الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد. فقد جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي في نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا. افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه حاببتم افشوا السلام بينكم وفي هذا الحديث اقسم النبي صلى الله عليه وسلم باننا لا ندخل الجنة الا بالايمان. فان الله تعالى حرم الجنة على غير المؤمنين. قال ولا تؤمنوا حتى تحابوا. والمراد بهذا عند اهل العلم الايمان الكامل ايمانه الكامل لا يكون الا عندما تشيع المحبة ومعاني الاخوة بين المؤمنين. افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم. فافشاء السلام من اسباب تقوية المحبة والمودة بين المؤمنين. ايها الاخوة واذا الى النصوص الشرعية والى القواعد والاصول نجد العناية الكبيرة بتحقيق معاني الاخوة بين المؤمنين. انما المؤمنون اخوة. وتحقيق معاني المحبة والمودة والتكافل والتعاون بين المؤمنين. وقد ترتبت الشريعة على ذلك رتبت على من يسعى لتحقيقها الاجور العظيمة. حتى انه مجرد تبسمك في وجه اخيك كصدقة تؤجر وتثاب عليها. والقائك السلام والتحية تؤجر وتثاب عليه ان تلقى اخاك بوجه طلق تؤجر وتثاب عليه وفي المقابل حذرت الشريعة الاسلامية من كل ما يتسبب في البغضاء والعداوة بين المؤمنين حتى انها حرمت البيع على بيع اخيه والشراء على شراء اخيه وبيع وحرمت بيع النج وحرمت بيع الغرر لان بيع الغرر مظنة لوقوع المخاصمات والمنازعات بين المؤمنين مما يؤدي الى ايقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين. بل ان الاسلامية اوجبت على الرجال ان يصلوا الصلوات الخمس جماعة في المسجد مع ان بامكان الانسان يصلي هذه الصلاة في بيته وربما تكون صلاته في بيته اكثر خشوعا من صلاته في المسجد. فلماذا؟ لماذا اوجد الشريعة على الرجال ان يصلوا جماعة في المسجد. لاجل تحقيق هذه المعاني معاني الاخوة والمحبة والمودة بين المؤمنين وهذه الاخوة الايمانية اخوة عظيمة ربما عند تحققها على وجه الكمال تفوق اخوة النسب. جاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم اخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد ابن الربيع فجاء سعد الى عبدالرحمن وقال يا عبدالرحمن اني اكثر الانصار مالا وساقسم ما لي بيني وبينك نصفين وعندي زوجتان انظر الى ايتهما ما تريد اطلقها حتى تعتد ثم تتزوج بها. فقال عبد الرحمن بارك الله لك في مالك واهلك. ولكن دلوني على السوء فدلوه على السوق فاخذ اقط وسمن وباعه ثم باعه شيئا فشيئا حتى ربح فاصبح من اكبر تجار الصحابة انظروا ايها الاخوة الى هذه هذه القصة العظيمة البليغة. رجل يريد ان يقسم نصف ثروته ليس مجاملة. يقولها وهو يقسمها بينه وبين اخيه لماذا؟ لانه اخوه في الله تعالى. ونحن نرى في واقعنا من يقاطع اخاه الشقيق ورحمه لاجل لعاعة من الدنيا. فينبغي ايها الاخوة ان نحرص على تعميق معاني الاخوة والمحبة والمودة بين المؤمنين مين؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم تفتح ابواب الجنة في كل يوم اثنين وخميس فيغفر لكل من لا يشرك بالله شيئا الا من كانت بينه وبين اخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا. ما اجمل ان تنام وتأوي الى فراشك وليس بينك وبين احد من المسلمين هجران ولا قطيعة. وليس بينك وبين احد منهم شحناء ولا بغظاء المحبة في الله عز وجل والاخوة الصادقة من اسباب نيل حلاوة الايمان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وذكر منها وان يحب المرء لا يحبه الا لله تعالى. بل انها من اسباب نيل محبة الله عز وجل للعبد فذلك الرجل الذي زار اخا له في قرية وارسل الله تعالى في طريقه ملكا وسأله هل لك من نعمة تربها عليه؟ هل بينك وبينه مصالح دنيوية قال لا غير اني احببته في الله. قال فاني رسول من الله اليك ان الله يحبك كما احببته هذا على ان المحبة في الله عز وجل وتحقيق معاني الاخوة الايمانية انها من اسباب نيل محبة الله سبحانه وتعالى واذا نظرنا ايها الاخوة الى واقعنا نجد العجب العجاب نجد السباب والشتم واخلاق هي ليست من اخلاق المؤمنين. فينبغي ان نحرص وعلى ترسيخ اخلاق المؤمنين فيما بيننا وان نحقق ما ارشدنا اليه ربنا سبحانه في قوله انما المؤمنون اخوة واسأل الله على ان يوفقني واياكم لما يحب ويرضى من الاقوال والاعمال. ويستعملنا جميعا في طاعته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين