الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ما بعد ايها الاخوة نحن مقبلون بعد ليلة غير هذه الليلة على امر كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظمه. وكان يهتم به غاية الاهتمام حتى انه عليه الصلاة والسلام كان ينقطع عن الدنيا ويتفرغ له يتفرغ له تفرغا كاملا. الا وهي العشر الاواخر من رمضان هذا الموسم العظيم هذا الموسم الثمين هذا الوقت الثمين من من عمر الانسان والذي فيه ليلة من وافقها فقد وفق لخير عظيم ليلة القدر التي العمل فيها خير من العمل في الف شهر انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من الف شهر. يعني ان العمل الصالح في ليلة واحدة ليس مساويا للعمل في الف شهر بل خير منه والف شهر تعادل ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر والموفق من وفقه الله حتى من كان مقصرا فيما مضى من عمره لو وفق لهذه الليلة لوفق لخير عظيم خير ممن عمل ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر وذلك فضل الله انها فرصة ايها الاخوة. فرصة عظيمة للتزود بالاعمال الصالحة. اذا كان ارباب التجارة عندهم فرص في البيع وفي الشراء وفيما يتعلق بامور الدنيا فكذلك ايضا تجار الاخرة تجارة مع الله عز وجل فيها فرص ومن هذه الفرص هذه الفرصة بين ايدينا ليلة واحدة خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها شرفا لها وتنزل تسلم على كل مؤمن ومؤمنة يتعبد لله عز وجل سلام هي حتى مطلع الفجر اي انها تبتدأ من غروب الشمس الى طلوع الفجر هذه الليلة ايها الاخوة تستحق من الانسان ان يتفرغ لها وقد كان عليه الصلاة والسلام يطلب هذه الليلة فاعتكف العشر الاول ثم اعتكف العشر الاواخر من رمضان ثم اخبر بان ليلة القدر في العشر الاواخر فاستقر اعتكافه عليه الصلاة والسلام في العشر الاواخر فكان طيلة حياته عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الاواخر الا توفاه الله الا في سنة واحدة. لما اراد ان يعتكف اتى ازواجه وكل زوجة ضربت لها خفاء في المسجد فقال عليه الصلاة والسلام البر اردتن؟ ثم امر بازالة الاخبية كلها ولم يعتكف في العشر الاواخر من رمضان من ذلك العام لكنه اعتكف بدلا منها في العشر الاول من شهر شوال. واعتكف عليه الصلاة والسلام في العام الذي توفي فيه عشرين يوما والاعتكاف من الشرائع القديمة الموجودة عند الامم السابقة ويدل لذلك قول الله تعالى ابراهيم وطهر بيتي للطائفين والعاكفين قيل هذا يدل على ان الاعتكاف موجودا منذ زمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام وايضا جاء في صحيح البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه قال اني يا رسول قالوا يا رسول الله اني نذرت ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام اني نذرت ونعتكف في الجاهلية ليلة في المسجد الحرام. وقال عليه الصلاة والسلام او في بنذرك وهذا دليل على انه الاعتكاف كان موجودا من قديم الزمان والاعتكاف يعني التفرغ للعبادة الانقطاع عن الدنيا والتفرغ للعبادة كل ذلك طلبا لليلة القدر وهو سنة مؤكدة جدا في العشر الاواخر من رمضان ويعرفه العلماء بانه لزوم المسجد لطاعة الله تعالى. وهذا يدل على ان من شرطه ان يكون في المسجد فلا يصح ان يكون في غير المسجد وبناء على ذلك لا يصح ان تعتكف المرأة في بيتها فاذا ارادت المرأة ان تعتكف لابد ان تعتكف في مسجد من المساجد واعتكاف النساء مشروع كالرجال لكن بشرط امن الفتنة ويسمى الاعتكاف جوارا كما جاء ذلك في بعض الاحاديث والاعتكاف كما ذكرنا سنة الا انه يجب بالنذر. لو نذر الانسان يعتكف فيجب عليه ان يفي بنذره الحكمة من الاعتكاف ايها الاخوة هو الانقطاع عن الدنيا والتفرغ للعبادة وطلبا لليلة القدر لان الانسان وهو في مشاغل الحياة قد يقسو قلبه ويغفل ويذهل هو بحاجة الى وقت ينقطع فيه عن امور الدنيا وعن اشغال الدنيا وعن التي لا تنقضي وان يتفرغ فيه للاخرة يتفرغ فيه للعبادة ويلتمس فيه ليلة قدر فهو يكون في المسجد ليلا ونهارا لا يخرج من المسجد فاذا هو منقطع لعبادة الله عز وجل هذه هي الحكمة من الاعتكاف والاعتكاف لا حد لاقله. بل كل ما يسمى اعتكافا عرفا فانه يصح ان يكون اعتكافا. يصح ان يكون اعتكفا. بناء معنى ذلك لو لم يتيسر لك ان تعتكف في جميع العشر الاواخر من رمضان لك ان تعتكف في ليلة مثلا من الليالي التي ترجى فيها ليلة قدر او في الوتر او بعض الليالي لا بأس بهذا الاعتكاف من شرطه المكث واللبث في المسجد. وينافيه الخروج من المسجد. والخروج من المسجد بالنسبة للمعتكف له ثلاثة احوال الحالة الاولى ان يخرج لما لابد له منه. كان يخرج للاتيان بالطعام والشراب اذا لم يوجد من يأتيه بالطعام والشراب فهذا لا بأس به باتفاق العلماء وكذلك ايضا الخروج لقضاء الحاجة. الخروج لقضاء الحاجة لا بأس به. لكن اذا كان في المسجد اذا كان ملحق به دورات مياه فهل يجوز للمعتكف ان يخرج الى بيته ليقضي حاجته في بيته او لابد ان يقضي حاجته في دورة مياه المسجد. هذه المسألة اختلف فيها العلماء فمن العلماء من قال ما دام ان في المسجد انه ملحق به دورات المياه فليس له الخروج الى بيته وقال اخرون بلغوا ذلك وتوسط فريق ثالث وقالوا اذا كان المعتكف ممن يحتشم من الذهاب لدورة مياه المسجد فله الذهاب لبيته اما اذا كان ممن لا يحتشم من ذلك فليس له الذهاب وهذا هو القول الراجح في المسألة والذي ذكره موفق ابن قدامة في المغني وهو الاقرب لان بعض الناس يشك وعليه ان اه يقضي حاجته او ان يغتسل او ان يتنظف في دورة مياه المسجد ويريد ان يفعل ذلك في بيته. لكونه له وصية وبعض الناس ربما يكون كبيرا في السن وربما انه لا تطمئن نفسه الا بقضاء حاجته في في دورة المياه في منزله. فمثل هذا نقول لا بأس ان يذهب لبيته ويقضي حاجته في بيته والحمد لله. وهذا لا ينافي المقصود من الاعتكاف. لان المقصود من الاعتكاف هو التفرغ للعبادة في المسجد. فخروجه هذا خروج يسير. ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام وكان لا يدخل البيت الا لحاجة هذا لفظ البخاري لفظ مسلم الا لحاجة الانسان الا لحاجة الانسان ولهذا نقول لان هذا مما يشجع الانسان على الاعتكاف لان بعض الناس تقف عندهم هذه المسألة عقبة وعائقا يقول كيف اعتكف المسجد وكيف اقضي حاجتي وكيف اذا اغتسل واريد ان اتنظف وربما تكون له ايظا دورة مياه خاصة به ونحو ذلك. فنقول مثل هذا لا بأس ان يذهب لبيته ويقضي حاجته في البيت. والحمد لله ويعتبر هذا من الخروج لحاجة الامر الثالث الخروج لقربة لا تجب عليه. كالخروج لعيادة المريض او تشييع الجنازة. فهذا جمهور اهل العلم يمنعون من ذلك لا ان يشترط ومن العلماء من قال بعدم صحة الاشتراط وهم المالكية وقالوا ان الاشتراط ليس عليه دليل ولم يؤثر عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا هو القول الراجح في المسألة انه لا الاشتراك لانه لا دليل يدل على صحته وآآ الجمهور انما اجازوه قياسا على اشتراطه في الحج. ولكن هذا القياس قياس غير صحيح. لان المشترطة في الحج انما يشترط ان يتحلل من الحج عند وجود عائق يعوقه. بينما المشترط في الاعتكاف فهو يريد ان يشترط لامر في الاعتكاف فهذا القياس اذا لا يستقيم. فاذا ليس عليه دليل من السنة ولا من اقوال الصحابة ومن اثار عن الصحابة في هذا. والقياس الذي ايضا اعتمد عليه قياس لا لا يستقيم ولا يصح وبهذا نقول انه لا يصح الاشتراط اصلا كما قال الامام مالك وحينئذ نقول بالنسبة للخروج عن عيادة المريض ولا اتباع الجنازة القول الصحيح فيها انه اذا كان لهذا المريض او لهذا الميت اذا كان له على الانسان حق فيجوز له ان يخرج ولو لم يشترط اصلا. يجوز له ان يخرج لعيادة والده اذا مرض لوالدته لاخيه لاخته ونحو ذلك. وهكذا اذا اتى احد من اقاربه الذين له عليه حق متأكد كان يموت والده او اخوه او قريبه عزيز عليه فله ان يخرج من معتكفه من غير ان يشترط فهذا هو القول الصحيح في هذه المسألة ولا حاجة لان نقول من اشتراط اصلا ثم انني اقول ايها الاخوة ان المعتكف ينبغي ان يشتغل بما هو طاعة لله عز وجل ومن ذلك اعظم ما يشتغل به في ليالي العشر الاواخر من رمضان ما هو؟ الصلاة قد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم هذه الليالي وليلة سبع وعشرين جمع اهله وجمع الصحابة كلهم وقام بهم تلك الليلة حتى خشي الصحابة ان يفوتهم السحور فاعظم ما يشتغل به الانسان الصلاة وبعض الناس يقول انا لا اريد ان اصلي الاحدى عشرة ركعة فقط نقول احدى عشرة لا شك ان النبي عليه الصلاة والسلام كان في معظم احيانه واحواله لا يزيد على احدى عشرة ركعة لكن كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه الصلاة والسلام يقرأ في الركعة الواحدة سورة البقرة والنساء وال عمران في ركعة واحدة ويكون ركوعه قريبا من قيامه وسجوده قريبا القيامة فاذا اردت ان تفعل مثل هذا نقول احدى عشر ركعة لا شك انها هي سنة لكن ان تطبق السنة في العدد وتهمل في الكيفية هذا ليس من الفقه لهذا نجد في بعض المساجد اذا دخلت العشر الاواخر خفت صلاتهم يعني بدل مثلا ما يخرج من الساعة التاسعة في العشرين الاولى اصبحوا يخرجون تسعا الا ربعا بدخول العشر الاواخر. يقول نريد نريد تطبيق السنة في العدد هذا خلل هذا غير صحيح المطلوب احياء هذه الليالي الفاضلة كيف يحرم الانسان نفسه من الاجر بعدين ثم ايضا نقول ان صلاة الليل صلاة التراويح غير محددة بعدد والدليل لذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى ولا شك ان صلاة التراويح هي من صلاة الليل ولم تسمى اصلا من صلاة التراويح الا في عهد عمر رضي الله عنه صلاة الليل مثنى مثنى. فاذا خشي احدكم الصبح فلنترك واحدة غير محددة بعدد معين حتى نتقيد بالعدد في هذا واذكت رجلا يصلي فقط يقول انا لا اصلي الاحدى عشرة ركعة فيصلي اول الليل يمكن ربع او ثلث ساعة واخر الليل من ثلث الى نصف ساعة قلت بقية الوقت قال ما اصلي هذا حرام نفسه الحقيقة شوف كيف انظر كيف يدخل الشيطان على الانسان افضل ما يشتغل به في تلك الليالي الصلاة افضل ما يشتغل به الصلاة على ان الصلاة هي احب الاعمال الى الله تعالى في غير العشر ايضا الاواخر فما بالك بالعشر الاواخر؟ جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله تعالى قال الصلاة على وقتها الصلاة يا اخواني اجتمعوا فيها من الخشوع والخضوع والتعظيم لله عز وجل والقرآن قراءة القرآن والذكر والتسبيح فلا يجتمع في غيرها ولهذا احب العمل الى الله تعالى الصلاة. اذا اردت ان ان تشغل معظم وقتك بالصلاة هذا هو احب العمل الى الله تعالى. كان الامام احمد ابن حنبل يصلي لله تعالى في اليوم والليلة تطوعا من غير الفريظة ثلاث مئة ركعة وكان الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب عنده في الاحكام كان يقتدي بالامام احمد في هذا فيصلي في اليوم والليلة ثلاث مئة ركعة لعلمهم بان الصلاة هي احب العمل الى الله تعالى. ولهذا حتى اذا اتيت المسجد الجامع يوم الجمعة افضل ما تشتغل به الصلاة الى ان يدخل خطيب. يعني الى قبيل قبيل دخول يعني الى وقت النهي وقت النهي قبيل الزوال بحدود من خمس الى عشر دقائق وكان كثير من السلف يشتغلون بالصلاة من حين يأتي مسجد الجامع الى وقت النهي. ركعتي مثنى مثنى مثنى. ويدل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ثم يصلي ما كتب له فاذا استطعت ان تمضي الوقت هذا كله في الصلاة هذا هو احب العمل الى الله تعالى. هكذا ايضا في العشر الاواخر الناس الان ربما يشق عليهم طول القيام ولهذا اذا كان يشق عليهم طول القيام فيكثر من الركعات كما كان الامام احمد رحمه الله يفعل يصلي ثلاث مئة ركعة الصلاة اذا هي احب العمل الى الله تعالى وتتأكد الصلاة في العشر الاواخر من رمضان. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فاذا قمت مع الامام حتى ينصرف يعني حتى يسلم لاخر ركعة يكتب لك قيام ليلة يكتب لك الاجر كاملا والحمد لله. ولهذا ينبغي للانسان اذا صلى مع الا ينصرف حتى ينصرف الامام من اخر ركعة وان يعزم على ذلك لان بعض الناس يعني يأتيهم التردد اذا اتى الانسان التردد فلن يكمل الصلاة مع الامام لابد ان يكون ذا عزم وحزن وان يقدر ان هذا ربما يكون هو اخر رمضان يصومه مع المسلمين وان يجعل الاخرة هي اكبر اهتماماتهم يعني امور الدنيا اشغالها لا تنقظي. اشغال الدنيا لا تنقظي يعزم على ان يكمل الصلاة مع الامام حتى يكتب له قيام ليلة. وليلة القدر ايها الاخوة هي في العشر الاواخر ومن اجتهد في جميع ليالي العشر فقد وافق ليلة القدر قطعا ولهذا ينبغي الاجتهاد في جميع ليالي العشر لكن آكد الليالي وارجحها ليلة سبع وعشرين فان النبي عليه الصلاة والسلام انما جمع اصحابه واهله في تلك الليلة. ولم يقم النبي عليه الصلاة والسلام ليلة كاملة باهله واصحابه الا ليلة سبع وعشرين وايضا ابي بن كعب كما في صحيح مسلم كان يجزم بان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين بل كان يحلف على هذا. والله الذي لا اله غيره اني لا اعلم اي اي التي هي ليلة القدر هي الليلة التي امر النبي صلى الله عليه وسلم بقيامه هي ليلة سبع وعشرين. ولقد راقبت الشمس عشرين عاما فوجدتها تطلع صبيحة سبع وعشرين لا شعاع لها وهذا هو رأي جمهور اهل العلم وهو الذي هو رأي عمر وابن عباس وعدد كثير من وعدد من الصحابة وهو المذهب عند الحنابلة ان ارجى ليالي وارجح الليالي انها ليلة سبع وعشرين. الادلة لهذا كثيرة والاثار في هذا ومن لطائف التفسير ما ذكر في قول الله على انا انزلناه في ليلة القدر قالوا ان هذه السورة ثلاثون كلمة ذكر هذا بعض المفسرين في اللطائف ان هذه السورة ثلاثون كلمة الكلمة رقم سبع وعشرين هي سلام هي حتى مطلع الفجر فلعل في هذا اشارة الى ان يعني ليلة القدر هي ارجى الليالي انها ليلة سبع وعشرين والصحيح انها ثابتة وانها لا تتنقل لانها انما اكتسبت شرفها نزول القرآن فيها. ولان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليخبر بها اصحابه حصلت ملاحاة بين رجلين فانسيها. ولو كانت تتنقل لكان لما انسيها في ذلك العام. الذي وقعت فيه هذه الملحات والخصومة لاخبرهم الذي يليه او العام الذي يليه ولهذا فالصواب كما هو عليه جمهور اهل العلم انها ثابتة وانها لا تتنقل وان ارجاها ليلة سبع وعشرين ولكن ايضا حتى ليلة سبع وعشرين العالم الاسلامي مختلف في دخول شهر رمظان. فمنهم من دخل شهر رمظان عنده ليلة يوم الاحد ومنهم من دخل الاثنين كما هو الحال عندنا. وبعظ بلدان العالم الإسلامي لم يدخل رمضان عندهم الا الثلاثاء. فليلة سبعة وعشرين ايضا مختلفة. وهي وهي واحدة. هي واحدة لا يمكن ان تختلف. لا يمكن ان تنزل الملائكة اكثر من مرة. هي مرة واحدة فاي من الذي يصيب ليلة سبع وعشرين؟ هل نحن ام الذين صاموا الاحد؟ ام الذين صاموا الثلاثاء؟ وهذا كله يستدعي ان يجتهد المسلم في جميع ليالي العشر الاواخر اذا افضل ما يشتغل به المعتكف ايها الاخوة هو الصلاة. انبه هنا على ان بعض المعتكفين وفقهم الله. اذا اعتكفوا يمضون كثيرا من وقتهم في السواليف وفي الاحاديث الجانبية ومن المعلوم ان الكلام يجر بعضه بعضا وربما وقعوا في غيبة وربما وقعوا في سخرية او وقعوا في كلام غير لائق. ولهذا ينبغي لهم ان ان يقللوا من الكلام. نعم نقول لا بأس لا بأس بالحديث الجانبي ولبس بمثل هذه الاجتماعات لكن تكون بقدر معين والا فالنبي عليه الصلاة والسلام زارته زوجه صفية لتحيي معها ساعة وهو معتكف في المسجد ثم ذهب ليودعها فرآه رجلان من الانصار فقال مهلا انها صفية. قالوا يا ويا رسول الله انت تقول هذا يا رسول الله؟ قال اني انها صفية اني خشيت اه ان يقذف الشيطان في قلوبكما شرا او قال شيئا ان الشيطان يجري بابن ادم دم. فهذا يدل على انه لا بأس بالاحاديث لكن تكون بقدر معين لا تكون يجل وقت الانسان. وينبغي ان يجعل المعتكف له برنامجا اجعل له برنامجا في في اعتكافه بحيث ان هذا يعينه يعني مثلا يختم القرآن في معتكفه كذا مرة. ويجعل لذلك الية معينة يقول مثلا كل يوم كل ليلة اقرأ كذا جزء من القرآن حتى يختم القرآن كذا مرة ويسبح ايضا يعني ويحمد الله ويكبره ويستغفر فيجعل له برنامجا في هذا حتى يستفيد من اعتكافه يا اخي لان بعض الناس يمضي جل اعتكافه في النوم وفي الاحاديث وهو فقط يصلي مع الامام. يقول يعني ينبغي ان يفترض للمعتكف ان يشتغل جل وقته بالتقرب الى الله عز وجل بالعبادة. بقي ان يقال بالنسبة لبعض المعتكفين عندما يطلبون آآ سحورا مثلا فطورا من المطعم فبعضهم عندما يتصل به يشتري اه هذا الطعام وهو في المسجد وهذا لا يجوز. لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البيع والشراء المسجد قال انها لم تبنى لهذا فان المساجد لم تبنى لهذا اذا رأيتم من يبيع او يشتري في المسجد فقولوا لاربح الله تجارتك فان المساجد لم تبنى لهذا ولهذا اذا قادر يتصل مثلا بمطعم او بمن يأتي بالطعام والشراب وهو يريد ان يشتري منه هذا الطعام او الشراب يخرج خارج المسجد ويتصل به ويتصل به هذا بالنسبة للشراء اما بالنسبة للاقتضاء كونه يعطيه المبلغ هذا لا بأس ان يكون في المسجد وقد ورد في السنة ما يدل لهذا كما في قصة آآ بن ابي حدرد في مقاضاة كعب فقال النبي عليه الصلاة والسلام ضع عنه شطر المال فقال افعل يا رسول الله في المسجد لا بأس بها لكن الذي ورد النهي عنه هو الاقتضاء في المسجد اقتضاء الدين لا بأس به لكن الذي ورد النهي عنه هو البيع والشراء في مسجد والمسجد الاعتكاف يصح في جميع المساجد حتى في غير الجوامع. يصح في المسجد الذي لا تقام فيه الجمعة. واذا اتى وقت الجمعة يخرج المعتكف الى المسجد في الجامع ثم يعود الى معتكفه. اقول ايها الاخوة ربما اه ان تيسر لك ان تعتكف. جميع العشر الاواخر لا شك ان هذا هو الاكمل وهو الافضل وهو السنة وهو خير عظيم يفعله الانسان وانجاز كبير اذا لم يتيسر فلا اقل من ان تعتكف الليالي الوتر فاذا لم يتيسر فلا اقل من ان تعتكف ارجى الليالي. فاذا لم يتيسر هذا كله فلا اقل من ان تعتكف ليلة سبع وعشرين لانها ارجى ليالي. وانه لمن المؤسف ومن المحزن عندما يرى الانسان ازدحام الاسواق في مثل هذه الليالي الفاضلة. عندما يرى ليلة سبع وعشرين والاسواق بالناس بالرجال والنساء وغيرهم وهم في غفلة في غفلة عن هذا الوقت الثمين وهذا الوقت الفاضل الذي ربما لا يتكرر وربما يعني لو ان الانسان تفرغ فيه للعبادة لربما ادرك فيه نفحة من نفحات الرب عز وجل ينال بها سعادة الدنيا والاخرة. فاجتهدوا رحمكم والله في هذه العشر المباركة واروا الله تعالى من انفسكم خيرا. اجتهدوا فيها اولا بقيام هذه الليالي العشر. وان يحرص كل واحد منا الا ينصرف حتى ينصرف الامام من اخر ركعة حتى يكتب له اجر قيام ليلة وان يعتكف ما يتيسر من هذه الليالي الفاضلة من كان موظفا فخروجه لوظيفته يقطع الاعتكاف وينافي الاعتكاف لكن بامكانه ان يعتكف بعض بعض الليالي يعني مثلا يعتكف في الليل اما في النهار فيخرج ولوظيفته وبهذا ينتهي اعتكافه وفي الليلة الثانية اعتكف مرة اخرى من جديد هذا لا بأس به ونحن قلنا ان الصحيح انه لا اقل للاعتكاف وانه يصوم بكل ما يسمى اعتكافا عرفا هذه ايها الاخوة نبذة مختصرة في احكام اه ومسائل الاعتكاف واسأل الله تعالى ان يبارك لنا فيما بقي من شهر رمظان وان بما فيه على الصيام والقيام وان يتقبله منا جميعا وان يجعلنا فيه من عتقائه من النار. كما اسأله سبحانه ان يوفقنا لليلة القدر. وان يجعلنا ممن بجزيل الثواب وعظيم الاجر. كما اسأله سبحانه ان يبارك لنا في اعمارنا وفي اوقاتنا. وان يبارك لنا فيما بقي من اعمالنا في هذه الدنيا ان يرزقنا توبة نصوحا ويرزقنا الانابة اليه. والا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. وان يوفقنا لما يحب ويرضى من الاقوال والاعمال وان ييسرنا لليسرى وان يجنبنا العسر. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين