الحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته واقرت له بالالوهية جميع مصنوعاته وشهدت بانه الله الذي لا اله الا هو بما اودعها من عجائب صنعته وبدائع اياته سبحت له السماوات واملاكها والنجوم وافلاكها والارض وسكانها والبحار وحيتانها والنجوم والجبال والشجر والدواب والاكام والرمال وكل رطب ويابس وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ايها الاخوة في الله ان من اعظم النعم التي ينعم الله تعالى بها على العبد نعمة الايمان يمنون عليك ان اسلموا قل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان قل لا تمنوا علي اسلامكم ولكن الله يمن عليكم ان هداكم للايمان يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم ولكن الله يمن عليكم ان هداكم للايمان فنعمة الايمان من اعظم النعم ان الله عز وجل يوفق العبد لهذه النعمة وهذا الايمان هو عند اهل السنة والجماعة يزيد وينقص فليس على وتيرة واحدة وانما هو يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ولهذا قال عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا ايمان المؤمن يزيد يزيد بالطاعات وايضا ينقص بالمعاصي ولهذا ينبغي ان يتعرف المسلم على اسباب زيادة الايمان وان يحرص عليها حتى يرتفع مستوى الايمان عنده والحديث في هذه المحاضرة وعن امر عظيم ومن اعظم اسباب زيادة الايمان هو من اعظم المطالب واهمها ومن اعظم الينابيع لقوة الايمان الا وهو معرفة اسماء الله تعالى الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله تعالى بها كما قال ربنا عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة وتسعين أسماء مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة تسعة وتسعون اسما من اسماء الله عز وجل الحسنى من احصاها دخل الجنة اي من حفظها وفهم معانيها ومدلولها واثنى على الله تعالى بها وسأله بها واعتقدها دخل الجنة والجنة لا يدخلها الا المؤمنون فعلم ان ذلك اعظم ينبوع ومادة لحصول الامام وقوته وثباته وهنا في هذا الحديث قال ان لله تسعة وتسعين اسما هل هذا يدل على انحصار اسماء الله في هذه الاسماء التسعة والتسعين لا فاسماء الله تعالى كثيرة لا تنحصر في هذه التسعة والتسعين لكن هذه الاسماء التسعة والتسعون من احصاها دخل الجنة ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه يقول اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك هذا يدل على ان اسماء الله عز وجل انها كثيرة ولا تنحصر في هذه التسعة والتسعين اسما وكلما ازداد المؤمن معرفة باسماء الله تعالى وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه فينبغي ايها الاخوة ان يبذل المسلم جهده ومستطاعه في معرفة في معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته وافعاله من غير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل. بل تكون هذه المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة وما روي عن الصحابة والتابعين لهم باحسان هذه المعرفة هي التي لا يزال صاحبها في زيادة في ايمانه وقوة في يقينه وطمأنينة في احواله ومحبة لربه عز وجل فان من عرف الله تعالى باسمائه وصفاته احبه لا محالة ولله الاسماء الحسنى تدعوه بها وهذا يدل على انه ينبغي لمن يدعو الله عز وجل ان يدعوه باسمائه الحسنى ان يحرص على ان يدعو الله تعالى باسمائه الحسنى وبصفاته العلى جل وعلا ان اسماء الله تعالى كلها مدائح وثناء تقصر بلاغات الواصفين عن بلوغ كنهها وتعجز العقول عن الاحاطة بها لله مدائح ومحامد وله انواع من الثناء لم تتحرك بها الخواطر ولا هجست فالظمائر ولهذا جاء في حديث الشفاعة الطويل عندما يجمع الله عز وجل الاولين والاخرين بيوم مقداره خمسين الف سنة وينالهم من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيأتون لابينا ادم ويطلبون منه الشفاعة فيعتذر ثم يأتون الى نوح فيعتذر ثم ابراهيم فيعتذر ثم موسى فيعتذر ثم عيسى فيعتذر ثم يأتون الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها ويسجد تحت العرش ويفتح الله تعالى عليه من محامده وحسن الثناء عليه شيء عظيم جدا يقول عليه الصلاة والسلام لا احسنه الان يفتح الله عليه من محامد الله عز وجل والثناء على الله شيء عظيم جدا ثم بعد ذلك يقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فدل هذا على ان الداعي عندما يدعو الله عز وجل ويقدم بين يدي دعائه الثناء على الله سبحانه وتعظيمه وتمجيده الثناء عليه باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان هذا من اسباب اجابة الدعاء ولهذا جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا احد احب اليه المدح من الله تعالى. من اجل ذلك اثنى على نفسه الله سبحانه يحب ان يحمد وان يمدح وان يثنى عليه وان يمجد وهو المستحق للحمد وهو المستحق للثناء والمجد جل وعلا. ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك فلا يحصي احد من خلقه ثناء عليه سبحانه فله عز وجل اسماء واوصاف وحمد وثناء لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ونسبة ما يعلمه العباد من ذلك الى ما لا يعلمونه ادنى من نسبة نقرة عصفور في بحر ولهذا لما ذهب موسى يطلب الخضر وذكره في القصة التي قصها الله تعالى علينا في سورة الكهف اتى عصفور ونقر في البحر نقرة وقال الخضر لموسى اتدري ما علمي وعلمك بالنسبة الى علم الله تعالى علمي وعلمك بالنسبة الى علم الله كنسبة نقرة هذه هذه العصفور الى البحر فينبغي ان يحرص المسلم على معرفة اسماء الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة وان يفهم معانيها وان يتعبد لله عز وجل بها فانه سبحانه يحب المتعبدين له باسمائه ويحب من يسأله ويدعوه بها جل وعلا ولعل الحديث في هذه المحاضرة تحدثوا عن بعض اسماء عن بعض معاني اسماء الله الحسنى ثم نركز بعد ذلك على ما ذكر في العنوان اللطيف الخبير الله سبحانه وتعالى هو الله الذي تألهه القلوب بالمحبة والود والتعظيم وهو الرحمن الرحيم هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها فما من نعمة وجدت الا من رحمته وما من نقمة دفعت الا من اثار رحمته جل وعلا هو الرحمن الرحمة الواسعة وهو الرحيم بعباده المؤمنين جل وعلا رحمته وسعت كل شيء ولله تعالى مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلق وادخر تسعة وتسعين منها الى يوم القيامة وما اعظم رحمة الله عز وجل بعباده وهو عز وجل الملك ما لك العالم كله علوه وسفله لا يتحرك متحرك الا بعلمه ولا يسكن ساكن الا بعلمه وارادته جل وعلا وهو القدوس الذي تقدس عن النقائص والعيوب وما من صفة كمال ومدح لا نقصى فيها بوجه من الوجوه فهو اولى بها جل وعلا خلق السماوات بما فيها من النجوم والافلاك. وخلق الارض بما فيها من البحار والاشجار والجبال والمصالح والاقوات خلق ذلك وما بين السماوات والارض بستة ايام ولو شاء لخلقها في لحظة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وما مسهم اللغوم ولا تعب جل وعلا وهو سبحانه القدير ذو القدرة الكاملة فما من فما كان الله تعالى ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ارأيتم كيف خلق هذا الخلق العظيم بارضه وسمائه وشمسه وقمره وبحره وبره ووهاده وجباله انهاره وبحاره واشجاره ورطبه ويابسه وظاهره وباطنه خلق ذلك على احسن نظام واتمه لمصالح العباد خلقه جل وعلا في ستة ايام ولو شاء لخلقه في لحظة لكنه سبحانه حكيم يقدر الامور باسبابها وانما غاب عنا من مشاهد قدرته جل وعلا اعظم واعظم واعظم بكثير مما نشاهد الانسان في هذه الارض هذه الارض الواسعة التي نراها كبيرة واسعة هي في هذا الكون كحبة رمل في صحراء واسعة شاسعة وقد جاء في الحديث ان السماوات السبع والارضين بالنسبة للكرسي الذي وسع السماوات والارض كحلقة القيت في ارض فلاح اي في صحراء حلقة القيت في صحراء سبحان الله والكرسي كما قال ابن عباس رضي الله عنه وهو موضع قدمي الرب عز وجل ونسبة الكرسي الى العرش كحلقة القيت في ارض فلاة سبحان الله فسبحان الله العظيم في هذا الكون ملايين بل بلايين الاجرام السماوية وما هذه الارض التي نعيش عليها بما نرى من عظمة الخلق فيها وبما عليها من البحار والانهار والجبال والاشجار بالنسبة لملك الله تعالى كحبة رمل في صحراء شاسعة واسعة واما ما في السماوات فشيء عجب يقول النبي صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تعض ما من موضع اربع اصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى او قائما واخرج ابو داوود بسند جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش من حملة العرش الثمانية ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة واذا كانت هذه عظمة مخلوق فكيف بعظمة الخالق وجاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث المعراج بعد مجاوزة الى السماء السابعة قال ثم رفع لي ثم رفع بي الى البيت المعمور. فاذا هو يدخله كل يوم سبعون الفا من الملائكة ثم يعودون اليه الى يوم القيامة كل يوم يدخله سبعون الف من الملائكة ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جبريل ذكر ان له ست مئة جناح قد سد الافق فانظروا الى هذه العظمة للرب عز وجل وهو سبحانه العظيم الذي هو على كل شيء قدير وهذا المعنى وهو عظمة الله سبحانه وان الله لا يعجزه شيء وانه على كل شيء قدير قد تكرر في القرآن الكريم كثيرا وباساليب متنوعة لان الانسان اذا اعتقد واستقر لديه هذا المعنى تعلق قلبه بالله سبحانه اذا استحضر ان الله تعالى هو العظيم الذي لا يعجزه شيء وانه على كل شيء قدير وانه اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون يتعلق قلبه بهذا الرب العظيم الجليل جل وعلا وهو سبحانه الحي القيوم وقيل انه اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى هو الحي الكامل في حياته. حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال هو الحي الذي لا يموت وهو الباقي وكل من عليها فان فحياة الله عز وجل حياة كاملة هو الاول فليس قبله شيء وهو الاخر فليس بعده شيء. وهو الظاهر فليس فوقه شيء. وهو الباطن فليس دونه شيء جل وعلا وهو القيوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه وهو القائم على عباده وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي، لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألة ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر والقيوم معنى اخر وهو القائم على غيره. فكل من في السماوات والارض مضطر اليه غاية الاضطرار لا قيام له ولا ثبات ولا وجود الا بالله عز وجل ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامرها وقد فطرت القلوب على معرفة ربها وخالقها وبارئها جل وعلا ولهذا فان الرسل عليهم الصلاة والسلام بعثوا لدعوة الناس الى تحقيق التوحيد لله سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وليس لاجل تعريف الناس بالله لان الامم السابقة كانت تعرف الله سبحانه تعرف الله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فالناس يعرفون الله تعالى بفطرتهم معرفة الله مركزة في الفطر وذلك ان الانسان عندما يرى هذا الكون العظيم الفسيح يتساءل من الذي خلق هذا الكون الانسان لم يخلق نفسه هل انت خلقت نفسك لو انك خلقت نفسك لاخترت وجها غير هذا الوجه واخترت عينين غير هذين هاتين العينين واخترت انفه غير هذا الانف واخترت جسدا غير هذا الجسد اذا انت لم تخلق نفسك من الذي خلقك هل خلقت من غير شيء لا يمكن ان تخلق من غير شيء وانت لم تخلق نفسك اذا من الذي خلقك اذا التفت عن يمينك وعن يسارك تجد جمادات لا عقل فيها فكيف يمنح العقل من لا عقل في ترى جبالا ترى اشجارا ترى نباتات ترى خلقا لا عقل له فكيف يمنح العقل من لا عقل له اذا لا بد ان يكون هناك خالق عظيم مدبر لهذا الكون ولابد لهذا الخالق العظيم ان يخبر عن نفسه ان يقول للخلق انا الخالق انا ربكم انا الاله هل هناك احد غير الله قال انا الخالق لهذا الكون ابدا هل في احد قال انا اللي خلقت انا الذي خلقت السماوات والارض وخلقت الناس وخلقت هذا الكون ابدا لم يقل انا الخالق الا الله عز وجل انني انا الله لا اله الا انا الله لا اله الا هو الحي القيوم لو كان هناك اله غير الله اين هو وهو يسمع ان الله يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم. لو كان هناك اله غير الله. اين هو ان كان لا يعلم لا يعلم بان الله يقول انني انا الله لا اله الا انا ان كان لا يعلم فهو لا يستحق ان يكون الها وان كان يعلم وهو عاجز عن ان يخبر عن نفسه ويقول انا ربكم وانا الخالق وانا الاله وهو ايضا لا يستحق ان يكون الها فتعين اذا ان لا اله الا الله الله تعالى يعرفه الناس بفطرته. معرفته مركوزة في الفطر ولهذا ذكر ان احد السلف لما رأى من يقيم الف دليل على وجود الله عز وجل قال سبحان الله المسألة لا تحتاج الى الف دليل دليل واحد يكفي قالوا ما هو قال لو كنت تسير في مكان خالي ليس معك احد ثم وقعت في بئر مظلمة اين ماذا تقول ماذا تقول يقول يا الله اي انسان حتى لو كان ملحدا حتى لو كان ملحدا لو حصل له هذا الموقف يقول يا الله فمعرفة الله عز وجل مركوزة في الفطر الناس يعرفون الله تعالى بفطرتهم لكن حصل انحراف في العبادة فارسل الله تعالى الرسل لتصحيح العبادة وتحقيق التوحيد لله عز وجل الله سبحانه وتعالى هو الاله الذي تألهه القلوب بالمحبة والود والتعظيم هو الاول فليس قبله شيء جل وعلا وهو الاخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه شيء قال ابن القيم في كلامه عن هذه الاسماء الاربعة هي اركان العلم والمعرفة. فحقيق بالعبد ان يبلغ في معرفتها الى حيث ينتهي به قواه وفهمه. واعلم انك انت لك اول واخر وظاهر وباطن. بل كل شيء له اول واخر وظاهر وباطن اما الله تعالى فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء وهو سبحانه السميع البصير يسمع كل شيء ويرى كل شيء لا يخفى عليه دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ان جهرت بقولك سمعه وان اسررت به سمعه الجهر والسر عنده سواء وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى وهو سبحانه القوي ذو القوة الكاملة والخلق ضعفاء مهما بلغت قوتهم الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعض من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبا وهو عز وجل الملك ذو الملك الشامل المتصرف بخلقه كما يشاء من غير ممانع ولا مدافع ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها له الملك المطلق لا يسأل عما يفعل وهم يسألون يؤتي الملك من يشاء ينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. بيده ملكوت السماوات والارض يحيي ويميت يغني ويفقر يغني فقيرا ويفقر غنيا ويرفع وضيعا ويضع شريفا ويبتلي بالنعم ويبتلي بالمصائب ليبلو عباده ويشكرون ام يكفرون؟ وهل يصبرون او يجزعون يقلب الليل والنهار بالرخاء والشدة والامن والمخافة كل يوم هو في شأن الله هو الملك وملكه ظاهر في السماوات والارض ويظهر تماما حينما يتلاشى الملك عن كل احد حينما يعرض الخلائق عليه فرادى كما خلقوا اول مرة كما قال سبحانه مالك يوم الدين والله عز وجل مالك يوم الدين والدنيا ولكن خص يوم الدين بالذكر لان ملك الله تعالى يظهر للعباد تماما. يومهم بارزون لا يخفى على الله من شيء لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار اخرج مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك انا الملك اين الجبارون اين متكبرون ثم يطوي الارضين السبع ثم يأخذهن ثم يقول انا الملك انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون وهو سبحانه العظيم الذي بهرت عظمته وقدرته العقول وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة هذه الارض على عظمتها قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والارضين على اصبع والشجرة على اصبع والماء على اصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فيقول انا الملك وضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة وهو عز وجل المحيط الذي احاط بكل شيء علما احاط بكل شيء علما وقدرة ورحمة وقهرا احاط علمه بجميع المعلومات وبصره بجميع المبصرات وسمعه بجميع المسموعات ونفذت مشيئته وقدرته بجميع الموجودات ووسعت رحمته اهل الارض والسماوات وقهر بعزته كل مخلوق ودانت له جميع الاشياء وهو عز وجل الرزاق الذي عم برزقه كل شيء. فما من دابة في الارض الا على الله رزقها. رزق الاجنة في بطون الامهات والحيتان في قعر البحار والسباع والسباع في الصحاري والقفار رزق كل حيوان وهداه لتحصيل معاشه فاعطى كل شيء خلقه ثم هدى ولله تعالى الاسماء الحسنى فادعوه بها. وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ايها الاخوة لله تعالى الاسماء الحسنى والصفات العلى ويذكر ابن القيم رحمه الله كلاما لتقريب شيء من هذه المعاني التي اشرنا اليها يقول الله تعالى هو القوي فلو فرض ان قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحد منهم ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد فنسبة ذاك قوة ذلك الى قوة الرب عز وجل ادنى من نسبة سراج ظعيف الى ظوء الشمس ولو قدرت كل جمال في الوجود اجتمعا لشخص واحد ثم كان الخلق كلهم بذلك الجمال كانت نسبته الى جمال الرب دون نسبة سراج ظعيف الى ظوء الشمس وهكذا في سائر اسمائه الحسنى وصفاته العلا جل وعلا وقد نبهنا الله تعالى الى هذا المعنى بقوله ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم فلو قدرت هذا البحر ومن بعده سبعة ابحر كلها مداد تكتب بها كلمات الله لنفدت البحار وفنيت الاقلام ولم تنفد كلمات الله عز وجل ايها الاخوة في الله ومن اسماء الله تعالى اللطيف الخبير اللطيف الخبير وقد ورد اللطيف في القرآن الكريم في سبعة مواضع ورد في سورة الانعام قوله سبحانه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وفي سورة الملك الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وورد بلفظ لطيف كما في سورة يوسف ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم وفي سورة الحج المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير وفي سورة لقمان قال لقمان يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير وفي سورة الاحزاب واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا وفي سورة الشورى الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ونجد انه في كثير من الايات اقتران اللطيف بالخبير اللطيف الخبير. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير واللطيف من اللطف واللطف معناه الرفق والاحسان يطلق كذلك على الدقة فالله عز وجل لطيف بعباده رفيق بهم محسن اليهم وهو سبحانه وتعالى يدرك ما دق من الاشياء وما لطف منها ولهذا قال عز وجل الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير اللطيف الخبير انظر كيف جمع هذين الاسمين اللطيف الخبير. فاللطيف هو الذي يدرك ما دق من الاشياء. والخبير هو الذي يدرك ما خفي من الاشياء فاذا كان يدرك الدقيقة ويدرك الخفي فكيف لا يعلم بخلقه ولهذا قال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الله تعالى هو الخالق لهذا الكون كيف لا يعلم بخلقه وهو اللطيف الخبير الذي يدرك ما دق وما خفي من الاشياء وهو سبحانه وتعالى لطيف بعباده. رفيق بهم رحيم بهم جل وعلا كم من لطف وكرم لا تدركه الافهام ولا تتصوره الاوهام وكم استشرف الانسان من مطلوب من مطالب الدنيا فيصرفه الله تعالى عنها رحمة به ولطفا به فالله عز وجل لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز انظر الى لطف الله تعالى بالانسان منذ ان يوجده في بطن امه في ظلمات ثلاث وكيف ان الله تعالى يحفظه بهذه الظلمات الثلاث في بطن امه وكيف انه يلطف به بتغذيته بواسطة السرة الى ان ينفصل والى ان تلده امه وعندما تضعه امه يلتقم ثدي امه من الذي علم هذا الطفل التقام الثدي وقد خرج من بطن امه لا يعلم شيئا هذا من لطف الله عز وجل من لطف الله تعالى بعباده فهو اللطيف الذي لطف علمه حتى ادرك الخفايا والخبايا وما احتوت عليه الصدور وما في الاراضي من خفايا البذور ولطف باولياءه فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى هذا من لطف الله تعالى باولياءه وبعباده المتقين التيسير لليسرى وذلك بان يوفق الانسان للطاعات ولاعمال الخير حتى يفعلها من غير كلفة ومن غير تعب ومن غير عسر بل ييسر لها فيفعلها بكل سهولة ويسر من الناس من يفعل امور الطاعة وامور الخير بكل سهولة لا يجد تعبا ولا مشقة ولا معاناة فيقوم لصلاة الفجر مثلا من غير ان يجد ثقلا ولا تعبا بل يقوم اليها راغبا فيها محبا لها منشرحا بها هذا من التيسير اليسرى ولهذا قال عز وجل عن الصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين اما من لم يسر يسرا تكون عليه كبيرة وتكون عليه ثقيلة فمن لطف الله تعالى باوليائه وبعباده المتقين انه ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ومن لطفه عز وجل بعبده ووليه الذي يريد ان يتم عليه احسانه انه ربما ابتلاه بانواع واصناف من البلاء ومن المحن التي يكرهها لكنها توصله الى السعادة ولذلك كان اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. يبتليهم الله عز وجل ليختبرهم. لكنه سبحانه الطف بهم فهو يبتلي ويلطف جل وعلا ومن لطفه عز وجل بعباده المؤمنين انه يتولاهم بلطفه فيخرجهم من الظلمات الى النور ويخرجهم من المعاصي الى الطاعات ومن ظلمات الجهل الى نور العلم والايمان والطاعة ومن لطفه انه يوفقهم للخير ويوفقهم للطاعات ويعينهم ويسددهم هذا من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ يا معاذ والله اني لاحبك لا تدعن ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك فتسأل الله تعالى الاعانة على الطاعة والله تعالى من لطفه بعباده المؤمنين انه يعينهم على طاعته. وانه يوفقه يوفقهم للخير. وهذا من اعظم ما يكون من اللطف قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تأملت انفع الدعاء فوجدته سؤال العبد ربه ان يعينه على طاعته ثم تأملت فاذا هو في قول الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين احرص على هذا الدعاء في كل صلاة تصليها اللهم اعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك احرص على ان تسأل الله تعالى ان يوفقك لان تعبده وتطيعه كما يحب ويرضى. وان يعينك على ذلك فان الله تعالى لطيف بعباده. يلطف بعباده فيوفقهم للخير. يوفقهم لما يحب ويرظى. وهذا من اعظم ما كونوا من اللطف ومن اللطف من لطف الله تعالى عبده اذا اراد به خيرا ان يرزقه الفقه في الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. متفق عليه فاذا لطف الله تعالى بعبده واراد به خيرا رزقه الفقه في الدين وجعله يحرص على التفقه في الدين وعلى طلب العلم هذا من لطف الله تعالى بعبده المؤمن ومن لطف الله تعالى بعبده ان يرزقه الحلال وان يغنيه عن الحرام وان يغنيه بحلاله عن حرامه وبفظله عمن سواه ولطف الله تعالى بعبده المؤمن له انواع واصناف والوان لا تعد ولا تحصى فهو اللطيف بعباده جل وعلا. الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز. وآآ اللطيف ان له معنى اخر وهو انه عز وجل يعلم ما دق من الاشياء يعلم الاشياء الدقيقة كما يعلم الاشياء الكبيرة ولهذا قال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فان اللطيف الذي يعلم ما دق من الاشياء جل وعلا فاذا كان يعلم اذا كان قد خلق هذا الكون فهو يعلم كل شيء واعلم بخلقه جل وعلا وهو سبحانه الخبير ومعنى الخبير اي العليم ببواطن الامور وهو سبحانه وتعالى له كمال العلم. العلم الواسع الشامل المطلق يعلم كل شيء جملة وتفصيلا. لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وما تحمل من انثى ولا تظع الا بعلم يعلم ما توسوس به نفس العبد قبل ان يتكلم به العبد يعلم السر واخفى والذي هو اخفى من السر قيل انه هو الشيء الذي تريد ان تحدث به نفسك يعلمه الله تعالى قبل ان تحدث به نفسك يعني ما تخفيه في صدرك الله تعالى يعلمه لكن هذا الشيء قبل ان تحدث به نفسك يعلمه الله عز وجل وهو يعلم السر ويعلم ما هو اخفى من السر. جل وعلا لا يغيب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر جميع حركات العباد وسكناتهم وافعالهم معلومة لديه. وما تسقط من ورقة الا يعلمها. اذا كان يعلم حركة الجمادات وحركة النباتات فحركة الاحياء من باب اولى اذا كان ما تسقط من ورقة لا يعلمها في علم حركات العباد من باب اولى جل وعلا وهو الخبير العليم بكل شيء العليم بواطن الاشياء وبظواهرها جل وعلا وهو خبير خبير بكل شيء وهو ايضا بما تعملون خبير. ورد الخبير على انه اسم من اسماء الله وهو اللطيف الخبير وورد وهو الله خبير بما تعملون. وورد بما تعملون خبير جل وعلا وهو عليم بواطن الاشياء وعليم وخبير باعمال العباد خبير بما تعملون ان يعلموا بواطن اعمالكم كل عمل تعمله يعلمه الله عز وجل اي عمل تقوم به بل اي شيء تفكر فيه اي شيء تفكر فيه يعلمه جل وعلا الجهر والاصرار عنده سواء وما الله بغافل عما تعملون اتدرون كم تكررت في القرآن من مرة اثنى عشر مرة اثنى عشرة مرة وما الله بغافل عما تعملون ينبه الله تعالى عباده لانه عليم بهم. خبير بما يعملون. لا يخفى عليه شيء وليس بغافل عن عباده مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فاستحضر يا اخي الكريم هذا المعنى اذا استحضرت هذا المعنى لا شك انه يكون له اثر عظيم في جانب المراقبة لله سبحانه حتى تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك الذي يستحضر دائما ان الله خبير بما يعمل. مطلع عليه وعلى اعماله وعلى حركاته وعلى فانه عندما يريد ان يعصي الله تعالى يستحضر عظمة الله سبحانه فيكف عن المعصية عندما يريد القيام بطاعة يستحضر عظمة الله وان الله تعالى مطلع عليه خبير بما يعمل جل وعلا. فيقبل على هذا بها الطاعة عندما يكبر في الصلاة قائلا الله اكبر يستحضر عظمة الرب عز وجل وعظمة من يناجيه. عندما يقول الحمد لله رب العالمين يستحضر ان الله يقول حمدني عبدي عندما يقول الرحمن الرحيم يستحضر ان الله يجيبه فيقول اثنى علي عبدي عندما يقول مالك يوم الدين يستحضر ان الله يقول مجدني عبدي عندما يقول اياك نعبد واياك نستعين يستحضر ان الله تعالى يقول هذا بيني وبين عبدي نصفين. عندما يقول اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين يستحضر ان الله تعالى يجيبه فيقول سألني عبدي ولعبدي ما سأل فمعرفة معاني اسماء الله تعالى الحسنى لها اثر عظيم في تحقيق المراقبة لله عز وجل وتحقيق الاحسان حتى يصل العبد الى هذه الحالة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك. ايها الاخوة كلما كان الانسان اعلم بالله سبحانه وتعالى وباسمائه الحسنى وصفاته العلى كان اتقى لله وكان اشد خشية لله سبحانه ولهذا قال عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. كلما ازداد الانسان علما بالله ازداد خشية لله سبحانه وتعالى نعم. اسأل الله تعالى ان يستعملنا جميعا في طاعته. وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. اسأل الله تعالى باسمائه الحسنى نعم. وبصفاته العلى ان يوفقنا لما يحب ويرظى من الاقوال والاعمال اسأله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يوفقنا لان نعبده وان نطيعه كما يحب ويرضى. ان يوفقنا لمرضاته جل وعلا. وان والا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. اسأله سبحانه الذي جمعنا في هذا المكان في بيت من بيوته ان يجمعنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين