الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك الله اللهم علما نافعا ينفعنا ايها الاخوة هذا مجلس من مجالس العلم ومجلس من مجالس الذكر ومجالس الذكر من المجالس التي يذكرها الله تعالى في من انتهى. كما جاء ذلك الحديث المتفق على صحته. عن النبي صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة سيارة يلتمسون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا لو هلم الى حاجتكم فيسألهم الله وهو اعلم بهم اسئلة ثم يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم فتقول لهم الملائكة ان فيهم فلانا ليس منهم. ولكنه اتى لحاجة فاستمع اتى لحاجة فجلس معهم واستمع. فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس. ومن تشتمل المجالس التي يذكر فيها الله عز وجل والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير كما هو منصوص عليه في هذا الحديث وايضا تشتمل كذلك على مجالس العلم. كما اشار الى ذلك الحافظ ابن حجر وغيره مجالس العلم داخلة في مجالس الذكر. فمثل هذه المجالس وهذه الدروس لو لم يستفد المسلم منه الا هذا الشرف وهذا الفضل ان الملائكة تحف بالجالسين ويذكرهم الله فيمن ويقول الله اشهدكم اني قد غفرت لكم ويؤجر الانسان ويثاب حضوره لمثل هذه المجالس ايها الاخوة ومن علامة ارادة الله عز وجل بالعبد الخير ان يرزقه الفقه في دين الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متفق عليه. فاذا وجد الانسان من نفسه اقبالا على التفقه في دين الله فهذه امارة وعلامة على انه اريد به الخير ان شاء الله طلب العلم لا يعدله شيء لما صحت نيته. كما قال الامام احمد رحمه الله طلب العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. والمسلم مهما كان عليه من القوة في العبادة لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما امر الله وكما يحب الله الا عن طريق العلم ولذلك تجد بعض العباد يستهزء العبادة لكنه يجتهد في امور ويتساهل في امور بينما العالم يعرف مواقع محاب الله عز وجل. فيجتهد وفيها ويغتنم الفرص الفاضلة ويشبه ابن القيم رحمه الله ذلك حتى في امور الدنيا في ارباب المهن في الدنيا تجد ان من يسمى بالمعلم صاحب الصنعة ان عمله اقل واجره اكثر. تجد هذا المعلم معه او عمال والمعلم يشرف عليهم. وهو اقل منهم اقلهم تعبا واكثرهم اجرا. لماذا؟ لانه واحذقهم واعرفهم بهذه الصنعة. هكذا ايضا بالنسبة للعلم الشرعي ولذلك فاننا عندما نقرأ سير من سبقنا عندما نقرأ في كتب التراجم والسير هل ذكرت سير التجار او سير الاطباء او سير مهندسين او او لقد يذكر بعض لكن على سبيل القلة او الندرة. لكن الاعم الاغلب عندما نقرأ سير من سبق سير علماء الشريعة سير علماء الشريعة. مثل الائمة الاربعة ابو حنيفة ومالك والشافعي واحمد في اي شيء برزوا علوم الشريعة وهكذا ايضا غيرهم من العلماء فانظر كيف ان علم الشريعة قد خلد ذكره. اين تجار الدنيا؟ اين الاثرياء؟ اين من برعوا في علوم الدنيا؟ لا نجد لهم ذكرا الا قليل. خلاف علماء الشريعة ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له او به طريقا الى الجنة كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب من شيء الا العلم. قال وقل ربي زدني علما. ولكن العلم اذا اطلق في الكتاب والسنة يطلق على ماذا؟ على علم الشريعة. لا يراد به اي علم اخر غير علم وبذلك نعرف خطأ بعض الناس ما يريد ان يستدل على فضل علوم الدنيا النصوص الواردة بفضل العلم في القرآن والسنة هذا غير صحيح. العلم الوارد في الكتاب والسنة المراد به علم الشريعة وهو العلم الذي يورث الذي خلفه الانبياء. الانبياء لم يخلفوا دينارا ولا وهما وانما خلفوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. ونحن نعرف ان الانبياء لم يورثوا علوم لما ورثوا علوم الشريعة. فينبغي للمسلم ان يحرص على طلب العلم وان يجتهد في تحصيله. وان يخلص نيته لله عز وجل. فان طلب العلم ما لم يقترن باخلاص النية لله سبحانه فانه يكون وبالا على صاحبه يوم القيامة. قد النبي صلى الله عليه وسلم بان من من اخبر بان احد الذين تسعر بهم النار يوم القيامة رجل تعلم العلم وعلمه الناس وقرأ القرآن لكن لاجل ان يقاله عالم ولاجل ان يقال هو قارئ يعني رياء وسمعة. فكان علمه هذا وبالا عليه يوم القيامة. ومن اول من تسعر بهم النار يوم القيامة وايضا ينبغي ان يتبع هذا العلم عمل. عمل يظهر اثره على صاحبه. طالب العلم ليس كغيره ينبغي ان يظهر اثر العلم الشرعي عليه في تعبده في سلوكه في سمته في منطقه في تعاملاته مع الاخرين. اما اذا كان طالب العلم وغيره سواء ما اثر هذا العلم على صاحبه؟ اذا كان طالب العلم مثلا تفوته الصلاة لا يصلي مع الجماعة في المسجد مثلا. او وانه عاق لوالديه وقاطع لرحمه او انه سيء العشرة مع اهله في البيت او انه سيء التعامل مع الاخرين ما الفائدة من هذا العلم؟ فلابد ان يظهر اثره وعلى صاحبه وان يعمل بما تعلم والعلم يهتف بالعمل. والا اه فمجرد ان الانسان فقط يتعلم من غير من غير ان يظهر اثره عليه يبقى مثل الكتاب والكتب كثيرة الان. يعني يبقى لي ليس لها اثر لم ينتفع به صاحبه. في على سمته وسلوكه وتعاملاته وتعبده واذا كان كذلك فان هذا لا يظهر له اثر حتى في على الاخرين يعني في الدعوة وفي نشر العلم اذا لابد من ان يكون لهذا العلم اثر على صاحبه. والا يقتصر على هذا بل يكون له اثر حتى في الدعوة الى الله تعالى او في نشر العلم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والا والا اختصر هذا العلم على على صاحبه لابد ان يتعدى وان يكون له اثر في اسرته وبين جيرانه في مجتمعه في الدعوة الى الله عز وجل في نشر العلم الصحيح وفي الامر بالمعروف وفي النهي عن المنكر وما اكثر طلاب العلم اليوم لكن انظروا الى اثرهم في المجتمع واثرهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا الذي يقع في منكر او معصية لانكر عليه من اشخاص اقول من خمسة اشخاص فقط لكن اتوه في اوقات متفاوتة لا شك ان هذا سيكون له اثر عليه. عندما صاحب هذا المنكر يأتي انسان منكر عليه ثم يأتيه في اليوم والثاني شخص اخر ينكر عليه في اليوم الثالث شخص اخر ينكر عليه في اليوم الرابع في اليوم الخامس لا شك ان هذا سيكون له اثر كبير عليه. وهذه هي يعني خصيصة التي اختصت بها هذه الامة كنتم خير امة اخرجت للناس. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وينبغي ايضا ايها الاخوة ان يظهر اثر العلم الشرعي على العلم في حسن التعامل وحسن الاخلاق. وهذا وان كان يدخل فيما مضى لكنني افردته بالذكر لاهميته والا هو داخل في العمل بالعلم. وذلك لاننا نجد ازمة اخلاق بين بعض طلاب العلم ازمة اخلاق عندما ترى بعض التعاملات تعجل اين اثر العلم الشرعي تجد بعض الناس يتعامل مع اخوانه المؤمنين وكانهم ليسوا باخوان الله لا يتعامل باخلاق المؤمنين. تعامل سوء الظن تعاملوا بالغضاضة والغلظة ويتعامل آآ القذف بما هم منه براء سوء الظن يعني امور ليست هي من اخلاق المؤمنين فاذا لابد ان تشيع اخلاق المؤمنين في المجتمع وخاصة بين طلاب العلم خاصة بين طلاب العلم طالب العلم عليه مسؤولية فلا يليق به ان يتعامل بسوء خلق او ان يتعامل مع الاخرين بسوء ظن او ان تصدر منه كلمات غير لائقة او القاء تهم جزافا على الناس. ونحو ذلك. ولهذا تجد ان من ابتلي يا بهذا ابتلي بسوء التعامل وهمه تصنيف الناس والقاء التهم جزافا على فلان وفلان. تجد ان امثال هؤلاء تنزع البركة من علمهم. فلا يكون لعلمهم نور ولا اثر في المجتمع. ولا يجعل الله لهم ودا ولا قبولا الله سبحانه وتعالى يقول ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. فينبغي ان يحرص طالب العلم على حسن الخلق فان حسن الخلق منزلته علية. وهو من اثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة وسلامة الصدر ترفع صاحبها درجات عظيمة عند الله عز وجل. وهي من صفات المؤمنين الصادقين لذلك لما ذكر الله المهاجرين والانصار قال بعدهم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم. هاي من صفات المؤمنين الصادقين والعلماء الربانيين لهم لا يحملون الغل في صدورهم على اخوانهم المؤمنين. وانهم يحملون الرحمة والمحبة والمودة يخفضون لهم الجناح واختم هذه مقدمة بان اقول ان طلب العلم الشرعي يحتاج الى وبدون الصبر لا يستطيع طالب العلم ان يحصل علما كثيرا لابد من الصبر في تحصيله. قال يحيى ابن ابي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسد وهذا الاثر عن يحيى ابن ابي كثير ذكره مسلم في صحيحه في باب مواقيت الصلاة ونتعجب بعض الشراح ما مناسب ذكره في باب مواقيت الصلاة؟ قالوا لعل الامام مسلما تعب في جمع احاديث وطرق هذه آآ يعني الاحاديث احاديث مواقيت الصلاة ثم اتى بهذا الاثر لا العلم براحة الجسد. ولذلك ان السلف الصالح كانوا يرتحلون في سبيل طلب العلم الرحلة في طلب العلم معروفة صنف فيها مصنفات. بل لا بل لا تكاد تجد عالما بارزا من العلماء السابقين الا وقد ارتحل. العجيب انهم يرتحلون احيانا احاديث بل وجد من ارتحل لاجل سماع حديث واحد فقط. مثل جابر بن عبدالله الانصاري رحل من المدينة الى الشام من اجل سماع حديث واحد فقط اشار القصة البخاري في صحيحه حديث واحد فقط بلغه ان عند عبد الله ابن انيس حديث ان عند عبد الله ابن انيس حديثا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فركب وبعيره وحده لم يكن معه احد. لم يتيسر ان يرافقه احد. ومع ذلك لم يثنه هذا عن طلب العلم لم يركب طائرة او سيارة ركب بعيره. وقطع هذه الصحابي والجبال والوهاد مكث في هذه الرحلة شهرين كاملين شهرا في الذهاب وشهرا في الايام سمع منه حديثا واحدا فقط. وحديث يحشر يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا الى اخره الحديث وقال جابر بلغني ان عنده حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم فخشيت ان اموت او يموت ولم اسمعه انظر الى الهمة العالية. رحلة مدة شهرين. مع ما يتبعها من المصاعب والمتاعب وحده لاجل سماع حديث واحد فقط ابو ايوب الانصاري ايضا ارتحل من المدينة الى مصر من اجل سماع حديثا واحدا فقط. فما بالنا نسمع ان بعض طلاب العلم عندما يقال ان هناك درس ان هناك درسا او دورة علمية او يقول المسجد بعيد او المكان بعيد مع انه يأتي بالسيارة فينبغي ان يكون لطالب علم يكون عنده همة في طلب العلم ان يكون لديه صبر صبر على تحصيله على الطلب والا بدون الصبر لا يستطيع ان يحصل علما. والعلم ايها الاخوة لا يأتي الانسان دفعة واحدة عندما يأتيه شيئا فشيئا. واهم شيء ينبغي ان يسعى اليه طالب العلم هو ان يسعى الى تحصيل الملكة تحصيل الملكة والا فانه بدون ان يحصل هذه لا يستفيد كثيرا. لو قيل لك ان فلانا احفظوا عشرات الكتب في الطب ثقافة طبية عالية جدا. لكنه ليس طبيبا. وفلان ما يحفظ ولا كتاب في الطب لكنه طبيب فعندما تحتاج للعلاج لا تذهب لذلك المثقف الذي يحفظ عشرات عشرات الكتب في الطب وانما تذهب الى الطبيب لماذا؟ لان الطبيب عنده ملكة في الطب. خلاف ذلك المثقف الذي عنده ثقافة واسعة. ربما عنده حفظ ايضا ما ثق فيه هكذا ايضا بالنسبة لطلب العلم الشرعي. فمجرد الحفظ فقط مجرد يعني طافها او سعة المعلومات من غير تحصين ملكة هذي لا تفيد كثيرا المهم ان يسعى طالب العلم لتحصيل الملكة لديه حيث يكون لديه حسن الفهم وحسن التصور والقدرة على التعامل مع النوازل ومع المسائل فهذا هو الذي يفيد طالب العلم. وآآ ينبغي عندما يحضر طالب العلم مثل هذه الدورات ومثل هذه الدروس ان يحسن الافادة منها. اقول هذا لان بعض طلاب العلم ربما له سنوات طويلة وهو يحضر دروس العلم ومجالس العلم لكن ما ما لو تأمل في المحصلة النهائية وجد انها ضعيفة والسبب ان الية التحصيل عنده آآ غير يعني دقيقة عليه التحصيل عنده وفيها اشكال ونحن الان في زمن ضعفت فيه الذاكرة لدى كثير من الناس وهي الان في في ظعف بسبب التقنية الحديثة لان الذاكرة انما تقوى بالتمرين او بالتدريب وتضعف بقلة التمرين. وكما الان اعتماد الناس وكثير من الناس على وسائل التقنية الحديثة. كان الناس الى زمن ليس ببعيد يحفظون ارقام اه اصدقائهم آآ اقاربهم الان اصبحوا يعتمدون على تخزينها في في ذاكرة الهاتف ولا يحفظونها. بل بعض الناس حتى ما يحفظ رقم جوال فإذا مع هذا يعني مع الاعتماد على وسائل التقنية الحديثة يقل التبرير الذاتي تضعف فلابد اذا من ان يكون لدى طالب العلم الالية المناسبة للظبط وذلك باحدى طريقتين. الطريقة الاولى اما بالكتابة بان يكتب ويلخص ابرز ما سمع دروس العلم ومجالس العلم والطريقة الثانية التسجيل. يسجل مثل هذه الدروس ثم يستمع لها آآ بعد ذلك لكن بدون هذا الظبط سيجد مثلا انه بعد شهر ما سمع في هذه الدورة نسيه نسيه كله او اكثره. لابد اذا من المراجعة والمعاهدة حتى ترسخ المعلومات في الذهن. فاما ان يكون وذلك بالكتابة واما ان يكون ذلك بالتسجيل ويستمع لهذا المسجل. ولعلي اكتفي بهذا القدر في هذه اه المقدمة وان شاء الله ستكون الدروس