الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة البخاري رحمه الله تعالى باب غزوة الخندق وهي الاحزاب. عن جابر رضي الله عنه قال ان يوم نحفر فعرظت كدية شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق قال انا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة ايام لا نذوق ذواقا. فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعاد كثيبا اهيل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال رحمه الله باب غزوة الخندق وهي الاحزاب هذان اسمان لغزوة واحدة. يقال لها غزوة الخندق. من اجل الخندق الذي حفره المسلمون شمال المدينة ممتدا من الشرق الى غرب ليكون حصنا وواقيا للمسلمين من دخول اعداء من تلك الجهة لان المدينة في شرقها وغربها حرتين لا تمكن الناس ولا سيما الخيالة من الدخول وجهة الجنوب التي هي جهة القبلة فيها اليهود وكان بينهم وبين المسلمين عهد وان كان حصل منهم نقض بعد ذلك. فجهة الشمال هي الجهة المكشوفة كفر المسلمون خندقا لما علموا بتحزب الاحزاب وتكالب الاعداء تجمعهم لقتال المسلمين امر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق وشارك عليه الصلاة والسلام بحفره وفيه كما سيأتي ايات واعلام لنبوته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكان من اشار عليه بحفره سلمان رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين قال لهذه الغزوة الاحزاب لتكالب الاحزاب وتجمعهم على قتال وذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام لما اجلى يهود بني النظير وقد تقدم معنا ذلك لما اجلاهم من المدينة ذهب كبراؤهم ومنهم حيي بن اخطب الى المشركين كفار قريش والبوهم على القتال. وقالوا كونوا يدا معكم. وذهبوا الى غطفان. وايضا اللبوهم على القتال. فتجمعت الاحزاب من قريش وغطفان واليهود وغيرهم حتى بلغ عددهم عشرة الاف رجل تجمعوا كلهم لقتال المسلمين. فلما علم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك امر حفر هذا الخندق. امر بحفر هذا الخندق لهذا تسمى غزوة الخندق وتسمى ايضا غزوة الاحزاب فهما اسمان غزوة واحدة او لمسمى واحد. وقد نزل في شأن هذه الغزوة سورة الاحزاب في مواضع عديدة ولا سيما من اولها في ذكر شأن هذه الغزوة قال عن جابر رضي الله عنه قال ان يوم الخندق نحشر فعرظت كدية شديدة اي صخرة صلبة شديدة لم يتمكنوا من كسرها وتفتيتها فعرظت كدية شديدة فجاؤوا الى فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية في الخندق اي لم يتمكن الصحابة رضي الله عنهم من كسرها وتفتيتها بشدة صلابتها فقال صلوات الله وسلامه عليه انا نازل قال صلوات الله علي انا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ثم قام وبطنه معصوب حاجة اي شدة على بطنه ومثله ايضا الصحابة رضي الله عنهم سد على بطنه بحجر الجوع من شدة الجوع. كما قال جابر رضي الله عنه ولبثنا ثلاثة ايام لا وذواقا يعني لم نأكل طعاما مدة ثلاث ايام. انظر هذه الشدة ما اعظمها انظر هذه الشدة ما اعظمها. تكالب الاحزاب وتجمعوا. والمسلمون في جوع في ذلك الوقت ثلاثة ايام ما اكلوا طعاما. ومن المعلوم ان جوع الانسان يظعف قواه ويظعف بدنه ولكن المدد من الله. والمعونة من الله والتوفيق بيد الله وما النصر الا من عند الله سبحانه وتعالى يقول ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة ايام نذوق ذواقا فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية اي الصخرة فعاد كثيبا اهيل. يعني اصبح رملا. ناعما. بضربة واحدة كانت من النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. نعم. قال رحمه الله تعالى عن سليمان بن سرد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب نغزوهم ولا يغزوننا وهذا ايضا علم اخر من اعلام نبوة النبي عليه الصلاة والسلام علم اخر من اعلام نبوته صلى الله عليه وسلم وهو انه اخبر عن امر مستقبل يقول عليه الصلاة والسلام نغزوهم يعني بعد هذه الحادثة بعد هذا اليوم ولا يغزوننا. وهذا اخبار عن امر مستقبل. وكان كما اخبر عليه الصلاة كانت غزوة الاحزاب اخر غزوة يأتي المشركون فيها الى الى المسلمين. كانت اخر غزوة يأتي فيها المشركون الى المسلمين في ديارهم. وما كان من غزوات بعد كان المسلمون يأتون اليهم في ديارهم. قال عليه الصلاة والسلام يوم الاحزاب نغزوهم ولا يغزوننا. يعني هذي اخر مرة يغزوننا فيها ويأتون الى ديارنا هذا اخبار عن امن المستقبل وكان كما اخبر فهو علم من اعلام نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام نعم. عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا اله الا الله وحده اعز جنده ونصر عبده وغلب الاحزاب وحده لا شيء بعده. وهذا الحديث ساقه رحمه الله بيانا ان التوحيد هو اساس النصر والعز للامة فما قام عز الامة ونصرها وفلاحها الا بالتوحيد كما قال الله سبحانه وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولي ان لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا التوحيد وهو قوله يعبدونني لا يشركون بي شيئا هو الذي عليه مدار العز. والنصر والتمكين والتوحيد هو مدلول لا اله الا الله فلا اله الا الله هي كلمة التوحيد قال عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا اله الا الله وحده. وقوله وحده هذا تأكيد الذي دلت عليه هذه الكلمة لا اله الا الله وحده ومعنى وحده اي مخلصين له الدين لدينه وحده تبارك وتعالى بالعبادة والذل والخضوع لا اله الا الله وحده اعز جنده ونصر عبده عز جنده اي من اهل الايمان والطاعة والقيام على نصرة دين الله واعلاء كلمة الله. فهؤلاء لهم العزة لله العزة ولرسوله وللمؤمنين. فالعزة جعلها الله سبحانه وتعالى لانصار دينه قال اعز جنده ونصر عبده. وهزم او وغلب اه الاحزاب وحده وغلب الاحزاب وحده. وهذا فيه ما دل عليه قول الله تعالى وما النصر الا من عند فالغلبة والتمكين والرفعة كل ذلك من عند الله. تبارك وتعالى فلا شيء بعده فيه معنى اسم الله تبارك وتعالى الاخر قد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وانت الاخر فليس بعدك شيء. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الاحزاب ومخرجه الى بني قريظة. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى سعد فاتى على حمار فلما دنا من المسجد قال للانصار قوموا الى سيدكم ثم قال هؤلاء نزلوا على حكمك فقال تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم قال قضيت بحكم الله عز وجل وربما قال بحكم الملك قال باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الاحزاب مرجع من الاحزاب. الاحزاب تقدم معنا شيء من الحديث عنها من خلال بعض المرويات التي ساقها رحمه الله تعالى كانت ابتلاء للمؤمنين وتمحيصا وتمييزا لصفهم من صف المنافقين. كما حصل في غزوة احد واشد وهذه الجموع الغفيرة التي تكالبت وتجمعت وبلغ عددها عشرة الاف ومعهم من السلاح والعتاد والخيل ما ليس مع المسلمين وكان عدد المسلمين ثلاثة الاف وزلزل المسلمون في ذلك اليوم زلزالا عظيما شديدا لكن كانت منة الله سبحانه وتعالى على المسلمين عظيمة حيث القى الرعب في قلوب الذين كفروا جاءت الرياح العاصف الشديدة تقتلع خيامهم وتقلب قدورهم واضرت بهم ضررا عظيما فرحلوا. رحلوا ولم يصب المسلمين منهم اذى. نصرا من الله سبحانه وتعالى وتمكينا للمسلمين فلما رجع لما رجع المسلمون من الاحزاب خرج النبي عليه الصلاة والسلام لبني قريظة لان بني قريظة كان بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام عهد دم فنقضوا عهدهم. وتكالبوا مع الاحزاب. وهذا معنى قوله تعالى اذ جاءوكم من فوقكم ثم من اسفل منكم. فصارت المصيبة عظيمة عندما نقض هؤلاء اليهود العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين. فامر الله سبحانه وتعالى نبيه بقتال هؤلاء فلم يضع سيفه وامر الصحابة ان يخرجوا مباشرة الى بني قريظة قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نزل بنو قريظة على حكم سعد. وذلك ان النبي خرج الى هؤلاء وحاصرهم وامتد الحصار خمس وعشرين يوما ثم نزل بنو قريظة على سعد بن معاذ رضي الله عنه فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى سعد فاتى على حمار فلما دنا من المسجد المسجد الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من موضع الحصار حصار بني قريظة يصلي فيه صلوات الله وسلامه عليه فلما دنا من المسجد قال للانصار قوموا الى سيدكم قوموا الى سيدكم امرهم عليه الصلاة والسلام بالقيام اليه. والمراد بهذا القيام القيام اليه من اجل معاونته على النزول من راحلته. وهذا يستفاد منه. ان القيام على انواعه. قيام للشخص لمجرد القيام تعظيما له وفيه يقول النبي عليه الصلاة والسلام من احب ان يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار هذا قيام ليس للتحية ولا المعاونة ولا للاستقبال وانما هو قيام تعظيم. قيام تعظيم فهذا جاء النهي عنه عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا يقال له قيام له يعدى بحرف والنوع الثاني من القيام ما جاء في هذا الحديث وهو مباح وجائز وهو القيام اليه اما ان يكون ضيفا عليك اتى الى بيتك فتقوم اليه تستقبله. وتحتفي وتدخل معها البيت لا تبقى جالسا في مكانك حتى يصل وانما تخرج له وتقوم او يكون كبيرا يحتاج الى معاونة بان يمسك بيده او ينزل من دابته او نحو ذلك فهذا مباح وهذا يسمى قيام اليه. قيام اليه ومثله قيام النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة وقيام فاطمة اليه. من اجل استقباله والمصافحة او المعانقة هذا يقال قيام اليه. والقيام الثالث القيام عليه معدا بعلى مثل قيام المغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية. حماية له فهذا قيام عليه وهذا لا بأس به للحاجة. مثل الدفاع عنه وحمايته. فهذا لا بأس به وقوله سيدكم هذا فيه جواز هذا الاطلاق. على من كان مستحقا لذلك والسيادة هنا نسبية اما السيادة المطلقة فلله رب العالمين. كما قال عليه الصلاة والسلام انما السيد الله ثم قال هؤلاء نزلوا على حكمك اي يهود بني قريظة. فقال تقتل مقاتلتهم وتسبى دراريهم قال قضيت بحكم الله وربما قال بحكم سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى اب غزوة ذات الرقاع عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرقاع. نعم نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا ولوالدينا لمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا اجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا