الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله الله تعالى غزوة مؤتة من ارض الشام. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال امر رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد ابن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قتل زيد فجعفر وان قتل جعفر فعبدالله بن رواحة قال عبدالله كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن ابي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله اصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا انا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قال رحمه الله تعالى باب غزوة ومؤتة من ارض الشام هذه الغزوة كانت في السنة الثامنة من الهجرة في جمادى الاخرة منها ويسمى هذا البعث بعث الامراء لان النبي عليه الصلاة والسلام ولى امرأة هذا الجيش زيد ابن حارثة رضي الله عنه وقال ان قتل زيد فجعفر وان قتل جعفر فعبدالله ابن رواحة. ولهذا يسمى بعث الامراء مؤتة هي قرية من ارض الشام. فبعث النبي عليه الصلاة والسلام بعثا عدتهم ثلاثة الاف مقاتل عليهم زيد ابن حارثة رضي الله عنه. وفي الطريق بلغهم ان الروم خرجوا لمقاتلتهم في مائة الف فتوقفوا في الطريق هل يرسلون الى النبي عليه الصلاة والسلام ليعينهم بمدد اخر من المقاتلين او يشير عليهم بامر قال لهم اميرهم زيد رضي الله عنه ان الذي خرجتم له امامكم ان الذي خرجتم له امامكم الشهادة في سبيل الله او النصر فمضوا وكان لقاء عظيما كتب الله سبحانه وتعالى فيه نصرا المؤمنين مع ان كفة المؤمنين من حيث العدد اقل بكثير. وقد ذكر اهل السير ان من قتل من المسلمين في تلك الغزوة في ذلك البعث. لا يتجاوزون اثنا عشر عشر صحابيا اما عشرة او اثنا عشر صحابيا. وكان منهم الامراء الثلاثة. فان ان زيد رضي الله عنه قتل ثم قتل جعفر ثم قتل عبد الله ابن رواحة ثم اخذ الراية خالد ابن الوليد رضي الله عنه وجعل الله تبارك وتعالى النصر على يديه والسلامة من هؤلاء فكانت هذه الغزوة ارهاصا عظيما لما بعدها من فتح الروم وامتداد رقعة الاسلام اورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد ابن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قتل زيد فجعفر. وان قتل جعفر فعبدالله بن رواحة قال عبدالله اي بن عمر كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن ابي طالب فوجدناه في ووجدنا ما في جسده بظعا وتسعين من طعنة ورمية. وكان من شأنه رظي الله عنه ان قطعت يده اليمنى فامسك الراية بيده اليسرى فقطعت اليسرى فظم الراية على صدره صابرا رظي الله عنه محتسبا الى ان قتل والراية كما عرفنا هي العلم. الراية هي العلم. وتكون دليلا على موضع القائد والامير للجيش والذي ينطلق منه التوجيه للجيش في كل تحركاته. فالراية علم على مكانه. ولهذا يقال للراية علم لانها علم على مكان القائد. ودليل على موضعه فلما قطعت يداه ظم الراية على صدره رظي الله عنه فقتل وعوضه الله سبحانه وتعالى عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة ولهذا كان بذي الجناحين. ولهذا جاء في صحيح البخاري ان عبد الله بن عمر راوي هذا الخبر اذا لقي عبدالله ابن جعفر ابن ابي طالب وحياه وسلم عليه قال مرحبا بابني ذي الجناحين. مرحبا بابن ذي الجناحين. لانه عرف رضي الله عنه وارضاه ارظاه بذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم اسامة ابن زيد الى الحرقات عن اسامة ابن زيد رضي الله الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة. فصبحنا القوم فصبحنا فصبحنا القوم فهزمناه ولحقت انا ورجل من الانصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا اله الا الله فكف الانصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا اسامة اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم. نعم عن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا ابو بكر ومرة علينا اسامة رضي الله عنهما. قال باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم اسامة ابن زيد الى الحرقات اي من جهينة. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يبعث البعوث والسرايا وميز اهل السير بينما شارك فيه النبي عليه الصلاة والسلام وبينما كان قد ارسل بعثا او جيشا بتسمية الاول غزوة وتسمية الثاني بعثا او سرية. قال البعوث ويقال السرايا ولهذا في الحديث الثاني حديث سلمة بن الاكوع قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا ابو بكر ومرة علينا اسامة فهي غزوة لكن من باب الاصطلاح والتمييز بينما شارك فيه عليه الصلاة والسلام وبين ما لم يشارك يسمى ما لم يشارك فيه بعثا او يسمى سرية والسرية هي القطعة من الجيش القطعة من الجيش يبعثهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. اورد حديث اسامة ابن زيد رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة فصحبنا القوم او فصبحنا القوم اي اتيناهم في وقت الصباح فهزمناهم. ولحقت انا ورجل من من الانصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا اله الا الله فكف الانصاري اي كف نفسه عن قتله لقوله لا اله الا الله. قال اسامة فطعنته برمحي متى قتلته؟ فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا اسامة اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله والاستفهام هنا استفهام انكاري. اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله استفهام انكاري. وهذا فيه ان لا اله الا الله عصمة لدم المرء امرت ان ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. وفي الحديث ان من قالها وجب الكف عنه. وجب الكف عنه. حتى يتبين منه خلاف ذلك او ضد ذلك. كما بين ذلك اهل العلم. اذا تبين اذا تبين منه ما يناقض ما دلت عليه هذه الكلمة من وجوب توحيد الله واخلاص الدين له سبحانه وتعالى فان الحكم يتغير. قال اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله؟ قال قال اسامة رضي الله عنه كان متعوذا كان متعودا اي قال هذه الكلمة متعوذا من القتل قال هذه الكلمة متعوذا من القتل. فما زال يكررها ما زال يكررها وجاء في بعض الروايات ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اشققت عن قلبه؟ لان قالها متعوذا امر لا يعلم من ظاهر قول المرء. لان ظاهرة قول المرء انه قالها مسلما. فالحكم بانه قالها متعوذا هذا حكم على القلب. انه قصد بقوله هذه الكلمة التعوذ اي اعادة نفسه وانقاذ نفسه من القتل فقال النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في بعض الروايات هلا شققت عن قلبه؟ يعني تطلع كان متعوذا ام ام كان مخلصا وصادقا في قوله لهذه الكلمة فما زال يكررها اي النبي صلى الله عليه وسلم يكرر اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله ما زال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم. قال ذلك رضي الله عنه اظهارا عظم هذا الامر الذي حصل منه وقع منه وعظم تأثره رظي الله عنه بذلك. وهذا فيه كما تقدم فضل كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها نجاة المرء وعصمة دمه فلاحه في وسعادته في دنياه واخراه. وهي الكلمة التي لاجلها قامت الارض والسماوات ولاجلها خلق الثقلين ولاجلها خلق الجنة والنار فالجنة لاهل لا اله الا الله. والنار للمناقضين لا اله الا الله المستكبرين عن قولها وعن الاتيان بما دلت عليه من توحيد الله انهم كانوا اذا قيل لهم لا الا الله يستكبرون. وهي كلمة عظيمة تكاثرت النصوص والدلائل في بيان عظم شأنها وجلالة قدرها وانها رأس الامر واساس الدين واعظم مباني الاسلام وعلى شعب ايمان وارفع الذكر واعلاه. كما قال عليه الصلاة والسلام افضل الذكر لا اله الا الله. وافضل ما قاله الانبياء خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ثم ذكر المصنف بعد ذلك ما يتعلق غزوة الفتح فتح مكة قال باب الغزو غزوة الفتح في رمضان. يكتفى بهذا القدر واحب ان انبه ان الدرس درس العصر يتوقف لايام ثلاثة الاربعاء والخميس والسبت القادمة. واسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه