في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغيره الحساب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اما بعد ونستقبل بعد ايام قلائل موسما من مواسم التجارة مع الله عز وجل بالاعمال الصالحة نستقبل موسما عظيما من مواسم الخير موسم رابح لمن وفقه الله عز وجل للعمل الصالح انه شهر رمضان شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان شهر الخيرات والبركات شهر مضاعفة الحسنات شهر فيه ترفع الدرجات وفيه تعتق الرقاب من النار شهر فيه تكفر الخطايا والسيئات انه موسم الاكثار من الطاعات والتنافس في القروبات يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ايها الاخوة في الله وان العبادة كما تشرف ويعظم اجرها وثوابها بشرف المكان فهي كذلك تشرف ويعظم اجرها وثوابها بشرف الزمان وشهر رمضان العبادة فيه ليست كالعبادة في غيره فاجرها مضاعف اجرها عظيم وثوابها جزيل تفظل الله عز وجل بهذا الموسم العظيم على عباده ليزدادوا تقربا اليه ليزدادوا تقوى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فالحكمة من مشروعية الصيام هي تحقيق التقوى لله عز وجل. لعلكم تتقون ايها الاخوة في الله واذا كان تجار الدنيا لهم مواسم يزيدون فيها من نشاطهم ويضاعفون فيها من جهودهم ويستغفرون قواهم ويقول ان هذا موسم بالنسبة له كذلك ايضا تجار الاخرة المتاجرون بالاعمال الصالحة بالتجارة الرابحة الحقيقية لهم مواسم ومن هذه المواسم هذا الموسم العظيم الذي اظلنا فلنجتهد ايها الاخوة فيه ونري الله عز وجل من انفسنا خيرا فان العمر قصير وكل يوم يمضي يقترب به الاجل كل يوم يمضي نقترب به من الموت. ونبتعد به عن الدنيا وكما يقول الحسن رحمه الله يا ابن ادم انما انت ايام كلما ذهب يوم ذهب بعضك ويقول ما من يوم تشرق شمسه الا وينادي مناد يا ابن ادم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فاني لا اعود ابدا الى يوم القيامة كم من انسان صام معنا رمضان من العام الماظي ثم بغته الموت واغترمته المنية فهو الان في قبره مرتهن بعمله لا يستطيع زيادة في الحسنات ولا نقصا من السيئات قدر يا اخي ان هذا ربما ربما يكون هو اخر رمضان تصومه مع المسلمين فلنجتهد في العبادة ولنجتهد في الطاعة فانها والله هو الكنز الحقيقي الذي يبقى للانسان فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ايها الاخوة في الله ان الله عز وجل قد فرض في هذا الشهر الكريم صيامه صيام نهاره يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وقد كان فرظه متدرجا فاول ما فرض صيام عاشوراء ثم بعد ذلك فرض صيام شهر رمضان على وجه التخيير بينه وبين الاطعام كما قال عز وجل وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم يعني من الاطعام ان كنتم تعلمون فكان الانسان مخيرا بين الصيام والاطعام لكن الصيام خير من الاطعام في الاجر والثواب ثم بعد ذلك فرض صيام شهر رمضان حتما بقول الله عز وجل فمن شهد منكم الشهر فليصمه والحكمة من ذلك ان ما كان شاقا على النفوس نجد ان الشريعة تتدرج في الالزام به فلما كان الصوم غير معهود وغير مألوف وشاقا على النفوس كان هذا التدرج في ايجابه وفي فرظيته وكذلك تحريم الخمر لما كان الناس قد ادمنوا شرب الخمر كان تحريمه بالتدريج وعلى مراحل كما هو معلوم وتأمل قول الله عز وجل لعلكم تتقون اي ان الغاية من فرظية الصيام هي تحقيق التقوى لله عز وجل ولهذا من كان يوم صومه ويوم فطره سواء فمعنى ذلك ان عنده خللا لم يحقق الصوم الثمرة منه والهدف منه فان ثمرته تحقيق التقوى لله عز وجل ولهذا ينبغي ان تكون حال المسلم في رمضان احسن من حاله قبل رمظان كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل اجود بالخير من الريح المرسلة الصيام ليس امساكا عن المفطرات الحسية فحسب ليس امساكا عن الاكل والشرب والجماع فحسب ولكنه ايضا امساك الجوارح عن المعاصي فحقيقة الصوم تعني مع الامساك عن المفطرات الحسية الامساك كذلك عن المعاصي والا فالذي لا يرتدع عن المعاصي ربما يصل الى المرحلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم او الحالة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اخرجه البخاري في صحيحه معنى الحديث ان من لم يترك المعاصي اثناء صومه فانه قد يصل الى حال يدع الله تعالى معها طعامه وشرابه. بمعنى انه لا يؤجر ولا يثاب على هذا الصوم لانه لم يتأدب باداب الصوم ولهذا قال اهل العلم ان كل معصية تخدش في الصوم كل معصية تنقص من اجر الصائم ولهذا كان كثير من السلف اذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب احدا فعندما ينظر الانسان نظرا محرما هذا ينقص من اجر الصائم. عندما يستمع للاغاني فان هذا ينقص من اجر الصائم. عندما يتكلم الكلام المحرم من الغيبة او السباب او نحو ذلك. فان هذا ينقص من اجر الصائم. اذا كثرت هذه المعاصي فقد يصل الى هذه الحالة المذكورة في الحديث ان الله يدع طعامه وشرابه وليس لله حاجة في هذا معنى ذلك انه لا يؤجر ولا يثاب على هذا الصوم وان كانت تحصل به براءة الذمة. لانه قد امسك عن المفطرات الحسية فتحصر به براءة الذمة لكنه لا يثاب ولا يؤجر عليه ونظير ذلك الصلاة التي صلاها المصلي وهو من حين ان كبر الى حين ان سلم في هواجيس ووساوس هذه الصلاة تبرأ بها الذمة لانه قد حقق اركانها وشروطها وواجباتها لكن ليس له من اجل الصلاة الا مقدار ما عقل منها. فان لم يعقل منها شيئا لا يثاب ولا يؤجر على هذه الصلاة اذا ايها الاخوة ينبغي ان ان يستحضر الصائم هذا المعنى وهو انه اذا صام تصوم معه جوارحه تصوم معه جوارحه عن جميع المعاصي واذا تخلق المسلم بهذه الاخلاق وتأدب بهذه الاداب فان شهر رمظان يصبح بالنسبة له مدرسة تربوية يتخرج من مدرسة الصوم وقد تأدب باداب الصوم فمن كان مثلا من عادته انه يعني كثير الغيبة او كثير السباب او نحو ذلك فانه بدخول شهر رمضان مأمور بان يترك ذلك. والا انقص من اجر صومه. فاذا ترك ذلك طيلة شهر رمضان فان ذلك لا يلبث ان يصبح عادة له. وقد ذكر ارباب الاخلاق والسلوك ان الانسان اذا اراد ان يتخلص من عادة ذميمة او اكتسب عادة حسنة فانه يلزم ذلك مدة تتراوح ما بين ثلاثة اسابيع الى شهر وشهر رمضان يحقق هذا المعنى فاذا شهر رمظان ايها الاخوة مدرسة تربوية للمسلم يتخرجوا من هذه المدرسة بالاخلاق الفاضلة وبالعادات الحسنة ايها الاخوة وهذا الشهر الكريم له خصائص له فضائل عظيمة تميز بها عن بقية شهور العام ومنها ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل شهر رمظان فتحت ابواب والجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين وفي رواية لمسلم وفي رواية وسلسلة الشياطين وفي رواية للترمذي وابن ماجة وغيرهما بسند حسن اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت شياطين ومردة الجن. وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب. وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب. وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة في هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم ان شهر رمظان يختص بانه تفتح فيه ابواب الجنة وابواب الجنة ثمانية كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وما بين مصراعي الباب الواحد مسيرة اربعين عاما وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام هذه الابواب اذا دخل شهر رمظان فتحت تشجيعا اهل الخير لكي يعملوا الصالحات تشجيعا للمؤمنين ليعملوا الطاعات فتفتح ابواب الجنة ترغيبا لهم في العمل الصالح و تغلق ابواب النار وابواب النار سبعة كما اخبر بذلك ربنا عز وجل لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم ابواب النار تغلق رحمة ورفقا بالمؤمنين لا تغلق الا في هذا الشهر الكريم فاذا ابواب الجنة تفتح وابواب النار تغلق كذلك ايضا تصفد الشياطين ومردة الجن فلا يخلصون الى ما كانوا يخلصون اليه في غيره ومعنى ذلك ان عندهم يعني لا زال عندهم شيء من الاغواء والوسوسة لكنها تقل ولهذا لا يقول قائل اننا نرى يعني من يقترف المعاصي وربما يقع في الكبائر في رمضان نقول ان الشياطين يعني تستمر في اغواء بني ادم. لكن اغواءهم يقل. ولهذا قال فلا يخلصون الى ما كانوا يخلصون اليه في غيره ولذلك نجد كثرة الطاعات والاعمال الصالحة من الناس في رمظان وقلة اقترافهم المعاصي في رمظان نجد ان المساجد تكون عامرة بالمصلين في شهر رمضان الشياطين هي التي تحرص على اظلال بني ادم الشياطين ذرية ابليس الذي قال ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجدوا اكثرهم شاكرين هو عدو الانسان. ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير وله واظلاله لبني ادم عن طريق الوسوسة تحسين المعاصي لهم وتزيينها لهم تثقيل الطاعات عليهم وله طرق وله مكر ينفذ عن طريقها الى بني ادم فهم يصفدون في هذا الشهر الكريم فلا يخلصون الى ما كانوا يخلصون اليه في غيره ايها الاخوة في الله ومن مزايا ومما اختص به هذا الشهر الكريم ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. يدع شهوته وطعامه وشرابه من تأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم هنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل انه قال في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اظعاف كثيرة فالصلاة يجزى عليها بهذا بان تضاعف الحسنات الحسنة بعشر امثالها الى اضعاف كذلك الزكاة كذلك الحج كذلك سائر العبادات لكن عبادة الصوم اختص الله تعالى بجزاء بجزاء خاص من عنده يجزي الله تعالى عليها جزاء خاصا من عنده الا الصوم فانه لي وانا اجزي به كما يقال العطية بقدر معطيها والله عز وجل هو اكرم الاكرمين وهو اجود الاجودين واضرب مثالا يتضح به المقال لو ان مدرسا قال للطلاب المتفوقين بقاعته او في فصله قال انت يا فلان لك جائزة وانت لك جائزة وانت لك جائزة اما انت يا فلان فلك جائزة خاصة عندي فماذا يفهم من هذا يفهم ان هذه الجائزة انها افضل من جوائز زملائه لانه اعطى زملاء كل واحد جائزة. قال اما انت يا فلان فلك جائزة خاصة هكذا ايضا عبادة الصوم يجزي الله تعالى عليها جزاء خاصا من عنده كل عمل ابن ادم له حسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به هذا يدل على عظيم اجر الصوم هل هذا يختص بصوم الفريضة؟ هل هذا يختص بصوم شهر رمضان الجواب لا يشمل صوم الفريضة وصوم النافلة لكن صوم الفريضة اعظم واجرا وثوابا ينبغي للمسلم ان يستكثر من صيام النوافل فان اجرها عظيم جدا ما الحكمة؟ لماذا اختصت هذه العبادة؟ من بين سائر العبادات بهذا الفضل العظيم بهذه الخصوصية ان الله تعالى يجزي على على هذه العبادة جزاء خاصا من عنده قال اهل العلم ان الحكمة هي المذكورة في الحديث يدع طعامه وشرابه وشهوته لاجلي الحكمة هي ان عبادة الصوم يظهر فيها الاخلاص لله عز وجل فان الانسان يكون في المكان الخالي لا يراه احد من الناس وبامكانه ان يفطر بامكاني ان يأكل وان يشرب وان يفطر ولا يراه احد من البشر فاذا ترك ذلك لله عز وجل دل ذلك على اخلاصه لربه وعلى قوة ايمانه وعلى خوفه من الله عز وجل ولذلك فان الله تعالى يجزيه على هذه العبادة التي يظهر فيها الاخلاص يجزي الله تعالى عليها جزاء خاصا وجزاء عظيما من عند جل وعلا ثم قال في هذا الحديث والصيام جنة هو جنا بمعنى وقاية فهو وقاية من النار وكذلك ايضا هو وقاية من المعاصي فانا اولا الشياطين تصفد في في في هذا الشهر الكريم ثم ايضا مع الجوع والعطش تضيق يضيق مجرى الدم الذي يجري معه الشيطان فهو فتقل المعاصي التي يقترفها الانسان. وهذا امر واقع ومشاهد ثم قال واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه احد او قاتله فليقل اني امرئ صائم يعني ينبغي للصائم ان يتأدب باداب الصيام فيجتنب الرفث ويجتنب الصخب ويجتنب السباب ويجتنب الشتم ويجتنب الغيبة ويجتنب السخرية وهكذا حتى لو اخطأ عليه احد لو اخطأ عليه احد فانه في غير الصوم يجوز له يجوز له ان يقابل السباب بمثله فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وان عاقبتم فعاقبوا مثل ما عقبتم به. كما قال عليه الصلاة والسلام المستبان ما قال فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم. لا اذا كان صائما فينبغي ان يتنازل عن حقه والا يقابل السيئة بمثلها وان يقول لمن سابه او قاتله او تكلم عليه او اخطأ في حقه ان لا يرد عليه. وان يقول اني امرؤ صائم. يعني نحترم الصوم فلا ارد عليك هذه وهي السنة في هذا والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك قلوف فم الصائم الخلوف هو ما يخرج من الرائحة الكريهة عند خلو المعدة من الطعام لما كان هذا اثرا من اثار العبادة ومن اثار الطاعة كان محبوبا عند الله عز وجل فهو اطيب عند الله عز وجل من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما اذا افطر فرح بفطره واذا لقي ربه فرح بصومه يفرح الصائم عندما يفطر بنعمة الله عز وجل عليه. وان الله تعالى اباح له الطعام والشراب واباح له ما كان محرما عليه في نهاره ثم اذا لقي ربه عز وجل ووجد الاجر من الله سبحانه على هذه العبادة الجليلة فانه يفرح بذلك فرحا عظيما يفرح عند لقاء ربه بما يجده من الثواب الذي لا حد له ولا حصر بعدد كما سبق يجده مدخرا له احوج ما ما يكون اليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ومن فضائل الصوم ما جاءه الصحيحين عن سعد ابن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهم فيقال اين الصائمون؟ فيقومون لا يقوم احد غيرهم فاذا دخلوا اغلق فلم يدخل منه احد وفضائل هذا الشهر الكريم كثيرة جدا والمطلوب من المسلم ان يغتنم هذا الموسم وان يجد وان يجتهد في الطاعات ولكن ايها الاخوة بعض الناس يعيش في بحر الاماني يتمنى يتمنى الخير يتمنى العمل الصالح يتمنى الطاعة وهو يعيش في امنيات وهل الامنيات تنفع كل الناس يتمنون الخير كل الناس يتمنون ان يكونوا طائعين لله عز وجل لكن الامنيات تبقى ايها الاخوة امنيات لابد من العمل الصالح ولهذا نجد في القرآن الكريم ان الله تعالى يقرن العمل الصالح بالايمان الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لم يقل الا الذين امنوا فقط الايمان وحده لا يكفي لا بد من عمل الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لابد من ان يقتن بالايمان عمل صالح فلابد اذا ايها الاخوة من التشمير في الطاعات والمسابقة والمسارعة على الخيرات وحتى يحقق المسلم هذا المعنى هذه المعاني فعليه ان يفعل ما ذكره السلف الصالح رحمهم الله من المشارطة والمحاسبة مشارطة للنفس ومحاسبة لها فاذا اجتمع للانسان المشارطة والمحاسبة فانه ينشط في الخير وينشط في العبادة وينشط في الطاعة. ما معنى مشار الطاعة المشارطة ومشاردة النفس يسميها بعض المعاصرين يسمونها بلغة العصر كما يقال التخطيط للوقت والمحاسبة محاسبة النفس هل عملت وفق هذه الخطة ام لا ما الذي قصرت فيه فينبغي مع اقبال هذا الشهر الكريم ان يكون لنا مشارطة لانفسنا على سبيل المثال اشارة الانسان نفسه على الا تفوته تكبيرة الاحرام خلف الامام مثلا يشارط نفسه على الا تقع منه غيبة اثناء صومه يشارط نفسه على الا تفوته ركعة واحدة من قيام رمضان يقوم رمظان كاملا حتى يحقق ما ورد في الحديث من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه يشارط نفسه مثلا على ان يختم القرآن عدة ختمات ويضع الية لهذا اذا مثلا شاط نفسه على ان يختم القرآن ثلاث مرات في الشهر الكريم. ثلاث مرات مثلا فمعنى ذلك انه لابد ان يقرأ كل يوم ما لا يقل عن ثلاثة اجزاء حتى يحقق هذا الهدف ثم تأتي المحاسبة اذا شرط نفسه حاسب نفسه عند نهاية اليوم يقول شاردت نفسي على ان اعمل كذا وكذا وكذا فما الذي فعلته من هذه الامور؟ وما الذي قصرت فيه والمحاسبة ايها الاخوة اصل عظيم ذكره الله عز وجل امر به في قوله سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون قال اهل العلم هذه الاية اصل في محاسبة النفس ولتنظر نفس ما قدمت لغد ولذلك تجد ايها الاخوة تجدون ان الانسان الذي تنعدم عنده المحاسبة مستمر في لهو في غفلة ومستمرا في فيما هو فيه يعني لا تتغير احواله تجد انه تمر عليه المواسم تلو المواسم وهو على حاله بينما الانسان الذي عنده جانب المحاسبة تجد ان نفسه تزكو وتسمو وتجد ان حاله كل عام احسن من العام الذي قبله فلا بد ايها الاخوة اذا من محاسبة النفس ولنقتدي بالسلف الصالح فقد اخرج الامام مالك في الموطأ ان ابا بكر بسند صحيح ان ابا بكر رضي الله عنه كان يمسك بلسانه ويقول هذا الذي اوردني الموارد يعني من شدة محاسبته لنفسه وكان عمر رضي الله عنه اذا جن عليه الليل ضرب قدميه بالدرة وقال يا نفس ماذا عملت اليوم؟ يا نفس ماذا قدمت لغد وكان ابن مسعود رضي الله عنه اذا غربت الشمس قال هذا يوم غربت شمسه نقص به عمري واقترب به اجلي وهكذا نجد ايها الاخوة ان السلف الصالح كانوا على عناية كبيرة بهذا الجانب فلا بد اذا ان يكون المسلم جانب كبير من من محاسبة النفس خاصة مع تجدد المواسم مثل هذه المواسم الفاضلة لان النفس ايها الاخوة النفس بطبعها تميل الهوى يحتاج الى نهي كما قال ربنا عز وجل واما من خاف مقام ربه ونهى النفس تأمل قوله ونهى النفس ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى النفس تحتاج الى نهي لانها بطبعها تنجرف للهوى يحتاج من من الانسان الى حزم وعزم وقوة وهي كما يقول القائل كالطفل النفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم. رأيت الطفل عندما يترك يرضع يستمر في الرضاعة عندما يفطم عن الرضاع يبكي ويتألم يوما او يومين ثم بعد ذلك ينفطم هكذا النفس تماما النفس اذا رأت منك حزما وعزما وقوة فانها تنقاد لك لكن اذا رأت منك ترددا وتكاسلا فانها تقود الانسان الى الهوى ولذلك تأملوا هذه الاية واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ايها الاخوة في الله وبعد ذلك ننتقل للحديث باجمال بعد ما تكلمنا عن فضائل هذا الشهر الكريم وعن حقيقة الصوم التي تجمع الامساك عن المفطرات الحسية وعن المعاصي نعطي نبذة بعد ذلك موجزة عن المفطرات الحسية التي يحصل بها التفطير للصائم وقد ذكر الله عز وجل اصول المفطرات لقوله سبحانه الان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل ويمكن اجمال هذه المفطرات في سبعة انواع. الاول وهو اعظمها وهو ايضا اعظم مفسدات الحج هو الجماع الجماع في نهار رمضان وهو اكبرها اثما من ارتكب هذا المفسد فانه اولا يفسد صومه ثانيا يلزمه الامساك بقية يومه ثالثا يلزمه القضاء رابعا يلزمه التوبة لان الذنب عظيم. خامسا ومن التوبة الكفارة المغلظة والكفارة المغلظة هي عتق رقبة فان لم يرد فصيام شهرين متتابعين فان لم يستطع فإطعام ستين مسكينا عتق رقبة ولا يوجد رقاب الان. الان الرق ممنوع رسميا في جميع دول العالم ولذلك ينتقل مباشرة لصيام شهرين متتابعين ومن كان يستطيع صيام شهر رمظان فهو يستطيع صيام شهرين متتابعين. بعظ الناس عندما يؤمر بالصيام شهرين متتابعين يقول لا هذا يشق عليه والمشقة لابد منها لان الذنب عظيم مشقة لابد منها ولذلك ليس له ان يعدل للاطعام الا عند العجز عن الصيام فان عجز عن الصيام انتقل لاطعام ستين مسكينا. واقول ايها الاخوة انه لمن المؤسف له حقا ان اننا نرى عددا ليس بالقليل يقعون في هذا الامر واقول هذا من واقع استفتاءات الناس انني لاحظت كثرة المستفتين عن هذا الامر وانه جامع اهله في نهار رمضان ومعظم ان لم يكن جميع المستفتين عن هذا الامر يعلمون بالحكم يعلمون انه حرام لكن يقول غلبته نفسه هذا يدل على رقة الديانة وعلى الاستهتار وقلة المبالاة باوامر الله ورسوله وتجد احيانا ان المرأة هي السبب في هذا هي التي تتعرض للرجل حتى يقع مثل هذا الامر. ثم بعد ذلك يبدأ يسأل ما الذي يجب عليه؟ وما الذي يترتب عليه بل قبل مدة ليست بالبعيدة احد الناس قال انه جامع امرأته اربع مرات في اربعة ايام عالما مختارا فلما قلت له عليك صيام ثمانية اشهر كيف هذا تتشددون على الناس كيف نشدد على الناس؟ انت الذي اوقعت نفسك في هذا الامر الذنب عظيم والجرم كبير عليه ان يصوم ثمانية اشهر كل شهرين متتابعين وتبقى في ذمته لكن انا اقول ان ان هذا الامر ايها الاخوة يعني مع الاسف انه واقع لدى عدد ليس بالقليل من الناس والجماع الموجب للكفارة هو الجماع الذي يحصل معه الايلاج هو الذي يحصل معه الايلاج اما اذا كان مجرد مباشرة من غير ايلاج فهذا لا يوجب الكفارة الثاني انزال المني باختياره فان هذا مفسد للصوم واما المذي بالذال فاختلف الفقهاء هل خروجه مفسد للصوم ام لا؟ المذهب عند الحنابلة ان خروجه مفسد للصوم واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قال عن الله عز وجل في الحديث القدسي يدعوا طعامه وشرابه وشهوته لاجلي والقول الثاني في المسألة ان خروج المذي انه لا يفسد الصوم وهو رواية عن الامام احمد اختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله وهو اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله تعالى على الجميع. وهو القول الراجح والله اعلم ان خروج لا يفسد الصوم لانه ليس هناك دليل ظاهر يدل على ان خروج المذي يفسد الصوم واما قوله يدع طعامه وشرابه وشهوته والمقصود بذلك الجماع بدليل ما جاء في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم بل جاء في صحيح البخاري انه كان يباشر وهو صائم ومعلوم ان من يفعل ذلك لا يأمن من المذي آآ معه اذا القول الراجح ان خروج المذي انه لا يفسد الصوم الثالث الاكل والشرب ايا كان نوع المأكول والمشروب. اما شم الروائح فانه لا يفطر الصائم لانه ليس للرائحة وندخل الى الجوف اللهم الا البخور ينبغي ان يتجنبه الصائم والا يتعمد استنشاقه لان تعمد استنشاقه ربما كان له تكون معه جرم لربما اه تسبب في افساد الصوم ولذلك ينبغي ان تجنب المساجد نهار رمظان البخور بعض الناس يجتهد يوم الجمعة ويأتي بالبخور يطيب الناس هذا في غير رمظان هذا طيب ومأجور عليه وهذا مأثور عن السلف الصالح اما في رمضان فينبغي ان يكون ذلك في الليل يكون في صلاة التراويح مثلا اما في النهار فينبغي تجنب المساجد مثل هذا حتى لا يوقع الناس في الحرج اه الرابع ما كان بمعنى الاكل والشرب ومن ذلك الابر المغذية فان الابر المغذية تقوم مقام الطعام والشراب. ولهذا نجد ان بعض المرضى يعيشون اه يعتمدون على هذه الابر اياما عديدة وربما شهورا فهي لا شك انها تقوم مقام الطعام والشراب فهي تفسد الصوم. اما الابر غير المغذية فانها لا تفسد الصوم سواء كانت ابر انسولين او اي ابر ما دام ان غير مغذية فانها لا تفسد الصوم وذلك لانها ليست طعاما ولا شرابا ولا في منع الطعام والشراب ولا نعلم ان احدا آآ استغنى عن الطعام والشراب واعتمد على مثل هذه الابر لكن الابر المغذية يعتمد عليها اما الابر غير المغذية فانه لا يعتمد عليها وانما تستخدم في التداوي وفي العلاج كذلك ايضا في معنى الطعام والشراب حقن اه الدم في الصائم مثل ان يصاب بنزيف فيحقن به الدم. فانه يفطر بذلك لان الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب لكن لو احتاج لذلك فلا حرج عليه كأن يقع له حادث مثلا فيحتاج الى ان يحقن دما فهنا لا بأس بحقنه الدم ويقضي يوما مكان ذلك اليوم اما بخاخ الربو البخاخ الذي يستخدمه المصابون بالربو ومثل ذلك ايضا الاكسجين فان هذا لا يفسد الصوم لانه انما آآ يوسع مجاري النفس فقط وهو يوسع الشعب الهوائية ومجاري النفس ولا يصل الى المعدة ولذلك فالذي عليه فتوى هو ان بخاخ الربو وكذلك الاكسجين ان هذه هذه لا تفسد الصوم فان قال قائل انه ينفذ الى الجوف منه اجزاء يسيرة فالجواب ان هذا صحيح انه قد ينفذ اجزاء يسيرة جدا لكن هذا الجزء اليسير معفو عنه لانه اقل من ملوحة الماء التي تبقى في الفم بعد المظمظة ومعلوم ان الصائم يتمضمض لصلاة الظهر مثلا وصلاة العصر ويبقى بعد المظمظة اه اثر ملوحة الماء في فمه ويختلط ذلك بالريق وهذا معفون عنه بالاجماع. كذلك ايضا ما قد ينفذ من بخاخ الربو او الاكسجين الى المعدة فهو معفو عنه كذلك. لكن المنبه هنا الى ان هناك نوعا اخر لعلاج الربو ليس بطريق البخاخ وانما اه عن طريق كبسولات يضعها الانسان في فمه فتنفجر وتختلط بالريق هذه لا شك انها تفطر الصائم لان لها جرما يختلط بالريق ويبتلعه فهذه تفطر الصائم اما بالنسبة الغسيل الكلوي فالغسيل الكلوي آآ هو ليس فقط غسيلا وانما يتبعه او يصحبه حقل هذا الذي يغسل باملاح يعني يكون مع ذلك املاح وسكريات ونحو ذلك ولذلك نجد ان مستوى السكر لدى هذا الذي يغسل ان مستوى السكر عنده يرتفع اذا قست السكر عنده قبل التغسيل وبعد التغسيل تجد ان مستوى السكر عنده يرتفع وتجد انه يجد نشاطا بعد التغسيل ولذلك تغسيل الكلى يفطر الصائم وهذا ما افتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله هل التغسيل الدموي وجد يعني ايضا في السنوات الاخيرة ما يسمى بالغسيل البريتوني وهو كذلك يعني محل خلاف بين العلماء المعاصرين والاقرب انه كذلك يفطر الصائم ولذلك نجد ان حتى من يغسل بالغسيل ان مستوى السكر عنده يرتفع وكذلك ايضا آآ نجد انه يجد نشاطا وخفة بعد ذلك التغسيل اما بالنسبة لقطرة العين والاذن والانف فننظر اولا ما هو المنفذ المعتاد من هذه الامور؟ العين هل العين منفذ معتاد للطعام والشراب؟ الجواب لا فقطعة العين اذا لا تفطر الصائم الاذن هل الاذن منفذ المعتاد للطعام والشراب الجواب لا اذا قطرة الاذن كذلك لا تفطر الصائم. حتى لو وجد الطعم في حلقه اما قطرة الانف فالانف منفذ للطعام والشراب عند تعذر اعطاء الطعام والشراب عن طريق الفم لهذا نجد بعض المرضى ان يكون يعني يوضع انبوب في في في الانف يكون الطعام والشراب عن طريق الانف الانف يمكن ان يكون منفذا للطعام والشراب. ولذلك فان قطرة الانف تفسد الصيام اذا وصل ماؤها للجوف ومما يدل هذا حديث لقيط ابن صبيرة رضي الله عنه. النبي صلى الله عليه وسلم قال وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما فمعنى ذلك لانك اذا بلغت في الاستنشاق وانت صائم فربما نفذ الى الجو فيه شيء من الماء فيؤثر ذلك على صحة الصيام. فالحاصل ان ان قطرة العين والاذن لا تفسد الصوم اما قطرة الانف فانها تفسد الصوم اذا وصل ماؤها الى الجوف اه استخدام الفرشاة والمعجون بالنسبة للصائم لا حرج في ذلك بشرط ان يلفظ هذا المعجون. لكن بعظ المعاجين لها نفوذ قوي ربما لا يستطيع ان يلفظ هذا المعجون فاذا كان يخشى ان ينفذ شيء منه للجوف فالاحسن ان يكون استخدامه لهذا المعجون ان يجعله قبيل مثلا الفجر يجعله في الليل لكن اذا ظمن ان يلفظ هذا المعجون ولا يبقى له اثر في فمه فلا حرج في ذلك ولذلك كذلك السواك بالنسبة للصائم سنة والاحاديث التي المروية في النهي عنه ضعيفة لا تصح كحديث علي استاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشاء هذا حديث ضعيف جدا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال عمرو بن ربيعة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا احصي يتسوك وهو صائم. لا حرج في التسوك للصائم سواء في اول النهار او في اخره سواء كان ذلك في اول النهار او كان في اخر النهار آآ الخامس اخراج الدم بالحجامة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم افطر الحاجم والمحجوم اخرجه ابو داوود واحمد وقال البخاري ليس في الباب اصح منه والحديث من جهة الاسناد صحيح وهذه المسألة اختلف فيها اهل العلم فالجمهور على ان الحجامة لا تفسد الصوم والحنابلة ذهبوا الى ان الحجامة تفسد الصوم وهو من المفردات والقول الراجح ان الحجامة تفسد الصوم. واختيار ابن عباس ابن تيمية وابن القيم كذلك اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله تعالى على الجميع ونجد ان خروج الدم يعني عموما له اثر على على صحة الصوم ولهذا نجد ان الحائض والنفساء لا يصح منهم الصوم وذلك لخروج الدم لان الدم يظعف البدن فكذلك ايضا خروج دم الحجامة اه يظعف البدن ولذلك فانه يفسد الصوم اما حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم فالمحفوظ من الرواية هي انه احتجم وهو محرم. اما زيادة وهو صائم هذي وان كان في البخاري الا لانها غير محفوظة وعلى انها لو لو صحت فكما قال ابن القيم يحمل ذلك على صيام النافلة. لان النبي صلى الله عليه وسلم في يعني اسفاره التي احرم فيها كان مسافرا لانه في عليه الصلاة والسلام انما يعني كان محرما في السفر كذلك يعني كان صائما وقت الاحرام فلو صحت هذه الرواية فيحمل ذلك على السفر والمسافر يباح له الفطر في نهار رمضان او يحمى ذلك على صيام النافلة. الحاصل انه قول الراجح هو ان الحجامة تفطر وصاية والحجامة بين النبي عليه الصلاة والسلام آآ انها امثل ما تداوى به الناس. فقد جاء في صحيح البخاري النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امثل ما تداويتم به الحجامة وهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان ولى وحي يوحى فمعنى ذلك ان الحجامة فائدتها مقطوع بها ولذلك يعني ارشد النبي صلى الله عليه وسلم اليها واخبر بانها امثل ما تداوى الناس به. لكن هذا على سبيل الارشاد فهي تبقى من يعني الطب الذي يتعالج به الناس ويتداوى به الناس. تأثيره على الصوم كما قلت تفسد الصوم لكن يقاس عليها يقاس عليها ما كان في معناها ومن ذلك آآ التبرع بالدم تبرع بالدم في معنى استخراج الدم بالحجامة ولذلك فانه يفسد الصوم هذا من اراد ان يتبرع بالدم فليجعل ذلك في الليل الا عند الظرورة كانه احتاج الى تبرع بالدم ويكون هناك مثلا انسان مريظ عنده نزيف او نحو ذلك ويطلب من الحاضرين التبرع بالدم فلا بأس ان يتبرع الانسان بالدم في هذه الحال وهو مأجور على ذلك ان شاء الله. ويقضي يوما مكان هذا اليوم يعني يفسد صومه تقضي يوما مكان هذا اليوم ومن ذلك ايضا تحليل الدم اذا كان الدم المستخرج كثيرا تحيل الدم اذا كان يسيرا كالتحليل دم السكر هذا لا يفسد الصوم لانه يسير اما لو كان كثيرا كما يفعل الان في بعض المستشفيات يؤخذ من بعض الناس يعني عدة براويز لتحليل الدم والواحد منها ربما طول الاصبع او يزيد هذه اذا كان اذا كانت يعني مجموعة فمعنى ذلك انها تكون في معنى دم الحجامة فتفسد الصوم الظابط في هذا ان ما كان في معنى دم الحجامة هو يفسد الصوم ما كان يسيرا اقل من الدم المستخرج عادة في الحجامة فانه لا يفسد ومن ذلك الدم المصاحب لقلع السن فانه في الغالب دم يسير ولذلك لا يفسد الصوم. ولهذا لا حرج في قلع السن في نهار رمضان وان خرج منه شيء فانه يلفظه ولا يبتلعه الصائم آآ السادس التقيؤ عمدا لحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من زرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقضي وهذا الحديث اخرجه ابو داوود وغيره ومن اهل العلم ان يجعله موقوفا ولا يصححه مرفوعا وبكل حال فالعمل عليه عند اهل العلم عند عامة اهل العلم ان من ذرعه القي يعني غلبه القيء فليس عليه شيء وصومه صحيح اما من تعمد ان يستقي فان صومه يفسد بذلك السابع خروج دم الحيض والنفاس والعبرة بخروج الدم متى ما رأت المرأة الدم فقد فسد صومها حتى ولو كان قبل غروب الشمس بدقيقة فيفسد صومه اما لو احست بالام الدورة لكن لم يخرج الدم الا بعد غروب الشمس فان صومها صحيح آآ ايها الاخوة في الله وهذه المفطرات اه لا بد ان يفعلها الانسان عالما عامدا مختارا اما اذا كان ناسيا فان صومه صحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم من نسي وهو صائم فاكل او شرب فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه يجب تبييت النية نية الصيام من الليل يجب تبييت نية الصيام من الليل والحكمة من من من هذا وتبيت النية ان يكون جميع النهار مشمول بنية الصوم لانك اذا لم تبيت النية من الليل فمعنى ذلك ان جزءا من النهار اه لا تشمله هذه النية ولهذا صيام النافلة يجوز انشاء النية اثناء النهار لانه ليس واجبا لكن صيام رمضان اوجب الله تعالى علينا ان نصوم جميع النهار فلابد ان تكون النية قبل طلوع الفجر ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام لا صيام لمن لم يجمع النية من الليل وآآ هنا تكفي نية واحدة باول الشهر تكفي نية واحدة في اول شهر رمظان وآآ المسلمون ينوون من بداية الشهر انهم سيصومون شهر رمضان كاملا لهذا فلا داعي للتدقيق في مسألة النية. لان هذا ربما يقود الى الوسواس اللهم الا من قطع الصيام لعذر كامرأة مثلا قطعت الصيام لكونها اتاها الحيض ثم بعد ان طهرت ارادت ان تكمل وهنا لابد من ان تبيت النية بعد ذلك كذلك لو كان مسافرا لو لو سافر في اثناء الشهر فافطر ثم بعد ذلك اراد ان يصوم فلا بد ان يبيت النية اما ما عدا ذلك فالاصل ان الانسان اذا نوى اول الشهر تعقدن وصيام جميع الشهر. وكما يقول ابن تيمية رحمه الله يقول النية تتبع العلم فمن علم ان غدا من رمضان فقد نوى بل قال بعض العلماء لو كلفنا العمل بغير نية لكان ذلك من التكليف بما لا يطاق اه كذلك ايضا من السنة للصائم السحور وان يؤخر السحور وان يعجل الفطر قال عليه الصلاة والسلام تسحروا فان في السحور بركة تأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم تسحروا فان في السحور بركة هذا يدل على ان التسحر انه سنة وليس بالضرورة ان الانسان يعني عندما يقال تسحر ان يملأ بطنه ولو بشيء يسير ولو بتمرات او ماء ونحو ذلك لان هذا امر من النبي عليه الصلاة والسلام حديث الصحيحين واقل ما يفيده الامر الاستحباب وبين النبي عليه الصلاة والسلام ان في السحور بركة فمن بركة السحور اولا الاجر والثواب الذي يحصل عليه المتسحر. بامتثاله السنة ثانيا انه يكون اه عونا له على الصيام فان يعني من يتسحر لا يجدوا من الجوع والعطش ما يجده من لم يتسحر وجاء في الحديث الاخر في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فصل ما بين صيامنا واهل الكتاب اكلة السحر يعني اهل الكتاب لا يتسحرون. ولهذا يتأكد السحور بحق الصائم اقول هذا لان بعض الناس آآ ربما انه ينام يقدمون يعني يتعشى ثم ينام ويقوم لصلاة الفجر ولا يتسحر هذا وين كان يعني ليس عليه اثم لكنه فوت سنته ولذلك فالسنة ان اه يتسحر قبيل الفجر ويؤخر السحور وان يمتثل بذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم والسنة تعجيل الفطر تعجيل الفطر قد قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تزال امتي بخير ما عجلوا الفطر متفق عليه حديث سهل بن سعد السنة ان يفطر الصائم اذا غلب على ظنه غروب الشمس طيب ايهما افضل ان يؤخر الافطار الى ان يتيقن غروب الشمس او الافضل ان يفطر بناء على غلبة الظن بغروب الشمس نقول الافضل ان يفطر بناء على غلبة الظن لان هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي اصحابه كما جاء في صحيح البخاري عن اسماء رضي الله عنها قالت افطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غيب ثم طلعت الشمس وهذا دليل على انهم انما افطروا بناء على غلبة الظن كان يوم غين كان يوم غيم ثم افطروا بناء على غلبة الظن وقال ابن عباس ابن تيمية رحمه الله وليس هناك احد اطوع لله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته. وهديهم اكمل الهدي فهم كانوا يفطرون بناء على غلبة الظن ولهذا نقول اذا غلب على ظنك انه غربت الشمس فالسنة ان تفطر ولا تقول وخر افطار حتى اتيقن غروب الشمس وفي الوقت الحاضر يعني يعتمد على التقاويم. التقاويم بالنسبة لغروب الشمس دقيقة قوام عالمية بالنسبة لغروب شروق الشمس وغروبها فيمكن يعتمد على التقويم يعني بالنسبة لغروب الشمس ومن اكثر الاسئلة التي ترد في في شهر رمضان آآ من يقول شربت والمؤذن يؤذن نقول لا حرج في هذا بل ورد في هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابي داود او غيره وهو حديث حسن بشواهده او صحيح يقول فيها عليه الصلاة والسلام اذا سمع احدكم النداء والاناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ثم ايضا ان الله عز وجل اناط الحكم بالتبين كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. ولم يقل حتى يطلع الفجر ثم ايضا طلوع الفجر الفجر عندما يطلع يطلع شيئا فشيئا يعني ليس دفعة واحدة. ولهذا اذا راقب الفجر اثنان ربما يختلفان هل طلع الفجر ام لا اتبين آآ الهجر ام لا ولهذا قال اهل العلم ان الاصل هو بقاء الليل ولهذا نجد ان الاثار المروية عن السلف تدل على تسامحهم في هذا وان الانسان لو لو اكل او شرب والمؤذن يؤذن فلا حرج عليه في ذلك. وعند اهل العلم قاعدة في هذا الباب وهي ان من اكل شاكا في طلوع الفجر فصومه صحيح لان الاصل بقاء الليل ومن اكل شاكا في غروب الشمس فان صومه غير صحيح لان الاصل بقاء النهار اه والسنة عند الافطار ان يدعو الصائم فانه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان للصائم عند فطره دعوة ما ترد فيدعو الله عز وجل بما يحضره من خيري الدنيا والاخرة من غير تحديد بدعاء معين. اما حديث اه اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت وتقبل مني انك تستمر علي حديث ضعيف هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الذي ثبت هو ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله لكن هذا انما يقوله من ظمأ بالفعل اما من لم يظمأ فانه لا يقول ذهاب الظمأ ويدعو الله تعالى بما آآ يتيسر وبما يحضره من خيري الدنيا والاخرة اه هذه نبذة ايها الاخوة مختصرة حول احكام الصوم واهم ما ينبغي ان يفعله الصائم ينبغي للمسلم اذكر بما بدأت به اقول ينبغي للمسلم ان اه يغتنم هذا الموسم هو ان يحسن الافادة من هذا الوقت الثمين الذي ربما لا يدركه من عام قابل ينبغي لنا ايها الاخوة ان آآ نغتنم اوقات هذا الشهر الكريم ان نعمر نهاره بالصيام وبالذكر والطاعة ونعمر ليله بالقيام وندعو الله عز وجل بان يعيننا على ذلك لان الانسان مهما كان يبقى بشرا ان لم يجد العون من الله عز وجل فانه يعجز عن القيام بالطاعة وعن القيام بالعبادة ولهذا قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تأملت انفع الدعاء فوجدته سؤال العبد ربه ان يعينه على طاعته ثم تأملت فوجدته مذكورا في قول في قول الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين ولهذا اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك معاذا فقال يا معاذ والله اني لاحبك لا تدعن ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك هذا يا اخوان من الادعية العظيمة التي ينبغي ان يحافظ عليها المسلم في كل صلاة يصليها في التشهد الاخير قبل السلام يقول اللهم اعني على ذكرك وحسن عبادتك اللهم بلغنا شهر رمضان اللهم بلغنا شهر رمضان اللهم بلغنا شهر رمضان اللهم وفقنا فيه للصيام والقيام على الوجه الذي يرضيك اللهم فيه لما تحب وترضى من الاقوال والاعمال. اللهم اجعلنا ممن يصوم هذا الشهر ويقومه ايمانا واحتسابا. واجعلنا من عتقائك من النار يا اي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له في غاب الغلو والاصال قال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تتقلب فيه القلوب قبو الابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب