الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ ابو عباس احمد بن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. قال في كتاب المناقب في كتابه تجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب مناقب الانصار عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملأهم وقتلت ثرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم في الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب مناقب الانصار الانصار هذا لقب شريف ورفيع جدا لقب الله سبحانه وتعالى به من او نبيه صلى الله عليه سلم ونصروه. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. ولا دون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وهذا اللقب الشريف لقب لقبهم الله به قال عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. فالله عز وجل لقبهم بذلك. ولهذا جاء في الصحيح عن غيلان ابن جرير قال قلت لانس ابن ما لك رضي الله ان ارأيت اسم الانصار؟ هل كنتم تسمون به؟ من قبل ام ان الله سماكم به؟ قال بل الله سمانا به. فهو اسم سماه الله تبارك وتعالى به فهو اسم اسلامي يدل على معنى عظيم ووصف جليل قام في هؤلاء الاخيار الذين اووا النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام ونصروه وايدوه. ونصروا دين الله تبارك وتعالى وتلقوا المهاجرين بكل رحابة صدر وايثار كما نعتهم الله سبحانه وتعالى بذلك ومناقب الانصار كثيرة الدالة على فظلهم وعظيم مكانتهم. وفي هذه الترجمة وما يليها من من تراجم ذكر لشيء من فضائل الانصار. ومناخهم رضي الله عنهم وارضاهم قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يوم معاث المراد به الحرب الطاحنة الظروس التي دامت طويلا بين سوى الخزرج. ومن شدة تلك الحرب انها قضت على رؤسائهم وكبرائهم وكان ذلك من التوفيق بين يدي مجيء النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة وقد افنت تلك الحرب كبراء القوم ممن ممن يغلب عليهم العناد عدم التقبل والاذعان وفي قصص الانبياء نجد في الغالب ان الملأ وهم اعيان القوم وكبراء قوم سموا ملأ لانهم يملئون صدر المجلس. فهم الاعيان والكبراء. هم في الغالب من يصدون الناس عن قبول دعوة النبيين فكانت تلك الحرب بين الاوس والخزرج والتي دامت طويلا حتى قيل في بعض كتب الاخبار انها استمرت مئة وعشرين سنة. وقيل غير ذلك. لكن كان من ثناؤ كبراء هؤلاء. ولهذا قال كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم قدمه الله لرسوله اي امر تفضل الله سبحانه وتعالى به وهيأ اه حتى ينتهي هؤلاء اه الكبراء ينتهي الرؤساء ويكون الامر في من دونهم ومن تحتهم ايسر. فالقبول قال قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ملأهم وقتلت سرواتهم وجرحوا. اي ان كبراء هؤلاء ورؤساء هؤلاء ما بين جريح وقتيل فقدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم في الاسلام. بمعنى ان اعيان هؤلاء وكبراءهم لو كانوا على الوجود لربما كانوا حائلا بين قومهم الى قبول دعوة الرسول عليه صلوات الله وسلامه. وبقي من هؤلاء اعيان نماذج في العناد والكبر مثل عبد الله ابن ابي ابن سلول في عناده وكبره فالشاهد ان ذلك اليوم كان تقدمة قدمه الله لرسوله عليه الصلاة والسلام بين البعثة ومجيئه الى المدينة التي صارت بمن الله سبحانه وتعالى وفضله مأرز الايمان نعم. قال رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت من الانصار. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لولا الهجرة لكنت من الانصار. ثم قال رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اولى الهجرة لكنت من الانصار. واورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا الهجرة لكنت من الانصار. وهذا الحديث فيه بيان لي مكانة الانصار العظيمة ومنزلتهم العلية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال مبينا لمكانتهم صلوات الله وسلامه عليه لولا الهجرة لكنت من الانصار اي لولا ان النسبة الى الهجرة نسبة دينية لا يسع تركها لكنت امرأ من الانصار. لكنني من المهاجرين ممن هاجر الى المدينة هو الهجرة اشرف. ومقام المهاجرين اعلى. وهي نسبة دينية وقد قدمهم الله في القرآن كما مر معنا في الاية الكريمة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. من المهاجرين انصار فالمهاجرين نسبة دينية والانصار نسبة دينية فيقول عليه الصلاة والسلام لولا هذه النسبة وانه لا يسع تركها لكنت امرأ من الانصار نعم ثم قال رحمه الله باب حب الانصار من الايمان عن البراء رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق فمن احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله. قال باب حب الانصار من الايمان. وهذا مما يبين الانصار وعظيم مكانتهم ان حبهم ايمان وبغظهم نفاق وان مما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به حب الانصار فحبهم ايمان وبغضهم نفاق اورد حديث البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق ففيه ان حبهم ايمان وكيف لا يحب المؤمن من كانوا انصارا للدين واعوانا له من او النبي عليه الصلاة والسلام ونصروه ونصروا دين الله تبارك وتعالى من ذا الذي يكون عنده ايمان ويكون مبغضا لهؤلاء؟ فبغضهم نفاق بغضهم دليل على مرض قلب مبغضهم بالنفاق وحبهم ايمان قال لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق فمن احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله لماذا؟ لان حبهم قربة وطاعة وامر يحبه الله سبحانه وتعالى فمن احبهم احب ما يحبه الله فيحبه الله سبحانه وتعالى ومن ابغضهم قد ابغض ما يبغض آآ قد ابغض من احبهم الله قد ابغض من احبهم الله فينال بذلك بغض الله له واوثق عورى الايمان الحب في الله والبغض في الله. ان تحب المرء لا تحبه الا لله وان تبغضه لا تبغضه الا لله والانصار فيهم من معاني الايمان والنصرة والذب عناء الدين. وفيهم من الفضائل والمناقب والخصال العظيمة ما تستوجب حبهم حبهم ايمان وبغضهم نفاق. نعم ثم قال رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للانصار انتم احب الناس الي عن انس رضي الله عنه انه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان مقبلين من عرس فقال النبي فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا فقال اللهم انتم من احب الناس الي قالها ثلاث مرات. قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للانصار انتم احب الناس الي. واورد حديث انس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان مقبلين من عرس المراد بالنساء والصبيان اي نساء الانصار وصبيانهم رآهم مقبلين من عرس فقام النبي عليه الصلاة والسلام ممثلا اي انتصب قائما معنى ممثلا اي انتصب قائما وقيامه هذا مشعر اهتمامه وعظيم عنايته عليه الصلاة والسلام. وفي رواية اخرى للحديث في موضع اخر من صحيح البخاري قال ممتنا قام ممتنا يوضح ذلك ما بعده. قال اللهم انتم من احب الناس الي قالها ثلاث مرات قوله اللهم بمعنى يا الله وذكر اسم الجلالة هنا للاستشهاد استشهاد بالله سبحانه وتعالى على عظيم محبته صلى الله عليه وسلم لهم. اللهم انتم من احب الناس الي انتم من احب الناس الي قالها ثلاث مرات. وتكرار ذلك ثلاث مرات تأكيد لهذا الامر نعم قال رحمه الله عنه رضي الله عنه في رواية انه قال جاءت امرأة من الانصار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها صبي يقول لها فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي نفسي بيده انكم احب الناس الي مرتين وفي هذه الرواية قال والذي قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده انكم ايام معاشر الانصار. انكم ايام معاشر الانصار احب الناس الي مرتين احب الناس الي مرتين ولا تنافي هذه الاحبية ان يكون افراد من غيرهم احب اليه. عليه الصلاة والسلام كما مر معنا ان احب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اليه ابو بكر رضي الله عنه فالاحبية لعموم الانصار لا تنافي احبية غيره الى النبي صلى الله عليه وسلم من افراد واعيان الصحابة نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب اتباع الانصار عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه انه قال قالت الانصار يا رسول الله لكل نبي اتباع وانا قد اتبعناك فادعوا الله ان يجعل اتباعنا منا فدعا به قال باب اتباع الانصار والمراد اتباعهم اي ذريتهم ممن ينهجون نهجهم ويترسمون خطاهم ويكونون على نهج ابائهم فسأل الانصار النبي صلى الله عليه وسلم صلوات الله وسلامه عليه ان يكون ذرياتهم تبعا لهم تبعا لهم كما في هذا الحديث حديث زيد ابن ارقم قال قالت الانصار يا رسول الله لكل نبي اتباع لكل نبي اتباع وانا قد اتبعناك من الله علينا بان كنا اتباعا لك من المتبعين لنهجك المترسمين لخطاك فادعوا الله ان يجعل اتباعنا منا فادعوا الله ان يجعل اتباعنا منا ان يقال لهم انصار كما يقال لنا. يقال لهم انصار كما يقال ان لنا حتى تتناولهم الوصية بهم والاحسان اليهم ولا سيما اذا كان هؤلاء الابناء اتباعا لابائهم عقيدة وديانة وخلقا قالوا ادعوا الله ان يجعل اتباعنا منا ان يجعل اتباعنا منا اي كما اننا انصار ان يكون اتباعنا منا فدعا به اي هذا المطلب دعا به اي بهذا المطلب الذي سألوه صلوات الله وسلامه عليه وقد جاء في حديث اخر انه صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للانصار ولابناء الانصار ولابناء ابناء الانصار ولنساء الانصار. نعم ثم قال رحمه الله باب فضل دور الانصار. عن ابي حميد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان خير دور الانصار فذكر الحديث وقد تقدم ثم قال قال سعد بن عبادة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله خيرت الانصار فجعلنا اخرا. فقال اوليس بحسبكم ان تكونوا من الخيار؟ قال باب الفظل الانصار اي ما لدور الانصار من فضل والانصار عبارة عن دور مثل بنو النجار وبنو عبد الاشهل فهم دور وهم متفاضلون وهم متفاضلون ولهذا مر معنا في الحديث في تتمة هذا الحديث الذي ساق المصنف عن ابي حميد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان خير دور الانصار بنو النجار ثم بنو عبد الاشهل ثم عدد بعض صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال سعد بن عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله خير دور الانصار فجعلنا اخرا خير دور الانصار فجعلنا اخره وهذا فيه ان ان ثمة تفاوت بين بينهم في الفضل قال فجعلنا اخر فقال اوليس بحسبكم ان تكونوا من الخيار وليس بحسبكم بحسبكم اي يكافيكم. الا يكفيكم ان تكونوا من الخيار؟ نعم ثم قال رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للانصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض عنه سيد ابن حضير رضي الله عنه ان رجلا من الانصار قال يا رسول الله الا الا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال ستلقون بعدي اسرة اصبروا حتى تلقوني على الحوض وفي رواية عن انس رضي الله عنه وموعدكم الحوض قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للانصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض اي اذا ولي عليكم ولاة واستأثروا بالامر او بالمال دونكم فاصبروا اصبروا حتى تلقوني على الحوض قال عن اسيد ابن حظير رضي الله عنه ان رجلا من الانصار قال يا رسول الله الا تستعملني كما استعملت فلانا قال ستلقون بعدي كثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض فاصبروا حتى تلقوني على الحوض وفي رواية موعدكم الحوظ فدعاهم الى الصبر عندما يكون من بعض من ولي الامر اثرة واستئثارا بان عليهم في مثل هذا المقام ان يصبروا ويحتسبوا صبرهم عند الله سبحانه وتعالى الى ان يلقوا نبي الله صلوات الله وسلامه عليه على الحوظ نعم ثم قال رحمه الله باب قول الله تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى نسائه فقلنا ما معنى الا الماء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضم او يضيف هذا؟ فقال رجل من الانصار انا. فانطلق به الى امرأته فقال اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما عندنا الا قوت صبياني فقال هيئي طعامك واصبحي سراجك ونومي صبيانك اذا اذا ارادوا عشاء. فهيئت طعامها واصبحت سراجها ونوم صبيانها ثم قامت كانها تصلح سراج سراجها فاطفأته فجعلا يريانه انهما يأكلان فباتا طاويين. فلما اصبح غدا الى غدا الى رسول الله صلى الله عليه سلم فقال ضحك الله الليلة او عجب من فعالكما فانزل الله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. قال باب قول الله تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة هذا ذكر لكرم الانصار وايثارهم والسخاء نفوسهم وكان وكانوا رضي الله عنهم وارضاهم مضرب مثل في الكرم والسخاء ومن ايثارهم انهم يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم حاجة الى ذلك السيل من طعام او شراب ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة اي جوع وحاجة يؤثر على نفسه من عظيم تحليهم بالسخاء والكرم رضي الله عنهم وارضاهم وهذه القصة مثال عجيب وعظيم جدا لعظيم سخائهم وايثارهم رضي الله عنهم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى نسائه فقلنا ما معنا الا الماء هذا بيت النبي عليه الصلاة والسلام لا يوجد فيه في تلك اللحظة الا الماء لا يوجد في اي طعام قالوا ما معنا الا الماء ومثل هذه الاخبار تدلنا على هوان الدنيا على الله تدلنا على هوان الدنيا على الله ولو كانت الدنيا تساوي شيئا لاعطاها نبيا. افضل خلقه واحبهم اليه صلوات الله وسلامه عليه قلنا ما معنا الا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اي للناس من يضم او يضيف هذا يجعله ضيفا عنده يطعمه فقال رجل من الانصار انا بادر قال انا فانطلق به الى امرأته قال انا وهو لا يستذكر هل في بيته طعام او لا يوجد طعام فقال فانطلق به الى امرأته فقال اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما عندنا الا قوت صبياني ما عندنا الا قوت صبياني فقال هيئ اطعامك واصبحي سراجك اي اوقديه ونومي صبيانك اذا ارادوا عشاء فهيأ طعامها واصبحت سراجها ايه اوقدته ونومت صبيانها ثم قامت كانها تصلح سراجها فاطفأت من اجل ماذا؟ لان الطعام قليل طعام الصبيان وهو قليل ولو كان النور مضيئا لاكل منه شيئا قليلا وترك الباقي لهم فاطفأ اطفأت النور حتى لا يشعر الضيف بقلة الطعام واوهماه انهما يأكلان انظر هذا الايثار مع شدة الحاجة ومع شدة الجوع اثروا الضيف على نفسيهما وعلى اولادهما فجعل يريانه ان يشعرانه انهما يأكلان فباتا طاويين اي جائعين فبات طاويين فلما اصبح اي الرجل الذي من الانصار غدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضحك الله الليلة او عجب من فعالكما انظر انظر هذا العمل ما اعظمه و كيف اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان الرب جل في علاه ضحك وقال او عجب من فعالكما ومثل هذه النصوص قاعدة اهل السنة معروفة قاعدة اهل السنة فيها معروفة تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت وينزه الرب تبارك وتعالى عن مماثلة المخلوقات ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فانزل الله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة اي ولو كان بهم شدة وحاجة وجوع ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون هذا مثال من الامثلة والشواهد على كرم الانصار وعفتهم وعظيم ايثارهم. ولهذا جاء في المسند عن نبينا عليه الصلاة والسلام مبينا عظيم عفتهم وعظيم كرمهم قال عليه الصلاة والسلام ما يضر امرأة نزلت بين بيتين من الانصار او نزلت بين ابويها ما يضر امرأة نزلت بين بيتين من الانصار او نزلت بين ابويها اي انها ستجد البيتين من الانصار مثل الابوين مثل الابوين في الحنو والاحسان والاكرام نعم ثم قال رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال مر ابو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الانصار وهم يبكون فقال ما يبكيكم؟ قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا. فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم اسعده بعد ذلك اليوم فحمد الله واثنى عليه ثم قال اوصيكم بالانصار فانهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. اي الانصار وهذه وصية من النبي صلى الله عليه وسلم وهي معدودة في جملة اخر وصاياه صلوات الله وسلامه عليه وهي وصية ولا سيما للولاة من ولي من من امر المسلمين شيء وتحت ولايته من الانصار عليه ان يقبل من محسنين وان يتجاوز عن مسيئهم قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال مر ابو بكر ابو بكر والعباس بمجلس من مجالس الانصار وهم يبكون وكان ذلك في مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرض موتى صلوات الله وسلامه عليه فقال ما يبكيك قال ما يبكيكم قال قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا اي وما يحصل لنا فيه من قرب وفائدة وانس ومنفعة فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم اي ابو بكر فاخبره بذلك اخبره بتوجعهم وتألمهم قال فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وقد عصب على رأسه حاشية برد وخروج هذا اهتمام بالانصار ووصية بهم رظي الله عنهم وارضاهم قال فصعد المنبر ولم يصعدوا بعد ذلك اليوم وهذا يفيد انها معدودة في جملة اخر وصايا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فحمد الله واثنى عليه ثم قال اوصيكم بالانصار ثم قالوا اوصيكم بالانصار فانهم كرسي وعيبتي الكرش موضع الغذاء والعيبة ما يحرز فيه المرء ثمين الاشياء ويحفظ فيه ثمين الاشياء والمراد بذلك انهم بطانة وخاصتي فانهم بطانتي وخاصتي مبينا صلوات الله وسلامه عليه مكانتهم العظيمة ومنزلتهم العلية عنده صلى الله عليه وسلم وقد قضوا الذي عليهم وقد قضوا الذي عليهم اي ادوا الذي عليهم اتمنى ايواء ونصرة وايثار واحسان وبذل امور عظيمة قدموها رضي الله عنهم وارضاهم قال وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم وبقي الذي لهم اي ان يحسن اليهم وان يعرف قدرهم ومكانتهم ومنزلتهم وان تحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. نعم قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملحفة منعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد ايها الناس فان الناس يكثرون وتقل الانصار حتى يكونوا كالملح طعام فمن ولي منكم امرا يضر به احدا او ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم. وهذه رواية الحديث المتقدم عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه ان النبي عليه الصلاة والسلام خرج وخطب خطبة حمد الله فيها واثنى عليه ثم قال اما بعد ايها الناس فان الناس يكثرون وتقل الانصار فان الناس يكثرون وتقل الانصار. حتى يكونوا كالملح في الطعام حتى يكونوا كالملح في الطعام يقل الانصار قيل مقارنة باعداد غيرهم لانها تدخل قبائل كثيرة من العرب في الاسلام ويكثر الاعداد المسلمين فاذا قورنوا بغيرهم يكونوا قلة وقيل ان عددهم تناسلهم اقل من غيرهم يكون اقل من غيرهم مقارنة بغيرهم قال مبينا ما يكونون او ما تكون عليه حال من قلة تقل الانصار حتى يكونوا كالملح في الطعام اشارة الى عظم قلة عددهم وان الامر يؤول الى ذلك قال فمن ولي منكم امرا يضر فيه احدا او ينفعه يعني صار له ولاية فليتق الله في الانصار وليعرف مكانتهم وقدرهم فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم وتقدم نحو هذا في حديث انس ابن مالك رضي الله عنه وارضاه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا فتعين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم اموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى تقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه