ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته لا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد ايها المسلمون اوصيكم ونفسي بتقوى الله فان من اتقاه وقاه وجعل الجنة مأواه. ايها المسلمون ان اغلى ما يملك المرء في هذه الحياة دينه ووطنه. وما من انسان الا وهو يعتز بدينه ويعتز بوطنه. لانه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته وملجأ كهولته ومنبع ذكرياته وموطن ابائه واجداده ومأوى ابنائه واحفاده حتى الحيوانات اجلكم الله حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها قيل ومن اجله تضحي بكل غال ونفيس. فالكل يحب وطنه فطرة. فاذا كانت هذه سنة في المخلوقات. فقد جعلها الله تبارك وتعالى في فطرة الانسان. لذلك كان من الحقوق والواجبات الاجتماعية والاسرية في الاسلام والتي غرسها في فطرة الانسان حقوق الوطن والارض التي يعيش فيها ويأكل من خيرها ويعبد الله تبارك وتعالى تحت سمائها. واول هذه الحقوق الحب الصادق للوطن وقيادته حتى تكتمل حتى تتوحد الكلمة وتكون الالفة ان الكلمة التي يجب ان نجتمع عليها وان نصدق الله بها والطاعة بالمعروف لامير البلاد. وقد حث نفع الله به العباد والبلاد. حث ابناءه المواطنين حثهم على ان يكونوا على كلمة سواء كلمة واحدة ان يكونوا مجتمعين تعلفين وان يبتعدوا عما يكون فيه الشقاق وحث على زرع الالفة ونشر المودة والرحمة والله جل وعلا يقول وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون لنعرف الله عز وجل علينا وان اعددناها فلا نحصيها حتى نحافظ عليها بالشكر والابتعاد عن كل لحرام وفساد واعظم نعم الله علينا في بلدتنا هذه نعمة الامن والامان. فالامن نعمة كبرى ومنة من الله عظمى بعد الدين والاسلام. اذا اختلت او فقدت فسدت الحياة. بل فسد الايمان والعبادة وشقيت الامم وساءت الاحوال وتغيرت النعم باضدادها. فصار الخوف الامن والجوع بدل رغد العيش والفوضى بدل اجتماع الكلمة والظلم والعدوان بدل العدل والرحمة عافانا الله بمنه وكرمه والعاقل من يتعظ بغيره فلننظر الى من حولنا كيف كانوا وكيف امسوا كيف كانوا وكيف اصبحوا؟ لقد امتن الله على الخلق بنعمة الامن وذكرهم بهذه المنة ليشكروه عليها وليعبدوه في ظلالها. قال الله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف وذكر الله اقواما جعل الله لهم الامن لكنهم كفروا فماذا فعل الله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير. سيروا فيها ليالي واياما امنين. فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم. فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق ان في ذلك لايات. يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له دنيا بحذافيرها. رواه الترمذي وقال حسن ايها المسلمون ان التناصر والتعاون على البر التقوى من اعظم الاسباب التي تبقي الامم وتديم الالفة والمحبة والبعد عن اسباب العداوة البغضاء والتعاون على الشر من اعظم الاسباب التي ترسخ العدل. فينبغي علينا ان نتعاون على البر والتقوى حتى تسير سفينة بلدتنا الى النجاة. ينبغي علينا ان نزيل من قلوبنا الظغائن من الشخصية والاسرية والقبلية وان نحذر الحذر الشديد من اثارة القبلية البغيضة والقومية وغير ذلك لتبقى بلادنا في امن وامان. لا شك ان هذه ان هذه اسوء البقاء التعاون على على البر والتقوى. ان التعاون على البر والتقوى اصل اصيل من اصول بهذا الدين العظيم. ولقد عني النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المجتمع المسلم من داخله بهذا الاصل عناية عظيمة ليكون بناء محكما قويا قائما على الالفة والمحبة ووحدة الكلمة واجتماع القلوب وكان من اولويات عمله صلى الله عليه وسلم حين وطئت قدمه الشريفة المدينة المؤاخاة بين اصحابه رضوان الله عليهم. تلك المؤاخاة التي لم يشهد التاريخ لها نظيرا حين نقلت اصحابه رضي الله عنه من التباغظ في الجاهلية الى التحابب في الاسلام. وجعلت غرباء الدار اخوة الانصار يقاسمونهم دورهم واموالهم وظياعهم. وكان من سياسة النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه انه يقضي على اي بادرة اختلاف بينهم في مهدها ويطفئ فتيلها قبل اشتعالها ولا يتهاون وفي ذلك ابدا بل نجده صلى الله عليه وسلم وهو الرفيق الرحيم بامته يغلظ المقال في هذا المقام اكثر من غيره لعلمه صلى الله عليه وسلم ان نار الخلاف والفرقة والفتنة اذا توقدت فمن عسيري يطفاؤها ومن الصعب اخمادها. عير رجل رجلا بامه فقال صلى الله عليه وسلم بامه انك امرؤ فيك جاهلية رواه الشيخان. وفي احد مغازيه تشاور المهاجرون والانصار صار وفي احد مغازيه تقاتل المهاجرون والانصار بالكلمات فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ان هذه الكلمة كلمة شرعية اسم المهاجرين واسم المهاجرين واسم الانصار من الكلمات المسطورة في القرآن لكنها استعملت استعمالا قوميا خاطئا استعمالا طائفيا بغيظا فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام ما بال دعوى الجاهلية ثم قال دعوها فانها منتنة. رواه ايها المسلمون لقد حذر ولي امر البلاد من الفرقة والاختلاف لما رأى من الحال الذي نعيشه ومن الاوضاع التي تمر بها هذه البلاد المباركة وبلاد الخليج عموما. فينبغي علينا جميعا ان نكون في يقظة واعتبار واتعاظ من سرطان الارهاب في التفجير وتخزين تسليحات وايثار الفتنة واذكائها والمحاولات اليائسة لزعزعة الامن والاخلال به. واستهداف الدماء طومة وهي جرائم لا يرضاها دين ولا يقرها عقل وتأباها الاعراف والفطر السليمة. روى البخاري في من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتال كفر وروى البخاري من حديث ابن عمر مرفوعة من حمل علينا السلاح فليس منا ايها الاخوة المؤمنون، ان الواجب علينا ان نبذل قصارى جهدنا في اصلاح بلدتنا واجتماع كلمتنا وان نوقف مسلسل الهدر والترف والسرف وتعزيز وان نعزز ثقافة الاستهلاك والاقتصاد فالاصلاح اذا صدر عن ايمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار بعظم المسؤولية فانه يكون مجديا والا فانها تصرفات فردية لا تجدي. ان الواجب علينا جميعا الا نفتر والا نعجز بل علينا ان نبذل الحكمة والحنكة والصبر في الاوضاع الحاضرة وفي الامور المستقبلية في الحديث عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالامام راع وهو مسؤول عن رعيته. والرجل راع في اهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته رواه البخاري. ايها المسلمون ان استمرار التعاون بين دول مجلس التعاون لوجود تهديد حقيقي يستهدف دول المجلس وعليها تداعت الدول لدفعه والتعاون لدحره قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وقال جل في علاه اطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشل فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين. ان اي لاي دولة خليجية هو تهديد لامننا. لان المصير واحد. فيجب اقالة العثرات واليقظة ضد تلك المخاطر المتربصة بدولنا. نسأل الله جل وعلا ان يؤلف على الخير دولنا ويصلح ذات بيننا ويديم لنا امننا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على امام المرسلين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الاله الحق المبين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين. بلغ الرسالة وادى الامانة نصح الامة فصلوات ربي وسلامه عليه الى يوم يقوم الناس لرب العالمين. وبعد اوصيكم بتقوى الله عز وجل ولنعلم جميعا ولنتلمس جميعا معالم الاصلاح ومقومات الاصلاح واسس الاصلاح ووسائل الى الاصلاح فذلك محبوب لربنا. يقول الله عز وجل عن نبيه انه قال ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. ان صدق الانتماء الى البلاد يتطلب منا جميعا حماية امنها وصون وحدتها والذود عنها. رب اجعل هذا بلدا امنا وارزقها له من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير. ايها المسلمون ان التحديات عظيمة وتأمين المتطلبات لمواجهة هذه التحديات وان نتجاوزها باذن الله عز وجل فنحاسب نفوسنا على التقصير والتفريط في جنب الله فان اعظم ما به نحافظ على نعم الله ان نصلح اما بيننا وبين الله يصلح الله لنا ارضنا. يصلح الله لنا الفتنا ومحبتنا. ان اصلاح الاوطان واصلاح مواطن الخلل انما يكون باصلاح النفوس واصلاح الاسر واصلاح المجتمعات. فما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وربنا جل في علاه يقول ولنبلون انكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. عباد الله ان الاسلام وعقيدة الاسلام والوقوف صفا واحدا مجتمعين على كلمة واحدة خلف امير البلاد يعزز من قوتنا وصلابة موقفنا ويكسر طمع عدونا. فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرظى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وتعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وان تناصحوا لمن ولاه الله ويسخط لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال رواه مسلم. اللهم اجز الاسلام والمسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين وذل الشرك والمشركين ودمر اداءك اعداء الدين. اللهم احمي حوزة يا رب العالمين. اللهم عاملا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك اتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امر البلاد لما تحب وترضاه من شديد الاقوال وصالح الاعمال. يا ذا الجلال والاكرام. اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم يا ربنا يا قوي يا عزيز يا ذا الجلال والاكرام انصر اخواننا المستضعفين في كل مكان. اللهم انصرهم في ارض الشام وانصرهم في كل مكان يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نسألك ان تؤلف بين قلوبهم وتجمع فرقتهم وتقوي شوكتهم. اللهم عليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم بارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما حييتنا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم بارك لنا فيما اغثت به ارضنا. واجعله يا رب العالمين غيثا نافعا اللهم اجعله سحا غدقا يا رب العالمين. اللهم اجعله نافعا وغيثا للحاضر والباد. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تصلي وتسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين