الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب علامات النبوة في الاسلام. وعنه اي انس رضي الله عنه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم باناء وهو بالزوراء. فوضع يده في الاناء فجعل الماء ينبع من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم فتوضأ القوم قيل لانس كم كنتم؟ قال ثلاث مئة او زهاء ثلاث مئة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين على الله توكلنا قال رحمه الله تعالى باب علامات النبوة في الاسلام علامات النبوة ويقال ايضا دلائل النبوة ودلائل النبوة وعلاماتها هو ما قام من براهين وشواهد وامارات على صدق الرسول وصدق ما جاء به وكما ان الناس بحاجة الى الدلائل والبراهين التي من خلالها يعلمون الرب المعبود والخالق جل في علاه ووجوب افراده وحده بالعبادة فهم كذلك بحاجة الى الدلائل التي تهديهم وترشدهم الى صدق المرسلين وصدق ما جاءوا به لان نجاة العباد بهذين الامرين اخلاص الدين للمعبود واتباع المرسلين ولزوم نهجهم فكما ان الحاجة قائمة الى الدلائل على الوحدانية وحدانية الرب فايظا الحاجة قائمة للدلائل على صدق الرسول وما جاء به وكلما كان الامر اشد حاجة من غيره كانت براهينه ودلائله وشواهده الدالة عليه اكثر من غيره وهذه سنة لله سبحانه وتعالى ماضية انظر على سبيل المثال حاجات الناس الى الهواء والماء والطعام. لما كانت حاجتهم الى الهواء اكثر من حاجتهم الى الماء كان وفرة الهواء في كل وقت وكل مكان اكثر من الماء ولما كانت الحاجة الى الماء اكثر من الحاجة الى الطعام ايضا كانت وفرة الماء وتيسر وصوله ونيله اكثر من الطعام فكلما عظمت الحاجة الى امر كانت الوسائل لتحصيله اوفر وايسر من غيره مما كان دونه في الاهمية والمكانة وحاجة الناس الى توحيد الله جل في علاه واتباع المرسلين والسير على منهاجهم القويم هذا اعظم الحاجات وضرورة الناس الى هذا الامر هي اعظم الضرورات لان بتوحيد الله واتباع رسله سبحانه وتعالى تحصل الحياة الحقيقية واما بدون ذلك فان حياة الانسان تكون حياة بهيمية لا يختلف فيها عن بهيمة الانعام يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ويقول جل وعلا اومن كان ميتا فاحييناه فالحياة الحقيقية انما هي بتوحيد الله سبحانه وتعالى واتباع رسله عليهم صلوات الله وسلامه ولما كان فهذا بهذه المكانة كانت البراهين والدلائل والشواهد عليه كثيرة لا حصر لها وعلامات النبوة او دلائل النبوة الدالة على صدق الرسول وصدق ما جاء به كثيرة جدا لان حاجة الناس الى الرسل والى ما جاءوا به فوق حاجتهم الى الطعام والشراب والهواء لان لو انحبس عن الانسان الهواء والطعام والشراب ما الذي يكون له ما الذي يحدث له قصارى ما يحدث لها ان يفارق هذه الحياة الدنيا لكن اذا انحبس عن الانسان الوحي فان فان الذي يحصل له هو موت القلب وخراب الدنيا والاخرة الذي يحصل له هو موت القلب وخراب الدنيا والاخرة. فلا حياة حقيقية للمرء الا باتباع الرسل عليهم صلوات الله وسلامه والبراهين الدالة على صدقهم وصدق ما جاء ما جاءوا به كثيرة جدا لا حصر لها ولكن انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فهي براهيم كثيرة وعديدة واهل العلم رحمهم الله تعالى اعتنوا ذكر هذه البراهين وعدها ومنا العلما من افردها بالتصنيف من العلماء من افردها بالتصنيف في مجلدات وقد طبع عدد من المؤلفات ائمة اهل العلم في القديم والحديث في دلائل النبوة وايات النبوة وعلامات النبوة ومن اهل العلم من ضمنها في المصنفات المبوبة مثل ما صنع الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح بعقد هذا الباب باب علامات النبوة باب علامات النبوة علامات النبوة كثيرة جدا كثيرة جدا ولا تنحصر في الايات الخارقة للعادة الايات الخارقة للعادة وسيأتي بعضها في ما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث هذي نوع من انواع الدلائل نوع من انواع الدلائل دلائل النبوة لكن دلائل النبوة انواعها اكثر من هذا فمن دلائل النبوة على سبيل المثال المبشرات السابقة تبشير الانبياء ولهذا بعضهم يهتدي الى صدق الرسول بوقوفه على مبشرات الرسل قبله به بذكر اسمه وصفته ونعوته واعماله ونحو ذلك فهذا من جملة الدلائل من جملة الدلائل والبراهين النظر في سيرة الرسول اخلاقه وتعاملاته ووفائه وصدقه هذا من البراهين العظيمة اذا كان عرف منذ نشأته بالصدق والامانة ولم يحفظ عليه كذبة واحدة على افراد الناس ايمكن لشخص بهذه الصفة ان يكذب على الله ويقول انه مرسل من الله وانه يوحى اليه فالنظر في سيرة الرسول واخلاقه وادابه وتعاملاته صدقه امانته وفائه الى غير ذلك من الامور هذي من البراهين من البراهين الدالة على صدقه وصدق ما جاء به كذلك من البراهين الايات الباهرة والامور الخارقة للعادة التي يجريها الله سبحانه وتعالى على يديه مثل تكفير الطعام والماء تسبيح الحصى بيده تسبيح الطعام بيده وهو يرفعه عليه الصلاة والسلام ليأكلوا ليأكله الى غير ذلك من الايات الخارقة الباهرة التي يقيمها الله سبحانه وتعالى دلالة على صدقه منها اخبارات النبي عليه الصلاة والسلام عن امور تأتي في المستقبل في ذكر امورا تأتي في المستقبل ثم يراها الناس وقعت طبقا لما اخبر ووفق ما قال فعليه صلوات الله وسلامه عليه منها النظر في دعوته النظر في دعوته والى اي شيء يدعو ودعوة الانبياء واحدة قائمة على الدعوة لتوحيد الله ولزوم شرعه والدعوة الى الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة والاوصاف الحميدة وكم من اناس هدوا لقبول دعوة الرسول بنظرهم في دعوته مثل احدهم قيل بما عرفت صدق الرسول؟ قال ما رأيت امر بشيء وقال العقل ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء وقال العقل ليته لم ينهى عنه. اي ان الامور التي يأمر بها امور عظيمة وفاضلة وكريمة واخلاق رفيعة وعالية واداب كريمة والامور التي ينهى عنها امور محرمة امور من كرة امور سيئة امور شنيعة امور ضارة بالناس وبالعباد فالنظر في دعوة الرسول ايضا هو من البراهين والدلائل على صدقه وصدق ما جاء به كذلكم من البراهين نصر الله له وتأييده وحفظه وانه لو كان متقولا على الله لما مكنه الله ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما من من احد عنه حاجزين فانتصاره وعلو شأنه ورفعة مكانته وان اتباعه لا يزالون في سفول واضمحلال ودينه في علو وارتفاع هذا من الامارات ليظهره على الدين كله وكان حقا علينا نصر المؤمنين فهذا كله من البراهين الدلائل انا لننصر رسلنا فهذا كله من البراهين والدلائل والشواهد الحاصل ان الحاصل ان علامات النبوة علامات النبوة ودلائلها هذا باب عظيم وباب شريف من ابواب العلم ويحتاج اليه حاجة ماسة اما غير المسلم فانه يحتاج الى ان يقف على مثل هذه الدلائل لعل الله سبحانه وتعالى ان يجعل في وقوفه عليها سببا لهدايته لانها اسباب عظيمة تضطر العاقل الى القبول والاذعان. فاضطره اضطرارا الا ان ركب رأس العناد الا فانها تضطر اضطرارا لقبول ما جاء به. والتصديق بما جاء به واما المسلم فان وقوفه على هذه الدلائل والبراهين يزيده ايمانا الى ايمانه ويزيده محبة للرسول عليه الصلاة والسلام واتباعا له وسيرا على منهاجه ولزوما لهديه القويم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال رحمه الله تعالى وعنه اي انس ابن مالك رضي الله عنه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم باناء وهو بالزوراء مكان في المدينة فوظع يده في في الاناء فوظع يده في الاناء فجعل الماء ينبع من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم الماء ينبع من بين اصابعه. ينبع يخرج الماء من بين اصابعه اي من من الجلد واللحم يخرج الماء من جلده عليه الصلاة والسلام ولحمه يخرج الماء ينبع من بين اصابعه فتوضأ القوم اناء صغير بناء صغير جيء به للنبي عليه الصلاة والسلام وضع يده في الاناء فاخذ الماء ينبع من بين اصابعه صلوات الله وسلامه عليه قال انس فتوضأ القوم ليس واحد او اثنين او ثلاثة القوم كلهم توضأوا من هذا الاناء قيل لانس كم كنتم كم عدد القوم الذين توضأوا من هذا الاناء؟ قال ثلاث مئة او زهاء الثلاث مئة اما ثلاث مئة او يقرب من الثلاث مئة شخص كلهم توضأوا من هذا الاناء فهذا من البراهين هذا من البراهين والدلائل وهو مثل هذه الايات العجيبة والامور الخارقة للعادة التي الله سبحانه وتعالى على على يدي الرسول امارة ودلالا ودلالة على صدقه وايضا اكراما من الله سبحانه وتعالى لنبيه واعلاء لشأنه. نعم قال رحمه الله تعالى عن عبدالله رضي الله عنه قال كنا نعد الايات بركة وانتم تعدونها تخويفا. كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا باناء فيه ماء قليل فادخلوه يده في الاناء ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله. فلقد رأيت الماء ينبع من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو وهو يؤكل قال عن عبد الله اي ابن مسعود رظي الله عنه قال كنا نعد الايات بركة كنا نعد الايات بركة وانتم تعدونها تخويفا قوله انتم تعدون تخويف كما في قول الله عز وجل وما نرسل بالايات الا تخويفا والايات على نوعين ايات فيها تخويف وانذار للعباد من ذلكم الكسوف كسوف الشمس ومن ذلك ما يكون مثلا من ارتجاج الارظ اهتزازها ووقوع شيء من الخسف فيها او غير ذلك من الامور فهذه ايات فيها تخويف للعباد وانذار لهم وهي باب من ابواب العظة والاعتبار وهناك نوع من الايات مثل ما وصف عبد الله بن مسعود بركة امور خارقة للعادة يجريها الله سبحانه وتعالى على يدي رسوله وهي بركة بركة ينزلها الله سبحانه وتعالى اية من الايات يتعظ الناس يعتبرون ويزدادون ايمانا قال كنا نعد الايات بركة وانتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء كنا في سفر فقل الماء فقال اطلبوا فضلة من ماء فضلة مما يبحثوا لنا في في مزود في قليل من الماء ائتوني به فضلة من الماء اي قليل من الماء في مزود في قربة او فضلة من الماء فجاءوا باناء فيه ماء قليل جاءوا باناء فيه ماء قليل فادخل يده في الاناء ادخل يده في الاناء ثم قال حي على الطهور المبارك حي على الطاغور المباركة اقبلوا هلموا تعالوا توضأوا هذا الماء وهذا نظير ما تقدم في حديث انس رضي الله عنه من نبع الماء من بين اصابع النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله والبركة من الله وهذا فيه التنبيه الى انه عليه الصلاة والسلام عبد لا يملك شيئا الامر كله بيد الله والفضل فضل الله سبحانه وتعالى والمنه جل في علاه. وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فهو عليه الصلاة والسلام عبد لله جل وعلا فضله الله وشرفه واعلى مقامه فهو افظل عباد الله على الله عز وجل لكن ليس بيده من الامر شيء ليس لك من الامر شيء الامر كله بيد الله الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى والبركة من الله قال عليه الصلاة والسلام البركة من الله قوله البركة من الله هذا اصل مهم في باب التوحيد والاخلاص لله عز وجل والتقرب اليه وحده والالتجاء اليه وحده والا يعلق الانسان قلبه بالمخلوقات يطلب من جهتها البركة مثل ما يفعله الضلال والجهال يذهبون الى القبور وربما يتمسحون بها نحو ذلك يطلبون من جهتها البركة النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في هذا الحديث البركة من الله البركة من الله وهذه البركة التي من الله لا تنال الا بامرين لا تنال الا بامرين لا يمكن ان تنال هذه البركة الا بهما الاول اخلاص الدين لله اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى بان لا يدعو الا الله ولا يسأل الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يلتجأ الى الا الى الله ويفوض امره كله لله سبحانه وتعالى فهذا التوحيد هو اعظم اسباب البركة واذا ذهب عن المرء والعياذ بالله التوحيد ذهبت البركة وحل محلها الضياع الانحراف والضلال فالبركة انما تنال بتوحيد الله عز وجل هذا الامر الاول والامر الثاني باتباع المرسلين باتباع المرسلين والسير على منهاجهم واتباعهم فيما يدعون اليه من طاعة الله وعبادته وان تكون عبادة المرء لله عز وجل وفق ما جاء عن المرسلين. فبهذين الاصلين العظيمين والاساسين المتينين تنال البركة. ولا يمكن ان تنال البركة في الدنيا والاخرة الا بهما فالبركة من الله البركة من الله عز وجل ولا تنال الا اخلاص الدين لله وحسن الاتباع لرسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه قال قال والبركة من الله فلقد رأيت يقول ابن مسعود الماء ينبع من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا نظير ما تقدم في حديث انس رضي الله عنه قال رأيت الماء ينبع من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل يرفع عليه الصلاة والسلام الطعام من المائدة الى فيه والصحابة يسمعونه ويسبح يسمعون ويسبح اي يسمعون من الطعام صوت التسبيح يسمعون من من الطعام صوتا بالتسبيح يسبح وسمع الصحابة رضي الله عنهم حصيات في يد النبي عليه الصلاة والسلام كانت في يده وسمعوا آآ تسبيح الحصيات والله جل وعلا يقول تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فهذا كله من الشواهد قد قال عليه الصلاة والسلام اني لاعلم حجرا بمكة يسلم علي اذا مررت عليه اذا مر عليه صلوات الله وسلامه عليه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا النوع من الايات كثير والعلماء رحمهم الله تعالى جمعوا ذلك في كتب الدلائل كتب دلائل النبوة جمعوا امور كثيرة جاءت في الاحاديث الصحاح عنه صلوات الله وسلامه عليه وهي كلها امور خارقة هذا وهي من البراهين هي هي من البراهين ومن انواع البراهين ليست البراهين منحصرة في هذا بل هذه من انواع البراهين الدالة على صدق الرسول نعم. قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر. وقد تقدم الحديث بطوله وقال في اخر هذه الرواية ليأتين على احدكم زمان بان يراني احب اليه من ان يكون له مثل اهله وماله. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر اي ظفرت من الشعر وكما قال رحمه الله تقدم الحديث بطوله قال وفي اخر هذه الرواية اي التي ساقها البخاري رحمه الله في هذا الموضع وليأتين على احدكم زمان اي بعد موته يقصد صلوات الله وسلامه عليه وليأتين على احدكم زمان لان يراني لان يراني احب اليه من ان يكون له مثل اهله وماله احب اليه من ان يكون له مثل اهله وماله اي من عظم ما قام في قلبه من شوق ورغبة في ان يرى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقول ذلك عليه الصلاة والسلام للصحابة رضي الله عنهم تشويقا لهم وترغيبا في مزيد الملازمة والحضور لمجالسه والتلقي عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وان انه سيأتي عليهم زمان اي بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام لان يقول لان يراني احدكم احب اليه من ان يكون له مثل اهله وماله ونقف قليلا نقرأ كلاما للنووي رحمه الله وتعليقا عليه في كتاب شرح الشمائل في صفحة اربع مئة وستة وستين في صفحة اربع مئة وستة وستين السطر الثاني من من اسفل وقد جاء في الصحيح وقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة والذي نفس والذي نفس محمد في يده ليأتين على احدكم يوم ولا يراني ثم لان يراني احب اليه من اهله وماله مع قال النووي رحمه الله معلقا عليه تعليقا مفيدا ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجلسه الكريم مشاهدته حضارا وسفرا للتأدب بآدابه وتعلم الشرائع وحفظها ليبلغوها. واعلامهم انهم يندمون على ما فرطوا فيه من الزيادة من مشاهداته وملازمته والشاهد ان هذا الشوق لرؤيته ينبغي ان يكون من ورائه كلام النووي. انتهى كلامه رحمه الله. نعم نص شاهد. والشاهد ان هذا الشوق لرؤيته ينبغي ان يكون من ورائه عمل جاد في معرفة هديه وادابه واخلاقه ومعاملاته ليتأسى به عليه الصلاة والسلام. وكلما كان العبد احرص على السنة وكلما كان العبد احرص على السنة وعلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى التأدب بآدابه واخلاقه. كان اقرب اليه منزلا. وقد قال عليه الصلاة سلام ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا. فكلما كان العبد حريصا على الايمان السنة والاتباع والبعد عن البدع والاهواء كان ذلك ادعى واحرى باذن الله سبحانه وتعالى لان يفوز برؤية النبي عليه الصلاة والسلام وان يحظى بمجاورته في جنات النعيم من الله علينا اجمعين بذلك. نعم وعنه قال رحمه الله تعالى وعنه ايضا رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا وكرمان من الاعاجم حمر الوجوه فطس الانوف صغار الاعين كان وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر وهذا الحديث حديث ابي هريرة هو بمعنى الذي قبله ووجه ارادة في هذه الترجمة من جهة اخبار النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وكذلك في الحديث الذي قبله عن امور تقع في المستقبل قال لا تقوم الساعة حتى يحصل كذا وهذه التي اخبر بها عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ونظائره من الاحاديث منها ما وقع عن زمان قريب ومنها ما لم يقع وسيقع طبقا لما اخبر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهذا كله من الايات والدلائل والشواهد على صدق الرسول وصدق ما جاء به. نعم قال رحمه الله تعالى وعنه ايضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلكون يهلك الناس هذا الحي من قريش؟ قالوا فما تأمرنا؟ قال لو ان الناس اعتزلوهم. هذا ايضا نظير الذي قبله اخبار النبي على عن امور ستقع في المستقبل ووقعت طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام قال يهلك الناس هذا الحي من قريش والمراد الاحداث احداث الاسنان منهم بسبب طلبهم للملك ومقاتلتهم عليه. وتطاحنهم في في تحصيله فيقول يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا قالوا فما تأمرنا؟ قالوا قال لو ان الناس اعتزلوهم يعني اذا كان بينهم هذا التطاحن وليس هناك راية لامام قائمة متبوع فيعتزل مثل ما سيأتي معنا تبيان لذلك في حديث حذيفة فابن اليمان رضي الله عنه نعم قال رحمه الله تعالى وعنه ايضا رضي الله عنه في رواية قال سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك امتي على يدي غلمة من قريش ان شئت ان اسميهم بني فلان وبني فلان وهذا الحديث او هذه الرواية فيها توظيح التي قبلها. قال هلاك امتي على يدي غلمة على يدي غلمة من قريش والمراد بغلمة حدثاء الاسنان. حدثاء الاسنان والهلاك اي في ذلك الوقت عندما يكون بين هؤلاء الغلمة حدثاء الاسنان التطاحن والتناحر والتقاتل في طلب الملك والحرب من اجل ذلك وكان ابو هريرة يقول ان شئت اسميتهم بني فلان وبني فلان وجاء في بعض الروايات ان ابا هريرة كان يقول اللهم لا تدركني سنة ستين. اللهم لا تدركني سنة ستين ولا امارة الصبيان ولا امارة الصبيان قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في هذا اشارة الى ان اول الاغيلمة في سنة ستين الذين يكون على ايديهم هذا الهلاك والله تعالى اعلم. والشاهد ان هذا الامر اورده رحمه الله تعالى من من جهة ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر فيه عن امر سيقع في المستقبل ثم انه وقع طبقا لما اخبر صلوات الله وسلامه عليه فكان ذلك علما من اعلام نبوة ودليلا من دلائلها نعم قال رحمه الله تعالى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني. فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم قلت وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم. دعاة الى ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت يا رسول الله فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال تلزم وجماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم تكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعظ باصل لشجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك. هذا الحديث حديث حذيفة حديث عظيم وفيه ما ينبغي ان يكون عليه المسلم عند حصول الفتن هو حديث مليء بالفوائد والعبر والعظات والمنهج القويم الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم ويؤجل الكلام على هذا الحديث الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك حبك تاء وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا ولا سلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم خير