الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب قول الله عز وجل وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى هذا جاء في سياق ذكر ما من الله سبحانه وتعالى به على بني اسرائيل ولا سيما عندما كانوا في التيه فانزل الله تبارك وتعالى عليهم المن هو نوع من الطعام والسلوى وهو نوع من الطيور انزله الله تبارك وتعالى على بني اسرائيل وساق تحت هذه الترجمة حديث سعيد ابن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن الكمأة من المن الكمأة شيء ينبت في في الارظ فتنفلق وتتصدع قيل ان المراد قول قوله الكمأة من المن اي من المن الذي انزل على بني اسرائيل وقيل المراد من المن اي المن الذي يمن الله سبحانه وتعالى به على العباد دون ان يكون لهم فيه عمل من زرع او بذر او نحو ذلك والاقرب الاول ان الكمأة من المن اي الذي انزل على بني اسرائيل قال وماؤها شفاء للعين ماؤها اي ماء الكمأة شفاء للعين قيل بان يستعمل مجردا الماء يعصر ويوضع منه الشيء القليل في العين عند الاحتياج الى ذلك وقيل انه يخلط مع كحل العين او نحو ذلك وقد اه جاء في كتابه زاد المعاد للامام ابن القيم رحمه الله في اثناء كلامه على الطب النبوي قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن فيه قولان احدهما ان المن انه المن الذي انزل على بني اسرائيل او ان المن الذي انزل على بني اسرائيل لم يكن هذا الحلوى فقط وهذا الحلو فقط بل اشياء كثيرة من الله عليهم بها من النبات الذي يوجد عفوا من غير صنعة ولا علاج ولا حرف فان المن مصدر بمعنى المفعول اي ممنون ممنون به فكل ما رزق الله العبد عفوا بغير كسب منه ولا علاج فهو من فهو من محض وان كانت سائر نعمه منا منه على عباده فخص منها ما لا كسب له فيه ولا صنع باسم المن فانه من بلا واسطة الى واسطة العبد وجعل سبحانه قوتهم اي بني اسرائيل بالتيه الكمأة وهي تقوم مقام الخبز وجعل ادمهم السلوى وهو يقوم مقام اللحم وجعل حلواه مطل الذي ينزل على الاشجار يقوم لهم مقام الحلوى. فكمل عيشهم وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن الذي انزله الله على بني اسرائيل لانه جاء في بعض رواية الحديث بهذه الزيادة فجعله من جملته وفردا من افراده والترنجبين الذي يسقط على الاشجار نوع من المن. ثم غلب استعمال المن عليه عرفا حادثا والقول الثاني انه شبه الكمأة بالمن المنزل من السماء لانه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بذر ولا سقي. انتهى كلامه رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل واذ قلنا ادخلوا هذه قرية عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فدخلوا يزحفون على استاههم فبدلوا وقالوا حنطة حبة في شعرة قال باب قول الله عز وجل واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رادا والمراد بالقرية هنا بيت المقدس وهو البلد الذي من الله سبحانه وتعالى به عليهم اي على بني اسرائيل بعد التين فتح لهم بيت المقدس ومن الله عليهم بها وخلصهم من التيه وامرهم سبحانه وتعالى ان يكون دخولهم لبيت المقدس الذي من الله عليهم به دخول الشاكرين المقرين بالنعمة والفضل للمنعم سبحانه وتعالى بان يدخلوا على هذه الصفة سجدا والمراد بالسجود هنا سجود الشكر لله سبحانه على هذه النعمة ان يدخلوا آآ الباب سجدا اي على هذه الصفة ساجدين خاضعين متذللين لله شاكرين له سبحانه وتعالى على منه وانعامه وقولوا حطة حطة مصدر اي حط عنا خطايانا حطة مسألتنا حطة اي حط عنا خطايانا حط عنا ذنوبنا فهذا فيه الشكر لله على النعمة والاعتراف بان الفضل فضل الله وايضا في الوقت نفسه الاعتراف بالتقصير من العبد وانه مذنب خلافا لاهل الغرور والكبر اذا من الله سبحانه وتعالى عليه بالنعمة يغفل عن شكر المنعم بل ربما جحد نعمة الله عليه ونسب النعمة الى نفسه وايضا نسي ذنوبه وتقصيره فالله سبحانه وتعالى امر بني اسرائيل ان يدخلوا الباب سجدا شاكرين لله على نعمائه ومنه وفضله وفي الوقت نفسه ان يقولوا حطة وهذا فيه الاعتراف بالذنب والتقصير والخطأ وسؤال الله سبحانه وتعالى المغفرة وحط الذنوب فامرهم سبحانه وتعالى بامرين احدهما فعلي وهو السجود والثاني قولي وهو الاستغفار وطلب حق الذنوب وهذا كله خضوع لله سبحانه وتعالى وذل بين يديه جل في علاه فما الذي كان من هؤلاء اهل الطغيان والنعمة عظيمة والمنة كبيرة ما الذي كان منهم قال الله فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم. اما الدخول فلم يدخلوا سجدا لله وانما دخلوا على ادبارهم دخلوا على ادبارهم واما القول وهو قولوا حطة فبدلوه على وجه الاستهزاء بكلمة حنطة او حبة حنطة فبدلوا الفعل بالدخول على ادبارهم وبدلوا القول بهذه الكلمة التي فيها تهكم واستهزاء قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة وقولوا حطة فما الذي صنعوا؟ قال فدخلوا يزحفون على استاههم اي اوراكهم ادبارهم فبدلوا وقالوا حنطة حبة في شعرة محبة في سارة هذه كلام لا معنى له حبة في شهرة مطلوب منهم من يقولوا حطة اغفر لنا يا الله حط عنا الذنوب فجاؤوا بكلام لا معنى له حبة في شعرة كنطة حبة في شعرة هذا كلام لا معنى له فبدلوا القول الذي هو حطة بحبة في حبة حنطة او حبة في شعرة وبدلوا الفعل الذي هو الخضوع والسجود والاستكانة بالدخول على ادبارهم وهذا شأن المستكبر هذا شأن المستكبر وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جعر ضب لدخلتموه وجاء عنه عليه الصلاة والسلام في هذا المعنى احاديث كثيرة جدا ولهذا يجب على الانسان ان يكون معظما لكلام الله معظما لوحيه معظما لتنزيله ان يكون خاضعا لجناب الله مستكينا ان يكون مقرا بذنوبه وتقصيره وتفريطه في امر الله سبحانه وتعالى وان يحذر اشد الحذر من طرائق اهل الكتاب اليهود والنصارى تلك الطرائق الباطلة وما احتوت عليه من تبديل وتغيير وكتمان وكذب وطغيان وبهتان يحذر من ذلك اشد الحذر والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال لتتبعن سنن من كان قبلكم قال ذلك من باب الانذار والتحذير كانه يقول انتبهوا ان ان تقعوا في ذلك احذروا هذا الامر سيقع فليجاهد كل واحد واحد منكم نفسه الا يقع في هذه الامور ستوجد وتقع لكن على كل عبد ان يعمل على خلاص نفسه وفكاكها من الوقوع في هذه المشابهة لليهود ومن اعظم ما يكون في هذا الباب تعظيم الله في اسمائه وصفاته جل وعلا واثباتها له كما اثبتها لنفسه وكما اثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام وان يحذر العبد اشد الحذر من طرائق اهل التأويل لاسماء الله تبارك وتعالى وصفاته المبنية على التعطيل لها وعدم اثباتها ولهذا وقع بعض المعطلة في نوع شبه باليهود بالتحريف مثل ما ضرب العلماء لذلك المثال بقول المعطلة الرحمن على العرش استوى استولى قالوا زادوا لاما وهناك قال قولوا حطة فزادوا نونا قالوا حنطة هؤلاء زادوا لا من وهؤلاء زادوا نونا ولهذا يقول بعض اهل العلم يقول ان لام الجهمية الذين هم المعطلة شبيهة بنون اليهود اليهود زادوا نونا في حطة وهؤلاء زادوا لاما في استوى وهذا كله تغيير والواجب في صفات الله سبحانه وتعالى امرارها كما جاءت واثباتها كما وردت وان يحذر اشد الحذر من التغيير والتحريف والتبديل فان ذلك كله من العدول عن سواء السبيل. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر رضي الله عنه اقرؤنا ابي واقضانا علي وانا لندع من قول ابي وذاك ان ابي يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها قال باب قوله عز وجل ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. هذه الاية فيها اثبات النسخ اثبات النسف يراد بالنسخ انتهاء التعبد بالتلاوة او انتهاء الحكم الذي اشتملت عليه الاية او يراد به الامرين معا اما انتهاء التعبد بالتلاوة او انتهاء الحكم الذي جاءت به الاية نسخ بحكم اخر نسخ بحكم اخر او او ان يراد في بعض الايات الامرين مع النسخ التلاوة ونسخ الحكم فالاية فيها اثبات النسخ اورد تحت هذه الترجمة حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر رضي الله عنه اقرؤنا ابي اي ابي بن كعب اقرؤنا وكان يوصف رضي الله عنه وارضاه بسيد القراء كان يوصف بسيد القراء وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله امرني ان اسمع القرآن منك قال سماني باسمي قال سماك باسمك فبكى رضي الله عنه وارضاه فبكى رضي الله عنه وارضاه وهو الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام يا ابي او يا ابا المنذر اي اية معك من كتاب الله اعظم قال قلت الله ورسوله اعلم قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم ففهم ان النبي صلى الله عليه وسلم يريد من ان يجتهد ان يجتهد ويجيب وقوله معك من كتاب الله هو معه القرآن كاملا يحفظ القرآن كاملا والقرآن اياته اكثر من ستة الاف اية والمطلوب اية واحدة من هذه الستة الاف اية اي اية اعظم وايضا المطلوب الجواب فورا يعني لم يقل له اية من سورة البقرة بحيث تخف كمية البحث ولم يعطي مدة زمنية يقول بعد شهر اعطيني الجواب حتى يتأمل في الايات. الايات اكثر من ست ستة الاف اية والجواب مطلوب فورا في نفس الموقف فقال رضي الله عنه مباشرة اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم قال فضرب بيده على صدري وقال ليهنك العلم يا ابا المنذر. يعني هنيئا لك هذا العلم الذي من الله سبحانه وتعالى عليك به وجواب ابي السريع بان اية الكرسي مبني على عظمة التوحيد في قلوبهم وادراكهم ان اعظم شيء في القرآن هو التوحيد ولهذا نظر مباشرة في ايات التوحيد وايضا نظر في مباشرة في اعظم اية في القرآن جمعت التوحيد ودلائل وبراهين فاجاب مباشرة بهذا الجواب يدرك ما هو اعظم شيء في القرآن يدرك رضي الله عنه ونظر في ايات التوحيد اجمع اية التوحيد وبراهينه ودلائله شواهده هي اية الكرسي ولهذا قال العلماء رحمهم الله انه اجتمع في اية الكرسي من حجج التوحيد دلائله ما لم يجتمع في اي اية اخرى من القرآن. بل الذي جاء في اية الكرسي جاء مفرق في ايات كثيرة جدا فهي اية جامعة جامعة فيها من اسماء الله خمسة اسماء ومن صفاته اكثر من عشرين صفة وفيها من براهين التوحيد اكثر من عشرة براهين اية جمعت جمعا عجيبا لم يحصل مثله اية اخرى من ايات كتاب الله سبحانه وتعالى قال اقرؤنا ابي اي ابي بن كعب اقرؤنا اي اقرؤنا نحن معاشر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله اقرؤنا هذا فيه فيه اثبات التفاضل تفاضل في بين حملة القرآن وحفظة القرآن اهل القرآن التفاضل بينهم وان بعضهم اقرأ من بعض قال اقرؤنا ابي واقضانا علي اقضانا علي اي اكثرنا ظبطا فهما للقضاء ومسائل القضاء الاحكام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه قال واقضانا علي قال وانا لندع من قول ابي وانا لندع من قول ابي انظر بعد المقدمة التي قدم بها قال اقرؤنا ابي بعد هذه المقدمة قال وانا لندع من قول ابي لماذا؟ قال وذلك ان ابي يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم اي كان لا يقول بنسخ تلاوة شيء من القرآن لكونه لم يبلغه النسخ سمع الاية ما الرسول عليه الصلاة والسلام فاذا قيل له انه منسوخة انها منسوخة لا يقول بذلك وانما يأخذ بالذي سمعه كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عمر رضي الله عنه يقول وان لندع من قول ابي لندع من قول ابي وذلك ان ابي يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يستدل عمر على هذا الذي يدعون من قول من قول ابي بقول الله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك. فاما تكذيبه اياي فزعم اني لا اقدر او ان اعيده كما كان واما شتمه اياي فقوله لي ولد فسبحاني ان اتخذ ان اتخذ صاحبة او ولدا قال باب قوله عز وجل وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه اي تنزه وتقدس وبرئ جل وعلا من ان يكون له ولد وقالوا هذا يشمل كل من قال هذه المقالة مثل اليهود الذين قالوا عزير ابن الله والنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله والمشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله كل هؤلاء ينزه الرب سبحانه وتعالى عن قولهم تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون وهذه المقالة مقالة كفرية عظيمة شنيعة خطيرة انظر خطورة هذه المقالة فيما دل عليه قول الله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا اي عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان خذ ولدا فهذه المقالة مقالة شنيعة وعظيمة وخطيرة تكاد السماوات تتفطرن وتنشق الارض وتخر الجبال هدا لهذه المقالة الشنيعة اورد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك كذبني ابن ادم وشتمني ابن ادم هذا يتناول كل فرد من افراد بني ادم ممن قال هذا التكذيب وقال هذا الشتم تعالى الله عما يقولون فهي تتناول كل من وقع في ذلك من بني ادم. قال كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه اياي فاما تكذيبه اياي فزعم اني لا اقدر ان اعبده ان اعيده كما كان. اني لا اقدر ان اعيده كما كان لان الله سبحانه وتعالى اخبر بذلك وذكر البراهين والدلائل واوجد الشواهد والايات والدلائل فاذا قال ان الله لا يبعث من في القبور هذا تكذيب لله هذا تكذيب لله سبحانه وتعالى واما شتم اي فقوله لي ولد فقوله لي ولد فسبحاني ان اتخذ صاحبة او ولدا والتسبيح هو التنزيه سبحاني اي انزه نفسي واقدس نفسي من ان يكون لي صاحبة او ان يكون لي الولد نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل واتخذوا من مقام ابراهيم ومصلى عن انس رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه وافقت الله عز وجل في ثلاث او وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو امرت امهات المؤمنين بالحجاب فانزل الله اية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه فدخلت عليهن فقلت ان انتهيتن او ليبدلن الله او ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن حتى اتيت احدى نسائه قالت يا عمر اما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن انت فانزل الله عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات. الاية قال باب قوله عز وجل واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اي اجعلوا من المقام مصلى بحيث يكون بينكم وبين الكعبة تصلون الى الكعبة ويكون بينكم وبين الكعبة واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى قال عن انس رضي الله عنه قال عمر وافقت الله عز وجل في ثلاث او وافقني ربي في ثلاث وعمر هو ابن الخطاب وهو صحابي ملهم رضي الله عنه وارضاه قلت يا رسول الله ذكر الثلاث رظي الله عنه قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى جاء في بعظ الروايات فنزلت اتخذوا من مقام ابراهيم المصلى قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى فنزل قول الله عز وجل موافقا هذا الذي ذكره عمر ولهذا قال وافقت ربي نزل قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى هذه الاولى الثانية قلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو امرت امهات المؤمنين بالحجاب فانزل الله اية الحجاب يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن واذا ساء ايضا في الاية الاخرى واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه قيل عائشة وحفصة فدخلت عليهن دخل رضي الله عليهن دخول الناصح الواعظ المذكر فدخلت عليهن فقلت ان انتهيتم اي عن هذا الذي عاتبكن عليه صلوات الله وسلامه عليه او ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن حتى اتيت احدى نسائه اي في وعظهن بهذه الموعظة قيل انا ام سلمة رضي الله عنها قالت يا عمر اما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن انت حتى تعظهن انت قال فانزل الله عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن. مسلمات مؤمنات قانتات الى تمام الاية فنزلت هذه الايات موافقة ما رأه وذكره رضي الله عنه وارضاه نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل قولوا امنا بالله وما انزل الينا الاية عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها لاهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا الاية قال باب قوله عز وجل قولوا امنا بالله وما انزل الينا الاية. هذه الاية فيها الامر بالله وبالمنزل من عند الله تبارك وتعالى وان كل المنزل من الله تبارك وتعالى على انبيائه ورسله كله حق وقل امنت بما انزل الله من كتاب يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ففيها امر بجميع الكتب امر بالايمان بجميع الكتب المنزلة على رسل الله الكرام ومعلوم ان الايمان بالكتب ونزله ركن من اركان الايمان واصل من اصول الدين وفي حديث جبريل المشهور قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره وقوله في الاية قولوا امنا بالله الامر بالقول او القول اذا اطلق الامر به يشمل قول القلب اعتقادا وقول اللسان نطقا وتلفظا فمعنى قولوا امنا بالله اي قولوا ذلك بقلوبكم عقيدة وبالسنتكم نطقا وتلفظا بهذا المعتقد قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام يفسرون اي يترجمون ينقلون ينقلون لهم العربية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا الاية قال لا تصدقوا اهل الكتاب هم يفسرون التوراة يترجمونها ينقلونها الى اللسان العربي فيقول النبي عليه الصلاة والسلام لا تصدقوهم ولا تكذبوهم وهذا انما هو خاص في الاشياء المحتملة هذا خاص في الاشياء المحتملة اما الذي دل القرآن او السنة على انه كذب وباطل فنكذبه مباشرة وكذلك الذي دل القرآن والسنة على انه حق نصدق انه حق مباشرة ولا نتردد لان القرآن شهد بذلك والسنة شهدت لكن الامر المحتمل ليس عندنا من القرآن ما يدل على انها كذب وليس عندنا من القرآن والسنة ما يدل على انه صدق وهو امر محتمل ماذا نصنع به قال لا تصدقوهم ولا تكذبوهم هذا الامر المحتمل لا تصدقوهم فيه ولا تكذبوهم لماذا؟ لانك قد تصدقه فيكون من المحرف المبدل وقد تكون وقد تكذبه فيكون من غير المبدل. ومن غير المحرم. فلا يصدقون في ذلك ولا يكذبون. هذا كما قلت في احتمل فقط اما الواضح كذبه يكذب والواضح صدقه يصدق ويراد بالوضوح ما دل عليه الدليل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسط فلتكونوا شهداء على الناس الاية عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت؟ فيقول نعم فيقال لامته هل بلغكم؟ فيقولون ما اتانا من نذير فيقول من يشهد لك؟ فيقول محمد وامته. فتشهدون انه قد بلغ ويكون ويكون الرسول عليكم شهيدا فذلك قوله جل ذكره وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس قال باب قوله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. امة وسطا اي خيارا عدولا لا افراط ولا تفريط لا غلو ولا جفاء. بهذا اثنى الله عز وجل على هذه الامة امة الاسلام امة محمد عليه الصلاة والسلام وايضا بانهم شهداء على الناس كما يأتي تبيانه في الحديث الذي ساقه رحمه الله قال عن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت اي بلغت قومك رسالة الله فيقول نعم فيقال فيقال لامته هل بلغكم؟ فيقولون ما اتانا من نذير فيقولون ما اتانا من نذير ما اتانا احد يبلغنا رسالة الله ودين الله جحدوا ذلك جحدوا انه بلغهم عليه صلوات الله وسلامه فيقول من يشهد لك؟ يقول الله لنوح من يشهد لك وهو اول الرسل صلوات الله وسلامه عليه ولهذا فالموقف لما يطلبون منه الشفاعة يقول له انت اول رسول بعثك الله الى اهل الارض. فيعتذر رضي الله فيعتذر عليه صلوات الله وسلامه قال فيقول من يشهد لك فيقول محمد وامته فيقول محمد وامته فتشهدون انه قد بلغ تشهدون انه قد بلغ وهو عليه السلام بعث قبلهم قبل وجودهم بقرون فمن اين لهما العلم بذلك وهو بعث قبلهم بقرون كثيرة جدا فمن اين لهم العلم بذلك؟ جاء في بعض روايات الحديث في سنن ابن ماجة وغيره فيقول وما علمكم بذلك كيف عرفتم من اين جاءكم هذا العلم؟ وانتم انما جئتم بعده بقرون. وما علمكم بذلك فيقولون اخبرنا نبينا بذلك اخبرنا نبينا بذلك ان الرسل بلغوا آآ فصدقناه ان الرسل بلغوا فصدقناه وهذا فيه اهمية هذا الاعتقاد بل وجزء من الاعتقاد في الرسل عليهم صلوات الله وسلامه اعتقاد انهم بلغوا دين الله قد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم من شر ما يعلمه لهم فكل نبي اخذ الله عليه العهد والميثاق وبلغ البلاغ المبين ما ترك نبي خيرا الا دل امته عليه ولا شرا الا حذرها منه فامة محمد بلغهم النبي عليه الصلاة والسلام ان النبي ان الانبياء قبله جميعهم بلغوا البلاغ المبين ولهذا يشهدون يوم القيامة للانبياء بذلك انهم بلغوا نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل ثم افيضوا من حيث افاض عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحوس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الاسلام امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض من ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ثم افيضوا من حيث افاض الناس قال باب قوله عز وجل ثم افيضوا من حيث افاض الناس ثم افيضوا من حيث افاض الناس اي افيضوا الى المزدلفة من عرفات من حيث افاض الناس دون قريش اما قريش لم يكونوا يقفون في عرفات فتكون افاضتهم من الحل آآ تكون افاضتهم من الحرم اما سائر الناس فانهم يفيضون من عرفات وهي في الحل فالله عز وجل يقول ثم افيضوا من حيث افاض الناس. اي من حيث افاض سائر العرب غير كفار قريش او غير قريش فانهم كانوا لا يفيضون من عرفات وانما يفيضون من الحل آآ يفيضون من آآ الحرم اورد حديث عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وحمس جمع احمس وهو يعني الشدة في التدين فهم عندهم شدة في تدينهم عندهم تشدد فيه هذا الدين الباطل الذي هم عليه عندهم تشدد في في في ذلك وهذا يستفاد منه فائدة ان اهل الاديان الباطلة يتفاوتون تفاوتا كبيرا في تشددهم او تساهلهم في تمسكهم بدينهم فبعضهم يتشدد في تمسكه بدينه تشددا غليظا ولا يقبل في دينه اي تفاهم وبعضهم لا عنده ليونة وسهولة في هذا الامر ومن عنده ليونة وسورة في هذا الامر قريب من الحق واقرب الى الحق من المتشدد في باطله وضلالة قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش ومن دان دينه يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمص وكان سائر العرب يقفون بعرفات على طريقة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ولهذا ايضا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم في عرفات قفوا في عرفات فانكم على ارث من ارث ابيكم ابراهيم او كما جاء عن عليه الصلاة والسلام فابراهيم كان يقف في عرفات وكذلك من من جاء بعده من انبياء الله يقفون في عرفات حتى حصل هذا التبديل من اه قريش فقوله سبحانه ثم افيضوا من حيث افاض الناس اي العرب سائر الناس غير قريش الذين لا يقفون في عرفات وانما يقفون في المزدلفة قال وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الاسلام امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأتي عرفات ثم يقف بها ثم ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ثم افيضوا من حيث من حيث افاض الناس نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة الاية عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. قال باب قوله عز وجل ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. هذه الدعوة جمعت الخير كله في الدنيا والاخرة. وكانت من اكثر دعاء نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. جمعت الخير كله. قال عن انس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وجاء في بعظ الروايات عن انس انها كانت من اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة يتناول كل حسنة في الدنيا البيت الواسع المركب الطيب الزوجة الصالحة الذرية الطيبة الراحة العافية الى غير ذلك من الحسنات الدنيوية والخيرات الدنيوية وقوله وفي الاخرة حسنة يتناول كل خيرات الاخرة فجمعت هذه الاية الكريمة الخير كله جمعت هذه الدعوة المباركة الخير كله في الدنيا والاخرة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل لا يسألون الناس الحافا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان انما المسكين الذي يتعفف. واقرأوا ان شئتم يعني تعالى لا يسألون الناس الحافا. قال باب قوله عز وجل لا يسألون الناس الحافا لا يسألون الناس الحافا هذا وصف لاهل التعفف الذين لا يسألون الناس بالكلية واذا حصل اضطرار الى السؤال فانهم لا يلحفون في المسألة اي لا يلحون في الطلب هذا اذا اضطر والا الاصل انه لا يسأل بالكلية. لكن اذا ان اضطر الى شيء من المسألة لم يلحف. اي لم يلح في مسألته قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المسكين يعني الكامل في المسكنة والحاجة الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان يعني الذي يطوف على البيوت ويدور على الناس ويسأل فاذا اعطي الشيء القليل ردته وكفته ويذهب الى الاخر والثاني والثالث وهكذا قال ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان انما المسكين الذي يتعفف انما المسكين الذي لا الذي يتعفف واقرأ ان شئتم يعني قوله لا يسألون الناس الحافا لا يسألون الناس الحافا اي من شدة تعففهم من شدة تعففهم عن سؤال اه الناس وطلبهم اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك. اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأر انا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا اتسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا