الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى سورة الاعراف باب قوله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف. الاية عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأخذ العفو من اخلاق الناس او كما قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين هذه الاية الكريمة من سورة الاعراف من اجمع واعظم الايات في شأن الخلق والادب الذي دعت اليه شريعة الاسلام فهي اية جامعة عظيمة فيما اشتملت عليه من جماع الخلق وكمال الادب وقوله سبحانه وتعالى خذ العفو اي ما سمحت به اخلاق الناس والناس طبائع ويتفاوتون في الاخلاق ومعادن مختلفة منهم الحليم ومنهم الرفيق ومنهم العسر ومنهم الصعب منهم سريع الغضب. الى غير ذلك مما هم عليه من اخلاق متفاوتة وصفات متباينة ولهذا امر المسلم بان يأخذ العفو اي ما سمحت به اخلاق الناس لان ما كل انسان يكون على خلق عالي ومن كان ايضا على خلق عالي لا يتهيأ له ان يكون كذلك في كل وقت بحسب الناس واحوالهم وامورهم ولهذا يدخل تحت قوله خذ العفو ان تعفو عن من ظلمك وان تعطي من حرمك وان تصل من قطعك لان ليس الخلق تساوي في التعامل كأن تصل من وصلك وتعطي من اعطاك وانما الخلق هو ان يكون تعامل المرء به في كل مقام بحسبه فاذا عاملك الرجل بالمعاملة الكريمة شكرته وعاملته بالمثل واذا عاملك بالمعاملة السيئة اعرضت عن سوءه مثل ما سيأتي في تمامها واعرض عن الجاهلين وتكون محققا الخلق في كل مقاماتك لا ان يكون الخلق صادرا من الانسان بحسب تعامله مع تعامل الناس معه فاذا عمل بالاخلاق عاملهم واذا عمل بضد الاخلاق عاملهم ايضا بضد الاخلاق وانما الخلق حقيقة هو ان يمضي المرء على الاخلاق الفاضلة والاداب الجامعة خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين والعرف هو كل فعل وقول طيب وحسن مما دعت اليه الشريعة واقتضته الفطرة واعرظ عن الجاهلين اي من عاملك بالجهل سفها حمقا فان المناسب ان يعرظ عنه ولا يلتفت لجهالته كما قال القائل ولقد امر على السفيه يسبني فامر ثمة واقول لا يعنيني والاعراض عن الجاهل هو الدفع بالحسنى لانه ان جابها الجاهل زاده جهلا لكن اذا اعرض عنه سلم منه واراح الجاهل من مزيد جهل وسفه قال عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأخذ العفو من اخلاق الناس ان يأخذ العفو من اخلاق الناس او كما قال والعفو من اخلاقهم يتفاوت فيه الناس من شخص لاخر بحسب معادنهم وطباعهم واحوالهم متفاوتون في في ذلك تفاوتا عظيما لكن يعامل الجميع بالمعاملة الحسنة الرفيقة الطيبة. واذا اسيء اليه لم يقابل الاساءة بالاساءة ولهذا كمال الخلق ان تعطي من حرمك وان تصل من قطعك وان تعفو عن من ظلمك وان تكظم الغيظ مثل ما قال الله سبحانه وتعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى سورة الانفال باب قوله عز وجل وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قيل له كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك قال وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة اي ان هذا هو غرض القتال المقصد المراد به الا تكون فتنة وان يكون الدين كله لله. سبحانه وتعالى والفتنة الشرك بالله والصد عن دين الله تبارك وتعالى قال قال جل وعلا وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة والفتنة هي الشرك بالله عز وجل والصد عن دينه سبحانه وتعالى قال عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قيل له كيف ترى في قتال الفتنة كيف ترى في قتال الفتنة قتال الفتنة اي التي تنشب بين المسلمين ويكون في هذا القتال الطرفان المتقاتلان كلهم من المسلمين ليس طرف منهم مسلمين والطرف الاخر كفار وانما كلا الطرفين المتقاتلين كلهم من المسلمين هذا يسمى قتال فتنة اي فتنة نسبت بين المسلمين فقام بينهم القتال والبغي فسئل ابن عمر رضي الله عنهما كيف ترى في قتال الفتنة يعني هل يدخل المسلم في مثل هذا القتال او يكف فقال رضي الله عنه وهل تدري ما الفتنة وهل تدري ما الفتنة؟ قال كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكنا معه يقصد كنا معه في قتالهم فالقتال كان قتالا للمشركين وقتالا للكفار وهذا هو القتال الذي يقول كنا عليه مع النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قتالا للمشركين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا قال وليس كقتالكم على الملك وليس كقتالكم على الملك ولهذا كان رضي الله عنه ينهى عن عن هذا القتال ولا يشارك فيه رضي الله عنه وارضاه لانه قتال فتنة كلا كلا الطرفين المتقاتلين مسلم ولهذا بعض الصحابة لما طلب منها المشاركة في مثل هذا القتال قال لا اشارككم فيه قال كلاما معناه لا اشارككم فيه حتى تأتوني بسيف له عينين ولسان بسيف له عينان ولسان فيقول لي هذا مسلم لا تقتله وهذا كافر اقتله اما ان احمل السيف واظرب ويكون من اقتله مسلما قال لا لكن اعطوني السيف له لسان ينطق وله عينان تبصران ويقول لي في القتال ان هذا مسلم لا تقتله وهذا كافر علقهم بامر لا يوجد منبها بذلك ان رفع السيف ان يقتل به المسلم اخوانه المسلمين هذا ليس بالامر الهين واراقة دم مسلم واحد هذا امر ليس بالهين. فكيف بدماء كثيرة تراق بما فيها دماء الاطفال والنساء واخا الكبار هذا امر ليس بالهين ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا؟ نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى سورة براءة باب قوله عز وجل واخرون اعترفوا بذنوبهم الاية. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا اتاني الليلة اتيان فابتعثاني فانتهيا الى مدينة مبنية بلبئ بلبن ذهب ولبن فضة فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن. شطر شطر من خلقهم كأحسن ما ان ترى. وشطر كاقبح ما انت راع قال لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا فيه ثم رجعوا الينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في احسن صورة قالا لي هذه جنة عدن وهذان منزلك قال اما القوم الذين كانوا شطر منه حسن وشطر منهم قبيح فانهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا تجاوز الله عنهم قال باب قوله عز وجل واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا اي جاءت اعمالهم فيها الصالح وفيها السيء لكنهم على التوحيد وعلى الايمان بالله سبحانه وتعالى والسلامة من الشرك لان الشرك بالله سبحانه وتعالى مبطل للعمل كله مفسد له كما قال الله عز وجل ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك كذلك الكفر بالله سبحانه وتعالى مبطل للعمل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فهؤلاء خلطوا عمل صالح واخر سيء لكنهم على التوحيد وعلى الايمان بالله سبحانه وتعالى قال عن سمرة ابن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا اتاني الليلة اتيان فابتعثاني فانتهينا الى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فتلقانا رجال شطر من خلقهم كاحسن ما ان ترى وشطر كاقبح ما ان ترى لان اعمالهم على قسمين اعمال صالحة كستهم او كست شطر شطرا من ابدانهم بهذا الحسن وهذا الجمال واعمال سيئة اصبحت بها اصبح بها الشطر الاخر من اجسامهم كما في هذا الوصف كاقبح ما انكر كاقبح ما ان ترى وهذا فيه ان العمل الصالح يؤثر ويثمر في صاحبه حسنا وجمالا والعمل السيء والعياذ بالله يؤثر ويثمر في صاحبه قبحا في في في الصورة وقبحا في الهيئة والمنظر قال رجال شطر من خلقهم كاحسن ما ان ترى وشطر كاقبح ما ان ترى قال لهم قال اي الملكان لهم اي لهؤلاء الرجال اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا فيه ثم رجعوا الينا قد ذهب ذلك السوء عنهم قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في احسن صورة قال لي هذه جنة عدن وهذان منزلك قال اما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فانهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئة تجاوز الله تبارك وتعالى عنهم نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى اه سورة هود باب قوله عز وجل وكان عرشه على الماء. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انفق انفق عليك وقال يد الله ملأى لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار وقال ارأيتم ما انفق منذ خلق السماء والارض؟ فانه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع. قال باب قوله عز وجل وكان عرشه على الماء عرشه اي الرحمن سبحانه وتعالى والعرش هو اعظم المخلوقات واكبرها واوسعها وهو سقف المخلوقات والله سبحانه وتعالى خلق العرش قبل خلق السماوات والارض خلق العرش سبحانه وتعالى قبل خلق السماوات والارض وكان عرشه على الماء والله سبحانه وتعالى مستو على عرشه المجيد استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه. كما قال الله تبارك وتعالى الرحمن على العرش استوى. وكما قال سبحانه وتعالى ثم استوى على العرش قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انفق انفق عليك انفق ايا ابن ادم مما اتاك الله سبحانه وتعالى وما انفقت من شيء فالله يخلفه وهذا معنى قوله انفق عليك اي ان الله عز وجل يخلف لك ما انفقت وهذا فيه ان النفقة والبذل والصدقة في سبيل الله تبارك وتعالى من موجبات زيادة الخير ونماء المال وحصول البركة فيه. قال انفق اي يا ابن ادم انفق عليك وقال صلوات الله وسلامه عليه يد الله ملأى يد الله ملأى وهذا فيه اثبات اليد اه صفة لله تليق بجلال الله وكماله وعظمته وهي صفة دل عليها القرآن في مواضع كثيرة كقوله عز وجل بل يداه مبسوطة وقال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قال يد الله ملأى لا تغيظها نفقة لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار لا تغيظها اي لا تنقصها خزائنه سبحانه وتعالى ملأى خزائنه ملأى مهما انفق رزق ومن وتفضل فان خزائنه فان خزائن رزق الله تبارك وتعالى لا ينقصها نفقة قال لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار وقال ارأيتم ما انفق منذ خلق السماء والارض فانه لم يقضي ما في يده اي لم ينقص لم يقض ما في يده اي لم ينقص ما في يده قال وكان عرشه على الماء وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع في بعض الروايات لهذا الحديث يمين الله ملأى ثم في تمامه قال وبيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع وبيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع والميزان هو العدل الميزان هو العدل يخفظ اه من يشاء بعدله ويرفع سبحانه وتعالى من يشاء بفظله نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قوله عز وجل وكذلك اخذ ربك اذا فاخذ القرى الاية عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته. قال ثم قرأ وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة. ان اخذه اليم شديد قال باب قوله عز وجل وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد هذه الاية فيها ان الرب سبحانه وتعالى ان يمهل ولا يهمل يملي للظالم يملي للظالم لكنه لا يفلته واذا اخذه فاخذه سبحانه وتعالى شديد. وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد قال عن ابي موسى رظي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليملي للظالم ان الله لا للظالم ان يمهل يمهل لا يزال مثلا في صحة وهو يظلم ولا يزال في كثرة مال وهو يظلم لا يقول عليه الصلاة والسلام ان الله ليملي للظالم. ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ عليه الصلاة والسلام وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى سورة الحجر باب قوله عز وجل الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين عن ابي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قظى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خظعانا لقوله كالسلسلة على صفوان فاذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق الحق وهو العزيز الكبير فيسمعها مفترق السمع ومسترق السمع هكذا واحد فوق اخر. فربما ادرك الشهاب المستمع قبل ان يرمي بها الى صاحبه فيحرقه. وربما لم يدركه حتى يرمي بها الى الذي يليه. الى الذي هو اسفل منه حتى يلقوها الى الارض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مئة كذبة فيصدق فيقولون الم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء قال باب قوله عز وجل الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين سرق السمع اي من الجن والشياطين حيث يصعد بعضهم فوق بعض مخاطرين مخاطرة عظيمة من اجل استراق كلمة او كلمتين يغوون بها خلقا من بني ادم يغوون بها خلقا من بني ادم فانظر هذه المخاطرة والتضحية بالاعمار والتعرض للهلاك من اجل خطف كلمة واحدة او كلمتين يلقونها في اذن الساحر او الكاهن ليضل بها خلقا من بني ادم ليضل بها خلقا من بني ادم تكاتف وتآزر وتضحية والقاء بالنفس للهلاك لا لشيء الا لاغواء بني ادم وصده عن دين الله تبارك وتعالى قال عن ابي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قظى الله الامر في السماء اذا قظى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خظعانا لقوله ضربت الملائكة باجنحتها خظعانا لقوله كالسلسلة على صفوان اي ان الله عز وجل اذا تكلم الوحي خرت الملائكة صعقة خرت الملائكة لصعق وضربت الملائكة باجنحتها خظعانا لقوله سبحانه وتعالى ذلا بين يديه وخوفا منه سبحانه وتعالى قال حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فاذا فزع عن قلوبه اي زال الفزع فزع عن قلوبهم اي زال الفزع عن قلوب الملائكة وهذا فيه اثبات القلوب للملائكة وانها تفزع وتخاف عندما يتكلم الله سبحانه وتعالى بالوحي قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال اي قال آآ اه علية الملائكة قال علية الملائكة وخيرهم وافضلهم ومقدموهم للاخرين من الملائكة قالوا للذي قال قال الحق قال الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مفترق السمع. يعني جاءت احاديث اخرى توضح ذلك وان اه اهل كل سماء يخبرون بها التي تليها حتى يأتي الا الجن ويصعد بعضهم فوق بعض لاشتراق آآ السمع استراق السمع من الكلام الذي يدور بين الملائكة في السماء الدنيا. عندما يتحدثون الشيء الذي بلغهم من اه وحي الله او كلامه سبحانه وتعالى قال فسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا واحد فوق اخر واحد فوق اخر هكذا اي انه اشار بيده وجاء التفسير في بعض الروايات انه عطف يده وبدد بين اصابعه ردد مال يده وبدد بين اصابعه يعني فرق بين اه اصابعه قال فربما ادرك الشهاب المستمع قبل ان يرمي بها الى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها الى الذي يليه فانظر كيف انهم يعرضون نفسهم الخطر الهلاك والحرق بالشهب من اجل ان يخطف كلمة واحدة يغوي بها خلقا من بني ادم كما سيأتي آآ بيان ذلك قال حتى يرمي بها الى الذي يليه الى الذي هو اسفل منه حتى يلقوها الى الارض فتلقى على فم الساحر فتلقى على فم الساحر في كذب معها مئة كذبة في كذب معها مئة كذبة يخلط مع هذه هذا الامر الذي سرق له يخلط معه مئة كذبة فيصد اه فيصدق فيقولون الم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء ان يذكرون هذه الكلمة الواحدة وينسون كذبه المئة كذبة المئة مرة هذا كله ينسونه. ويذكرون المرة الواحدة يقول اليس في اليوم الفلاني؟ قال انه سيحصل كذا وكذا وحصل طبقا لما قال فتكون فهذه الكلمة التي خطفت فتنة لهؤلاء وهذا غرض الشيطان او غرض الشياطين من اختطاف الكلمة الواحدة المخاطرة التي يخاطرون بها لتحصيل الكلمة الواحدة فيلقونها على فم الساحر ويخلط معها مئة كذبة فينسى كذبه وتذكر هذه الكلمة الواحدة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى سورة النحل باب قوله عز وجل منكم من يرد الى ارذل العمر. معنى انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اعوذ بك من البخل والكسل وارذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات قال باب قوله عز وجل ومنكم من يرد الى ارض العمر ومنكم من من يرد الى ارذل العمر ارض العمر هو ان يفسح للمرأة في اجله ويطال في عمره ويدخل في مرحلة خرف وضياع الفكر والعقل وتتحول القوة التي كانت عنده الى ظعفا وايضا الذاكرة التي عنده تذهب يتحول اه تتحول الى خرفا فيردل ارض العمر وافضل العمر رديء العمر ارذل العمر اي رديء العمر فمن فمن الناس ما يحصل له ذلك منهم من يحصل له ذلك في اخر عمره يبلغ الى مرحلة يصبح فيها في خرف ليس معه وعي ليس معه ذاكرة لكن من نعمة الله على المؤمن التقي المطيع لله سبحانه وتعالى انه اذا حصل له هذا الخرف لا يكون الا في خير حتى الكلام الذي يخرف به لا يكون الا خيرا كلاما طيبا لا يسمع منه الكلام القبيح او الكلام السيء اما الفاسق والفاجر والعاصي فان خرف في سوء في سوء الفاظ بذيئة وقبيحة وشنيعة جدا ولهذا بعض الناس لا يمكن احدا في مرحلة في مثل هذه المرحلة ان ان يزور والده او قريبه لانه يسمع منه كلام قبيح جدا وسيء للغاية فالمؤمن وان حصل له هذا الخرف فانه يكون خرف في خير وفي كلام طيب وفي ذكر لله سبحانه وتعالى حتى اذا غاب عن الوعي وافاق افاقة في خير وذكر لله سبحانه وتعالى يحدثني احد الافاضل ان والده دخل في غيبوبة استمرت ستة شهور. يقول في اثناء الغيبوبة الطويلة هذه. قال لي اه يوما الطبيب والدك عنده شيء من الصحو والافاقة اذا تريد تكلمه فذهبت وانا فرح يقول واخذت انادي بصوت انادي بصوت عند والدي يا والدي بصوت عالي فيقول تيقظ؟ قال نعم اذن ما قال الا هذه الكلمة اذن يقول ما قال غير هذه الكلمة القلب الذي انطوى على الذكر والاذان والصلاة وقراءة القرآن والذكر لله سبحانه وتعالى اذا حصلت له هذه الامور غاب ووعى يكون وعيه على ذكره لله واعماله الطيبة وكل اناء بالذي فيه ينضح وكل وكل اناء بالذي فيه ينضح. قال قال ومنكم من يرد الى ارذل العمر قال عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اعوذ بك من البخل والكسل البخل في عدم البذل الانفاق والوقوع في الشح شح النفس والكسل هو عدم القيام بالواجبات مع القدرة على القيام بها بخلاف العجز عدم القيام بها لعدم القدرة. هذا الفرق بين العجز والكسل وارذل العمر وهذا موضع الشاهد لهذه الترجمة وهو مما يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه ان ان يرد المرء الى ارذل العمر الذي هو الخرف بان يبقى الانسان ممتعا بقواه وقلبه ووعيه الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى وفي الدعاء المأثور اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اي اجعلنا بقوانا من الفكر والذاكرة والسمع والبصر الى ان تتوفانا ونحن ممتعين بهذه الحواس والقوى. ولهذا ارذل العمر هذا مما يتعوذ بالله. سبحانه وتعالى منه. يتعوذ المسلم من ان يرد اه ارذل العمر. قال وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وفتنة المحيا والممات فهذه امور كان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يتعوذ بالله منها والشاهد منها قوله للشاهد منها بهذه الترجمة قوله وارذل العمر ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين للعلم النافع والعمل الصالح والتوفيق لما يحبه ويرضاه ان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون وبه علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا لا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير