الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضائل ابي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لالزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكونن معه يومي هذا فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه ها هنا خرجت على اثره اسأل عنه حتى دخل بئر اريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قظى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ فقمت اليه فاذا هو جالس على بئر اريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لاكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء ابو بكر رضي الله عنه فدفع الباب فقلت من هذا؟ فقال ابو بكر. فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا ابو بكر استأذن فقال اذن له وبشره بالجنة فاقبلت حتى قلت لابي بكر ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة فدخل ابو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف ودل رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست وقد تركت اخي يتوضأ ويلحقني فقلت ان يرد الله لفلان خيرا يريد اخاه يأتي به. فاذا انسان يحرك الباب فقلت من هذا؟ فقال عمر بن الخطاب فقلت على ثم جئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال له وبشره بالجنة. فجئت فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره ودل رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يأتي به فجاء انسان يحرك الباب فقلت من هذا؟ فقال عثمان بن عفان. فقلت على رسلك فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته. فقال اذله وبشره بالجنة على بلوى تصيبه. فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك. فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس فوجهه من الشق الاخر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا نزال في باب فضائل ابي بكر رضي الله عنه من كتاب فضائل الصحابة اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه في ذكر فضائل هؤلاء الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان وقد كان مجيئهم الى النبي عليه الصلاة والسلام. واستئذانهم في الدخول عليه في هذا الحائط على الترتيب الذي كانوا عليه في الفضل فكان افظلهم ابو بكر رضي الله عنه وارضاه واكثرهم ملازمة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام واقربهم منه منزلة صلى الله عليه وسلم فكان مجيئه الاول وله البشارة الاولى فهو اول العشرة المبشرين بالجنة واول الصحابة عموما وخيرهم رضي الله عنه وارضاه ثم اشتمل الحديث على فضيلة عمر وفضيلة عثمان بتبشير كل واحد منهما بالجنة وذكر ابو موسى الاشعري رضي الله عنه انه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لالزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكونن معه يومي هذا فائدة هنا منهجية تربوية ان المرء جميل لو الزم نفسه في ماضي ايامه باعمال جليلة يلزم نفسه بها من اول اليوم لا ان يكون ذلك منه على وجه النذر وانما على وجه تحديد الهدف في اليوم وتنشيط الهمة وجمع الوقت على الوفاء بذلك والقيام به مثل صنيعه رضي الله عنه قال لالزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكونن معه يومي هذا فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه ها هنا اي اتجه الى هذه الجهة فخرجت على اثره اسأل عنه حتى دخل بئر اريس وهو بئر قرب قباء قرب مسجد قباء فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ فقمت اليه فاذا هو جالس على بئر اريس وتوسط قفها والقف ما يكون على حافة البئر من دكة او مكان مستوي مهيأ للوقوف او الجلوس قال وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر اي ارخى ساقيه في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لاكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاكونن بوابا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا جزء من العمل الذي انتدب نفسه من اول اليوم له لانه انتدب نفسه ان يلازم الرسول عليه الصلاة والسلام وان يكون معه في خدمته ومعاونته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فجاء ابو بكر فدفع الباب فقلت من هذا؟ فقال ابو بكر فقلت على رسلك اي تمهل ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا ابو بكر يستأذن. فقال اذن له وبشره بالجنة فاقبلت حتى قلت لابي بكر ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة فدخل ابو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف. ودل رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه اي كما صنع صلوات الله وسلامه عليه. ثم رجعت فجلست وقد تركت اخي يتوضأ ويلحقني فقلت ان يرد الله بفلان بفلان خيرا يريد اخاه يأتي به وهذا فيه من الفائدة حرص المرء على اخيه اخيه من النسب وحرصه على نفعه وفائدة فائدته وتمني الخير له وهذا المعنى العظيم ينبغي ان يكون عليه المرء وان يحرص على الخير لاخيه وان يحب الخير لاخيه يجمعه واياه دين واحد ونسب واحد فهذا من الامور التي تحرك في قلب الناصح مزيد حرص مزيد حرصا على نفع اخيه وتمني الخير له قال فاذا انسان يحرك الباب فقلت من هذا؟ فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت هذا عمر ابن الخطاب يستأذن فقال اذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه سلم في الخف عن يساره ودل رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يأتي به اي يريد بذلك اخاه فجاء انسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان ابن عفان فقلت على رسلك فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال اذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه على بلوى تصيبهم والبلوى المعنية هنا هي قتله شهيدا يوم الدار رضي الله عنه وارضاه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على على بلوى تصيبك جاء في رواية انه رضي الله عنه قال على اثر ذلك الحمد لله ثم قال والله المستعان. ثم قال الله المستعان. حمد الله اولا ثم التجأ الى الله عز وجل في طلب المعونة. اما حمده رضي الله عنه لله عز وجل فعلى النعمة العظيمة وهي البشارة بالجنة واما طلب المعونة فهذا يتعلق بالمصيبة لانه ذكر له بشارة ومصيبة فحمد الله عز وجل على البشارة واستعان بالله سبحانه وتعالى على المصيبة. قال الله المستعان قال الله المستعان وكلمة الله المستعان كلمة عظيمة في الاستعانة وطلب العون احضار ذلك في القلب ان العون لا يكون الا من الله والمعونة بيده سبحانه وتعالى قال الله المستعان فدخل فوجد القف قد ملئ لا يسع الا ثلاثة فكان فيه الرسول عليه الصلاة والسلام وابو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فجلس وجهه اي امامه من الشق الاخر جلس مقابلا قال سعيد بن المسيب وهو من رواتب الحديث قال فاولتها قبورهم طولتها قبورهم اي هذا الامر الذي قدره الله سبحانه وتعالى على هذه الصفة اولتها قبورهم ان يكون ان يكون ابو بكر وعمر مع النبي عليه الصلاة والسلام في يدفنان معه في مكان واحد وعثمان كان في الجهة الاخرى والشق المقابل فيقول سعيد اولتها قبورهم. الشاهد من هذا الحديث منقبة ابو بكر رضي الله عنه العظيمة وبشارة النبي عليه الصلاة والسلام له بالجنة وهو اول المبشرين وخيرهم ومقدمهم رضي الله عنه وارضاه نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ثم اورد هذا الحديث عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه جمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين امرين تعظيمين يتعلقان بالصحابة رضي الله عنهم الاول النهي عن سبهم النهي عن سبهم والاخبار بمكانتهم ومنزلتهم العلية رضي الله عنهم وارضاهم فقال لا تسبوا اصحابي وهذا نهي عن سب اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن سب احدا من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فسبه لرقة في دينه اذ ان حبهم ايمان وبغظهم نفاق وطغيان ومن يعرف شيئا قليلا من فظلهم ومكانتهم العظيمة لا يجرؤ اطلاقا على النيل منهم او من واحد منهم رضي الله عنهم وارضاهم لكن من تلوث قلبه بالهوى والباطل رق دينه فانه يقع في الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ولا يبالي على ان كل سب يكون لاصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لا يضرهم بشيء لا يضرهم بشيء بل يكون رفعة لدرجاتهم كما قالت ذلك ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما نقل لها عن اناس انهم يسبون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالت رضي الله عنها انهم لما انقطع عنهم العمل اي بالموت ما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر ما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر او كلاما هذا معناه ومعنى ذلك ان كل سب يكون للصحابة لا يضر الصحابة بشيء بل يكونوا حسنات من الساب تؤخذ من حسناته كما يوضح ذلك حديث المفلس حيث قال عليه الصلاة والسلام اتدرون من المفلس من امتي قالوا من لا درهم له ولا متاع قال ان المفلس من امتي من من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا واخذ مال اهذا وسفك دم هذا وقذف هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار والامر الثاني في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ما للصحابة من منزلة عليا خصهم الله بها وميزهم لا يلحقهم بها احد ممن جاء بعدهم وهي شرف الصحبة وجميل الملازمة وعظيم النصرة للنبي عليه الصلاة والسلام ودين الله عز وجل فهذه الامور الثلاثة خص بها هؤلاء فانفردوا بها ولا يلحقهم في ولا يلحقهم من من جاء بعدهم في فضل لما لهم من مكانة مهما كان عمل الانسان وانظر هذا المثل العجيب يقول عليه الصلاة والسلام فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ذهب او احد هو الجبل الكبير العظيم شمال المدينة يغطي الناحية الشمالية جبل كبير وجبل عظيم فيقول لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه اي هذا هذا الذهب الكثير لو قدر ان احدا انفق ممن جاء بعد الصحابة ما بلغ مد احدهم من بر او قمح او طعام ليس من ذهب فانظر الفرق الشاسع والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ويضاعف لمن يشاء سبحانه وتعالى وقد قال الله عز وجل لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى قال ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. والنصيف مكيال دون المد. مكيال دون المد والمعنى انه ما يبلغ فضل الصحابة سواء في فيما ينفقونه من مد من طعام او ما هو اقل من ذلك او او ما هو اقل من ذلك كما يدل عليه قوله او نصيفه اي ما هو اقل من المد وهذا وهذا كما عرفنا يدل على هذه المكانة العظيمة وهنا فائدة لا تخفى ان معرفة الفضائل ان معرفة الفضائل فضائل الصحابة ومكانتهم تكون حاجزا للانسان ورادعا له من ان ينال احدا منهم فاذا عرف فضلهم كانت هذه المعرفة بفظل الصحابة حائلا دون ان يطعن فيهم ولهذا فان من لا يعرف مكانة الصحابة ومنزلة الصحابة وما خصهم الله سبحانه وتعالى به من فضائل ومناقب وخصائص ربما تجرأت نفسه الرديئة وقلبه الممرض على النيل منهم او الطعن فيهم او في بعضهم والواجب نحو الصحابة عموما امران سلامة القلب والسلامة اللسان اما القلب فبسلامته من الغل والحقد والضغينة واما اللسان فبسلامته من الطعن واللعن والوقيعة قد جمع هذان الامران في قول الله سبحانه في سورة الحشر بعد ان ذكر المهاجرين في اية مثنيا عليهم ثم الانصار التي تليها مثنيا عليهم ثم اتبع ذلك جل في علاه بقوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم فان قوله يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فيه سلامة اللسان فالانسان ليس فيه الا الدعاء والاستغفار والترضي والترحم وقوله ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا في سلامة القلب من الغل والحقد والضغينة فليس فيه الا المحبة رضي الله عن الصحابة اجمعين وارظاهم وجمعنا بهم وبنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في جنات النعيم نعم قال رحمه الله تعالى عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد احدا وابو بكر وعمر هو عثمان فرجف بهم فقالوا اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان قال عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد احدا اي الجبل الذي شمال المدينة وجاء في بعض الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احد جبل يحبنا ونحبه وقوله عليه الصلاة والسلام يحبنا على ظاهره وربنا جل وعلا قدير على كل شيء ولا ينبغي عاقل ان يعترظ او يدخل كلمة كيف فيما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام بل يؤمن به على ظاهره يؤمن به على ظاهره. وصلى الله عليه وسلم لا ينطق عن عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فهو جبل كما وصف صلى الله عليه وسلم يحبنا ونحبه. هكذا قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وجاء في بعض الاحاديث ترفع قيل النبي صلى الله عليه وسلم انه من جبال الجنة ولكن ما ورد من احاديث في هذا الباب اسانيدها ضعاف لا تثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيقتصر في باب الفضائل على ما صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم واما ما يصنعه بعض الزوار من اخذ بعض احجار من هذا الجبل ونقلها الى بلدانهم تبركا بها واعتقادا للنفع من جهتها او او الشفاء او نحو ذلك فهذا من الضلال المبين وليس من دين الله تبارك وتعالى في شيء وان كان يجلب من جهتها لنفسه نفعا او يطلب دفعا او يعتقد في هذه الاحجار انها تحول بينه وبين المكاره من عين او حسد او سحر او غير ذلك هذا كله من الشرك فهذا كله من الشرك واذا كان الخليفة الراشد امير المؤمنين عمر بن الخطاب كما مر معنا في الصحيح عندما قبل الحجر الاسود قال كلمته العظيمة اما اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وهذا فيه تنبيه على الاخلاص والاتباع منه رضي الله عنه وارضاه اما الاخلاص والتوحيد ففي قوله حجر لا تضر ولا تنفع واما الاتباع ففي قوله ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وهذا العمل الذي يصنعه بعض الناس وان كانوا شذاذا قلة فهو عمل باطل ليس من دين الله جل وعلا بل ومن البدع المحدثة واذا كان يحملها من اجل التبرك والاستشفاء بها وان تكون له حرزا او واقيا من العين او الحسد او نحو ذلك فهذا كله من الشرك قال ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد احدا وابو بكر وعمر وعثمان وابو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فرجف بهم اي تحرك الجبل تحرك الجبل وتحرك الجبل ليس تحرك اظرار ازعاج وانما تحرك محبة وفرح كما نبه على ذلك بعض الشراح فقال اثبت احد اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان والصديق ابو بكر رضي الله عنه وارضاه صديق الامة صديق الامة بل صديق الامم رضي الله عنه ومنزلته في الفضل والمكانة بعد الانبياء في كل الامم فقول الله عز وجل اولئك مع النبيين والصديقين اول من يدخل في قوله والصديقين وهي منزلة بعد الانبياء في كل الامم ابو بكر رضي الله عنه وارضاه وهي اعلى الرتب وارفعها وهي تنشأ عن قوة الايمان ورسوخه وتمكني في القلب تمكنا عظيما وثباته فيه ثباتا عظيما الايمان بالله وبالرسول كما قال فالله سبحانه وتعالى في سورة الحديد والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون اولئك هم الصديقون فالصديقية منزلة عالية جدا تنال برسوخ الايمان وقوة ثباته في القلب الايمان بالله عز وجل وبالرسول صلوات الله وسلامه عليه وقوله وشهيدان اي عمر وعثمان وكل منهما قتل شهيدا في سبيل الله رضي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين والشاهد من الحديث للترجمة فضيلة ابي بكر صديق الامة رضي الله عنه وبيان هذه المنقبة العظيمة له رضي الله عنه وارضاه. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع اعلى سريره اذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله ان كنت لارجو ان يجعلك الله مع رحميك لاني كثيرا مما كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت انا وابو بكر وعمر وفعلت وابو ابو بكر وعمر وانطلقت وابو بكر وعمر. فان كنت لارجو ان يجعلك الله معهما. فالتفت فاذا هو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهذا الحديث ختمت به هذه الترجمة في بيان منقبة صديق الامة ابي بكر رضي الله عنه ببيان كثرة ملازمته للرسول عليه الصلاة والسلام دخولا وخروجا ذهابا ومجيئا حلا وارتحالا فكان رضي الله عنه وارضاه كثير الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يذكر ذلك فيقول علي رضي الله عنه كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت انا وابو بكر وعمر فعلت انا وابو بكر وعمر انطلقت انا وابو بكر وعمر يذكر ذلك عليه الصلاة والسلام لهما وهذه ولا ريب منقبة لهما رضي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين وعندما تتأمل هذا الحديث في يوم وفاة عمر رضي الله عنه والتهيئة دفنه فقد استأذن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنه عنها ان يدفن الى جنب رسول الله فاذنت بذلك حتى قال لابنه ان توفاني الله فاستأذن منها مرة ثانية لعلها تكون مثلا استحيت منه في حياته فاستأذن فاذنت فدفن مع النبي عليه الصلاة والسلام وهذا امر شرف به وخص به رضي الله عنهما كان عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يقول دخلت انا وابو بكر وعمر انطلقت انا وابو بكر وعمر فعلت انا وابو بكر وعمر واكرمهما الله عز وجل بان يكون ضجيعيه صلوات الله وسلامه عليه في القبر وهذا امر خص به وشرف به رضي الله عنهما وارضاهما وايضا عندما تتأمل تجد ان الال والصحب ليس بينهم اي عداوة وليس بينهم بغضاء وليس بينهم شحناء لا يفسى بينهم الا المحبة والصفاء فما يذكر من بعض طوائف الضلال الضلال غلاة المنحرفين عن دين الله سبحانه وتعالى بان ثمة عداوة بين الصحب والال وبين ابي بكر وعمر وعلي وفاطمة مثلا هذا كله كذب وافتراء ومن يقرأ سير الصحب والال لا يجد بينهم الا المحبة والصفاء وانظر هذه القصة العجيبة ما اعجبها في يوم وفاة عمر يقول ابن عباس اني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر وقد وضع على السرير. اي وهو ميت رضي الله عنه اذا رجل من خلفي قد وضع مرفقة على منكبي وضع مرفقه على منكبي كانه والله اعلم يدنو اكثر من اجل ان يرى وضع يده على مرفقه على منكبي يقول رحمك الله يقول رحمك الله ان كنت ان كنت لارجو ان يجعلك الله مع صاحبيك ان كنت في الارجو ان يجعلك الله مع صاحبيك فاين العداوة المفتعلة؟ وهو يوم الوفاة يعلن مثل هذا الرجاء ويخبر بما قام في قلبه من طمع بان يكون مع صاحبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر قال ارجو ان يجعلك الله مع صاحبيك. لماذا قال رضي الله عنه لاني كثيرا ما كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت انا وابو بكر وعمر وفعلت وابو بكر وعمر وانطلقت وابو بكر وعمر فان كنت لارجو ان يجعلك الله معهما. يقول ابن عباس فالتفت فاذا هو علي بن ابي طالب فاذا هو علي ابن ابي طالب الذي يقول هذه الكلمة رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين وبهذا انتهى ما يتعلق مناقب الصديق رضي الله عنه ويليه مناقب عمر الفاروق رضي الله عنه وانبه الى ان الدرس درس بعد العصر يتوقف ليومي الخميس والسبت نتوقف ليومي الخميس والسبت نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب ايضا قبل ان اختم لعلنا نرجع الى حديث في اخر الكتاب في السابق قبل ما يتعلق بفظائل الصحابة وهو الحديث الاخير حديث عروة البارحي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع احداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في بيعه فكان لو اشترى التراب لربح فيه هذا الباب في الاصل عقد له الامام البخاري رحمه الله في جملة احاديث بابا ولم يذكر له ترجمة ولم يكن ولم يذكر له ترجمة ومثل هذا يكون كالفرع لما قبله وما قبله علامات النبوة والبابين اللذان يليان تعالى باب علامات النبوة ايضا كالفرع لذلك الباب وهذا ايضا فرع اخر فيما يتعلق علامات النبوة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا