الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما امر والشكر له وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده رسوله خير البشر صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد ها نحن واياكم نلتقي في روضة من رياض الجنة في هذه المجالس التي يغفر الله فيها لكل جالس يسر مكتب الدعوة والارشاد توعية الجاليات بمحافظة زحمية في هذا اليوم يوم الاحد السادس والعشرين من شهر جمادى الاولى لعام اربع وثلاثين واربع مئة والف للهجرة ان ترحب بمعالي الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة كبار العلماء وعضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بكلية الشريعة بالرياض ونقول حياكم الله وبياكم شيخا يحدثنا بهذه الدقائق عن موضوع تهفو له النفوس السمية وتشرئب له القلوب الا وهو موضوع محبة الله والذي نسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا الى حبه فتفظل شيخنا مشكورا مأجورا وسيجيب فضيلة الشيخ على اسئلتكم المكتوبة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه من اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين ما بعد فيقول النبي صلى الله عليه وسلم حديث الصحيح متفق عليه يقول ان الله تعالى اذا احب عبدا نادى جبريل قال يا جبريل اني احب فلانا يحبه جبريل ثم ينادي جبريل في الملائكة ان الله يحب فلانا فاحبوه تحبه الملائكة فيوضع له القبول في وان الله اذا ابغض عبدا نادى جبريل قال يا جبريل اني ابغض فلانا ويبغضه جبريل نادى جبريل في الملائكة ان الله يبغض فلانا فابغضوه تبغضه الملائكة توضع له البغضاء في الارض اول يوضع له القبول في الارض لا يراه احد الا احبه والثاني توضع له البغضاء في الارض فلا يراه احد الا ابغضه بيد الله عز وجل هذا العبد الذي احبه الله تعالى يا للشرف العظيم الذي ناله يحبه رب الكون رب السماوات والارض خالق كل شيء فوق هذا ينادي جبريل يخبره بانه يحب فلان ابن فلان باسمه يحبه جبريل ثم تحبه الملائكة ثم يوضع له القبول هل هناك شيء اشرف من هذا هذه المحبة من الله عز وجل لهذا العبد مسكين الظعيف ما اسبابها ما اسباب نيل محبة الله عز وجل فان الله تعالى لا يحب الا من احبه كل الناس يدعي انه يحب الله فالدعوة ما اسهلها ولكن العبرة بالعمل قل انتم كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الحديث في هذه المحاضرة عن هذه المحبة منزلتها وعن اسباب نيلها التي ينبغي للمسلم ان يسعى اليها لها شرف عظيم ان تحب الله عز وجل ان يحبك الله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم احبهم ويحبون ادلة على المؤمنين عزة على الكافرين جاهدون في سبيل الله ولا يخافون ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء هذا من فضل الله عز وجل من عظيم كرمه ان يوفق العبد لمحبته ويحب الله تعالى محبة صادقة يحبه الله عز وجل وهذا العبد الذي احبه الله تعالى من اولياء الله سبحانه الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون هذا الولي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه البخاري في صحيحه يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ما تقرب الي عبدي باحب مما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته سمعه الذي يسمع به بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعين لاعيذنه لانه يصبح مسددا مسددا في بصره وفي سمعه وفي تصرفاته هذا هو الولي الذي لا خوف عليه ولا يحزن الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون والذين يحبهم الله تعالى يحبونه منزلة المحبة هي التي فيها تنافس المتنافسون واليها شخص العاملون والى علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب غذاء الارواح قرة العيون هي روح الايمان والاعمال التي متى خلت منها كانت كالجسد بلا روح محبة الله عندما نريد ان نعرفها كما يقول ابن القيم لا تحد بحد اوضح منها فالحدود اي التعريفان لا تزيدها الا خفاء وجفاء فحدها وجودها ولا توصف بوصف اظهر من المحبة انما يتكلم الناس في اسبابها وموجباتها وعلاماتها منزلة المحبة هي اعلى من الخشية اعلى من الخوف من الله عز وجل لان الخشية والخوف ليس مقصودا لذاته بل لغيره هو مقصود قصد الوسائل ولهذا يزول بزوال المخوف ان اهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واما بالنسبة للمحبة انها محبة المؤمنين لربهم لا تزول دخلوا الجنة بل تزداد رأيتم كيف تكون منزلة المحبة علو درجتها منزلة الخشية والخوف تزول بدخول المؤمنين الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اما منزلة المحبة فانها تزيد بدخول المؤمنين الجنة هذه المحبة لله عز وجل ينبغي ان يسعى المؤمن الى تحصيلها الى معرفة الاسباب التي تنال بها قبل الحديث عن هذه الاسباب اذا نريد ان نقف وقفات مع بعض الايات التي ذكر الله عز وجل ذكر فيها انه يحب بعض عباده هذه وردت في القرآن الكريم بعدة مواضع فمثلا والله يحب المحسنين وردت في القرآن الكريم كم مرة الله يحب خمس مرات خمس مرات وكبر قول الله تعالى الله يحب المحسنين ما هو الاحسان الذي يحب الله عز وجل من اتصف به هذا الذي يوصف بانه محسن ويحبه الله تعالى. ما هو هذا الاحسان احسان كما قال اهل العلم يكون في عبادة الله ويكون الى عباد الله الاحسان في عبادة الله عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بتعريف لا احسن منه في حديث جبريل قوله الاحسان تعبد الله كأنك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك ان تعبد الله عز وجل كانك ترى الله تعالى امامك الطلب فان لم تكن تراه لم تصل الى هذه المرتبة وتنتقل المرتبة الثانية انه يراك اي عبادة خوف وخشية هذا هو الاحسان تراقب الله عز وجل تستحضر ان الله عز وانك ترى الله عز وجل ان الله عز وجل يراك في جميع احوالك سبحانه يعلم السر وافضل يستوي عنده الجهر والسر فسروا قولكم او اجهروا انه عليم بذات الصدور اما الاحسان الى عباد الله عز وجل بابه واسع احسان كل بر الى الناس انه يوصل صاحبه الى ان يتصف بهذا الوصف وصف المحسن قد ورد في هذا نصوص كثيرة لكنني اكتفي بالاشارة الى قصة وقعت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم تصف هذه القصة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها اتت الي امرأة ومعها ابنتان تستطعمني تطلب من ان تعطيها صدقة قالت فاعطيتها ثلاثة مرات فاعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة ورفعت التمرة الثالثة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فلم تأكلها اخذت التمرة فشقتها نصفين واعطت كل بنت جبل هشام فذكرت ذلك للنبي وصلى الله سلم فقال ان الله جبلها بها الجنة او قال ان الله حرم حرمها بها على النار سبحان الله اجل شق تمرة ادي شق تمرة جالس بها هذه المرأة على تمرة واحدة قسمتها بين ابنتيها نصفين ولم تأكل شيئا انظروا اخوة الى منزلة الاحسان الله عز وجل عظيمة اجره وثوابه تمرة واحدة شالت بها هذه المرأة لابنتيها اوجب الله تعالى لها بها الجنة هذا يدل على عظيم منزلة الاحسان يقول عليه الصلاة والسلام الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيله الصائم لا يفطر كالقائم احسان من اتصف بهذا الوصف فان الله يحبه الله يحب المحسنين كانت نفسه معطاءة بادرة للخير منفقا متصدقا محسنا في ماله بجاهد وبوقته بجهده بكل ما يمكنه ان يبذله يبذله للناس ويحسن اليهم انه يتصف بهذا الوصف وصف المحسن ومن كان كذلك فان الله تعالى يقول الله يحب المحسنين ايضا مما ورد في القرآن ذكر الله تعالى انه يحبهم الله يحب الصابرين بسورة ال عمران اخبر سبحانه كأنه يحب الصابرين الصابرين من اتصفوا بصفة الصبر والصبر هو اعظم عطاء يعطاه قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم وما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من الصبر فينبغي تدريب النفس على الصبر الصبر حقيقته حبس النفس على الجزاء حبس اللسان على التشكي وحبس الجوارح على الافعال المحرمة بعض الناس تجده دائما متسخطا جزوعا لا يكاد يصبر على طاعة قليل الصبر عن المعصية اذا وقعت له مصيبة جزع وتسخط ينبغي تدريب النفس على الصبر يصبر المسلم نفسه على طاعة الله يصبرها عن معصية الله يصبرها على ما يقدره الله تعالى من على العبد من المصائب يصبرها على اذى الناس الانسان لا لا يسلم من شره الصبر مدرسة للمسلم اذا اغتصب المسلم بالصبر اصبح من الصابرين ان الله ايضا يقول الله تعالى ان الله يحب المتقين هذه وردت في القرآن ثلاث مرات في ثلاثة مواضع في ثلاثة مواضع ان الله يحب المتقين. يعني من اتصف بصفة التقوى تقواه ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب معاصيه والتقوى هو الميزان عند الله عز وجل فليس الميزان في القرب والكرامة من الله عند الله تعالى ليس ذلك بالنسب ولا بالحسب ولا بالمال ولا بالجاه ولكن الميزان عند الله ان اكرمكم عند الله اتقاكم وايضا ممن اخبر الله تعالى بانه يحبهم ان الله يحب التوابين يحب المتطهرين توابين بصيغة مبالغة كثير التوبة مسلم بصفته انه يتوب الى الله بل يكثر من التوبة النبي صلى الله عليه وسلم يقول ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني استغفر الله واتوب اليه في اليوم مئة مرة يقول عليه الصلاة والسلام ما من عبد يذنب ذنبا ثم يقوم فيتوضأ يصلي ركعتين ويستغفر الله الا غفر الله له اخرجه واحمد مسنده بسند صحيح وهذه تسمى صلاة التوبة اذا وقع من المسلم اذا وقع منك غم قم وتوضأ وصلى ركعتين ثم استغفر الله وتوب الذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم استغفر الله والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ويغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ويحب المتطهرين احب المتطهرين من يحرص على التطهر سواء كانت الطهارة حسية او معنوية الطهارة الحسية بان يحرص على كمال الطهارة يقبل على العبادة التي يشترط لها الطهارة في طهارة كاملة ويبتعد عن النجاسة كذلك ايضا الطهارة المعنوية سلامة الصدر الغل والحسد نحو ذلك زكاء النفس ايضا الله تعالى ان الله يحب المتوكلين كما في سورة ال عمران الله تعالى يحب من اتصف بصفة التوبة التوكل على الله سبحانه التوكل على الله هو من اعظم مقامات اعمال القلوب بل ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عند الصحابة يوما وسبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ودخل بيته عليه الصلاة والسلام خاض النصب فخاض الناس في شأنهم قال بعضهم لعلهم الذين ولدوا في الاسلام قال بعضهم لعلهم الذين كذا وقال بعضهم خرج النبي صلى الله عليه وسلم قال ما شأنكم؟ قالوا يا رسول الله كنا نتحدث في هؤلاء السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب قال عليه الصلاة والسلام والذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطير وعلى ربه متوكلون فذكر لهم اربعة صفات الصفة الاولى لا يستبقون اي لا يطلبون من احد ان يرقيهم كمال توكلهم على الله عز وجل ذلك لان طلب الرقية طلب الرقية او بالادعية ان كانت جائزة ربما ان هذا المرقي تشفى بسبب تلك الرقية فيتعلق قلبه بمرقاه اثر ذلك على كمال التوكل والا فالاسترقاء جائز لكن هؤلاء لكمال توكلهم على الله لا ولا يكتوون لا يطلبون من احد ان يكويهم مع ان الاحتواء جائز لكن هؤلاء لكمال توكلهم على الله لا يكتبون ولا يتطيرون اي لا يتشائمون لا بزمان ولا ولا بصوت ولا بغير كمال توكلنا وذكر الوصف الجامع الذي تفرعت منه الاوصاف السابقة وعلى ربهم يتوكلون ما هو التوكل التوكل هو صدق القلب على الله عز وجل في جلب المنافع دفع المضار مع فعل الاسباب واعتماد القلب على الله فعل الاسفل هذه هي حقيقة التوكل ومن اتصل بسبب التوكل فان الله يحبه ان الله يحب كذلك ايضا الله تعالى ان الله يحب المقسطين هذا تكرر في القرآن ثلاث مرات سورة المائدة بسورة الحجرات وفي سورة ناشطين يعني العادلين قسط الذين يتحرون العدل امورهم كلها عدل في اقوالهم عدس افعالهم تصرفاتهم عدل فيما امروا بالعدل به عدل بين الاولاد عدل بين الزوجات العادل في الحكم على اشخاص العدل في الحكم على الجماعات عدل في كل شيء وعلى العدل قامت السماوات والارض من الناس من تجده غير منصف غير عادل تكلم عن شخص لم ينصفه رزق عنده من السلبيات ويغض الظرف عنه ويغظ الطرف عن ما عنده من الحسنات وهكذا ايضا في كل شيء حتى في العدل مع الاعداء لا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى لا يجري منك يعني لا يحملنكم شنئان يعني بغض لا يجرمنك الشنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا اقرب حتى مع النفس ومع الوالدين والاقربين يا ايها الذين امنوا خذوا قوامين قصدي شهداء قال ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين من اتصف بهذه الصفة صفة العدل تحري العدل في كل شيء ان الله يحبه ان الله يحب المقسطين كذلك ايضا يقول الله تعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص من يجاهد ويقاتل في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ان الله تعالى هذه نماذج ممن ذكر الله تعالى انه ايضا مما ذكر عز وجل انه يحبهم ويحبونه من ذكره في سورة المائدة في قوله سبحانه يا ايها الذين امنوا ويرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم نحبهم ويحبونه وذكر اوصافه الاول اذلة على الثاني اعزة على الكافرين الثالث يجاهدون في سبيل الله الرابع ولا يخافون لومة لائم اذلة على المؤمنين اي انهم يتعاملون مع اخوانهم رحمة تواضع حتى كأنهم اذلة مع انهم اعزا ولذلك لم يقل اذلة للمؤمنين وانما قال على تفيد علوه هم اعزة وهم يعني مكانتهم رفيعة لكنهم يتذللون للمؤمنين يتواضعون لهم المؤمن مع اخوانه هينا لينا سمحا سهلا متواضعا رحيما رفيقا تأمل هذا الوصف العظيم الا الثاني اعزة على الكافرين الكافرين يكونوا اعزة اعزة في دينهم منهج الحق الذي هم عليه ليس عندهم خنوع وليس عندهم خضوع بل هم عزيزون معتزون باسلامهم دينهم الوصف الثالث يجاهدون في سبيل الله الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الاسلام اعلاء كلمة الله عز وجل الوصف الرابع ولا يخافون لومة لائم ذلك قوة تمسكهم قناعتي فان الانسان المقتنع لا يمكن ان يتردد ولا يمكن ان يرده لو ملائم بخلاف الانسان المتردد فانه ادنى ملامة تؤثر فيه ادنى لو يؤثر فيها الانسان الصادق قوي مقتنع لا يمكن ان يؤثر فيه ولا يخافون لومة لائم من اتصف بهذه الصفات الاربع الله تعالى ذلك قال بقوم يحبهم ويحبهم ثم ختم الاية بقوله ذلك فضل الله هذا من فضل الله عز وجل الذي يؤتيه من يشاء ننتقل بعد ذلك الى الاسباب الجالبة للمحبة احسن من تكلم عنها الامام ابن القيم رحمه الله من ابرز هذه الاسباب قراءة كتاب الله عز وجل التدبر والتفهم ارتباط العظيم تلاوته اجتماعا تدبرا لمعانيه تفهما لها هذه اعظم الاسباب بها العبد محبة الله عز وجل لذلك يقول سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا المؤمن يزيد ايمانه الاستماع للقرآن ويزيد ايمانه بتلاوة القرآن مع التدبر ان القرآن فيه هذا القرآن العظيم هو كلام الله تعالى نبأ ما قبلنا خبر ما بعدنا وحكم ما بيننا في قصص السابقين اخبار فيها اخبار الاخرة واحوال الجنة والنار ان يقفوا مع كلام الله عز وجل متكبرا متفهما لمعانيه شك انه يزيد ايمانه سواء كان تاليا متدبرا او مستمعا اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا ينبغي لك اخي المسلم تجعل لك نصيبا تلاوة القرآن تتلو فيه كلام لا يمر عليك قد قرأت فيه شيئا منه ان بعض الناس عليه ايام الطويلة يقرأ فيه شيء او انه يجعل تلاوة القرآن يجعلها على الهامش تيسر له وقت فراغ مما تيسر وتمضي عليه ايام وربما احيانا اسابيع وبعضهم الشهود يقرأ فيه شيئا من الدنيا بالله عز وجل هذا نوعه جران بكتاب الله سبحانه قال الرسول يا ربي ان اتخذوا هذا القرآن مهجورا قد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي اصحابه انهم يجعلون لهم كل ليلة حزبا ليس المقصود بالحزب الحزب المعروف اهل التجويد المقصود بالحزب القذر المعين يحافظون على دعوته كل ليلة هذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نام عن حزبه قرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب كانما قرأه من الليل رجاء مسلم في صحيحه حتى لو فاتتك هذا الحزب بمرض او لسفر او لاي عارض تقضي واذا قضيته ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب كانما ايضا من الاسباب التي تنال بها محبة الله التقرب الى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض كما قال الله تعالى في الحديث ما تقرب الي عبدي باحب مما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاكثر العبد من النوافل احبه الله بعد المحافظة على الفرائض الفرائض يجب المحافظة عليها من الجميع واما النوافل فقد يفتح للانسان في باب ولا يفتح له في باب اخر لذلك ذكر الذهبي في السير احد العباد كتب الى الامام مالك ينصحه انه مقل من نوافل من نوافل الصيام الصلاة ونحن كتب اليه الامام مالك جوابا قال لهم ان قسم الاعمال كما قسم الارزاق الله قد يفتح على عبد الصلاة قد يفتح على عبده من باب الصيام قد يفتح على عبده في باب تلاوة القرآن قد يفتح على عبده في باب البذل والانفاق قد يفتح على عبد في باب نشر العلم وتعليمه وانا قد فتح علي في باب نشر العلم وتعليمه وما انا فيه باقل مما انت فيه علق بعض اهل العلم على هذا قال بل ما فيه الامام مالك خير مما فيه هذا العام نشر العلم تعليمه نفع متعدد الاخرين بينما نوافل الصيام والصلاة نفعها قاصر على صاحبه هي فتوحات من الناس من يفتح عليه في باب تلاوة القرآن تجد دائما يتلو القرآن اناء الليل واناء النهار من الناس من يفتى عليه في باب صيام النوافل اكثر من صيام النافلة الناس من يفتح عليه في باب مثلا تشييع الجنائز نجد انه اعظم الايام يذهب المساجد التي تكون فيها جنائز ويصلي على الجنائز ويشيع الجنائز من الناس من يفتح عليه في باب في سبيل الله باذلا منفقا فتح عليه في باب فينبغي ان اغتنم ذلك الفتح مستكثرا من النوافل ذكر في ترجمة الامام احمد انه كان يصلي لله تعالى تطوعا من غير الفريضة ثلاث مئة ركعة مئة ركعة غير الفريضة وكان الحافظ عبدالغني المقدسي صاحب عدة الاحكام كان يقتدي بالامام احمد في هذا ذلك لان احب العمل الى الله الصلاة هذه العبادة بعدت الصلاة هي احب العمل الى الله اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ايضا من الاسباب التي تنال بها المحبة الاكثار من ذكر الله عز وجل يقول ابن القيم فنصيب العبد من المحبة على قدر نصيبه من الذكر من ذكر الله سبحانه يجعلك مرتبطا بالله عز وجل ويقل تعلقك بالدنيا جل تعلقك هذا من شأنه اولا ان يرقق القلب تزول معه القسوة من شأنه كذلك ان يجلب المحبة لهذا جاء رجل الى الحسن البصري قال له يا ابا سعيد اجد قسوة في القلب ما هو العلاج قال له هذه قسوة قلبك بكثرة ذكر الله عز وجل اذا اكثر العبد من ذكر الله سبحانه ان قسوة القلب تزول ينال العبد محبة الله عز وجل ثمان الاكثار من ذكر الله سبحانه يورث العبد قال عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله هذه الطمأنينة السعادة قلبية يعجز اللسان عن وصفه تعجز الكلمات عن التعبير عنها سعادة سعادة الروح هذه السعادة يجدها المقصر لذكر الله عز وجل يصفها احد الصالحين والله انه لتمر قلبي ساعات اني اقول كان الجنة في مثل هذا النعيم انهم من ذلة عيش قدير ويقول اخر والله لفي لذة ونعيم يعلم عنهم ملوك ابناء الملوك جالدون عليه بالسيوف هي سعادة الروح طمأنينة القلب هذه السعادة هي الطمأنينة وهذه الطمأنينة من اعظم الاسباب التي تنال بها من ذكر الله عز وجل اكثار من ذكر الله ايها الاخوة ورد في فضله من النصوص شيء عظيم فان لا يعجب النصوص الواردة في عظيم اجره وثوابه مع سبولته ويسره اكتفي بذكر حديث واحد فقط سمعت شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله يقول انفق المسلم ملايين في سبيل معرفته لم يكن هذا كثيرا هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم بصحيحيهما اصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال حين يصبح لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب كتب له مئة حسنة اضحي عنه مائة سيئة كانت حرزا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتي احد يوم القيامة بافضل منه الا رجل عمل مثل ما عمل او زاد قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه ان كانت مثل زبد البحر هذا الذكر قال هذا الذكر لا اله الا الله شريك كده وعلى كل شيء قدير مئة كم يأخذ من الجهد عظيم هذا الثواب الجسيم ايضا من الاسباب التي بها محبة الله عز وجل طالعة القلب لاسماء الله تعالى وصفاته عرف الله تعالى باسمائه وصفاته عندما تتأمل في عظمة الخالق ان هذا الرب العظيم وصفاته السميع مصير السر والجهر عنده سواء بل يعلم السر واخفى من السر والذي هو اخفى من السر اين هو ما تحدث به نفسك قبل ان تحدث هذا الرب العظيم الذي هو على كل شيء قدير على كل شيء قدير اذا اراد شيئا عندما يقول له كن في تأملتها في اسمائه الحسنى وصفاته العلى فذلك محبته ولابد لو اخذت مثلا صفة الرحمة الله تعالى الرحمن الرحيم هذه الاية نقرأها وفي كل ركعة الحمد لله رب العالمين الرحمن سبحانه رحيم بعباده ارحم بعبده من الوالدة بولدها هو سبحانه الكريم سبحانه الرؤوف تأملت هذه الاسماء الحسنى والصفات العلى ايضا الاسباب الجالبة للمحبة عنها ابن القيم عن هذا السبب وهو من اعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى قال وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الاسماء والعبارات تساوي القلب بين يدي الله عز وجل جراح بين يدي الله سبحانه خاصة عندما يكون المسلم خاليا بربه لا يراه احد ينطرح بين يدي الله كسر بين يدي الله يناجي ربه خاصة في السجود من الليل هذا من اعظم الاسباب التي يرق بها القلب الاسباب التي ومن الاسباب الجالبة للمحبة هذا ابرز ما يكون فيه في قيام الليل الذي ودأب الصالحين الله عز وجل يقول ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا ناشئة الليل هي الصلاة التي تكون بعد القيام من النوم يوم الليل اشد وطن يعني اكثر مواطأة يعني اتفاق بين القلب واللسان تدبر المسلم ويعي ما يقول واقوى من قيل يعني اصوب قراءة عندما ينطرح المسلم بين يدي الله عز وجل ويناجيه هذا اولا هذا امان من النفاق منافق لا يمكن ان يقوم الليل دليل على الصدق مع الله كذلك ايضا من اسباب طمأنينة القلب مساعدة الروح ومن الاسباب الجالبة محبة الله عز وجل ولهذا ربط ابن القيم هذا السبب بسبب اخر والخلوة بالله تعالى وقت النزول الالهي مناجاته وتلاوة كتابه والوقوف والتأدب ادب العبودية بين يديه جل وعلا ايضا الاسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل جالسة الصالحين التقاط قطايبي ثمرات كلامه المجالسة ايها الاخوة لها اثر عندما يتقدم خطبة امرأة انه يسأل عن جلسائه كان يجالس صالحين عليه بالصلاة اذا كان يجالس جلساء سوء يحكمون مثله انسان من جلسائه لابد من ان يتأثر الانسان بجلسائه شاء ام ابى هذه طبيعة النفس اذا كان المسلم جالس ناس صالحين ومجالسهم عامرة بذكر الله عز وجل هذا له اثر على صلاحه على زكاء نفسه هذا من الاسباب جانب المحبة الله عز وجل لهذا فينبغي للمسلم ان يلاحظ هذا المعنى ان ينتقي من يجالسه جالس من اذا جالسهم زاد ايمانه يقينا احس بأثر هذه المجالسة على نفسه وعلى سلوكه وكما قال عليه الصلاة والسلام الجليس الصالح كحامل المسك اما ان يحذيك يعني مما يهدي لك ما تبتاع مني ان تشتري منه واما ان تجد منه ريحا طيبا فانت لست بخاسر من مجالسته تراجع على كل تقدير واما جليس جلست اصحاب السوء جليس السوء كنافخ الكير قبل ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خفيفا فانت خاسر بكل حال ايضا من الاسباب التي ينال بها محبة الله عز وجل قاعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل وذلك ان يبتعد المسلم عن الاسباب التي تحول بينه بين استقامة من ذلك التعلق بالدنيا التعلق بامور المادة والتعلق بالدنيا له اثر في قسوة القلب له اثر في الغفلة كانت مجالسهم مجالس دنيا قيل وقال الغفلة تغلب عليه يقسو قلبه بخلاف من كانت مجالسه عامرة ذكر فينبغي للمسلم اذا ان من يحرص على التقليد تعلق بالدنيا احرص على الابتعاد عن كل سبب يشغله عن طاعة الله عز وجل اذا رأيت هذا الامر يشغلك عن طاعة الله فابتعد عنه كما قال بعض السلف الاشغال لا تنقضي ما ان ينقضي شغل الا ويدخل في شغل اخر ما لم يرتب الانسان وقته خصص وقتا عبادة فان النفس تغفل فيصبح المسلم يؤدي العبادات على صورة عادات يصلي الصلاة وما عقل منها شيئا ولذلك ينبغي للمسلم ان يعنى بجانب محاسبة النفس حسب نفسك حين لاخر اذا كان المسلم على جانب محاسبة النفس هو على اما عندما تنعدم المحاسبة هنا تأتي الغفلة امر الله تعالى بمحاسبة النفس وقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله تنظر نفس ما قدمت واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون قال اهل العلم هذه الاية اصل في محاسبة النفس ايضا الاسباب الجانب المحبة ايثار محاب الله تعالى على محاب العبد عند غلبة الهوى عندما تتعارض محبة الله مع محبة غيره تؤثر محبة الله تعالى وهذا كل يدعي ذلك لكن عبرة في العمل على سبيل المثال عندما تسمع المؤذن يؤذن لصلاة الفجر تصادقا في محبتك لله عز وجل ستنهض من فراشك تقوم وتؤدي صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد اما من كان غير صادق فانه سيقدم محبة النوم والراحة والكسل على محبة الله عز وجل لذلك ايضا عندما تكون هناك معاملة لكن فيها شبهة الصادقة في محبتك لله تعالى انك تترك هذه المعاملة حتى وان كان في ارباح كبيرة ما دام ان فيها شبهة وهكذا اذا تعارضت محبة الله تعالى مع محبة غيره قدم محبة الله على محبة غيره واختم هذا السبب من الاسباب الجالبة وهو الدعاء نسأل الله تعالى بان احبه وان يحبه الله عز وجل ان يوفق هو لمحبته ان يحبه الله تعالى ان يلهج على الله وان يلهج بالدعاء بدعاء الله عز وجل في ان يرزقه محبته وان يلح على الله تعالى في الدعاء بذلك واذا دعا الله تعالى صادقا مخلصا فان الله تعالى ان يخيب رجاءه اقول ايها الاخوة منزلة المحبة هي من اعلى مقامات اعمال القلوب ينبغي للمسلم ان يعنى بها ان يجتهد في تحصيلها ان يستحضر هذا الشرف العظيم وهو ان الله تعالى اذا احب هذا العبد هذا الملائكة واخبرهم بانه يحبك فتحبه الملائكة ويوضع له القبول في الارض جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم هذا ابي بن كعب قال له الله امر عليك سورة لم يكن الذين كفروا قال ابي سماني بكى ابي يحق له ان يبكي يسميها الرب عز وجل خالق كل شيء من فوق سبع سماوات انت ايها العبد الضعيف الفقير المسكين عندما يحبك الله تعالى خالق كل شيء يحبك هذا الرب العظيم خالق كل شيء بل وينادي الملائكة ويخبرهم بذلك ويأمر الملائكة بان تحبك ويوضع لك القبول في الارض هل هناك شرف عظيم الشرف العظيم فينبغي ان نسعى جميعا تحصيل هذه المحبة ان نسأل الله تعالى اياها ان نبذل الاسباب الجالبة لهذه المحبة اسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن يحبه ويحبونه اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم انا نسألك ان تجعلنا ممن تنادي جبريل وتخبره بانك تحبه وينادي جبريل في الملائكة ان الله يحب فلانا ضع له القبول في الارض اسأله سبحانه ان يستعملنا جميعا في طاعته وان يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد آله وصحبه اجمعين