الرحمن الرحيم لله رب العالمين. ابعد هنا هذه المحاضرة عن موضوع كل مسلم اليه كل واحد منا ينبغي ان يعنى به عناية كبيرة انك لتجد بعض لتجد بعض الناس لهم عناية فيما يتعلق بصلاح الظاهر ولكن عندما تتأمل احوال الباطن تجد بونا شاسعا وفرقا كبيرا وان الاعمال لتتفاوت تفاوتا عظيما بحسب ما يقوم في القلوب حديثنا ايها الاخوة عن هذه القلوب وعن اعمال القلوب التي يرتفع المسلم بها درجات عند ربه عز وجل فما هي اعمال القلوب وكيف يستطيع المسلم ان يحقق هذه الاعمال وان يزداد بها زلفى وقربة من ربه عز وجل قبل ان نتكلم عن هذه الاعمال اذكر هنا بان القلب هو اشرف جوارح وهو موضع نظر الرب عز وجل من العبد كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم فالقلوب هي محل نظر الله عز وجل من العبد هذا القلب اذا صلح صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله يقول عليه الصلاة والسلام الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب القلب هو محل معرفة الله عز وجل ومحل محبته وخشيته وخوفه ورجائه والتوكل عليه. القلب هو محل النية التي بها تصلح الاعمال وتقبل او ترد وتبطل انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى يقول ابن القيم رحمه الله فاشرف ما في الانسان قلبه فهو العالم بالله الساعي اليه المحبب له وهو محل الايمان والعرفان وهو المخاطب المبعوث اليه الرسل المخصوص باشرف العطايا من الايمان والعقل. وانما الجوارح اتباع للقلب يخدمها استخدام الملوك للعبيد والراعي للرعية. فسبحان مقلب القلوب ومودعيها ما يشاء من اسرار الغيوب. الذي يحول بين المرء وقلبه ويعلم ما ينطوي عليه من من طاعته. مصرف القلوب كيف يشاء جل وعلا ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اكثر ما ما يكون حلفه بقوله ولا بقوله لا ومقلب القلوب. ومقلب القلوب ويقول عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك القلب ايها الاخوة هذه المضغة الصغيرة شأنها عجيب جدا كل عضو من اعضاء البدن خلق لفعل خاص به كماله في حصول ذلك الفعل منه ومرضه ان يتعذر عليه الفعل الذي خلق له فمرض اليد ان يتعذر عليها البطش مرض العين ان يتعذر عليها النظر والرؤية مرض اللسان ان يتعذر عليه النطق مرض البدن ان يتعذر عليه حركته الطبيعية او يضعف عنه او يضعف عنها فما هو مرض القلب مرض القلب قال العلماء هو ان يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله عز وجل ومحبته والشوق الى لقائه والانابة اليه وايثار ذلك كله على شهوته وهواه فاذا لم يصل الانسان الى هذه المرحلة فمعنى ذلك ان القلب لم يصل الى كماله وان القلب مريض كما ان العين اذا لم تبصر فهذا هو اعتلالها ومرضها فكذلك ايضا القلب. كماله في معرفة الله عز وجل ومحبته والشوق الى لقائه والانابة اليه وقد يمرض القلب ولا يشعر صاحبه بمرضه وقد يشعر بمرظه لكنه يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها ولهذا ايها الاخوة لابد ان يعنى كل مسلم باصلاح هذا القلب فان الفلاح معلق على سلامة هذا القلب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم لابد من ان تأتي الله عز وجل بقلب سليم حتى تنجو وحتى يكون لك الفوز والفلاح والقلب مرضه انواع عديدة. فمن الناس من يكون قلبه مريضا فيما يتعلق بالشبهات فتجد ان اي شبهة يسمعها تؤثر عليه وتجعله يقلق وربما دخله شيء من الشك ومن الريبة تجد انه سماع للشبه قابل لها متأثر بها فهذا مريظ القلب مرظا متعلقا بالشبهة وهذا نجده ايها الاخوة في واقعنا تجد بعض الناس عندهم شيء من التشوف والتعلق بالشبه والحديث عنها ومن الناس من يكون قلبه مريضا فيما يتعلق بالشهوات ومن ابرزها شهوة الزنا وهذا النوع من الامراظ من امراظ القلوب ذكره الله عز وجل بقوله في سورة الاحزاب يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا تأمل هذه الاية بين الله عز وجل في هذه الاية ان الذي يطمع في المرأة عندما تخضع بالقول من هو الذي في قلبه مرض مريض القلب لان مريظ القلب متهيأ اذا رأى امرأة فانه يتشوف لادنى يحرك يحركه اليها ولو كان مجرد دين في القول وهذا الصنف موجود في في مجتمعنا فتجد من الناس من هو مولع مثلا بمعاكسات النساء ومولع بالنظر للنساء مثلا ومع انه قد لا يكون ذلك بسبب شدة الشهوة لكن بسبب مرض مرض في قلبه هذا انسان مريض القلب يحتاج الى علاج ومن الناس من يكون المرض في قلبه فيما يتعلق بجمع المال فتجد انه ولوع بجمع المال وتحصيل المال من اي طريق. جموع منوع قد سيطر حب المال على قلبه ومن الناس من قلبه مريض باللهو واللعب. دائما في لهو وفي لعب وفي غفلة وفي هزل وهكذا نجد ان امراض القلوب انها عبيدة ومتنوعة وان كان الله عز وجل قد ذكر نوعا واحدا منها لكنها عديدة وكثيرة ولهذا فعلينا ان نسعى لاصلاح قلوبنا ومن كان عنده شيء من هذه الامراض فليبادر الى علاجها ان القلب الحي ايها الاخوة يقود صاحبه الى فعل الطاعات حتى انه ليسر لليسرى ييسروا لفعل الخير من غير كلفة ومن غير مشقة يجدها القلب الحي يجد صاحبه الطمأنينة والسعادة واللذة والراحة يقول الله عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب وارد ان نصف هذه الطمأنينة التي يجدها الذاكر لربه في قلبه لعجزنا شيء عجيب لكن بعض السلف وصف بعض هذه اللذة والطمأنينة والسعادة التي يجدها في قلبه. يقول بعضهم مساكين اهل الدنيا مساكين اهل الدنيا. خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها. قيل وما اطيب ما فيها؟ قال محبة الله والانس به والشوق الى لقائه ويقول اخر انني والله لتمر بي اوقات يطرب لها القلب فرحا واني لا اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا النعيم انهم والله لفي عيش طيب ويقول اخر انه لتمر بالقلب اوقات يجد فيها نعيما ولذة لو يعلم عنها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ويقول اخر والله ما طابت الدنيا الا بمحبة الله وطاعته فنجد ان عبارات السلف في هذا يعني تعبر عن شيء من من وصف هذه اللذة وهذه السعادة وهذه الراحة. وابن القيم رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ان الابرار في نعيم يقول لا تحسبوا ان قوله في نعيم فقط في الاخرة بل يشمل ذلك حتى نعيم الدنيا وذلك بما يجده الابرار من طمأنينة القلب ومن اللذة ومن السعادة في قلوبهم ولذلك قال لك نعيم تشمل نعيم الدنيا ونعيم الاخرة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ايها الاخوة ان القلب شأنه عظيم ان قلبه هو محل التقوى او الفجور يقول الله عز وجل في الحديث القدسي في حديث ابي ذر كما في صحيح مسلم يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلبي رجل منكم ما نقص ذلك من ملك شيئا فهذا يدل على ان محل التقوى او الفجور هو القلب قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لهذا الحديث وفي هذا دليل على ان الاصل في التقوى والفجور هو القلب فاذا بر القلب واتقى برت الجوارح واذا فجر القلب فجرت الجوارح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا واشار الى صدره ايها الاخوة وان الاعمال لتتفاضل بتفاضل ما في القلوب لتتفاضل تفاظلا عظيما وان الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وانما بينهما في الفضل كما بين السماء والارض رجلان في مكان واحد يصليان صلاة واحدة يؤديان اركان الصلاة وواجباتها ومع ذلك بينهما في الفضل كما بين السماء والارض كما قال حسان ابن عطية لماذا؟ لان احدهما مقبل على ربه عز وجل والاخر غافل لاه ساه ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اعمالا يسيرة رفعت اصحابها درجات كما في قوله عليه الصلاة والسلام بقصة المرأة البغل التي رأت كلبا فسقته فغفر لها وفي قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ان رجلا رأى غصنا في الطريق هذا المسلمين فاخره فشكر الله له يعني غفر الله له وكما في قوله وان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي لها بالا يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه هذه الاعمال اليسيرة ليس كل من اتى بها يحصل له هذا الفضل. لكن هؤلاء كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هؤلاء اناس قامت بقلوبهم من الاعمال ما رفعهم الى هذه المنزلة ليس كل من سقى قلبا ليس كل من سقى كلبا يغفر له ليس كل من اخره سنة عن طريق المسلمين يغفر له ليس كل من قال لا اله الا الله يغفر له وفي حديث البطاقة المشهور الذي في الرجل الذي يصاح به فيشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر ثم يقال له هل لك من عمل حتى اذا ظن انه قد هلك يؤتى ببطاقة فيها كلمة التوحيد لا اله الا الله فتوضع الكفة الاخرى تثقل الميزان وتطيش تلك السجلات. لكن هل كل من قال لا اله الا الله يحصل له هذا؟ لا. وانما هؤلاء اناس قام في قلوبهم من التعظيم لله عز وجل. واليقين والصدق والاخلاص فحصلوا على هذه المرتبة وهذه المنزلة ولهذا يعني ما ذكرناه في الصلاة ايضا في جميع الاعمال ربما اثنان يتصدقان بصدقة واحدة. لكن بينهما في الفضل والاجر والثواب. بون شاسع وفرق كبير وهكذا بالنسبة للصيام وهكذا بالنسبة للحج وهكذا بالنسبة لسائر الاعمال فاذا الاعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب وتتفاوتوا بتفاوت ما في القلوب قال ابن القيم رحمه الله تفاضل الاعمال عند الله بتفاضل ما في القلوب من الايمان والاخلاص والمحبة وتوابعها وهذا العمل الكامل هو الذي يكفر تكفيرا كاملا والناقص بحسبه وبهاتين القاعدتين تزول اشكالات كثيرة وهما تفاضل الاعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الايمان وتكفير العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه ولهذا ذهب بعض اهل العلم الى ان الصلاة الكاملة انتبه الكاملة تكفر جميع الذنوب حتى الكبائر لكن من يأتي بهذه الصلاة الكاملة كامل التي يخشع فيها خشوعا كاملا واستدلوا لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لو ان نهرا لباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يا رسول الله قال فكذلك الصلوات الخمس يكفر الله بهن خطايا وان كان قد ورد في ذلك في الحديث الاخر شرط اجتناب الكبائر لكن بعض اهل العلم يقول ان شرط اجتناب الكبائر في الصلاة غير كاملة ويحال صلاة اكثر الناس. لكن الصلاة الكاملة التي يخشع فيها الانسان خشوعا كاملا. هذه تقع موقعا عظيما عند الله عز وجل وليس ببعيد انها تكفر جميع الذنوب فهذا ايها الاخوة يدل على عظيم الشأن الاعمال القلبية واذا قلنا الاعمال القلبية سنعني بها هذه الاعمال التي تقوم بالقلوب من الاخلاص ومن التعظيم لله سبحانه ومن اليقين ومن التوكل ومن المحبة ومن الخوف ومن الرجاء ومن الصبر هذه هي اعمال القلوب وهذا ينبغي ايها الاخوة ان يعنى بها المسلم عناية كبيرة فانك تجد كثيرا من الناس لهم عناية بصورة العبادة تجده من احرص الناس على الصلاة. وربما عنده حرص على الصيام وعلى الصدقة وعلى اعمال كثيرة من الخير ولكن عنايته باعمال القلوب قليلة وربما تجد غيره ربما تجد غيره اقل منه عملا لكن له عناية باعمال القلوب وهو يفوق الاول بكثير وان اردتم البرهان على هذا فاسمعوا لهذه القصة التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قصة عجيبة هذه قصة من جهة الاسناد صحيحة اخرجها الامام احمد في مسنده بسند على شرط الشيخين عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما جالسا مع اصحابه فقال عليه الصلاة والسلام يطلع عليكم الان رجل من اهل الجنة يتشوف الصحاب ما هذا الرجل وما اوصافه وماذا يكون قال انس فطلع رجل من الانصار قد علق نعليه بيده الشمال تنطف لحيته من الوضوء فلما كان من الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم الان رجل من اهل الجنة. خرج ذلك الرجل على ذلك الوصف فلما كان من الغد اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم الان رجل من اهل الجنة فخرج ذلك الرجل على ذلك الوصف كان الصحابة عندهم حرصنا عظيم على الخير وكان من اكثر الصحابة حرصا على الخير عبدالله ابن عمرو ابن العاص الذي كان قد هم ان يصوم النهار ويقوم الليل. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ارشده. قال ان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا وارشده النبي عليه الصلاة والسلام في قصة مشهورة عبدالله بن عمرو بن العاص اراد ان يتفرغ ثلاثة ايام لمراقبة هذا الرجل ومعرفة ما الذي بلغ به ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرغ الان ثلاثة ايام يعني هم بان يتفرغ ثلاثة ايام للمراقبة لهذا الرجل اتى الى هذا الرجل وتأول وقال له انه قد كان بيني وبين ابي ملاحاة فاقسمت الا ابيت عنده ثلاث ليال فان شئت ان تؤيني ابيت عندك وقال نعم فبات عبدالله عنده تأمل كيف ان عبد الله ابن عمرو تفرغ الان لمراقبة هذا الرجل؟ ما الذي بلغ به هذه المنزلة قال عبدالله بن عمرو فلم اره يعمل كثير عمل ولم اره يقوم من الليل شيئا غير انه اذا استيقظ ذكر الله حتى يصبح فلما مرت ثلاث ليال وكدت ان احتقر عمله قلت يا عبد الله انه لم يكن بيني وبين ابي ملح حاتم ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم فيك ثلاث مرار يطو عليكم الان رجل من اهل الجنة فاردت ان اعرف ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقال هو ما رأيت فلما وليت دعاني وقال وما رأيت غير اني لا اجد في صدري لاحد من المسلمين غشا ولا حسدا على خير اعطاه الله اياه قال عبدالله هذه هي التي بلغت بك ما قال رسول الله وهي التي لا نطيع فاجد في صدري غشا ولا حسدا لاحد من المسلمين على خير اعطاه الله اياه يعني انه يبيت كل ليلة سليم الصدر اليم الصدر على جميع اخوانها المسلمين انظر كيف ارتقى بهذا العمل القلبي ارتقى به هذه المنزلة العالية هذه المنزلة الرفيعة سلامة القلب وسلامة الصدر هذه عمل قلبي لكن هذا العمل القلبي رفع صاحبه درجات. هذا الرجل حتى لا يقوم من الليل شيئا. مع ان قيام الليل يعني فيه فضل عظيم وثواب جزيل وهو دأب الصالحين لكن مع ذلك انظر كيف ان هذا العمل القلبي رفع صاحبه درجات عند الله عز وجل. وبلغ هذا الرجل هذه المنزلة العالية وعبدالله بن عمرو بن العاص يقول كدت احتقر عمله تفرغ عبد الله الى مراقبته ثلاثة ايام لم يره يعمل كثير عمل لكن عنده عناية باعمال القلوب فانظر كيف ان اعمال القلوب ترفع صاحبها عند الله عز وجل درجات ولهذا قال عبد الله هذه هي التي بلغت بك ما قال رسول الله عبدالله فقيه عرف ان هذه منزلة عالية ترفع صاحبها درجات هذه هي التي بلغت بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهي التي لا نطيق لانها يعني امرها عظيم ولا يوفق لها الا القلة من الناس فهذا ايها الاخوة يؤكد عظيم منزلة اعمال القلوب وانه ينبغي للمسلم ان يعنى بها فليست العبرة بكثرة العمل ولكن العبرة ولكن العبرة هي بصلاح العمل ومن صلاح العمل ان يقوم بالقلب اعمال ترفع صاحبها منزلة ودرجات عند ربه عز وجل ولعلنا حتى نوظح اعمال القلوب اكثر ونسعى لتحقيقها لعلنا ان نأخذ نماذج من اعمال القلوب والا فالحديث عنها يقول لكننا نقتصر على الحديث على نماذج من هذه الاعمال القلبية وكيف يسعى المسلم الى تحقيقها وابدأوا في عمل عظيم من اعمال القلوب وهو اليقين اليقين اليقين ايها الاخوة ومن اعظم اعمال القلوب يقول عنه ابن القيم اليقين هو من الايمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون وفيه تنافس المتنافسون واليه شمر العاملون واذا اجتمع الصبر مع اليقين حصل لصاحبهما الامامة في الدين. كما قال الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اليقين ايها الاخوة من صفات عباد الله الصالحين اليقين من صفات الذين ينتفعون بالايات والبراهين. وقد خصهم الله تعالى بالانتفاع باياته كما قال سبحانه في الارض ايات للموقنين ووصف الله عز وجل اهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين. قال والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. واخبر عن اهل النار بانهم لم يكونوا من اهل اليقين. واذا قيل لهم ان وعد الله حق الساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين اليقين قرين للتوكل بل قد فسر التوكل بقوة اليقين والصواب ان التوكل ثمرته ونتيجته ومتى وصل اليقين الى القلب؟ امتلأ نورا واشراقا وانتفى عنه كل ريب وكل شك وكل سخط وكل هم وكل غم وامتلأ اهذا القلب امتلأ محبة لله عز وجل؟ ورضا وخوفا وخشية وشكرا وتوكلا وانابة والناس ايها الاخوة يتفاوتون في اليقين تفاوتا عظيم اضرب لهذا مثلا كلنا جميعا نحن معشر الموجودين في المسجد في هذا الجامع كلنا نؤمن بالاخرة ونؤمن بما جاء في النصوص من الحشر والميزان ونشر الدواوين والصراط والجنة والنار. كل ما جاء في النصوص جميعا نؤمن به ولكننا نتفاوت في اليقين تفاوتا عظيما فمن اهل التقوى والصلاح من هو موقن بهذه الامور كانه يراها رأي العين كانه يراها رأي العين بل بعض اهل التقوى والصلاح موقن بها اعظم مما لو رآها لانه يقول ان الرؤية ربما يصحبه وهم لكن ما اخبر الله به وما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم ليس فيه وهم قطعا فتجد انه موقن به اعظم مما لو رآه اذا وصل الانسان الى هذه المرحلة من قوة اليقين لا شك انها سوف تثمر ثمرات عظيمة من المحبة وخشية والرجاء والخوف والتوكل والصدق تعظيم لله عز وجل انسان كأنه يرى الجنة والنار رأي العين او انه اعظم مما يراها لكن هذه المرتبة مرتبة عالية لا يوفق لها الا القلة من الناس ومن الناس من هو دون ذلك. والناس في هذا درجات والناس في هذا درجات وروي ان بعض السلف كان احد السلف اذا اراد ان يقوم الى الصلاة اصفر وجهه فسئل قال اتدرون بين يدي من اقف؟ اقف بين يدي رب العالمين يستحضر عظمة هذا المقام انه سوف يقف الان بين يدي رب العالمين بين يدي ملك الملوك قوة اليقين ايها الاخوة لها اثر على الانسان في سيره الى الله عز وجل ولهل تجد ان لها اثرا في الخشوع في الصلاة الذي قد امتلأ قلبه يقينا لابد ان يخشع في صلاته لابد ان يخشع في صلاته اليقين ايها الاخوة هذا العمل القلبي هذا العمل العظيم من اعمال القلوب ذكر العلماء ان له ثلاث درجات الدرجة الاولى علم اليقين والدرجة الثانية عين اليقين والدرجة الثالثة حق اليقين فعلم اليقين هو ما علمه بالسماع والخبر والقياس. عين اليقين وهو ما شاهده وعاينه بالبصر حق اليقين هو ما باشره ووجده وذاقه ويمثل شيخ الاسلام تيمية رحمه الله لهذا بمثال يقول لو اخبرك رجل بان هناك عسلا ووثقت في خبره فهذا علم اليقين واذا رأيت هذا العسل وشاهدته هذا عين اليقين فاذا ذقت هذا العسل هذا حق اليقين وابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام سأل الله عز وجل ان يريه كيف يحيي الموتى قال بعض اهل العلم اراد ان ينتقل من علم اليقين الى عين اليقين كيف واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي موتا قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا. واعلم ان الله عزيز حكيم آآ ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لما سأل الله عز وجل ان يريه كيف يحيي الموتى امره الله تعالى بان يأخذ اربعة من الطير ويعني لا يهمنا معرفة هذه يعني انواع هذه الطير وان كان بعض المفسرين خاضوا في ذلك اخذ اربعة من الطير وقطعهن. ذبحهن وقطعهن وليس فريشهن ومزقهن وخلط بعضهن ببعض وخلط اللحم مع اللحم والعظام مع العظام يعني خلط هذه الطيور الاربعة بعضها مع بعض ثم عمد الى جبال الى اربعة وقيل سبع جبال فجعل على كل جبل منهن جزءان قال ابن عباس واخذ رؤوسهن بيده ثم امره الله تعالى ان يدعوهن. يدعو هذه الاربعة طيور ذبحها وخلط لحمها لحم بعضها ببعض وفرقها على سبعة جبال ورؤوسها بيده ثم ادعهن يأتينك سعيا. فلما دعاهن وجعل ينظر رأى عجبا فالعجب العجاب رأى الريش يطير الى الريش والدم الى الدم واللحم الى اللحم والاجزاء من كل طائر يتصل بعضها ببعض حتى قام كل طائر واتينه يمشين سعيا بقدرة العزيز الحكيم ليكون ذلك ابلغ في الرؤية وجعل كل طائر يجيء ليأخذ رأسه الذي في يد ابراهيم. فاذا قدم له رأسه تركب واذا قدم له غير رأسه يأباه انظر الى هذه القدرة العظيمة الباهرة ولهذا قال واعلم ان الله عزيز حكيم رأى العجب ابراهيم عليه الصلاة والسلام واراد بهذا ان ينتقل من علم اليقين الى عين اليقين فرأى كيف يحيي الله الموتى استاد يقينا لهذا قال الله تعالى واعلم ان الله عزيز حكيم. عزيز لا يغلبه شيء ولا يمتنع منه شيء. ومن شاء كان بلا ممانع لانه العظيم القاهر لكل شيء حكيم في افعاله وشرعه وقدره ولهذا جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن احق بالشك من ابراهيم نحن احق بالشك من ابراهيم اذ قال ربي ارني كيف تحيي الموتى قال ولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي وهذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع والمعنى انه لو كان ابراهيم سيشك فنحن اولى باننا نحن اولى بالشك بكون ابراهيم ارفع مقاما فاذا لم نشك نحن فابراهيم اولى بالا يشك وهذا كما قلت قاله عليه الصلاة والسلام على سبيل التواضع والا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو افضل الانبياء والرسل اذا هذه يعني اراد بها ابراهيم ان ينتقل من درجة الى درجة. من علم اليقين الى عين اليقين وعلى مقدار قوة اليقين لدى الانسان يكون سيره الى الله عز وجل فاذا ضعف اليقين عنده عظمت الغفلة واللهو ولهذا تجد ان كثيرا من الناس غافلون لاهون عن الدار الاخرة ليس لانه لا يؤمنون بها ولكن لظعف اليقين لضعف اليقين والا لو كان عندهم قوة يقين لكان لهذا اثر في سيرهم الى الله عز وجل وفي اقبالهم على الدار الاخرة ولذلك قال سبحانه الحاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون. ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم اي لو تعلمون الامر الذي انتم سائرون اليه علما يقينيا لانشغلتم عن التكاثر وعن التفاخر ولبادرتم الى الاعمال الصالحة فجواب قوله لو لو تعلمون علم اليقين جواب محذوف اي لو علمتم لما الهاكم لو تعلمون علم اليقين وانتم في الدنيا لترون الجحيم بعيون قلوبكم وهو ان تتصوروا امر القيامة واهوالها ودل ذلك على ان علم اليقين له اثر في آآ كون الانسان لا يلهو بالتكاثر تكاثر في الاموال وفي الاولاد وفي كل ما صد عن طاعة الله عز وجل فتأمل كيف ان الله عز وجل صدر هذه السورة بقوله الهاكم التكاثر ثم قال كلا لو تعلمون علم اليقين اي لما الهاكم كافر وننتقل بعد ذلك الى عمل اخر من اعمال القلوب وهو المحبة محبة لله عز وجل هذه من اعظم اعمال القلوب محلها محل المحبة القلب هي في الرأس بالنسبة للطائر والخوف والرجاء كالجناحين فاذا لم توجد المحبة يعني الطاهر اذا قطع رأسه كيف يسير الى ربه عز وجل كيف يسير العبد الى ربه سبحانه والناس يتفاوتون في هذه المحبة تفاوتا عظيما يتفاوتون في هذه المحبة تفاوتا عظيما ومن ابرز علامات صدق المحبة لله عز وجل هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني فكل يدعي انه يحب الله عز وجل ولكن المحك والبرهان هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو الدليل على صدق المحبة لله سبحانه ومن اعظم الاسباب التي تقوي المحبة كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله اولا كثرة ذكر الله سبحانه كثرة الذكر من اعظم اسباب تقوية المحبة و العبد اذا اكثر من ذكر الله سبحانه قويت محبة الله في قلبه ورق قلبه وكان لهذا اثره في سيره الى الله عز وجل جاء رجل الى الحسن البصري فقال يا ابا سعيد اني اجد في قلبي قسوة يعني يشتكي للحسن ترى الناس يخشعون ويتأثرون ويبكون لكن هو يجد قسوة في قلبه فقال الحسن اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله اما اذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل ينبغي ان يحرص المسلم على الاكثار من ذكر الله سبحانه في قيامه وقعوده وعلى جنبه الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقير قنا عذاب النار الفتور من طبيعة النفس النفس لها اقبال وادبار لا تكون نفس على طبيعة واحدة والايمان يزيد وينقص ولهذا حنظلة الصحابي الجليل وجد شيئا يعني من نفسه في هذا ثم ذهب الى ابي بكر وقال نافق حنظلة قال وما ذاك؟ قال اذا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن الاخرة والجنة والنار كان نراها رأي العين فاذا خرجنا الى يعني اه الضيعات الازواج نسينا. فقال ابو بكر وانا اجد هذا. فذهب للنبي صلى الله عليه وسلم واشتكيا له فقال عليه الصلاة والسلام لو تكونون كما كنتم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن يا ساعة وساعة هذا يدل على النفس لا اقبال وادبار. جاء عند الترمذي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل عمل شرة يعني نشاط ولكل شرة فترة يعقب هذا النشاط فتور فمن كانت فترته الى سنتي فقد هدي النفس ما يمكن ان ان ان تكون على يعني طبيعة واحدة على نشاط مستمر الا اذا كان الانسان مرائيا. ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث وان اشير اليه بالاصابع فلا تعدوه لكن الانسان يعني مخلص لابد يعترض نفسه اقبال وادبار مرحلة الفتور هذي مرحلة خطيرة جدا واكثر ما تكون انتكاسات بعض من من استقام في هذه المرحلة. مرحلة الفتور نستعقب الشرة النشاط فهذه من اخطر ما تكون ولهذا الانسان ينبغي ان يكون طبيب نفسه يعرف اذا اتاه هذا الفتور يحرص ان يحافظ على الفرائض ويفعل ما تيسر من النوافل. اذا اتته مرحلة النشاط الاقبال اقبال النفس يحرص على الاكثار من النوافل بعد الفرائض الكتاب الذي يتكلم عن امراض القلوب عموما بالنسبة لامراض القلوب وادوائها ودوائها احسن من تكلم عنها امامان كبير وهما شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى هذان الامامان الامامان اه ومن نعمة الله عز وجل على هذه الامة نفع الله تعالى بهما نفعا عظيما تكلم عن هذه المسائل وجل ما قلته في هذه المحاضرة من كلامهما رحمهما الله تعالى خاصة ابن القيم رحمه الله اعتنى كثيرا بمسألة احوال القلوب واعمال القلوب وامراظ القلوب فانصح بقراءة كتب هذين الامامين هذا يقول قد كنت مسرفا على نفسي المعاصي الملاذ فقد صلح كثير من حالي الا ان قلبي لا يزال مريضا بحب النساء فاني احفظ واكتشفوا انني قد تعلقت بامرأة متبرجة الى اخره هذا كما ذكرنا في المحافظة هذا نوع من مرض القلوب هذا الانسان لا زال عنده مرض في القلب مرض الشهوة فذكر الله تعالى في سورة الاحزاب في قوله فيطمع الذي في قلبه مرض فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض هذا مرض تجد بعض الشباب الذي يعاكسون النساء ما السبب ليس قوة شهوة لا مرض في قلبه مريظ اسألهم مريظ وبعظ النساء كذلك وذكرنا ان قلوبنا يعني امراض متنوعة فهذا الاخ يعني عنده مرض فيما يتعلق مرض الشهوة. وهو مذكور في سورة الاحزاب. فعليه ان يسعى لعلاج هذا المرض اولا الدعاء اللجوء الى الله سبحانه كأن يعني يشفيها من هذا المرض. ثانيا اه فعل الاسباب الاسباب وذلك يعني بتدبر القرآن كثرة ذكر الله عز وجل والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وغض البصر وهو باذن الله تعالى اذا صدق مع الله سبحانه فان الله عز وجل يشفيه من هذا المرض. وهكذا ما قلنا في الامراظ الاخرى. بعظ الناس عندهم مرظ فيما يتعلق بالشبهات. بعظ الناس لهم امراظ فيما يتعلق جمع المال بعض الناس عندهم امراض فيما يتعلق بحسد الاخرين. هذه امراض للنفوس اني لا اعمل اعمالا لا اجد فيها اللذة البتة الا الواجبات ولا المندوبات يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذا لم تجد للعمل لذة فاتهم نفسك يعني العمل الصالح في الغالب انه يقترب به شيء من اللذة واشرح الصدر ليس معنى هذا يعني انه غير مقبول قد يكون مقبولا لكن كما ذكرنا القبول درجات. قبول درجات واذا اراد الانسان ان يجد هذه اللذة فليجتهد ليش تبي بدل الاسفل؟ مثلا اذا اراد ان يجد لذة بصلاته اولا يأتي بالمسجد مبكرا ثانيا يحرص على الخشوع في الصلاة وبذل الاسباب ثالثا يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما عرضت له وساوس يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كما ارشد النبي عليه الصلاة والسلام عثمان بن ابي العاص لما اتى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله ان الشيطان قد لبس علي صلاتي حتى لا ادري ما اقول فقال عليه الصلاة والسلام ذاك الشيطان يقال له خنزا فاذا وجدت ذلك فاتوي عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله. قال عثمان ففعلت ذلك فذهبه الله عني. فكلما وجدت وسوسة من الشيطان استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ولو كنت في الصلاة لو كنت في القيام او في الركوع او في السجود فان الله تعالى يذهب عنك وساوس آآ الشيطان واذا اجتهد المسلم فان الله عز وجل لن يخيب رجاءه ولا يخيب اظنه وايظا دعا. الدعاء مقامه عظيم يدعو الله سبحانه بان يشرح صدره وان يوفقه وان يتقبل منه طيب بعض الاسئلة قال احد الزملاء كان ملتزمين وذهب لدورة للخارج وعندما عاد اذا هو حلق اللحية وسبل ثوبه كيف نتعامل معه ينبغي ايها الاخوة ان يتعامل الانسان مع الاخرين تنظر لهم ضارة وان هذا الانسان لم يوفق كان مستقيما لكنه لم يوفق في الاستمرار في هذا الطريق فينظر له بمنظار الرحمة والشفقة ويبادر ايضا الى مناصحته يخلو به يقول يا فلان اريدك في موضوع ويذهب ويتكلم معه لعل الله تعالى ان يهديه او على الاقل هو يقوم بالواجب الذي عليه لكن مجرد يعني ان الانسان يتأسف او يتأسى هذا لا يفيد شيئا. لابد ان يقوم بعمل ايجابي يذهب اليه ويناصحه ويتكلم معه ويعرف ما هي الاسباب ويبقى اخوه في الله يبقى اخوه في الله خاصة من استقام ثم انحرف فهو في الحقيقة قريب من الرجوع للخير لانه قد عرف طريق الخير لكن اتى ما يحرفه عن هذا الطريق ولذلك فان رجوعه قريب تنصح الاخ ان يذهب اليه ويخلو معه ويذكره بالله ويناصحه هل يجوز ترك السنن بسبب الخوف من الرياء؟ ذكرنا هذا وقلنا ان العمل لاجل الناس رياء وترك العمل لاجل الناس رياء قال في حديث السبعة لا يظلهم الله شاب نشأ في طاعة الله هل الشاب بدأ بفعل الطاعات من بلوغه اما سن التمييز آآ قبل البلوغ الانسان لا يؤاخذ مرفوع عن القلم مرفوعة عن القلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم عن الصبي حتى يبلغ لكنه من رحمة الله عز وجل انه من حين التمييز يثاب على الطاعات الا الحج ويثاب عليها ولو قبل التمييز هذا من رحمة الله عز وجل لكن بالنسبة للمعاصي لا يؤاخذ بها الا اذا بلغ فالظاهر هنا انه من حين بلوغه نشأ في طاعة الله عز وجل وفي عبادة الله سبحانه قال دائما واعتقد ان من اراد ان يتصل مع الله عز وجل وعن قيمة في قلب اعمال القلوب عليه واعتزال الناس يقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم بامكان الناس الانسان يخالط الناس من وقت نفسه كل هذه الامور التي ذكرنا من اعمال القلوب النبي عليه الصلاة والسلام بالانبياء والرسل كلهم خالطوا اقوامهم وهم اعظم الناس قدرا عند الله عز وجل قال ان رجل سبق ان اخذت حاجتي شخصين بعامين وانا الان نادم وتأخذ الوساوس اني لم اؤدي الحج على الوجه المطلوب. اذا كنت قد اتيت الحج باركانه وواجباته فقد برئت ذمتك. وهذه وساوس من الشيطان يا اخوان الشيطان يحرص على احزان المسلم ادخال الحزن لدى المسلم كما قال الله عز وجل انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا. لماذا؟ لان الانسان اذا بقي حزينا لا يستطيع العبادة مصيبة فتور وهم وغم وقلق وتكدر ما يمكن ان تجد انسان حزين ومع ذلك يخشع في صلاته الشيطان حريص على ادخال الحزن على العبد والشيطان عنده خبث ومكر يعرف مواطن الظعف عند الانسان اذا وجدنا هذا الانسان عنده اشتغال بالوساوس بدأ يدخل عليه اما بمثل هذا ذكره الاخ يعني هذا من تسع سنوات واتت مثل هذه الوساوس وبعض الناس يأتيهم الشيطان عن طريق الوساوس والطهارة وبعضهم وساوس الطلاق وبعضهم يلقي عليه الشبه الشيطان عنده خبث ولذلك امر الله عز وجل بالحذر منه قال ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا تقول الاخ السائل هذا الذي تجده من الوساوس هذا من الشيطان الرجيم لادخال الحزن عليك وتثبيتك عن الطاعة ما حكم ارتداء المرأة الملابس الضيقة وارتداء الملابس المخصصة للمجتمع النساء كحفلات الزواج والزيارات يا اخوان يعني ملابس النساء والوقت الحاضر حقيقة يعني وضعها يدعو للاسف يعني خاصة في المناسبات يعني يذكر العجب العجاب عن بعض النساء اللاتي يلبسن لباسا لباسا فاضحا لباسا لا يستر لباسا فيه تبرج وسفور فيه جرأة على اظهار هذه المواطن من الجسم وهذا لا يليق بالمرأة المطلوب منها العفة والستر والاحتشام والجميع يعلم يعني بما تنقله له نساؤه نساء البيت من قريباته او زوجته التوسع الكبير الحاصل في اوساط النساء في اللباس لكن لنا ايها الاخوة ان نتساءل نطرح سؤالا هؤلاء النسوة اليس لهن اولياء من ازواج ومن اباء ان كانوا لا يعلمون بالواقع فهي مصيبة وان كانوا يعلمون ويقرون على هذا فالمصيبة اعظم هذا في الحقيقة المشكلة تأتي اولا من الرجال من الضعف من الرجال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لا بد ان ان يكون الانسان يعني حريصا على ملاحظة نسائه ولاحظت لباسهن والاخذ على يد المرأة التي تلبس لباسا غير محتشم هذا ايها الاخوة في الحقيقة يعني هذا التوسع من النسا سواء في قصور افراح او في غيره حتى في الاسواق. عندما عندما مثلا هؤلاء النسوة اللاتي يتبرجن في الاسواق. اين اولياء امورهن هذا هو السؤال اين اولياء امورهم لهن اباء وربما يكون اباء او ازواج من اتقى عباد الله لكن ظعف وعدم تحمل مسؤولية وهؤلاء الرجال مسئولون امام الله عز وجل مسؤول عن هؤلاء النسوة فليتقوا الله عز وجل فيهم انا كثير وسوس في الصلاة واستعيذوا وانفث عن شمالي لكن اعود وسوسة. كلما وردت اليك الوسوسة استعذ بالله. لهذا قال عثمان فلما فعلته اذهبه الله عني فان تكون يعني في في جهاد مع هذا الشيطان الرجيم. الشيطان عدو للانسان عدو. يريد ان يضله يريد ان يحزنه يريد للانسان الشر. والهلاك ولذلك كفي في جهاد ومجاهدة مع هذا العدو الرتيب كيف يكون اظواء في نعيم في الدنيا والاخرة؟ قال الله تعالى يسرنا يوم الدين. نعم لا شك ان اه يعني الجحيم والعذاب الشديد يكون في اه الاخرة في نار جهنم لكن هذا نوع نوع من النعيم بالنسبة للمتقين ونوع من الجحيم بالنسبة للكافرين. ان الابرار لفي نعيم يقول ابن القيم رحمه الله ذكر ان هذا النعيم يناله الابرار حتى في الدنيا بما يجدونه من الطمأنينة وانشراح الصدر ولذة القلب والبهجة التي يجدونها في بهم هذا يكون نوع من النعيم لكن النعيم الكامل لا شك انه في الاخرة في الجنة. هكذا ايضا بالنسبة للجحيم يجد العاصي وحشة في قلبه وضيقا وحسرة وقلقا ولا شك ان العذاب الشديد انما يكون في الاخرة ولهذا قال يصلونها يوم الدين هذا يسأل عن موجة الغبار هل هو من عذاب الله عز وجل هذه يا اخوان يعني هلوا من عذاب الله او ليسوا من عذاب الله هذه امور غيبية عايز ليس الانسان يجزم فيها بان هذا الغبار انه عقوبة وانه من عذاب الله. هذي امور غيبية. هل اطلعت على الغيب فلا تدري الله تعالى اعلم قدرها الله تعالى ربما ربما تكون عقوبة ربما تكون عذابا ربما تكون لغير ذلك ولذلك لا يجزم الانسان في هذه الاشياء لا يوجد فيها اذا اتى مثلا بقذف قد تكون مثلا كذا فهذا يعني يكون اخف لكن يعني ما نسمع عن بعظ الناس بان الجزم في هذا احنا يا اخوان يعني في فيه جرأة ترى هذي امور متعلقة بافعال الله عز وجل الله تعالى هو الذي قدر هذه الاشياء بحكمته الله تعالى اعلم بها. لكن نحن نعلم بان يعني المصائب التي تقع على العباد بسبب الذنوب لان الله تعالى يقول وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ويقول ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض لكن لا يجزم بشيء في هذا ما شروط قصر الصلاة والجمع؟ وما هي المسافة التي يقصر فيها المسافة التي يقصر فيها وهو اصح ما قيل فيها اربعة قرود من السيرة يوم وليلة او ما يعد عن الفقهاء من سيرة يومين قاصدين وهي يعني الواردة عن ابن عباس وابن عمر من اربعة برد وتعادل تقريبا ثمانين كيلو متر المذكورة في قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يحل لامرأة ان تسافر مسيرة يوم وليلة الا معهد محرم قالوا لو كان هناك مسافة للسفر اقل من هذا لذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك على ان هذه اقل مدة او اقل مسافة للسفر ومسيرة اليوم والليلة يعني بالابل سير الابل تعادل تقريبا ثمانين كيلو متر لكن كيف تحسب الثمانين؟ مفارقة العمران ولذلك لا يعتمد على اللوحات التي على الشوارع لماذا؟ لان اللوحات التي على الشوارع تحسب لك المسافة من وسط المدينة بينما الحساب الصحيح ان تحسبها من مفارقة العمران فلذلك يعني يحسب هذا الفارغ فاذا كانت المسافة ثمانين كيلو متر فاكثر فهذه هي مسافة السفر ويجوز ترخص رؤوس السفر للانسان ما دام ضاربا في الارض يعني في الطريق وهكذا اذا قام في حدود اربعة ايام فله الترخص السفر في قول جماهير العلماء هل الكذب يجوز في مثل القصة التي حصلت لعبدالله بن عمرو لانه لم يحصل بينه وبين ابيه ولا حاكم وانما تأول هذا من التأويل والتأويل يجوز اذا ترتب عليه مصلحة او وجد له حاجة ولهذا قال يعني بعضهم عجبت لمن عرف التأويل كيف يكذب لكن لا يتوسع الانسان فيه كثيرا فعبدالله بن عمرو بن العاص يعني لا شك ان المصلحة راجحة في هذا التأول وان يعرف ما الذي بلغ بهذا الرجل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو انما اجتهد واتى بهذا يعني التأول لاجل معرفة المنزلة التي آآ يعني نال بسببها هذا الرجل ما قاله رسول والله صلى الله عليه وسلم ما هو العمل الذي آآ يفعله هذا الرجل حتى نال هذه المنزلة فهذا التأول لاجل تحسين هذه المصلحة سائغ ولهذا قره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا وهكذا التأول الذي يكون يعني لحاجة او نحو ذلك لا بأس به لكن لا يتوسع الانسان في هذا حتى لا يتهم بالكذب. طيب لعلنا نختم فحكم تصوير ذوات الارواح في الجوال والاحتفاظ بها للذكرى اه الصور الفوتوغرافية هي تسمى صورا لكنها في الحقيقة لا تنطبق عليها علة التصوير يعني لماذا نهى الشارع عن التصوير لماذا لها؟ ما هي العلة لعله جاء منصوص عليها في قول النبي صلى الله عليه وسلم يضاهئون خلق الله مضاهاة لخلق الله وفي قوله ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي وهذا يدل على ان العلة في النهي عن التصوير هي المضاهاة لخلق الله عز وجل ويكون ذلك في الصورة المنحوتة ومرسومة عظيم لا شك انها تتحقق فيها علة التصوير. اما الصور الفوتوغرافية فهذه لا تتحقق فيها علة المضاهاة ولذلك يعني الناس عندنا هنا في المملكة قديما ما كانوا يسمونها صور يسمونها عكوس وهذه هذه هي التسمية الحقيقية الان بعكس ليست صورة ولهذا فالصور الفوتوغرافية ارى انه لا بأس بها سواء كانت في الجوال او في غيره لكن اتخاذها للذكرى يعني هنا قد يؤدي الى مفسدة وهي التعظيم خاصة اذا كان هذا الانسان معظما او كان ميتا او نحو ذلك وهذا يعني هذه مفسدة ولذلك ارى انه لا ينبغي اتخاذها للذكرى لاجل هذه المعاني واول ما وقع الشرك بقوم نوح كان يعني لاجل هذا. اتخذوا كان هناك ناس صالحون فماتوا فحزنوا عليهم. فاتخذوا نصبا حتى اذا رأوهم نشطوا في العبادة ثم بعد ذلك انقروا هذا الجيل واتى الجيل الذي بعده فقالوا انهم ما اتخذوا هذه النصب الا لعبادتها من دون الله عز وجل فوقع الشرك في بني ادم ولذلك يعني ارى انه لا ينبغي الاحتفاظ بهذه الصور من باب سد الذريعة لكن لغير ذلك آآ اذا لم تكن صور نسا وان تكون صور محرمة الذي يظهر ان هذا لا بأس به ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد