الله. فمن تاب من الذنب ايا كان ذنبه غفره الله سبحانه وتعالى له. والله جل وعلا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره وهو وهو جل وعلا الغفور الرحيم. وهذا الرجل قتل تسعة وتسعين نفسا اي انه كان سفاكا للدماء. كان سفاكا للدماء. عرف بهذا وهذا الظلم وهذا العدوان. وجميع هذه الانفس التي قتلها قتلها ظلما. قد جاء في بعض روايات الحديث قتل تسعة وتسعين نفسا ظلما. فجميع هذه الانفس ازهقها ظلما وعدوانا. فكان رجلا فاكا للدماء يقتل من يتشاحن معه او يتخاصم معه عند ادنى شيء ولا ابالي بدمه ولا يبالي بدمه. ومع هذا القتل لهذا العدد من الانفس كان يبحث عن سبيل للتوبة وسبيل المغفرة. وقصة هذا الرجل قصة عظيمة جدا. شاهدا من الشواهد ودليلا من الادلة على ان سبحانه وتعالى يغفر الذنوب مهما عظمت ومهما كثرت وان الواجب على العبد مهما اسرف على نفسه في الذنوب لا يقنط من رحمة الله عليه ان يبادر الى التوبة النصوح من كل ذنب وخطيئة والله سبحانه وتعالى غفور رحيم قال عن قال ابو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بني اسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين انسانا. ثم خرج يسأل فاتى راهبا فسأل فقال له هل له من توبة؟ يعني بعد ان قتل هذا العدد خرج يسأل يبحث عن من يستفتيه في امره هل له من توبة؟ هل ان تاب يقبل الله سبحانه وتعالى؟ توبة هل مع هذا العدد من الانفس التي قتلها ظلما؟ هل الله سبحانه وتعالى يقبل توبته ان تاب فسأل راهبا والرهبانية او الرهبنة بدعة احدثها ها النصارى وهذا دليل على ان هذا الرجل صاحب هذه القصة كانت قصته بعد عيسى عليه السلام لان الرهبنة آآ امر احدثه النصارى كما قال الله عز وجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم هذا الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا اتى راهبا اي اتى رجلا منقطعا للعبادة ليس له اشتغال بالعلم ولا دراية بالفقه وانما هو رجل منقطع للعبادة. ومشتغل بالعبادة. اما العلم فليس له منه حظ. فسأله هل له من توبة؟ فقال ذلك الراهب لا. قال الراهب لا. اي ليس لك توبة وهذا القول الذي قاله الراهب مبني على مجرد تعظام هذه الذنوب دون دراية وفقه وبصيرة شرع الله سبحانه وتعالى دون بصيرة بدينه جل في علاه ودون بصيرة باسماء وصفاته سبحانه ودون فقه في هذا الباب العظيم. فاجاب استعظاما لهذه الذنوب تسعا تسعة وتسعين نفسا قال ليس لك توبة. اجاب اجابة مبنية على مجرد استعظام لهذه الذنوب على مجرد استعظامه لهذه الذنوب دون بصيرة منه بشرع الله سبحانه الا. حتى ايضا قال العلماء ان جوابه هذا اظافة الى كونه غير مستند على علم شرعي فيه غفلة وعدم فطنة فيه غفلة وعدم فطنة حتى لو كان متقررا عند هذا الحكم وامامه هذا السخفاك لهذا العدد من الدماء ان كان يرى ان الحكم ذلك فيتعامل معه معاملة لا يدفعه الى مزيد من اراقة الدماء فاجاب مسارعا دون بصيرة او دون علم شرع الله سبحانه وتعالى بان قال لا فقتله. قتله ذلك الرجل فكمل به المئة. فكمل به المئة فجعل يسأل وجاء في بعض الروايات يسأل عن اعلم اهل الارض يسأل عن اعلم اهل الارض. وهذا فيه من الفائدة ان الواجب في السؤالات الا تطرح على احد الناس وافرادهم وانما يسأل عن الاعلم والافقه. يبحث عنه واذا عرضت المسألة لا لا تطرح على اي او على اي احد وانما تطرح على الاعلم والابصر والافقه في لدين الله سبحانه وتعالى. فسأل عن اعلم اهل الارض. فقال له رجل اتي قرية كذا وكذا. وجاء في بعظ الروايات انه دل على عالم انه دل على عالم فذهب اليه وسأله فقال له ومن يحول بينك وبين التوبة ولكن ائت قرية كذا وكذا. وجاء في بعض الروايات انه قال لها ائتي قرية كذا وكذا فان فيها اناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. ولا تبقى في قريتك فان فيها قوم سوء وهذا اخذ منه العلماء فائدة مهمة جدا في الشخص الذي اسرف على نفسه في الذنوب والخطايا وله رفقة من اهل السوء واهل الشر جزءا من توبته ان يفارق هؤلاء الرفقة. جزء من التوبة ان يفارق هؤلاء الرفقة لانه ان تاب وبقي مع رفقة السوء. فسيؤثرون فيه ولابد لكن عليه ان يفارقهم. ولهذا كان من بصيرة هذا العالم وحكمته ان نصحه. قال ائت قرية كذا وكذا ارحل ائتي قرية كذا وكذا فان فيها قوما يعبدون الله فاعبدوا الله معهم هذا ايضا فيه تنبيه الى امر مهم في حق التائبين الذين تابوا عن اسراف في الذنوب ارتكاب الخطايا عليهم ان يعوضوا ما اسلفوه في حياتهم من اسراف في الذنوب بان يقبلوا على العبادة ان يكثروا الحظ والنصيب منها. وهذا انما يكون ويتحقق للعبد اذا خالط اهل العبادة وجالسهم وصبر في مجالستهم فان لهما التأثير باذن الله سبحانه وكما قيل الصاحب ساحب واثر في جليسه ولابد فجزء من التوبة ان يترك رفقة السوء وان ابتعد عن عن مخالطتهم وان يبعث ان يبحث عن خلطة اخرين من اهل الصلاة والاستقامة وان اصبر نفسه على مجالستهم ومخالطتهم حتى يتأثر بهذه المجالسة وهم القوم لا يشقى بهم جليس عزم الرجل على ذلك ورحل الى تلك القرية تائبا. ترك القرية التي كان فيها ورحل الى القرية التي دله عليها العالم وقد عزم على التوبة خرج تائبا الى الله سبحانه وتعالى متجها الى تلك القرية ليعبد الله مع اهل الصلاح فيها. خرج بهذا القصد. فادركه الموت في الطريق ادركه الموت في الطريق. انظر الى هذا الرجل رجل كان فيه قوة وسفاك وهذا فيه من الفائدة الا يغتر الانسان بصحته ولا يغتر بقوته لم يكن مريضا لم يكن مريضا كان رجلا قويا سفاكا للدماء قتل تسعة وتسعين نفس وكمل المئة بالراهب. فكان رجل قوي فلا يغتر الانسان بقوته. اذا جاءت المنية تأتيه المنية ولو كان قويا. ولو كان قويا تأتيه منية. اذا جاء الاجل مضى ونفذ ولو كان الانسان من اقوى الرجال. فهذا فيه عبرة لا لا يغتر الانسان لا بقوته ولا نشاطه ولا بصحته لا يغتر بهذه الاشياء. وليعمل الحديث اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. والعاقل هو الذي يستفيد من قوته في الطاعة لا ان يجعل قوته اجراما اذى لعباد الله سبحانه وتعالى. فهذا الرجل الى القرية التي فيها قوم يعبدون الله ليعبد الله سبحانه وتعالى معهم ومات في اثناء الطريق ادركه موت في اثناء الطريق ومن شدة حرصه على هذه القرية التي هو متجه اليها واقباله بقلبه لما ادركه الموت نأى بصدره نحوها مال بصدره نحوها من قوة الرغبة الى تلك القرية وشدة الانصراف عن المكان الذي كان فيه اولا نأى بصدره نأى بصدر اي مال بصدره الى القرية التي فيها قوم يعبدون الله وهذا هذا يدل على ايضا قوة الرغبة وصدق العزم والاقبال على الاتجاه كذلك المكان والذهاب اليه. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. ملائكة الرحمة يقولون جاء تائبا ومات وهو في طريق التوبة وملائكة العذاب يقولون هذا سفاك قتل تسعة وتسعين نفسا وكمل بالراهب فاختصر صمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فاوحى الله الى هذه ان تقربي اي الارظ التي هو ذاهب اليها. اوحى الله الى هذه ان تقربي. واوحى فالله الى هذه ان تباعدني اي القرية التي خرج منها والتي قتل فيها تسعة وتسعين نفسا. فاوحى الله الى هذه ان والى هذه ان تباعدي. وقال للملائكة ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قيسوا ما بينهما قيسوا المسافة ما بين القريتين الى ايهما اقرب؟ الى ايهما اقرب فوجدوا فوجد الى هذه اقرب بسبر. ووجد الى هذه اقرب بسبر. شبر واحد قال فغفر له قال فغفر له وهذا فيه ان ان الله سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما عظم الذنب. الشرك والقتل والزنا وجميع الذنوب من تاب من الذنب صادقا مع الله قبل الله سبحانه وتعالى توبته اذكر من باب الفائدة احد الدعاة المعاصرين كان يدعو شخصا للاسلام وشخص صاحب القصة يحدثني عنها بنفسه يقول كنت اتحاور معه ادعوه للاسلام لكن كان ذاك الرجل كافرا ومرتكب لامور كثيرة من الاثام والذنوب فكنت اعرظ له الاسلام له الاسلام واذكر له محاسن الاسلام يقول حتى اعجبه الاسلام تماما. واقتنع انه الدين الحق. فقال لي انا ان الاسلام هو الدين الحق. ولكن ما اظن ان مثلي يصلح للاسلام. انظر كيف عليه الشيطان قال انا ما اظن مثلي يصلح للاسلام. قال انا فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا يعدد المخازي والاثام والذنوب والجرائم التي ارتكبها. قال انا انا انا وقعت في كل هذه الذنوب مثلي لا يصلح بسلام. يقول لهذا الشخص مباشرة تذكرت قصة هذا الرجل. فسألته سؤال قلت له اسألك سؤال واجبني بصدق. هل في حياتك قتلت؟ خمسين رجلا قال لا ما قتلت والله ولا واحد قال اصدقني القول هل قتلت خمسين رجل؟ قال والله ولا واحد يقول فذكرت له هذا الحديث. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في اخره فغفر له. يقول فقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ودخل في في الاسلام. فالاسلام يجب ما قبله. والتوبة تجب ما قبلها. الاسلام يجب ما قبله فيهدم ما كان قبله والتوبة تجب ما قبلها. ومن تاب الى الله صادقا مهما كانت ذنوبه تاب الله عليه. وغفر الله اهو لا كما قال ربنا جل في علاه في ارجى اية في كتاب الله قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. نعم. قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي ترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب. فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني. انما اشتريت منك الارض ولم ابتع منك الذهب وقال الذي له الارض انما بعتك الارض وما فيها. فتحاكما الى رجل. فقال الذي تحاكم اليه ولد قال احدهما لي غلام وقال الاخر لي جارية قال انكحوا الغلام الجارية وانفقوا على انفسهما من وتصدقا. هذا الحديث حديث ابي هريرة. في قصة هذين الرجلين رأى احدهما من الاخر عقارا. قطعة من الارض. وبعد ان ملك القطعة من الارض وجد ففيها جرة من ذهب وجد فيها جرة من الذهب مليئة بالذهب. اثمن من الارظ وربما تأتي له بعشرات الاراضي اثمن من الارض ذهب ووجده في جرة في الارض فوقعت خصومة لكن خصومه على خلاف ما يقع عادة بين الناس من خصومات مبنية على التشاحن. الخصومة التي وقعت على عكس ما يقع بين الناس. جاء المشتري للبائع اهل جرة. قال هي لك انا اشتريت منك الارض ما ما اشتريت. الجرة هذه وانا وجدتها في الارض انا في الارض فقط فالجرة ليست داخل البيع هي لك قال صاحب الارض الاول انا بعتك الارض وما وما فيها. وقع بينهم خصومة كل لا يريد الجرة. كل يقول ليست لي ليس لي حق ووقع بينهم خصومة في ذلك. كل واحد يقول ليس لي حق في الجرة. المتوقع ان كثير الناس اذا اشترى الارظ وجد فيها جرة اصلا صاحب الارض الاولى ما يأتيه خبر عن الجرة. فظع عنان يتناقش معه او يبحث معه اصلا لا يأتي خبر عنها ولا يعلم بها يأخذها خفية ويتصرف فيها خفية ولا يطلع عليها لا صاحب الارظ الاول ولا غيره. لكن جاء اما الجرة الى صائب قال انا اشتريت منك الارض. وهذي وجدتها وليست داخلة في البيع. البيع على الارض فقط قال الاخر لا انا بعتك الارض وما فيها وصار بينهم خصومة كل واحد يقول الجرة من الذهب ليست لي هذا من اعجب ما يكون في اه الخصومات. فذهب الى الى رجل واحتكم اليه. ذهب الى رجل واحتكم اليه. ذكر في بعض الروايات ان احتكامهم الى داوود السلام فالله اعلم بذلك فتحاكم الى رجل فقال الذي تحاكم اليه الك ما ولد الك ما ولد؟ قال احدهما لي غلام. وقال الاخر لي جارية. قال انكحوا الغلام الجارية وانفقوا على انفسهما وتصدقوا من هذا المال. فاصلح بينهم هذا الصلح بان يزوج الغلام الجارية وينفق عليهما من هذا المال ويتصدق بما بقي منه هذه قصة عجيبة من قصص بني اسرائيل ذكرها نبينا عليه الصلاة والسلام ولما ذكرها لم يذكرها لنا مجرد ان نعرف القصة او ان نعرف انها قصة عجيبة لكن لنتعلم الاخلاق والتعامل الايثار ومعالي اه الامور نتعلم ذلك لان مثل هذه القصص التي فيها عبرة وفيها فائدة ينبغي على المرء اذا وقف عليها ان يستفيد منها وهي تداوي ما قد يكون في النفوس من جشع طمع اه ربما ايضا ظلم عندما يسمع شخص مارس الظلم في اخذ اموال الاخرين هذه القصة. عندما نسمع هذه القصة وهو قد دخل في محاكمات وهو ظالم فاذا بلغته هذه القصة ووفقه الله عز وجل لحسن الاستماع لها والفهم تداوي ما في قلبه من مرض الجشع الظلم ونحو ذلك فالشاهد ان هذه القصص لم لم لم يذكر لم يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هذه وامثالها لم يذكرها عليه الصلاة والسلام لمجرد الاطلاع والمعرفة وانما ليستفيد الانسان مثل هذه الاخلاق العالية الرفيعة نعم. قال رحمه الله عن عن اسامة ابن زيد رضي الله عنهما انه قيل له ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون؟ فقال اسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجس ارسل على طائفة من بني اسرائيل او على من كان قبلكم. فاذا سمعتم به فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. نعم. وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله الله عليه وسلم انها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فاخبرني انه عذاب يبعثه الله على من يشاء وان الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من احد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم انه لا يصيبه الا ما كتب الله له الا كان له مثل اجر شهيد. هذان الحديثان حديث اسامة ابن زيد وحديث عائشة رضي الله عنهما في ذكر الطاعون والطاعون كما جاء في حديث اسامة نجس ومعنى ردس اي عذاب طاعون رجس اي عذاب قال الطاعون رجس ارسله على طائفة من بني اسرائيل اي ارسله عذابا وعقوبة طائفة من بني اسرائيل او على من كان قبلكم قال فاذا صلوات الله وسلامه عليه قال اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليها. اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليها اي لا تدخلوا ارضا تسمعون انها مصابة بالطاعون وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه. فلا تخرجوا منها فرارا منه. فاذا كان في قرية فلا يدخلها المرء لانه في عافية منها ومن هذا الوباء فلا يدخل لكن ان كان في قرية فلا يخرج منها فرارا منه بل يبقى صابرا محتسبا راجيا ما عند الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في حديث ام المؤمنين عائشة انها سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن الطاعون فاخبرها انه عذاب يبعثه الله على من يشاء وان الله جعله رحمة للمؤمنين. وان الله جعله رحمة للمؤمنين. لان المؤمن هذه المصائب من امراظ واسقام وشدائد هذه كلها كفارات وطهور له اذا تلقاها بالصبر والاحتساب فانها تكون كفارة وتمحيصا له ورفعة لدرجاته عند رب العالمين. قال قال رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام وان الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من احد يقع ليس من احد ان يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا. صابرا اي فلا يجزع. ولا يتسخط يتلقى المصاب بالصبر. والصبر مبني على علمه بان ما اصابه لم يكن ليخطئ وان ما اصاب من مصيبة الا باذن الله فيتلقى ذلك بالصبر. ويعلم ان جزعه لا يقدم ولا يؤخر فاذا تلقاها صابرا محتسبا اي محتسبا اجر الله سبحانه وتعالى وثوابه يعلم انه لا يصيبه الا ما كتب الله له كما في الاية الكريمة ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال علقمة ابن قيس النخعي رحمه الله هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله ويرضى ويسلم. قال الا كان له مثل اجر الشهيد. الا كان له مثل اجر شهيد اي له اجر على صبره واحتسابه على هذا الذي اصابه مثل اجر الشهيد الذي قتل في ساحة القتال اه مجاهدا في سبيل الله لاعلاء كلمة الله كما قال عليه الصلاة والسلام من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. فيكون لهذا مثل اجر الشهيد. نعم. قال قال رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء ضربه قومه الموت وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. قال عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كاني يقول عليه الصلاة والسلام كاني انظر الى اه النبي يقول ابن مسعود كاني الى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء. يحكي نبيا ان يفعل مثله. يفعل مثله واي محاكاة لفعله وهذه المحاكاة الغرض منها التوضيح الغرض منها التوضيح وقد مر معنى قريبا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه يقول في قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد قال ثم اقبل اي ذاك الذي في المهد على ثدي امه يمصه قال ابو هريرة كأني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يمص اصبعه. فمثل هذا الذي هو حكاية فعل اذا كان الغرض منه التوظيح توضيح الامر حتى يكون واظح بين لا حرج في ذلك واما اذا كان حكاية حكاية فعل الشخص على وجه الاستهزاء به فهذا من من عظائم الذنوب ومن الاثام الكبيرة. حكاية عمل الشخص يعني تقليد الشخص كان يقلده في عرجته او يقلده في مثلا عورة او يقلده في طريقة حديثه او يقلده في مثلا اسلوب تعامله على وجه السخرية والتنكيت والضحك هذا لا يحل ولا يجوز. لا يحل ولا يجوز. قال كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء ضربه قومه فادموه. ضربه قوم وفقدموه يعني ظربوه ظربة في رأسه فنزل الدم من رأسه وهو يمسح الدم عن وجهه. يسلت والنبي صلى الله عليه وسلم يحكي عمل ذلك النبي يحرك عليه الصلاة والسلام يده على جبهته او على جبينه توضيحا ذلك الامر الذي كان يفعله ذلك النبي يقول كاني انظر الى الى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. سبحان الله انظروا الى الى حلم الانبياء ما اعظمه وصبرهم ما اقواه وحرصا على هداية اقوامهم اشد الحرص. يضربونه على رأسه حتى يسيل الدم ويمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. يضربونه حتى ادموا وهو يدعو لهم المغفرة يسأل الله عز وجل ان يغفر لهم ويعتذر عن صنيع بانهم لا يعلمون اي ان هذا اه مبني عن عدم علم وعدم دراية من هؤلاء القوم فيستغفر لهم ويعتذر لهم من هذا الصنيع نام. عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يجر ازاره من الخيلاء لخسف به فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة. قال عن ابن عمر وهذا اخر حديث في هذه الترجمة او في هذا الكتاب عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يجر ازاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة. فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر خبر هذا الرجل للاعتبار والاتعاظ وتحذيرا للامة من الخيلا والكبر والتعاظم على الناس والتكبر عليهم تحذيرا من ذلك. لان هذا الرجل الذي خسف به خسف به لما كان عليه من خيلا وكبر عظيم في قلبه فخسف الله سبحانه وتعالى به الارض فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة. يتجلجل ان يتردى في ارض يتردى في الارض الى يوم القيامة. قال بينما رجل يجر اراه بينما رجل يجر ازاره وجر الازار محرم. وفي الحديث لا ينظر الله الى من ثوبه خيلاء جر الازار محرم. واذا كان ذلك عن خيلاء فان ذلك اشد واعظم جرما وذنبا قد جاء فيما يتعلق بالازار احاديث كثيرة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام تحذيرا وانذارا منها ما جاء في صحيح مسلم عنه صلوات الله وسلامه عليه انه قال ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم المسبل اي المسبل ازاره. وقال عليه الصلاة والسلام ما اسفل الكعبين من الازار فهو في النار. وبهذا الحديث ختم رحمه الله تعالى هذا الكتاب ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيم صدورنا. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه