الحمد لله الحمد لله الكريم الغار. احمده سبحانه وعدد المزيد لمن شكر. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له عظيم البر واشهد ان محمدا عبده ورسوله كثير الشكر. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم من الناس في البر او في البحر اما بعد عباد الله ان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ايها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على النعم العظيمة. والألاء الجسيمة نعم الدنيا ونعم الدين. نعم كثيرة وافرة جزيلة. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ان الله لغفور رحيم ان شكر الله على هذه النعم واجب علينا والشكر سبب لمزيدها وبقائها وكفر النعم سبب لنقصانها وزوالها. قال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. وقال جل في علاه وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رزقها رغدا من كل مكان صلى الله عليها بالامن وبالرزق. كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان كفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ايها المسلمون ان شكر الله على نعمه يعني القيام بطاعته. وان تفعلوا ما امركم الله به وتتركوا ما نهاكم عنه وتطيعوا ما امركم نبيكم به. قال تعالى من يطع الرسول قد اطاع الله وقال ومن يعصي الله ورسوله فقد ظل ضلالا مبينا ان العاصي كيف يكون شاكرا لربه وهو مقيم على معصيته وان زعم الشكر فهو مقيم على كفر النعمة عباد الله ان اكبر نعمة انعم الله عليكم ان هداكم للايمان والاسلام مخلصين لله تعالى متبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم. وقد صار قوم وقد صار قوم يتخبطون العشواء في دينهم ما بين مغضوب عليهم علموا الحق واستكبروا عنه جهلوا الحق فلم يهتدوا اليه. فاحمدوا الله على السنة الغراء. واشكروا الله على المحجة البيضاء المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفق فهم سلفنا الصالح. ان من اعظم نعم الله عليكم هذا الامن والاستقرار الذي ننعم به في الشوارع والديار. وقد اصيب قوم بالخوف او في والقلق والقتال في البرار والبحار. وجعل لنا الامن والامان. وجعل لكم والامان فاعرفوا قدرها واشكروا عليها الملك الديان. ومن النعم ومن النعم عليكم ما يسر لكم من انواع الارزاق تأتيكم رغدا من كل مكان من الخلاق وانتم ترونه تسمعون عن قوم لا يجدون لقمة العيش. واخرون وان وجدوا المال لا يجدون الهناءة في العين فاشكروا الله تعالى على هذه النعم واستعينوا بها على طاعته وتجنبوا النقم واياكم واياكم ان تكون نعم الله عليكم سببا لاسركم. او سببا لبقركم او سببا لفسوقكم عن امر ربكم فقد بطر بها اناس ففقدوها. واغتر بها اناس فضيعوها. واشرى بها اناس فتخبطوا عنها. ان شكر نعمة الله ان شكر نعمة الله جل وعلا. فيما انعم به تقتضي ان تنسب النعم ان تنسب النعم اليها او ان تنسب النعم اليه اولا وان يحمد عليها ويثنى عليه بها. ثانيا وان تستعمل في مراضيه جل وعلا ثالث وان يتحدث بها وتظهر النعم رابعا. ولا هم يا عباد الله. ولا هم يا عباد الله الا تستصغروا النعم واياكم واحتقار النعم واياكم واحتقار النعم فان احتقار النعم هي المغيرة. هي المزيلة. هي المفنية للنعم. لو ان الله عليك بظفر فلا تنظر اليها انها صغيرة. نعم كم من اناس في بيوت مكنونة وسيارات مركوبة وامن وامان ثم اذا بهم يحتقرون ذلك ينظرون الى بيوت اكبر والى سيارات ارفع والى شوارع اوسع فلا هم حصلوا الاكبر وضيعوا الاصغر ما سببه استصغار النعم واحتقارها؟ اذا فاعظم شكر للنعم الطاعة ومعرفة المنعم والقيام بطاعته. والثناء عليه بها. ومعرفة وجوه صرف النعمة وعدم وعدم احتقارها. والذي ينسب النعم الى نفسه. لم يحقق التوحيد بل اتى بكفر بل اتى بكفر النعم وبالتنديد وجمع بين ترك تعظيم الله وبين ادعاء شيء ليس له على وجه سديد نعم ان من كفران النعمة نسبة النعم الى غير الله كقول القائل لولا فلان لم يكن كذا وكذا ولولا فلان لما كان كذا وكذا ولو لم افعل كذا لما كانت النعمة هكذا ونحو وتلك العبارات القارونية انما اوتيته على علم عندي. وكلها داخلة تحت عموم قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. فهذه الالفاظ وامثالها راجعة الى عدم شكر النعمة. عباد الله ان الله جل في علاه غني عن شكرنا غير محتاج الى ثنائنا حميد مستحق الحمد حمدناه او لا ولكنه سبحانه انعم بنعم علينا لا نحيط بقدرها ولا اعدها فلنشكر لمن انعم علينا فانه لا زوال للنعم ان شكرتها. ولا ادامة لها ان كفرتها الشكر زيادة في النعم وامان من الغير والنقم. فما من نعمة جاءت للخلق فما من نعمة جاءت للخلق من اهل السماوات والارض الا وهي من خالق السماوات والارض وما بكم من نعمة وما بكم من نعمة فمن الله من اسفل ظفر قدمك الى شعر رأسك الى كل محيط حولك الى كل محيط مكان من الارض الى السماء شرقا وغربا شمالا وجنوبا وماضيا وحاضرا ومستقبلا. ما بكم من نعمة وما بكم من نعمة فمن الله نعم والنعم تتجدد فشكرانها يجب ان تتجدد واما بنعمة ربك فحدث وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر. رواه الامام احمد وقال الالباني حديث حسن. وقام النبي عليه الصلاة والسلام حتى تورمت قدماه. فقيل له فقال افلا اكون عبدا شكورا؟ رواه البخاري قال ابو هارون دخلت على ابي حازم فقلت له يرحمك الله ما شكر العينين؟ قال اذا رأيت بها خيرا ذكرته واذا رأيت بها شرا سترته فقلت فما شكر الاذنين؟ قال اذا سمعت خيرا حفظته واذا سمعت بها شرا نسيته. قال ابو عبد الرحمن الحبلي الصلاة شكر والصيام شكر وكل خير تفعله لله شكر وافضل الشكر الحمد. وقال محمد بن كعب القرضي ان كل عمل لله فهو شكر لانعم الله. رواه ابن ابي حاتم في تفسيره. وعن وهب ابن منبه قال قال داود عليه السلام يا رب ابن ادم ليس منه شعرة الا تحتها منك نعمة وفوقها كنعمة فمن اين يكافئك فيما اعطيته؟ قال فاوحى الله اليه يا داود اني اعطي الكثير وارضاه باليسير وان شكر ذلك لي ان يعلم ان ما به من نعمة مني. رواه ابن ابي شيبة في وقال الشعبي رحمه الله الشكر نصف الايمان واليقين الايمان كله. وقال ابو قلابة رحمه الله لا تضركم شكرتموها وقال الحسن اذا انعم الله على قوم سألهم الشكر فاذا شكروه كان قادرا على ان يزيدهم واذا كفروا كان قادرا على ان يبعث نعمته عليهم. عذابا وقد ذم الله سبحانه الكنود. وقد ذم الله سبحانه الكنود وهو الذي لا يشكر النعمة. قال الحسن في قوله تعالى ان الانسان لربه لكنود قال يعد المصائب وينسى ان نعم ايها المسلمون من الناس من يرى المال نعمة وهو بعيد عن ربه منتهك لحرماته. فما هي الا ويصبح المال لعنة ونقمة عليه. فترضيه في مهاوي الضياع والتين. ولقد ظن اناس ان من النعم ان يوسع عليه في المال وهو مقيم على الكفر والفجور. ولكن الحقيقة ان النعم في حق الكفار مقيمين على الفجور والفجار انما هي استدراج من القهار لا يخرجون منه ابدا. ان اناسا الظن بالمال خيرا فاذا هو جحيم لا يطاق وهم وعبء ثقيل وغم كبير. والسبب كله في عدم شكر الله على تلك النعم والابتعاد عن صراط الله المستقيم. فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا. وتزهق انفسهم وهم كافرون. نفعني بالقرآن العظيم وبما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله الذي اعطى عباده السمع والبصر والفؤاد لعلهم يشكرون. واسدى اليهم اصناف النعم عليهم اصناف النعم وسيحاسبهم عليها وعنها يسألون. فمن استعان بها على طاعة المنعم فاولئك هم المفلحون وصرفها في معاصيه فاولئك الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة. الا ذلك هو الخسران المبين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والشام الاخرين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد عباد الله اتقوا الله اتقوا الله واعرفوا نعم الله تعالى وتأملوا فيها. واشكروا الله عليها فقد طغى فرعون بملكه واعتز بانهاره فاهلكه الله في مملكته وفي مائه وافتخر قارون بماله وبداره وقال انما اوتيته على علم علم كفر وغرور وعتو ونفور. فماذا كانت النتيجة بعد ان خرج مغترا على قومه في زينته مر به من اغتر من ضعاف الايمان في حليته ما نفعه ما له ولا جاهه. قال سبحانه فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثلما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم. وقال الذين اوتوا كل علم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. فاحذروا عباد الله النعم وتذكروا منة الله عليكم فيما حباكم من فظله ونعمه. واشكروه يزدكم واشكروه يزدكم ويبارك لكم فيما منحكم واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي اللهم ارزقنا شكر نعمائك وزدنا من فضلك وكرمك وعطائك وارزقنا اللهم الفوز برظوانك واعتقنا فبفظلك من نيرانك واحشرنا اللهم يوم القيامة مع انبيائك واوليائك واصفيائك برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم ادم علينا نعمة الامن والايمان. اللهم ادم علينا نعمة الامن والايمان. اللهم ادم علينا نعمة الامن والايمان. واجعل بلدتنا هذه رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين. ربنا لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا اللهم اعز دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين. اللهم اصلح ولي امورنا. اللهم اصلح اولياء واصلح لهم البطانة. اللهم وفق رجال امننا لتثبيت قواعد الامن في البلد. واجعلهم خير حراس للوطن. وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين