الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فاولا اسأل الله تعالى ان يغفر لشيخنا عبد الله بن عقيل وان يتغمده بواسع رحمته وهذه الندوة من الاثار الحسنة التي خلفها رحمه الله واشكر الاخوة القائمين على ترتيب هذا اللقاء ايها الاخوة موضوع هذا اللقاء يحبهم ويحبونه يدور حول معنى المحبة لله عز وجل المحبة لله سبحانه وتعالى وعندما نقول المحبة فالمحبة لا تحتاج الى تعريف كما يقول الامام ابن القيم رحمه الله يقوم لا تحد المحبة بحد اوضح منها فالحدود لا تزيدها الا خفاء وجفاء فحدها ليس هناك حد احسن من ان توصف بالمحبة وانما يتكلم الناس عن اسبابها وموجباتها واثارها فذكر الله تعالى في هذه الاية يحبهم ويحبونه. ابتدى عز وجل هذه الاية الكريمة بقوله يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم نحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله واسع عليم هذه الاية ابتدأها الله تعالى بقوله يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه وقد نزلت هذه الاية في اواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفيها اشارة الى ان هناك من سيرتد عن دينه قال اهل العلم وهذه من الايات ان الله تعالى اخبر بان ردة ستحصل من بعض الناس عن دينهم وهو ما وقع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد ارتدت قبائل من العرب وقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم ففي هذا تحصين للمجتمع الاسلامي تحصين لجان العقيدة كأن المعنى من يرتد منكم عن دينه فانه لا يضر الا نفسه وسوف يأتي الله تعالى بقوم مؤمنين صادقين هذه اوصافهم وسوف يجاهدونهم في سبيل الله وهذا ما حصل في عهد ابي بكر الصديق وما بعده ولا يزال على مر مر العصور الاسلامية لا يزال المؤمنون الصادقون يجاهدون يجاهدون اعداء الله تعالى يجاهدون من يرتد فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فوصفه الله تعالى بهذا الوصف العظيم نحبهم ويحبوننا فالله تعالى يحب هؤلاء المؤمنين وهل هناك شيء اعظم من نيل محبة الله عز وجل انت ايها الانسان او ضعيف ثقيل المسكين يحبك الله سبحانه وتعالى الرب العظيم الخالق البالغ المصور الذي لا اله الا هو الذي اليه ترجع الامور بديع السماوات والارض لا شك ان اللسان يعجز عن وصف عظيم شرف هذه المحبة فهناك اناس يحبهم الله تعالى ومعتقد اهل السنة والجماعة اثبات صفة المحبة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته فالله تعالى يحب بعض عباده المؤمنين ومن هؤلاء الذين ذكرهم عز وجل في هذه الاية وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا احب الله عبدا نادى جبريل فقال اني احب فلانا فاحببه فيحبه جبريل وينادي جبريل في الملائكة ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض فلا يراه الانسان ولا يسمع به الا احبه اي شرف اعظم من هذا هذا والله هو الجار العظيم وهذا هو الشرف الكبير يحبهم ويحبونه وهم ايضا ذكر الله تعالى لهم خمس صفات الصفة الاولى انهم يحبون الله تعالى الصفة الثانية ادلة على المؤمنين الصفة الثالثة اعزة على الكافرين الصفة الرابعة يجاهدون في سبيل الله الصفة الخامسة ولا يخافون لومة لائم اما الصفة الاولى فانهم يحبون الله تعالى يحبون الله عز وجل محبة صادقة وليست مجرد دعوة فان بعض الناس يدعي محبة الله تعالى وهو غير صادق للتلاوة ولهذا لما ادعى قوم محبة الله ابتلاهم الله تعالى باية المحنة ويقول سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يخلقكم الله فعلامة محبتك لله عز وجل ان تكون متبعا لرسوله صلى الله عليه وسلم اما الذي يبتغي محبة الله ولا يكون متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان محبته وغير صادقة تكون مجرد دعوة محبة ومحبة الله تعالى من من الامور العظيمة كيف تنام محبة الله عز وجل المحبة تدرك اما ان تدرك بالحس او بالعقل كما ذكرها العلم محبة الشيء عموما اما ان تدرك عن طريق الحس او عن طريق العقل اما عن طريق الحس فانت مثلا تحب الطعام الشهيد اذا يقتل اذا اخته تحب هذا النوع من الطعام تحب النظر الى الصور المستحسنة تحب سماع الاصوات اه الحسنة هذا عن طريق الحس وعن طريق العقل كمحبة مثلا الجاه ومحبة بعض العلوم مثلا بعض الناس يحب علما من العلوم هذا عن طريق العقل فمحبة الله تعالى عن طريق العلم به جل وعلا ومعرفته سبحانه فكلما كان العبد اعلم بالله واعرف بالله عز وجل كان اعظم محبة لله عز وجل وسنبين الاسباب التي تنال بها محبة الله تعالى لكن اود ان نكمل الصفات المذكورة لهؤلاء في هذه الاية الكريمة اذلة على المؤمنين هذه هي الصفة الثانية تأمل هذا الوصف اذلة ثم لم يقل ادلة للمؤمنين وانما ادلة على على المؤمنين معلومة ان حرف على تفيد الاستعلاء والتمكن فهذه هذا المعنى مظمن مع الاخر على تتضمن يعني على تضمين معنى الرحمة والشفقة واللين فهي ليست من الذلة بمعنى الاستكانة والخضوع ولكنها من الذلة التي هي بمعنى اللين والرحمة والشفقة وخفض الجناح للمؤمنين كما قال الله عز وجل عن الوالدين واخفض لهما جناح الذل من الرحمة من يذل امام والديه هل يعتبر هذا نقصد بحقه؟ ابدا هكذا ينبغي ان تكون العلاقة بين المؤمنين تكون على جانب من اللين والرهبة و التعاطف وليس المعنى الاستكانة والخضوع ليس هذا هو المعنى ولكن اذا تعامل المؤمن مع اخوانه المؤمنين بمقتضى التواضع والرحمة واللين يعني يصبح كانه كانه ذليل مع رفعته مع رفعته ولهذا اتى بحرف على لم يقل اذلة للمؤمنين وانما قال اذلة على على المؤمنين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من تواضع لله رفعه ولهذا ينبغي ان ان تسود هذه الاخلاق المجتمع الاسلامي اخلاق الرحمة والشفقة اه الرزق واللين هل الاخلاق ينبغي ان تكون سائدة في المجتمع الاسلامي وفي المقابل عزة على الكافرين وهذه الصفة الثالثة لماذا اعز على الكافرين لانهم على يقين سلامة معتقده وسلامة منهجهم ليسوا بحاجة لهؤلاء الكافرين. فيظهرون امامهم العزة العزة بعقيدتهم العزة بدينهم فلا يستكلون للكافرين ولا يخضعون لهم وانما اعزة وليس المعنى ظلم الكافرين ليس هو المقصود ولا يجوز الظلم ولكن المعنى ان المسلم يكون عزيزا يعتز بإسلامه يعتز بايمانه امام الكافرين لا يستكين لا يخضع له ونجد بعض المسلمين يعني مع الاسف قلبوا هذه المعاني فتجده اه يعني تجد هؤلاء اعزة على المؤمنين اذلة على الكافرين. هذا نجده في الواقع تجد بعض الناس يتعامل يتعامل مع اخوانه المؤمنين استعلى وبعدم رفق وولي وربما تعامل معه يعني تعاملا ماديا بحثا مع غياب لمعاني الرحمة واللين والرفق والتكافل وخفض الجبل بينما امام الكامرين تجد الاستكانة والخضوع والمطلوب هو كما ذكر الله تعالى في الاية اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين ونصف الرابع له يجاهدون في سبيل الله تجاهدون لاعلان كلمة الله عز وجل يجاهدون باموالهم وبانفسهم وباقوالهم وبافعالهم ولا يخافون لومة لائم وهذا الوصف الخالص وانما لا يخافون لومة لائم لقوة ثباتهم ويقينهم بصحة عقيدتهم وسلامة منهجهم فاذا الانسان اذا كان على يقين بمنهجه ومبدأه لا يخاف من لومة اللائمين انما الذي يخاف من لوم اللائمين هو من عنده شك او عنده تردد هذا هو الذي خاب اللوم اللئيم وفي هذا الاشارة الى ان المسلم اذا كان على حق فلا يتنازل عن هذا الحق وانما يثبت عليه ولا يثنيه عن هذا الحق له ملائم مخافة لومة اللاعبين ايها الاخوة تسببت في عدم استقامة اناس كثيرين على الحق فتجد بعض الناس يحب الخير يحب الصلاة يحب الاستقامة لكن يخشى من لوم اللائمين يخشى من يقال كذا وان يقال كذا وان يسخر به السافرون يسخر به الساخرون او يستهزئ به المستهزئون او يلومه اللائمون فيترك الاستقامة لاجل هذه المعاني بل ان ابا طالب ترك اعتناق دين الاسلام مع معرفته بانه الدين الحق مخافة لوم اللائمين ولهذا يقول في قصيدة المشهورة ولقد علمت لان دين محمد خير اديان البرية دينا لوم الملامة او حذاري مسبة لوجدت سمحا بذاك ما الذي منع بطل؟ يقول خوف المناعة ان يقال انه ترك دين ابائه واعتنق دين محمد لولا الملامة طيب هل نفعه الناس اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه في النار وانه يكون له شركان منال يغلي منهما دماغو ما نفعه الناس ترك اعتناق الاسلام دخوله في الاسلام مخافة منامة الناس لولا الملامح او حذاري سكت فهذا السبب تجده يمنع كثيرا من الناس من الخير يهمنا كثيرا من الناس منها استقامة من البذل من الانفاق من يعني من امور كثيرة من الخيل ويستخدم الشيطان هذا السلاح في الصد عن الخير مخامة الملامة المؤمن الصادق على يقين بصدقه آآ عقيدته وسلامة منهجه ولذلك فهو لا يخاف من لوم اللائمين ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وهذا فيه اشارة الى ان هذه الصفات المذكورة في الاية انها فضل عظيم من الله عز وجل ومنة كبرى من الله سبحانه على من اتصف بها وان هذا الفضل من الله عز وجل يؤتيه من يشاء بحسب ما تقتضيه حكمته البالغة وختم الاية بقوله والله واسع عليم كان الله تعالى اعلم بمن يستحق هذا الفضل اه فهذه صفات هؤلاء الذين يحبهم الله عز وجل ذكر لهم هذه الصفات الخمسة ونعود للصفة الاولى التي وعدت بان نفصل الحديث عنها وهي انهم يحبون الله عز وجل فما هي الاسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل فان منزلة المحبة منزلة عظيمة يقول عنها الامام ابن القيم رحمه الله منزلة المحبة هي التي تنافس فيها المتنافسون واليها شخص العاملون واذا علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون وما هي الاسباب التي تنال بها محبة الله عز وجل اولا نبدأ ما ورد في القرآن الكريم من هذه الاسباب وقد استخدمت البرامج الحاسوبية والله يحب فوجدت اما كلمة والله يحب في عدد من المواطن وردت في المحسنين والصابرين والمتقين والتوابين والمتوكلين والمقصودين والمتطهرين والمجاهدين في سبيل الله ثوابت والله يحب المحسنين والله يحب المحسنين. اتدرون كم ورد في القرآن الكريم من مرة خمس مرات خمس مرات والله يحب المحسنين وهذا في اشارة الى عظيم مقام الاحسان وان من اتصف بصفة الاحسان وكان من المحسنين فالله تعالى يحبه فاذا الاحسان من اعظم الاسباب التي تنال بها محبة الله عز وجل ما هو الاحسان الاحسان في عبادة الله والاحسان الى عباد الله اما الاحسان في عبادة الله فقد عرفه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك تعود الله عز وجل عبادة من يستحضر ان الله تعالى يراه من يستحضر مراقبة الله عز وجل له فيبلغ مقام الاحسان في هذه المراقبة عندما يصلي يستحضر ان الله مطلع عليه وان الله لا يخفى عليه خاطئة والله وما الله بغافل عما تعملون هذه ايضا تكررت في القرآن الكريم في عدة مواضع فيها اشارة الى ان المسلم ينبغي ان يكون مراقبا لله عز وجل. لا تظن ان الله تعالى غافل عما تعمل ابدا. والله تعالى يعلم السر واخفى. حتى ما هو اخفى من السر والذي اخفى من السر كما قال كثير من المفسرين هو مات توسوس به النفس قبل ان توسوس به انظر الى عظمة الله عز وجل هل هو الاحسان في مقام عبادة الله سبحانه واما الاحسان الى عباد الله فالاحسان لكل ما يدل عليه معنى الاحسان الاحسان بالقوم الاحسان بالفعل الاحسان بالمال الاحسان بكل وسيلة من وسائل الاحسان فينبغي ان تكون نفس المسلم اعطاءه تحب الاحسان تحب العطاء تحب البذل ولهذا قال سبحانه فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى هذه النفس المعطاءة وعدها الله تعالى بالتيسير واليسرى. اعطى واتقى جمع ما الاعضاء والاحسان التقوى. والتصديق لما امر بالتصديق به فسنيسره لليسرى يعني التيسير لاعمال الخير حتى تجري على يديه بكل يسر وسهولة ومما يدل على عظيم مقام الاحسان ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني امرأة مسكينة ومعها ابنتان فاستطعمتني فاعطيتها ثلاث تمرات فاعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة واخذت تمرة فلما رفعتها الى فيها استطعمتها ابنتاها فاخذت التمرة فشقتها نصفين واعطت كل واحدة من ابنتيها نصف تمرة فاعجبني شأنها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فماذا قال عليه الصلاة والسلام قال ان الله قد اوجب لها بها الجنة سبحان الله من اجل شق تمرة اوجب الله تعالى هذه المرأة الجنة ما اعظم مقام الاحسان الاحسان قول عظيم هذا يقول عليه الصلاة والسلام السعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله كالقائم لا يفطر كالصائم لا يفطر وجزاؤه جنس العمل من احسن الى الناس فان الله تعالى يحسن اليه. وهل جزاء الاحسان الا الاحسان و التقوى وهو من اسباب نيل المحبة محبة الله عز وجل كما قال سبحانه ان الله يحب المتقين وهذه تكررت في القرآن ثلاث مرات ان الله يحب المتقين والتقوى هو ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية باتباع اوامره واجتناب نواهيه ومن ثمرة التقوى التيسير في الدنيا والاخرة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ويكفي ان المتقي اذا اتصف بهذا الوصف ان الله عز وجل يحبه ايضا من اسباب نيل محبة الله عز وجل الصبر كما قال سبحانه والله يحب الصابرين والله يحب الصابرين تبين سبحانه انه يحب الصابرين. والصابرون هم من اتصفوا بصفة الصبر. ما هو الصبر الصبر معناه حبس النفس حبس النفس على الجزع وحبس اللسان على التشكي وحبس الجوارح على الافعال المحرمة لنظم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك والصبر يا اخواني الصبر ايها الاخوة مقامه عظيم جدا بل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم حديث ابي سعيد يقول عليه الصلاة والسلام وما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من الصبر تأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم وما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع النصر اعظم عطاء يعطيه الله عز وجل العبد الصبر. ان يرزقه الصبر واذا تأملت كثيرا من الهموم والغموم والاحزان تجد انها ترجع لقلة الصبر فالذي اهتم مثلا بسبب قلة الصبر الذي يحزن بسبب قلة الصبر الذي يقرأ بسبب قلة الصبر بل ان الكثير من الاخلاق الفاضلة تجب الصبر فمثلا العفة صبر عن شهوة الفرج المحرمة الشجاعة صبر عن الجبن والخوى الكرم صبر على الامساك ببذل المال وانفاقه وهكذا تجد ان كثيرا من الاخلاق الفاضلة ترجع الصبر ولهذا يعني قال عليه الصلاة والسلام وما اعطي احد عطاء خير ولا اوسع من صبر ولهذا جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله اوصني قال لا تغضب تردد برامج قال فلا تغضب لا تغضب معناها يعني صبر نفسك على ترك الغضب صبر نفسك على قد ما هو فتصبر النفس على ترك الغضب يكتسب به الانسان الحلم. يكون الانسان به حليما وهكذا نجد ان الصبر ترجع اليه كثير من الاخلاق الفاضلة ولهذا ينبغي للمسلم ان يمرر نفسه على تحمله على الصبر عندما تجد يعني من يفرط في في الطاعة يتكاسل مثلا عن الصلاة بسبب قلة الصوت يؤذي الراحة ولا ولا يصبر على الذهاب للمسجد والصلاة مع مع الجماعة في المسجد من يقع في المعاصي بسبب قلة الصبر ما عنده الصبر على اه حبس نفسه عن هذه المعاصي وهكذا ايضا من اسباب نيل محبة الله عز وجل التوكل كما قال سبحانه ان الله يحب المتوكلين. كما في سورة ال عمران والتوكل من اعظم اعمال القلوب ومن اسباب دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب كما جاء في الصحيحين حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وخاض الناس بشأنهم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم واخبر باوصافه ذكر لهم اربع صفات قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون لا يسترقون بقوة توكلهم على الله عز وجل. يعني لا يطلبون من احد ان يرقيهم مع ان هذا جائز لكن هؤلاء لقوة توكلهم على الله سبحانه لا يستغفرون ولا يكتمون مع ان الاكتواء جائز لكن قوة توكلهم على الله لا يكتمون ولا يتطيرون لا يتشائمون لا بزمان ولا بمكان ولا صوت ولا بغير ذلك لقوة توكلهم على الله سبحانه ثم ذكر الوصف الرابع تفرعت منه الاوصاف السابقة وعلى ربهم يتوكلون حقيقة التوكل هي صدق اعتماد القلب على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المدار مع فعل الاسباب المأذون فيها هذه هي حقيقة التوكل. وهو من اعظم اعمال القلوب الله تعالى يحب عباده المتوكلين ايضا اسباب نيل محبة الله تعالى التوبة كما قال الله تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين الله تعالى يحب من عبده ان يتوب واذا اكثر من التوبة اصبح توابا وقد جاء في حديث علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يذنب ذنبا ثم يقوم ويتوظأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر الله له وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحصى له في المجلس الواحد قوله ربي اغفر لي وتب علي انك تواب الرحيم مئة مرة فالله تعالى يحب التوابين واحب عباده المستغفرين ايضا من اسباب نيل محبة الله عز وجل العدل كما قال الله تعالى ان الله يحب المقسطين وقد تكررت هذه الاية وقد تكررت هذه في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع ان الله يحب المقسطين في ثلاثة مواضع في سورة المائدة وفي سورة الحجرات وفي سورة في ثلاثة مواطن ان الله يحب المقصودين مقسطين للعادلين العادلين في اهليهم وفيما غلوا العابرين في اولادهم العاملين في جميع امورهم فالله تعالى يحب من يتحرى العدل ويتحرى القسط حتى يتصل بهذا الوصف فيكون من المقسطين ايضا من اسباب نيل محبة الله تعالى ما ذكره الله تعالى في قوله والله يحب المطهرين وفي الاية الاخرى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين التطهر التفاخر الحسي والمعدوي تتطهر الحسي باني تحرص المسلم على ان يكون متوضئا واذا توضأ صلى بهذا الوضوء ما كتب الله له والتظاهر المعنوي من الذنوب بكثرة الاستغفار والتوبة ايضا من اسباب نيل محبة الله تعالى ما ذكره الله تعالى في قوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص يعني الذين يجاهدون في سبيل الله عز وجل باعلاء كلمة الله سبحانه وينتظمون في ذلك كأنهم بنيان مرصوص هذه بعض الاسباب التي استنبطتها من القرآن الكريم واخذتها من والله يحب والله يحب الصابرين يحب المتقين يحب المتوكلين يحب التوابين ويحب المتطهرين يحب المقسطين يحب المحسنين هناك اسباب اخرى ذكرها اهل العلم ومن احسن من ذكرها الامام ابن القيم والامام ابن القيم وهو من ارباب هذا الفن اعني اعمال القلوب فذكر ابن القيم رحمه الله جملة من الاسباب التي تنال بها محبة الله تعالى قال احدها قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما اريد به كتداول الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهموا مراد صاحبهما الارتباط بالقرآن العظيم وتدبر معانيه هذا يا اخوان من اعظم اسباب زيادة الايمان ومن اعظم اسباب نيل محبة الله عز وجل كما قال سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فهم يزداد ايمانهم بالاستماع لايات الله عز وجل وتلاوة ايات الله سبحانه وتعالى لكن عن تدبر وعن فهم فالذي يقرأ القرآن بتدبر وفهمه يمر عليه مثلا ذكر احوال الاخرة يمر عليه ذكر الجنة ذكر النار اه ذكر يوم القيامة يمر عليه ذكر قصص الامم السابقة يمر عليه يعني امور كثيرة من شأنها انها ترقق القلب ومن شأنها انها تزحد في في الدنيا ومن شأنها انها تربط العبد بالله عز وجل والدار الاخرة ايضا من الاسباب الجاربة للمحبة قال التقرب الى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض وهذا قد جاء في حديث الولي حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي باحب مما افترضت عليه لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع بي. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذ بي لاعيذنه فلهذا الحديث بين الله تعالى في هذا الحديث القدسي ان احب الاعمال الفرائض احب الاعمال الى الله عز وجل الفرائض وان الاكثار من النوافل من اسباب نيل محبة الله تعالى ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه لان الاكثار من النواصب يزيد من الحسنات والله تعالى يقول ان اكرمكم عند الله اتقاكم الله تعالى ليس بينه وبين احد من خلقه نسب وانما اكرم العباد الى الله تعالى اتقاهم لله سبحانه وتعالى فينبغي للمسلم ان يكثر من النوافل. وان تكون لديه هذه الهمة يعني تجد بعض الناس عندما يأتي للمسجد يؤدي سريرهم وينصرف صحيح انه اتى بالواجب واتى بالفريضة لكن لو انه اتى بالنافلة اتى بالسنة الراتبة مثلا كان السنة راتبة او اتلبس مبكرا واتى السنة الراتبة او اتى بتحية المسجد او او اتى يعني نوافل لا شك ان هذا اعظم لأجره ولثوابه وكثرة النوافل من اسباب نيل محبة الله عز وجل والقليل مع القليل يكون كثيرا واحب العمل الى الله ادومه وانقلبه. ارأيت يا اخي لو انك حافظت على ركعتي الضحى كل يوم تكون قد صليت لله تعالى في السنة اكثر من سبع مئة ركعة ركعتين تصليهما كل يوم تكون قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة لو انك حافظت على السنن الرواتب ثنتي عشر ركعة كل يوم تكون قد صليت لله تعالى الاف الركعات في نهاية السنة وهكذا القليل مع القليل يكون كثيرا. المهم ان يوجد لدى المسلم فهذه الهمة وهذا النفس يحرص على النوافل لا يجد في النوافل النوافل اول انها تجبر الخلل الذي يقع في الفرائض ثانيا انها من اسباب نيل محبة الله تعالى. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. ايضا من الاسباب دوام ذكر الله تعالى الاكثار من ذكر الله سبحانه قال ابن القيم فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر الاكثار من ذكر الله سبحانه. يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا اذا اكثرت من ذكر الله سبحانه فان القلب يرتبط بالله عز وجل ويرق القلب وتزول قسوته ولهذا جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله فقال يا ابا سعيد اشكو قسوة اجدها في قلبي فقال الحسن اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله لان الانسان اذا كان غافل عن الذكر تعلق قلبه بالامور المادية تعلق قلبه بالدنيا فقسى قلبه لكن اذا اكثر من ذكر الله تعالى تعلق قلبه بالله عز وجل ترقى قلبه ولذلك من اعظم اسباب نهي محبة الله كثرة ذكر الله تعالى ذكر الله سبحانه يوز الطمأنينة الطمأنينة انشراح الصدر هل الطمأنينة كما يقول بعض المفسرين تعجز الكلمات عن وصفها وعن التعبير عنه لا يعرف قدرها الا من جربها الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فاخبر الله سبحانه بذكره تطمئن القلوب ايضا من اسباب نيل محبة الله عز وجل مطالعة القلب لاسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة فمن عرف الله باسمائه وصفاته وافعاله احبه لا محالة مطالعة القلب لاسماء الله عز وجل وصفاته وعظمته يتأمل العبد في عظمة الرب عز وجل وان على الرب سبحانه وتعالى هو الخالق لهذا الثوب الله خالق كل شيء وانه سبحانه هو الاول فليس قبله شيء. وهو الاخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه شيء هذا الرب عز وجل اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون ثم ينظر الى عظيم نعمه والائه يضرب مثلا الى الى عظيم حلمه على عباده يعصيه عباده هو الذي خلقهم وهو الذي رزقهم ومع ذلك يحلم عليهم جل وعلا ينظر الى عظيم مغفرته وسعة رحمته فلنظر الى معاني اسماء الله تعالى وصفاته ابائه ونعمه من اسباب نيل محبة الله عز وجل ايضا من الاسباب قال ابن القيم وهو من اعجبها يعني من اعجب الاسباب انكسار القلب بكليته بين يدي الله عز وجل قال ابن القيم وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الاسماء والعبارات تساوى القلب بين يدي الله سبحانه. عندما ينطلق العبد بين يدي الله عز وجل ويتضرع وينكسر قلبه بين يدي ربه خاصة عندما يكون في الخلوة لا يراه احد من الناس فيدعو الله عز وجل بتضرع وبخشوع وبانكسار قلب خاصة في الثلث الاخير من الليل هذا من اعظم اسباب نيل محبة الله عز وجل. ولهذا ابن القيم قوم ليس في التعبير عن هذا المعنى غير الاسماء والعبارات شأنه عجيب واثره عظيم ولهذا هذا الانكسار يونس لذة وطمأنينة. يعبر عنها احد السلف الصالح يقول والله انه لتمر بالقلب اوقات يطرب لها فرحا واني لاقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا النعيم انهم من لفة عيش طيب. ويقول اخر انه لا يمر بالقلب نعيم لو يعلم عنه ملوكه وابناءه ملوك لجاندونا عليهم هذا نعيم القلب طمأنينة. هذه من اسباب الانكسار بين يدي الله عز وجل وكثرة ذكره جل وعلا ولهذا قال ابن القيم ومن الاسباب ايضا الخلوة به وقت النزول الالهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب التأدب بادب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة وقت النزول الالهي والثلث الاخير من الليل كما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من سائل فاعطيه هل المستغفر فاغفر له؟ وذلك كل ليلة. فعندما يخلو العبد ربه سبحانه في هذا الوقت الفاضل ويصلي ما كتب الله تعالى له ان يصلي تصلي ما كتب الله له ثم يختم ذلك بالاستغفار والمستغفرين بالاسحار هذا هو الوقود ايها الاخوة للروح كما قال سبحانه ان غاشئة الليل هي اشد وطئا واقوى مقيلا ناشئة الليل هي اه الصلاة بعد القيام من النوم نوم الليل. اشد وطئا يعني اكثر مواطئة ما بين القلب واللسان واقوى مقيمة يعني اصغر قراءة واكثر عونا للتدبر القراءة ان لك في النهار سبحا طويلا ليس في النهار يكون مشغولا يسعى في قضاء حوائجه لكن وقت ناشئة الليل عندما يقوم الانسان الليل وينادي ربه عز وجل هذا هو الوقت الفاضل الذي آآ تحصل فيه المناجاة لله سبحانه وتعالى وتحصل فيه هذه اللذة لذة الروح وهذا النعيم و هو الوقود الذي يتزود به المسلم لبقية يومه ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوى مقيلا ومن الاسباب ايضا قال مجالسة المحبين الصادقين والتقاط اقارب ثمرات كلامهم كما يلتقى طالب الثمر المجالسة مجالسة الصالحين حضور مجالس الذكر مثل هذه المجالس الايمانية المجالس الايمانية ايها الاخوة مجالس الذكر تزيد من مستوى الايمان. مجالس الذكر لها اثر عظيم يجب الانسان اثره بعد ان يفارق هذه المجالس. يحس باثر هذه المجالس على نفسه على سلوكه بخلاف مجالس الدنيا مدارس الدنيا تزيد القلب قسوة وغفلة واما مجالس الذكر فانها تزيد العبد ايمانا واذا زالته ايمان كان ذلك من اسباب نيله لمحبة الله عز وجل ولا ريب ان المجالسة لها اثر على الانسان اي انسان سوي يتأثر بالمجالسة عن المرء اذا تسوى سبع قليل ولذلك عندما يسأل عن انسان يسأل عن اصحابه من هم اصحابه من الذين يجلس معهم فالانسان يتأثر بالمجالسة فينبغي للمسلم ان يحرص على مجالسة الصالحين. ان يحرص على مجالسة الذين يذكرونهم اذا نسي. ويعينونهم اذا ذكر على مجالس الذكر على مجالس الخير فهذه تزيد ايمانه وتقوي صلته بربه عز وجل ولهذا كان كثير من الصحابة اذا لقي بعضهم بعضا يقول اجلس بينهم ساعة ثم يجلسون ويتذاكرون ما يهمهم في امور الدين. يتذكرون احوال الاخرة يتذكرون الجنة والنار وما يهمه في امور دينهم فيقومون وقد زاد ايمانهم وقوي يقينهم ومن الاسباب ايضا مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل ان يبتعد عما يحول بين القلب وبين الله سبحانه ومن ذلك خطوط المخالطة قبول المخالطة خاصة اذا كان من يخالطهم بالاسلام ليسوا اناشد مستقيمين فان فضول المخالطة له اثر له اثر على الانسان اذا كان مجالس الانسان مجالس الدنيا او اكثرها مجالس الدنيا لا يذكر الله تعالى فيها الا قليلا لا شك ان هذه المجالس انها تزيد القلب قسوة وتزيد الانسان غفلة هذا ينبغي ان يبتعد المسلم عن كل ما يحول بينه وبين وبين الله عز وجل الشيء الذي تسبب في تثبيطك على الطاعة وفي وقوعك في المعصية ابتعد عنه هذا لا خير فيه اي شيء تجد انه يجذبك للمعصية هذا لا خير فيه ان كان صديقا تجد انه مؤثر عليك يثبتك على الطاعة ويهون عليك المعصية فهذا صاحب سوء. ابتعد عنه وهكذا قال اهل العلم ان من اراد ان ينال محبة الله عز وجل فعليه ان يبتعد عن كل سبب يحول بين القلب وبين محبة الله سبحانه وتعالى اسأل الله عز وجل ان يرزقنا محبته واسأله سبحانه ان يجعلنا ممن نحبه مما نحبهم ويحبونه. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا الى حبك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين