فاسألوه اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اللهم تقبل صلاتنا دعواتنا واستعملنا جميعا في طاعته وبارك لنا في شهر رمضان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ونسأل الله قال نجي فضيلة الامام فضيلة الامام الشيخ ناصر على هذه القراءة المتأنية المتدبرة التي حركت القلوب وسنقف مع ايات من كتاب الله عز وجل من الايات التي تليت على مسامعنا وهي هذه الايات العظيمة في المحاورة بين اهل الجنة واهل النار. ايها الاخوة الانسان يعيش في هذه الحياة الدنيا في رحلة. في رحلة كان منشأه من العدم خلقه الله تعالى من العدم. هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟ الانسان لم يكن شيئا فخلقه الله عز وجل. وحمله هذه الامانة امانة التكاليف. التي على السماوات والارض والجبال فابت واشفقن منها. وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. وارسل الله تعالى الرسل وانزل الكتب واقام الحجة وانذر واعذر. ثم بعد ذلك بعدما يعيش الانسان في هذه الحياة الدنيا ما كتب الله له ان ينتقل الى الدار الاخرة. ينتقل اولا الى البرزخ وهي الفترة التي ما بين الدنيا والاخرة ما بين الدنيا وقيام الساعة ثم بعد ذلك يبعث الانسان من قبره. ويحاسب الموازين وتنشر الدواوين ويجتاز جميع الناس الصراط. وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم تكون نهاية مستقر البشرية فريق في الجنة وفريق في السعيد. هذه هي نهاية المطاف فريق في الجنة وفريق في السعير. فنحن الان نسير في هذه الرحلة. لكن ما نهاية هذه الرحلة؟ التي نحن فيها الان نهايتها الجنة او النار. فريق في الجنة وفريق في السعير. هذه هي نهاية بشرية وهذا هو مصير البشرية الذي ينبغي ان نستحضره والا نغفل عنه. كيف يغفل الانسان عن مصيره الذي هو صائر اليه. والذي كل يوم يمضي يقربه من هذا المصير. ولذلك فان عادة كل السعادة ان يستعد الانسان لهذا المصير. ان يتزود بزاد التقوى ما دام باب العمل مفتوحا وما دام باب التوبة مفتوحا. اذا دخل اهل الجنة الجنة ودخل اهل النار النار فان الله تعالى بعد ذلك يأذن بان يخرج من النار من مات على التوحيد. حتى يكون اخرهم رجل اخر اهل النار دخولا الجنة كما جاء في الصحيح رجل يقول يا ربي اخرجني من النار التي قشبني نارها قشبني ذكاؤها واحرقني نارها. وهو ممن مات على التوحيد فيقول الله له وهل عساك ان اخرجتك من النار ان تسألني شيئا غيره؟ قال لا والله لا شيئا غير هذا فيأخذ عليه العهود والمواثيق. فاذا اخرجه من النار ورأى الجنة من بعيد سأل الله تعالى ان يقربه من الجنة. فيقول الله له الم تسألني الم تعاهدني الا تسألني شيئا؟ فيقول يا ربي لا تجعلني اشقى خلقك بك فيقربه الله تعالى عند باب الجنة. فيسأل الله تعالى ان يدخله الجنة. فيقول الله ويحك يا ابن ادم ما اغدرك! الم اخذ عليك العهود والمواثيق الا تسألني شيئا بعد ذلك؟ فيقول يا ربي لا تجعلني اني اشقى خلقك بك فيضحك الرب عز وجل. فيدخله الله تعالى الجنة. فاذا ادخله الجنة قال تمنى فيتمنى ثم يقول تمنى فيتمنى ثم يقول تمنى فيتمنى حتى تنقطع جميع امانيه يتحقق له جميع ما تمنى. فيقول الله له فان لك مثله ومثله ومثله عشرة امثاله. فذلك ادنى اهل الجنة ادنى اهل الجنة منزلة يا اخوان. فالجنة دار عظيمة اعدها الله تعالى لعباده فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. النعيم الذي في الجنة فوق مستوى تخيل العقل البشري المحدود. نعيم ما يمكن تتخيله اصلا. العقل البشري يعجز عن ان يتخيله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الجنة شيء مما في الدنيا الا الاسماء. الاسم هو الاسم لكن الحقيقة مختلفة تماما الجنة ليس فيها مرض ولا تعب ولا هرم ولا موت ولا شقاء نعيم ومتواصل فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون. مقام الانسان في الجنة ليس مئة سنة ولا مليون سنة. الى ما لا نهاية. وانتم فيها خالدون الدنيا حتى لو تحقق فيها النعيم. وحتى لو افترضنا انها ان نعيم الدنيا صفا للانسان مع انه لا يصفو لكن لو افترضنا هذا افتراضا هب ان الدنيا اتت اليك صفوا اليس مصيرها الى الفناء؟ مهما عاش الانسان فيها في النهاية لابد لابد من لقاء الله عز وجل وترك هذا النعيم الذي هو فيه. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه وفي المقابل النار التي اعدها الله تعالى لمن عصاه. يصف النبي صلى الله عليه وسلم عذابها يقول ناركم هذه التي توقدون في الدنيا. جزء من سبعين جزءا من نار جهنم. قالوا يا رسول الله انها لكافية؟ قال انها ظعفت عليها تسعا وستين مرة. هل يستطيع احد ان يظع يده في نار الدنيا دقيقة واحدة كيف بناء ظعفت عليها تسعا وستين مرة؟ فالجنة والنار هم نهاية المطاف للبشرية فاذا استقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار اتي بكبش بكبش املح وهو الموت. والله على كل شيء قدير. ثم يقال يا اهل الجنة اتعرفون هذا؟ فيقولون هو الموت فيقال يا اهل النار اتعرفون هذا؟ فيقولون نعم هو الموت. فيذبح في مكان بين الجنة والنار ثم قالوا يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. فيعظم نعيم المؤمنين وتعظم حسرات العصاة. هذه هي نهاية مطاف البشرية وهذه هي نهاية الرحلة البشرية التي نعيشها الان. وقد ذكر الله تعالى في هذه الايات التي اليها محاورة بين اهل الجنة واهل النار. ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار. يريهم الله تعالى اياهم يري الله تعالى اهل الجنة اهل النار وهم يعذبون. مع ان الجنة في اعلى عليين والنار في اسفل سافلين. لكن الله على كل شيء قدير تكون هذه المحاورة. ينادي اصحاب الجنة اصحاب النار ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا. كنا نصلي ونصوم ونتعبد لله والله تعالى وعدنا بجنات عظيمة فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين. فوجدنا ما وعدنا ربنا حقا وجدتم انتم ايها يا اهل النار ما وعد ربكم حقا؟ قالوا نعم. كل وجد ما وعده ربه قال ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا والله لا يخلف الميعاد جل وعلا. فاذن مؤذن بين اللعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا. لا يكتفون فقط ما هم فيه من الفسوق والمجون بل يصدون عن سبيل الله. يصدون عن الخير يصدون عن الطاعة يصدون عن الصراط المستقيم. ويبغونها عوجا. ثم ذكر الله تعالى في في الايات التي بعدها محاورة اخرى بينهم ان اهل النار ينادون اهل الجنة ونادى اهل النار اهل الجنة بان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله. يرى اهل النار اهل الجنة وهم يتنعمون في هذا النعيم العظيم. وهؤلاء عطشى يسقون الحميم يقطع امعائهم. فيترحمونه ويترجونهم افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لا هو ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا هذا الذي عاش في الدنيا غرته الحياة وغرته الدنيا بزخارفها. ويعيش في لهو ولعب وغفلة هذا هو جزاؤه وهذا هو مصيره. وذكر الله تعالى مع اهل الجنة واهل النار قسما ثالثا وهم اهل الاعراف. فمن هم اهل الاعراف؟ الذين سميت هذه السورة باسمهم. اهل اعرافهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم. سبحان الله! يعني انظر الى الميزان يوم القيامة ودقة الميزان اعمال الانسان التي عملها في الدنيا توضع في هذا الميزان. الحسنات كلها في كفة. والسيئات كلها في كفة. ان كفة الحسنات ولو بحسنة واحدة كان من اهل الجنة. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. وان رجحت كفة السيئات ولو بسيئة واحدة كان من اهل النار الا ان يعفو الله عنه. طيب القسمة المنطقية العقلية تقول في قسم ثالث. وهو قوم ساوى حسناته وسيئاته. فهؤلاء هم اهل الاعراظ. سبحان الله لم ترجح كفة الحسنات ولا بحسنة واحدة. ولم ترجع كفة السيئات ولا بسيئة واحدة؟ فهؤلاء يحبسون في مكان بين الجنة والنار. وعلى الاعراف رجال يعرفون كل من سيماهم يعني من حكمة الله عز وجل انهم لا يسوون باهل الجنة وانما يتأخر دخولهم الجنة وان كانت رحمة ارحم الراحمين انه في النهاية يدخلون الجنة. لكن يدخلون الجنة بعد ما يدخل اهل الجنة الجنة يدخلون الجنة بعدهم فتسوية يعني الله من تمام عدله انه لا يسوي بين هؤلاء وبين من رجحت كفة حسناته. لكن رحمة الله سبقت غضبه فيدخلون الجنة برحمة ارحم الراحمين. وتكون هذه هي نهاية البشرية يستقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار. ويتنعم اهل الجنة بنعيمها العظيم الذي لا يخطر على قلب بشر واما اهل النار فانهم يكونون في عذاب وفي جحيم عظيم جدا. فينبغي ايها الاخوة ان نستحضر هاتين الدارين. نستحور ما في الجنة من النعيم. ونسأل الله تعالى ان يرزقنا اياه ونستحضر ما في النار من العذاب ونكون مشفقين خائفين منها فان الله اثنى على الخائفين من وقال عن اهل الجنة انهم يقولون انا كنا قبل في اهلنا مشفقين يعني خائفين. فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم. ويقول عن ايضا اهل ربنا انك ما تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار. ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرة مقاما اخرج الترمذي وغيره بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا العبد ربه الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم ادخله الجنة. واذا استعاذ بالله من النار ثلاث مرات قالت اللهم اعذه من النار. فهذه هذا الدعاء اعظم ما يكون من الادعية. ان تسأل الله الجنة وان تستعيذ بالله من النار. يا اخي المسلم لا تغفل عن هذا النعيم. نعيم الجنة لا تغفل عنه. ولا تغفل ايضا عن عذاب الجحيم فتتعوذ بالله منه. اجعل هذا المصير الذي تصير اليه البشرية نصب عينيك. المصيبة يا اخواني عندما تنعدم المحاسبة عند الانسان. عندما يعيش في لهو وفي غفلة تمر عليه الليالي والايام والشهور والاعوام وهو في غفلة. حتى ينتبه بماذا؟ ينتبه بالموت عندما يأتيه الموت فجأة يندم الندم العظيم حين لا ينفع الندم. فنحن نحن الاحياء في دار يتمناها الاموات لا زال باب العمل مفتوحا لا زال باب التوبة مفتوحا لا زال بامكاننا ان نعمل. فينبغي ان نغتنم ما تبقى من اعمالنا في طاعة ربنا عز وجل وفيما لا وفيما ننال به سعادة الدنيا والاخرة واكتفي بهذا القدر واسأل الله تعالى ان يستعملنا جميعا في طاعته وان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى من الاقوال والاعمال. اللهم كما جمعتنا في بيت من بيوتنا اسألك ان تجمعنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار. اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين