اشكر الله عز وجل واحمده على تيسير هذا اللقاء ثم اشكر من رتب لهذه المحاضرة واسأل الله تعالى ان يبارك في الجهود وان يسدد الخطى ايها الاخوة موضوع هذه المحاضرة عن الفتن وموقف المسلم منها وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان من اشراط الساعة كثرة الفتن كما جاء ذلك في صحيح البخاري وغيره ونحن نرى الان كثرة الفتن فتن متلاطمة فتن عظيمة وكما جاء في الحديث ان الفتن التي تأتي المؤمن في اخر الزمان يرقق بعضها بعضا اذا جاءت فتنة قال هذه مهلكتي حتى تنقضي ثم تأتي الفتنة التي بعدها فهي فتن ترقق بعضها بعضا وينبغي ان يكون لدى المسلم ان يكون لديه فقه للموقف الذي يقفه عند وقوع الفتن وظعوا هذا الفقه او غيابه لدى بعض الناس هو الذي اوقع كثيرا منهم في الفتن كثيرا من ممن وقع في الفتنة كان من اسباب ذلك ظعف هذا الفقه او غيابه فينبغي ان يعرف المسلم حقيقة هذه الفتن وانواعها والموقف الذي يقفه المسلم منها والفتن ايها الاخوة معنى الفتنة في اللغة الاختبار يقال فتنت الذهب اذا اختبرته لمعرفة جودته وهل هو ذهب خالص ام ذهب مخلوط معه غيره وقد تطلق الفتنة على معان اخرى ليس الموضع موضع ذكرها والفتن بهذا المصطلح متنوعة هناك فتن وشبهات وهناك فتن وشهوات هناك فتن تصد المسلم عن دينه اما ان تكون هذه الفتنة فتنة مال او فتنة نساء او فتنة ولد او فتنة جاهل او غير ذلك ومن اعظم الفتن التي تقع للمسلم فتنة الشبهات فانها فتنة عظيمة وفتنة الشبهات يشتبه فيها الحق على مع الباطل فيقع الانسان في الفتنة وهو يحسب انه يحسن صنعا كم من انسان عرفناه صالحا مستقيما ثم اذا به يقع في الفتنة فينحرف ولهذا كان من اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وذكر الله تعالى ان من دعاء اولي الالباب انهم يقولون ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الامم قال افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كانت على ما انا عليه واصحابي الثنتان والسبعون فرقة هذه فرق وقعت في الفتنة فرق منحرفة انحرفت عن الحق وهذه اثنتان وسبعون فرقة تريد الحق لكنها ضلت عنه هذه الفرق تستدل لباطلها بادلة من القرآن والسنة لا تظن ان الفرق المنحرفة تأتي بباطل صرف لو كان كذلك ما تبعها احد لان نفوسه مجهولة على رد الباطل وعلى قبول الحق ولذلك فهم يلبسون الحق بالباطل فهذه الفرق عندها حق وعندها باطل لكن الباطل عنده اكثر من الحق لكن الباطل عندها اكثر من الحق ولذلك ينبغي ان ينتبه المسلمة هذه القضية ان بعض الناس عندما يستمع لتنظير بعض دعاة هذه الفرق يقول والله عندهم حق يقولون حقا صحيح قد يكون عندهم حق اه ليس كل ما عندهم باطل لكنهم يلبسون الحق بالباطل الله تعالى ذكر هذا عن اهل الكتاب يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون الفرق التي وقعت في فتنة الشبهات كثيرة وكما ترون الان الساحة تشهد هذه الفتن ومن ابرز هذه الفتن ومن ابرز هذه الفرق والطوائف طائفة الخوارج الذين خرج اصلهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين فقام رجل يصفه الراوي يقول قام رجل كث اللحية غائر العينين ناشز الجبهة قصير الازار قال ان هذه قسمة ما اريد بها وجه الله. اعدل يا محمد انظر كلمة قبيحة سوء ادب مع النبي عليه الصلاة والسلام فانكر عليه الصحابة كيف تقول هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويحك اذا لم اعدل فمن يعدل قال احد الصحابة دعني يا رسول الله اضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه فانه سيخرج من ضئظئ هذا يعني من اصله قوم تحقرون صلاتكم عند صلاتها وقراءتكم عند قراءتهم لهم دوي بالقرآن كدوي النحل لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد لاحظوا انهم اناس عباد تحقرون تحقرون صلاتكم عند صلاتكم. وقرائتكم عند قراءته يقرأون القرآن كثيرا يذكرون الله كثيرا اذا ما هي المشكلة عندهم المشكلة عندهم في امرين في الجرأة على الدماء وعدم فهم النصوص الجرأة على الدماء ولذلك تجد انهم على مر التاريخ الاسلامي هم من اكثر الطوائف سفكا للدماء وجرأة عليها وعدم فهم للنصوص كما قال ابن عمر عمدوا الى ايات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين ولهذا وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفا اخر قال يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان وقال في الحديث الاخر في صحيح مسلم هم شر الخلق والخليقة ثم خرجوا بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وخرجوا حتى قتلوا علي ابن ابي طالب الذي قتل علي ابن ابي طالب يا اخوان يعني اذكر هذا لاخذ العبرة الذي قتل علي ابن ابي طالب رجل عابد يقال في جبهته اثر السجود من كثرة الصلاة ومن كثرة السجود عندما قتل عليا قيل له كيف تقتل؟ امير المؤمنين احد العشرة المبشرين بالجنة واحد الخلفاء الراشدين واول من اسلم من الصبيان كيف تقتل هذا الصحابي اتدرون ماذا قال قال هذا ارجى عمل اتقرب به الى الله انظر الى الفتنة كيف كيف تبلغ بصاحبها ارجى عمل اتقرب به الى الله انسان عابد يرى على جبهته اثر السجود انظر كيف انحرف في فهم النصوص ووقع في الفتنة من حيث لا يشعر وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا هذا مثال للوقوع في الفتنة وهكذا من جاء بعدهم من هذه الطوائف يريدون الحق لكن هل كل من اراد الحق اصابه قد يفتن الانسان في دينه فيقع في الفتنة من حيث لا يشعر اذا ابرز هذه الفتن فتن الشبهات حذيفة بن اليمان صحابي جليل رضي الله عنه يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان اقع فيه يعني حذيفة متخصص في هذه الاسئلة ولذلك اعلمه النبي صلى الله عليه وسلم باسماء المنافقين قال قلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فاتى الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت فهل بعد هذا الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يأتمون يهتدون بغير هدي ويهتمون بغير سنتي قلت فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه في قلت يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا قال وهم من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا يعني هم من المجتمع ما اتوا من خارج المجتمع قلت يا رسول الله فما تأمرني لادركني ذلك قال الزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعظ باصل شجرة اخرجه مسلم في صحيحه وهذا الحديث العظيم اصل في في باب الفتن هنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنا عظيمة وذكر ان هناك دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها وانهم من المجتمع من مجتمع المسلمين من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا طيب ما هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن ادرك ذلك الزمن قال الزم جماعة المسلمين وامامهم كن مع الجماعة وكن مع امام المسلمين لا تشذ عنهم لا تشد عنهم برأي ولا بفكر ولا بمنهج ولا بطريقة كن مع جماعة المسلمين ومع امام المسلمين يعني الزم السمع والطاعة لامام المسلمين وكن مع جماعة المسلمين وجمهور المسلمين الذين هم على الحق واعتزل هذه الفرق وهذا فيه اشارة الى ان هذه الفرق انهم ليسوا مع جماعة المسلمين وان الحق يكون مع جماعة المسلمين وما عليه غالب المسلمين وما يكون ما عليه امام المسلمين فهذه من اعظم الامور التي ينبغي ان يقفها المسلم عند الفتن لزوم جماعة المسلمين وامام المسلمين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية رواه مسلم ولابد من الالتزام بالسمع والطاعة لامام المسلمين. ومن ولاه الله تعالى امر المسلم لان هذا المنصب طاعة من كان في هذا المنصب به تجتمع كلمة الامة وبه تتحقق المصالح وتندرىء المفاسد ولذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل الجاهلية التي خالف فيها النبي صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية قال ومن مسائل الجاهلية ان اهل الجاهلية يعدون طاعة ولي الامر شجاعة وفظيلة فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وغلظ وابدى واعاد هذا من كلام الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك يعني امر بالسمع والطاعة وغلظ وابدى واعاد. لماذا غلظ وابدى واعاد لان هذه المسألة من المسائل التي يكون للنفوس فيها هوى وبعض الناس ولذلك تجد ان بعض الناس لا يتقبل مثل هذا الكلام واذا قظى الله ورسوله امرا فلا خيار وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ولهذا لو فقط جمعت الاحاديث في الصحيحين فقط الوالدة في هذه المسألة وجدتها احاديث كثيرة لان هذه مسائل يعني حسنها النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجعلها مجالا للاجتهاد هذا اذا هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند حصول الفتن لزوم جماعة المسلمين وامامهم ومن ايضا الامور التي يقفها المسلم عند حصول الفتن ان يحرص على الصحبة الصالحة وعلى جلساء الصالحين لان كثيرا ممن يقع في الفتنة انما يقع بسبب المجالسة وبسبب صحبة اناس يثيرون شبها والشبهة اذا استقرت في القلب يصعب خلاصها يصعب اخراجها كم من انسان انحرف بسبب شبهة والانسان ضعيف قلوب ضعيفة والشبهة خطافة فمن يجالس مثيري الشبه لابد ان يقع في الفتنة ويقولون ان الانسان يتأثر في حياته باكثر خمسة اشخاص يجالسهم اي انسان سوي يتأثر باكثر خمسة اشخاص يجالسهم فاذا كان اكثر جلسائه ممن وقع في الفتنة لا بد ان يجلبوه اليها ولابد ان يوقعوه فيها ولهذا فينبغي ان يحرص المسلم على جلساء الصالحين الذين يعينونه اذا ذكر ويذكرونه اذا نسي ويدلونه الى طريق الحق والرشاد ايضا من سبل الوقاية من الفتن الدعاء ان يظرع المسلم الى ربه عز وجل في ان يجنبه مظلات الفتن لان الانسان ايها الاخوة ضعيف وخلق الانسان ضعيفا لا يعجب الانسان بنفسه ويغتر بما عنده من العلم او ما عند يقول عندي حصانة لا تبقى بشرا وتبقى ضعيفا يرد عليك ما يرد على البشر ما في احد عنده حصانة اضرع الى ربك عز وجل فان يقيك مظلات الفتن ولاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي كان اكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك واثنى الله تعالى على اولي الالباب قال وما يذكر الا اولوا الالباب الذين يقولون نعم وما يذكر الا اولوا الالباب. ربنا لا تزغ قلوبنا. يعني انهم يقولون ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا لاحظ كلمة تزغ تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا يعني هم مهتدون لكنهم يخشون من الزيغ انك انت الوهاب وهذه الادعية ينبغي ان يدعو بها المسلم كل يوم ان يجعلها مع اذكار الصباح والمساء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك توهاب يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتي يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك اكثر من هذه الادعية ومن كان صادقا مع الله فان الله سبحانه يقيه من مظلات الفتن ولهذا ايضا السبب الرابع الاسباب التي يعتصم بها المسلم من الفتن الصدق مع الله عز وجل ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك احفظ الله يعني كن صادقا مع الله. احفظ الله باتباع اوامره واجتناب نواهيه كن صادقا مع الله. ما هي النتيجة يحفظك يحفظك ما المقصود بالحفظ هنا؟ هل هو الحفظ في الدنيا او الحفظ في الدين قال اهل العلم انه يشمل النوعين جميعا الحفظ في الدنيا والحفظ في الدين لكن الحفظ في الدين اشرف من من الحفظ في الدنيا كونه يحفظ عليك دينك وتعصم من الفتن هذا اعظم من من الحفظ في الدنيا ولذلك تجد ان الذي يقع في الفتنة عندما تتأمل احواله تجد ان عنده خللا في تدينه لو كان صادقا مع الله لعصم من الوقوع في الفتنة لانه لو كان صادقا مع الله فان الله سيحفظ عليه دينه واذا حفظ عليه دينه عصمه من الفتنة ولهذا يعني لو اخذنا مثالا لذلك فيما يتعلق بفتن الشهوات يوسف عليه الصلاة والسلام التي ذكر الله تعالى لنا قصته في سورة كاملة يوسف عليه الصلاة والسلام عرضت له فتنة فتنة شهوة لكنها فتنة عظيمة جدا يوسف عليه الصلاة والسلام الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابوه نبي وجده نبي وابو جده نبي يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعا ومع ذلك هذا الكريم بيع رقيقا باعه اخوته على انه رقيق سبحان الله هذا يدل على حقارة الدنيا الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يباع رقيقا نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي ومع ذلك يباع رقيق فكان في بيت سيدته امرأة العزيز كانت امرأة العزيز على ما ذكر اعطيت قدرا عظيما من الجمال ويوسف اعظم منها جمالا اعطي شطر الحسن ففتنت به شغفها حبا راودته بعدما هيأت اسباب الفتنة غلقت الابواب وتزينت له وتهيأت له وقالت هيت لك ما ظنك شاب اعزب في ثورة اه الشباب والشهوة الذي راوده سيدته رقيق والرقيق لا يستنكف مما يستنكر منه الحر امرأة ليست عادية جميلة وفوق ذلك متزينة ومتهيأة يعني اجتمعت جميع مقومات الاغراء والفتنة هل هناك يعني اعظم من هذا بالنسبة لفتن الشهوات جميع اسباب الفتنة اجتمعت وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون ولقد همت به هما حقيقيا وهم بها لولا ان هذا ربه الصحيح بتفسير الاية ان معناها لولا ان رأى برهان ربه لهم بها لولا ان رأى برهان ربه لهم بها. ومعنى ذلك انه لم يسطو منه الهم يعني انه في هذه الاية اشارة الى انه كامل الرجولة ليس عنده عائق او مانع لكنه لم يهم لم يهم بها لانه رأى برهان ربه وهو خوف الله عز وجل خشيته ثم ذكر الله تعالى سبب صرف هذه الفتنة العظيمة عنه لماذا مع انها قد اجتمعت فيها جميع اسباب الفتنة فتنة الشهوة ومقومات الاغراء كلها لماذا؟ لماذا وقي من هذه الفتن؟ لماذا لم يقع فيها ليس هناك سبب يعني شخصي متعلق به من نقص رجولة او عدم شهوة او غير ذلك ولهذا قال وهم بها لولا ان برهان ربي في هذا في اشارة لهذا المعنى اذا ما هو السبب؟ السبب نقرأه في اخر الاية كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين اي لانه صادق مع الله مخلص مع الله فنصرف عنه الفتنة واصرف عنه السوء والفحشاء كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين من كان مخلصا مع ربه صادقا مع الله عز وجل في تدينه فان الله تعالى برحمته وفضله يصرف عنه هذه الفتن بانواعها سواء اكانت فتن الشبهاء والشهوات او فتن شبهات من اعظم اسباب العصمة من الفتن الصدق مع الله عز وجل ومن الاسباب ايضا الاسباب التي تعصم المسلم من الفتن البعد عنها وعدم الاستشراف لها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في اعظم فتنة تقع ما بين خلق ادم الى قيام الساعة اعظم فتنة ما هي؟ فتنة المسيح الدجال قال النبي صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال فلينأى عنه رواه مسلم ابتعد يعني لا تقل عندي قوة ايمان لا تقل عندي علم ابتعد عن الفتن من سمع بالدجال فلينأ عنه البعد عن مواطن الفتن واسباب الفتن وعدم الاستشراف لها ولهذا جاء في الحديث الاخر في الفتن من يستشرف لها تستشرف بعض الناس تجد انه يستشرف للفتن اما بلسان الحالي او بلسان المقال فتجد انه يخوض في كل حدث ويحلل كل حدث ومن السباقين لابداء الرأي الشرعي في كل حدث هذا يعني قد يقع هذا في الفتنة هذا نوع من الاستشراف نوع من الاستشراف وهذا يقودنا للسبب الاخر من اسباب الوقاية والعصمة من الفتن الارتباط بالعلماء والرجوع لاهل العلم والرجوع للراسخين في العلم والارتباط بهم والصدور عن ارائهم ولهذا قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فعندما يقع حدث تقع فتنة يرجع المسلم لاراء اهل العلم والحمد لله الامة فيها خير وفيها علماء وهؤلاء العلماء عندهم علم غزير وعندهم صدق وديانة فينبغي الرجوع الى ارائهم والصدور عنهم اما ان كل شاب يصدر عن رأيه فهنا لا تنضبط الامور كل شاب كل من رأى رأي آآ تصرف بناء على هذا الرأي وهذا من اسباب وقوع بعض الشباب في الفتن انهم لم يرجعوا لاراء العلماء وانما صدروا عن ارائهم او عن اراء من كان مثلهم ولهذا تجد ان رؤوس هذه الطوائف المنحرفة ما تجد ان رؤوسهم من العلماء البارزين الذي تلقت الامة علوما بالقبول اما انهم طلاب علم صغار او ناس غير معروفين اناس غير معروفين ولا يعرف لهم لم يعرفوا الا بهذا الشيء. الذي هم فيه الان هؤلاء لا يصدر عن ارائهم فلابد اذا من ارتباط الشباب بكبار اهل العلم والصدور عن ارائهم والا يشذ الانسان برأيه او فكر ويخرج عن رأيه فان هذا باذن الله من اسباب الفتنة ولهذا تجد ان الشباب الذين تربوا على الارتباط بالعلماء تجد انهم بعيدون عن عن هذه الفتن اما الذين هم بعيدون عن يعني ارتباطهم بالعلماء ضعيف تجد انهم هم الذين يقعون في هذه الفتن ولهذا اذا وجدت من يزهد في العلماء ويذكر مثالبهم ويهون من شأنهم فاعلم انه داعية فتنة لابد من ربط المجتمع كله بالعلماء لاننا اذا لم نفعل ذلك اذا لم يحصل هذا الربط كل يصدر عن رأيه ويحصل من الفوضى والاضطراب ما الله به عليم ولذلك ايها الاخوة ينبغي ان نربي الشباب على هذه المعاني اتوقير اهل العلم صدور عن ارائهم عندما وقعت الفتنة بعد مقتل عثمان رظي الله عنه الم يكن علماء الصحابة موجودين كبار علماء الصحابة ابن مسعود ابن عباس علي ابن ابي طالب بن عمر كبار علماء الصحابة كانوا موجودين في المدينة طيب هؤلاء الذين ثاروا على عثمان ثم قتلوه ثم علي وحصت هذه الفتن؟ لماذا لم يرجعوا لاراء هؤلاء العلماء لانهم قد شحنت نفوسهم ظدهم فقيل ان هؤلاء علماء السلطان وعبدالله بن سبأ يهودي لما اراد ان يحدث الفرقة في الامة ماذا فعل بدأ بشحن النفوس ضد عثمان رضي الله عنه كانت هذه هي الشرارة شحن النفوس ضد عثمان اما بباطل او باشياء صغيرة لكنه نفخ فيها وسبحان الله اذا اتى الى بلد فيه علماء طرد ولم يسمع له فذهب الى البلدان التي ليس فيها علماء او يقل فيها العلماء فوجد بعض العامة الذين تبعوه فشحنهم ضد عثمان حتى كرهوه وكرهوا علماء الصحابة لم يقبلوا منهم فعندما تشحن النفوس ضد ولاة الامر من العلما ومن الحكام تقع الفتنة تقع الفتنة العظيمة ولذلك ذكر العلماء في شرح حديث الدين النصيحة في قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم قالوا فرق بين ائمة المسلمين وعامتهم قال النووي وغيره ومن النصيحة لولاة الامر تأليف قلوب العامة لهم تأليف القلوب وجمع الكلمة ووحدة الصف هذه من النصيحة لكن عندما تشحن النفوس ضد الحكام او ضد العلماء تحصل الفتنة اذا من اسباب الوقاية من الفتن الارتباط بالعلماء والرجوع لاهل العلم والصدور عن ارائهم ليس تقديسا كما تفعله اليهود والنصارى الذين اتخذوا احبارهم ورهبانا واربابا من دون الله؟ لا وانما ارتباطا من باب قول الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ايها الاخوة اشرت في مقدمة الحديث الى ان الفتنة الفتن ليست نوعا واحدا ابرزها فتن الشبهات كذلك ايضا هناك فتن الشهوات وهي ايضا متنوعة فهناك شهوة المال من الناس من فتن في المال يجمع ولا يشبع وهناك فتنة النساء ولذلك تجد بعض المبتلين بمعاكسة النساء من الرجال او من النساء ايضا قد لا يكون الدافع له قوة الشهوة الدافع له هو ماذا؟ هو ما ذكره الله تعالى في قوله فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض دافع له المرض الذي في قلبه مريظ مريظ فتن فتن فتنة متعلقة بالنساء فهو مبتلى بمعاكسة عكست النساء تحرش بالنساء هذا نوع من الفتنة ولذلك ذكره الله تعالى ذكر هذا النوع في هذه الاية فيطمع الذي في قلبه مرظ وانسان مفتون قلبه مريظ هناك نوع من الفتنة فيما يتعلق نقل الكلام والنميمة بين الناس بعض الناس هذا هو اما الاكبر قال فلان وقال فلان ونقل كلام هذا نوع من الفتنة ايضا هناك ايضا ذكر العلماء فتنة الولد بعض الناس قد يفتن بولده ويحاول ان يرضي ولده ولو وقع في المعصية اية وسيلة والله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم. المطلوب في حياة المسلم التوازن هناك فتنة فيما يتعلق الجاه وقد جاء في حديث كعب ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئبان جائعان ما ذئبان جائعان ارسلا على غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف اخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث سنده صحيح ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم بافسد لها من حرص المرء على الجاه والشرف وقد صنف الحاضر ابن رجب رسالة في شرح هذا الحديث العظيم فهذا الحرص الذي هو الفتنة فتنة المال او الحرص على الشرف يعني على الجاه الذي هو فتنة الجاه هذه تفسد دين المسلم وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالا بان افسادهما لدين المسلم اعظم من افساد ذئب او ذئبين جائعين ارسلا على غنم جائعان ارسلا على غنم ما ظنك ماذا سيفعلان بهما هكذا ايضا فتنة المال وفتنة الجاه هي فتنة عظيمة والانسان قد يقع في الفتنة من حيث لا يشعر ولذلك ينبغي ان يتفقد كل واحد منا نفسه وان يكون الانسان طبيب نفسه فان بعض الناس قد يقع في الفتنة ولا يشعر بوقوعه فيها قد يقع في فتنة المال قد يقع في فتنة آآ النساء قد يقع في فتنة الجاه قد يقع في فتنة الشهوة قد يقع في فتنة الشبهة من حيث لا يشعر ولذلك من الادعية العظيمة ان تقول اللهم اني اعوذ بك من مضلات الفتن اللهم اني اسألك قلبا سليما سليما يعني خالصة من الفتن بعيدة عن الفتن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون فالانسان قد يسقط الفتنة من حيث لا يشعر كما قال الله تعالى ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. الاف الفتنة سقطوا سقطوا يعني من حيث لا يشعرون فالفتن كثيرة ومتنوعة فيتنا شبهات فتن وشهوات فتن متعلقة بالمال متعلقة بالجاه متعلقة بالولد متعلقة بامور كثيرة والظابط او الظابط الذي يجمع هذه الفتن انها تصرف الانسان عن دينه اذا وجدت ما يصرفك عن دينك فاعلم انه من دروب هذه الفتنة اللهم انا نعوذ بك من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم انا نسألك قلوبا سليمة صادقة. اللهم انا نسألك ان تستعملنا على طاعتك. وان توفقنا لما تحب وترظى من الاقوال والاعمال وان تعيننا على شكرك وعلى ذكرك وعلى طاعتك وعلى حسن عبادتك. يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين