الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد سأتحدث معكم ايها الاخوة عن امر عظيم هو وصية الله تعالى للاولين والاخرين هذا الامر قد صاح به الانبياء والمرسلين في اقوامهم هذا الامر وهو ابرز اما للصيام انه تقوى الله عز وجل يقول الله عز وجل ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وفي وصايا الانبياء عليهم الصلاة والسلام لاقوامهم يقول نوح اذ قال نوح لقومه الا تتقون اذ قال قهود لقومه الا تتقون قال الصالح لقومه الا تتقون اذ قال شعيب لقومه الا تتقون ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله له يا ايها النبي اتق الله تقوى الله عز وجل هو ابرز ثمار الصيام يقول ربنا سبحانه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فمن كان صومه لا يحقق هذه الثمرة لا يحقق ثمرة التقوى فمعنى ذلك ان في صومه خللا من كان يوم صومه ويوم فطره سواء فمعنى ذلك ان صومه لم يحقق هذه الثمرة العظيمة وهي تقوى الله عز وجل فما هو التقوى وما حقيقة التقوى تقوى الله سبحانه هو ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية باتباع اوامره واجتناب نواهيه يقول طلق ابن حبيب التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عذاب الله ايها الاخوة في الله وان ميزان الكرامة عند الله عز وجل اقوى الله سبحانه ليس بينه وبين خلقه نسب ليس الميزان بالانساب ولا بالاحساب ولا بالغنى ولا بالعرق ولا باللون ولا بالوطن ولا باي اعتبار الا بالتقوى ان اكرمكم عند الله اتقاكم وكلما كنت اكثر تقوى لله قلت اكثر كرامة عند الله عز وجل هذا هو ميزان التقوى في الاسلام هذا هو ميزان الكرامة في الاسلام هذا هو ميزان التفاضل عند الله عز وجل ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم والى اعمالكم والمطلوب من المسلم ان يتقي الله عز وجل في جميع احواله. اتق الله حيثما كنت بمنشطك ومكرهك وعسرك ويسرك وسرك وعلانيتك. اتق الله تعالى في جميع امورك ولهذا نجد انه في سورة بسور القرآن الكريم سورة عدد اياتها تلت عشرة اية تكرر الامر بالتقوى والحث عليه وبياني عظيم ثمرته اربع مرات في سورة الطلاق يقول الله عز وجل يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ثم في الاية التي بعدها ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وفي اية اخرى في السورة نفسها ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ثم في الاية التي بعدها ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا والتساؤل ايها الاخوة لماذا هذه الوصية بالتقوى في هذه السورة بالذات لماذا؟ لماذا كانت الامر لماذا كان الامر بالتقوى وبيان هذه الثمار العظيمة هذه السورة بالذات هناك مغزى وجلى الله تعالى ثمرة التقوى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. في هذه السورة ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا في هذه السورة. ومن اتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجره في هذه السورة وصدرها بالامر بتقوى الله عز وجل قال بعض اهل العلم لعل السر في ذلك والحكمة والله اعلم هي ان المطلق مأمور بتقوى الله عز وجل لان المطلق عندما يطلق يطلق في حال من الضيق تعتريه مشاعر من الغضب ومن حزن ومن الظيق ومن ربما الانتقام هو مأمور بتقوى الله عز وجل لانه يقال انت ايها المطلق عندما تريد تطبيق امرأتك اتق الله تعالى في طلاقك اتق الله ولهذا لو ان الانسان اتقى الله تعالى في طلاقه لامرأته لما ندم مطلق قط ولما وجدت هذه الاستفتاءات الكثيرة في مسائل الطلاق لانه اذا اتقى الله في طلاقه فانه لن يطلق المرأة في حيض ولن يطلقها في طرقة جامعها فيه. ولن يطلقها في حال نفاس ولن يطلقها اكثر من تطليقة واحدة بل يطلقها مرة واحدة في طهر لم يجامعها فيها ثم يكون له الخيار ان شاء ارجعها العدة والعدة ان كانت ممن تحيض فلا تحيض وان كانت ممن لا تحيط ثلاثة اشهر هذه كافية لان يراجع نفسه ولا يندم ولذلك من اتقى الله في طلاقه لا يندم قط انما الذي يندم والذي يبحث عن من يفتيه في مسائل الطلاق هو الذي لم يتق الله عز وجل تجد انه يستحمق فيطلق ثلاثا مرة واحدة او انه يجعل الطلاق على لسانه في مدخله وفي مخرجه وفي اكرامه وفي كل شيء اذا اراد تصديق خبر طلق اذا اراد ان يكرم ضيفا طلق اذا اراد الحث على امر طلق هذا لم يتق الله عز وجل ولهذا فان طلاق هذا يقع عند المذاهب الاربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وان كان هناك قول وقد استقرت عليه الفتيا انه لا يقع الطلاق اذا لم ينو طلاقا وانما فيه كفارة يمين. لكن اقول لماذا يدخل الانسان نفسه في هذه الاشكالات لو انه اتقى الله عز وجل لما حصل له هذا الضيق ولا طلق مرة واحدة في طهر لم يجامعها فيه له فرصة مراجعة ثم بعد ذلك لو قدر في المستقبل انه طلق فله ايضا فرصة المراجعة ما دامت في العدة الى ان يطلق تطبيقه الثالثة قالوا وهذا والله اعلم لعله هو السر في ان الامر بالتقوى تكرر في هذه السورة بالذات على وجه الخصوص ايها الاخوة في الله وان خير الزاد دار التقوى كما قال الله عز وجل وتزودوا ان خير الزاد التقوى يا اخواني من اتقى الله عز وجل والله لا يندم لا يلزم من عمل طاعة لله سبحانه انما يندم من وقع في المعصية انما يندم من ضاع عليه عمره تصرم العمر وتصرمت الايام والليالي في لهو وفي غفلة ولهذا ينبغي ان نسعى جميعا التزود بزاد التقوى وان نبادر فرص والمواسم كهذا الموسم العظيم الذي نعيش فيه هذه الايام والليالي شهر رمظان الذي فيه تضاعف الحسنات وفيه ترفع الدرجات وفيه تكفر الخطايا والسيئات وفيه تعتق الرقاب من النار ينبغي ان يكون لدى المسلم ايها الاخوة روح المبادرة الى التقوى الى الطاعة اخرج مسلم في صحيحه ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم لاصحابه من اصبح منكم اليوم صائما قال ابو بكر انا يا رسول الله قال من اطعم منكم اليوم مسكينا قال ابو بكر انا يا رسول الله قال من عاد منكم اليوم مريضا قال ابو بكر انا يا رسول الله قال من تبع منكم اليوم جنازة قال ابو بكر انا يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ما اجتمعن في امرئ الا دخل الجنة رواه مسلم هذا ايها الاخوة هو ابو بكر الصديق افضل امة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم انظروا الى مبادرة عن النبي عليه الصلاة والسلام بشره بالجنة وبين عظيم فضله وقدره ومع ذلك انظروا الى مبادرة يوم واحد يصبح صائما صوم نافلة يطعم مسكينا يعود مريضا يتبع جنازة كل هذا في يوم واحد ينبغي ان يكون المسلم بادرا يحرص على الخير طرق الخير كثيرة ايها الاخوة طرق الخير متنوعة لكن المهم هو المبادرة حتى لو كان الانسان بسيارته يسبح الله تعالى يذكر الله تعالى من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما لاصحابه كما جاء في صحيح مسلم ايعجز احدكم ان يكسب في اليوم الف حسنة يا رسول الله كيف يكسب الف حسنة قال يسبح مئة تسبيحة في كتب له الف حسنة او يحط عنه بها الف خطيئة نسألكم يا اخوان مئة تسبيحة كم تستغرق من الوقت ربما وانت عند اشارة المرور يسبح مئة تسبيحة او قريبا يعني من هذا الوقت ومع ذلك تكسب الف حسنة. الف حسنة او يحط عنك الف خطيئة طرق الخير كثيرة ولله الحمد لكن المهم هو المبادرة يبادر الانسان يبادر للتقوى يبادر لطاعة الله عز وجل استمعوا لهذا الحديث العظيم الذي سمعت شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله يقول لو انفق الانسان الملايين في سبيل معرفته لم يكن ذلك كثيرا وهذا الحديث اتفق عليه البخاري ومسلم اصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل يقول عليه الصلاة والسلام من قال حين يصبح لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت حرزا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتي احد يوم القيامة بافضل منه الا رجل عمل مثل ما عمل او زاد ومن قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر انظروا يا اخوة اجور عظيمة على عمل يسير هذا الذكر اذا قاله الانسان مئة مرة كم يأخذ من وقت الانسان ومع ذلك يحوز هذه الفضائل هذه الاجور والموفق من وفقه الله عز وجل ولكن ايها الاخوة لا تكفي الاذان انسان يتمنى يتمنى التقوى يتمنى ان يكون من المتقين يتمنى الاستقامة يتمنى الخير لكن هل هل الاماني تنفع الانسان يعني ما تنفع بدون عمل لابد ايها الاخوة من العمل لابد من الحزم مع النفس بس تحتاج الى عزيمة تحتاج الى حزم تحتاج الى نهي عن الهوى لانها امارة بالسوء ولهذا قال الله عز وجل واما من خاف مقام ربه ونهى النفس ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ايها الاخوة في الله وان تقوى محلها القلب ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب تقوى القلوب تتفاوت وتتفاضل بها الاعمال قبولا عظيما ان الرجلين فيصليان في الصف الواحد وبينهما في الفضل كما بين المشرق والمغرب ما بين السماء والارض نعم ايها الاخوة ان الاعمال ربما تتشابه في صورتها لكنها تتفاوت في قبولها وفي عظيم اجرها وثوابها عند الله عز وجل لهذا جاء في الصحيحين صلى الله عليه وسلم قال ان امرأة بغية من بغاية بني اسرائيل رأت كلبا يأكل الثرى من شدة العطش اتقته فغفر له جاء ايضا في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا رأى مصنف الطريق فاخره غفر الله له وايضا في حديث صاحب البطاقة الذي تنشر له تسعة وتسعون سجلا كلها ذنوب وخطايا كل سجل مد البصر وتوضع في كفة يؤتى بكلمة التوحيد لا اله الا الله وتوضع في الكفة الاخرى فتثقل كلمة التوحيد وتطيش هذه السجلات لكن هل كل من فعل هذا تحصيله مغفرة الذنوب؟ لا قد قرر هذه هذا المعنى شيخ الاسلام ابن عباس ابن تيمية رحمه الله ليس كل من سقى كلبا يغفر له ليس كل من اخر غصنا بالطريق يغفر له. ليس كل من قال لا اله الا الله يغفر له المنافقون يقولون لا اله الا الله اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك يا رسول الله. والله يعلم انك لرسول والله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ومع ذلك هؤلاء المنافقون الذين يقولون لا اله الا الله هم في الدرك الاسفل من النار ولهذا يقول ايها الاخوة لهؤلاء ناس قد اقترن قلوبهم شيء من التعظيم لله عز وجل واليقين والصدق مع الله سبحانه رب عمل يسير تقترن به هذه المعاني يكتب الله يكتب الله عز وجل لصاحبه قبولا عظيما يقول عليه الصلاة والسلام وان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه ثم كلمة واحدة رب عمل يسير يغفر الله تعالى لصاحبه بسبب هذا العمل او بسبب هذه الكلمة لكن اذا اقترن به صدق واخلاص ويقين ولهذا اخبر عليه الصلاة والسلام ان من السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم الشمال ما تنفق يمينه صدق ربما تكون بشيء يسير لكن اقترن بها اخلاص عظيم بحيث لو قدر ان اليد الشمال تبصر لما اوصت اليد اليمين من شدة الاخفاء لان هذا لا يريدوا من الفقير ولا يريدوا من الناس جزاء ولا شكورا لا جزاء ماديا ولا معنويا انما يريد الجزاء من الله عز وجل اقترن بهذه الصدقة هذا الصدق وهذا التعظيم لله عز وجل وهذا الاخلاص فكان من السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله. ولهذا ايها الاخوة لما اتقى الله عز وجل العبد في اعماله كلما كان ذلك اعظم لاجره واكثر لثوابه. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا جميعا من المتقين الذين قال فيهم ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر واسأله عز وجل ان يعيننا على شكره وذكره وطاعته وحسن عبادته وان ييسرنا لليسرى وان يجنبنا العسر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين