ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها المسلمون مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا هكذا قال شاعر النيل احمد شوقي رحمه الله نحن نقول مخطئ من ظن يوما ان للارهاب دينا. لقد اكرمنا الله تعالى بخاتم الاديان الالهية واعزنا بكتاب انزل بكتاب هو خير كتاب انزله على البشرية ورفعنا تبارك وتعالى باكرم نبي ارسله الى البرية هدانا به من الضلالة وعلمنا به من الجهالة وكثرنا به بعد القلة واعزنا به بعد الذلة ما ترك من خير الا وارشدنا اليه. صلى الله عليه وسلم. ولا شرا الا وحذر امته وابعدها عنه فجمل الدنيا بالفظائل وطهرها من الرذائل ما سمع به منصف ان لم رفعه ولا رآه منصف الا امن به. نعم جائت هذه شريعة السمحاء بحفظ الظروريات التي فيها حياة الافراد والمجتمعات. ومن هذه الظروريات الظروريات الخمس التي تواطأت عليها العقلاء فظلا عن الاديان التي انزلها الرحمن تبارك وتعالى وهذه الظروريات الخمس هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العرض وحفظ العقل وحفظ المال فحرم التعدي على هذه الظروريات والاسباب المؤدية الى ذلك وجرم من انتهك تلك الحرمات لحفظها ما يزجر من التعازير وما يردع من العقوبات. واتاح الشرع للدين ان ينتشر بعدل وسلام تحت ظل ضروريات الحفظ لهذه الظروريات الخمس. نعم انتشر دين الاسلام لان الاسلام واهل الاسلام فهموا معاني المحافظة على هذه الضروريات الخمس فلا يكاد عاقل يرى هذا الظل الامن الا وينزوي تحتها ويستظل بظلها ثم يا عباد الله اننا اذا تأملنا نجد ان الاسلام قد انتشر بعدله ومقوماته ما فيه من الصلاح الذي يدعو اليه ويفهمه اصحاب العقول قبل ان يؤول بهم الحال الى حسن مآلف الجنة. نعم اننا ندرك ان الحفاظ على هذه الظروريات الخمس بها قوام الدنيا ولذلك الله تبارك وتعالى حافظ الاعراض من التدريس والانفس من الاجرام والازهاق فقال جل وعلا قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون عباد الله ان الاسلام بل وسائر اديان الانبياء امرت بحفظ تلك الكليات والضروريات الا ان اقواما الا ان فئة من الناس فئة من البشر تعدت حدود الله وانتهكت حرمات جل في علاه فعاثت في الارض فسادا بفهم سقيم وتأويل عقيم. افسدت الدين شوهت صورته السمحة الناصعة ازهقت الانفس البريئة فحلت الفاجعة واستحلت الاراضي المصونة المحرمة وما شت على عقول بعض الناشئة فغررت بها والقتلى والقتها في التهلكة. فخرجوا عن الدين القويم فخرجوا على الدين القويم بل وعلى العقول الشوية التي ركبها الله في الانسانية ركبوا رؤوسهم فيما يفعلون وفيما يذرون بعيدا عن اهل العلم الشرعي الصحيح والفهم العقلي فاصبحوا يأخذون من اصحاب الكهوف وممن هم في الغرا واصبحوا يأخذون علومهم. من مجاهيل لا طرف فافسدوا وهم يزعمون الاصلاح وضلوا واضلوا وهم يدعون الفلاح فعظمت مصيبتهم وكبرت جريرتهم فالى الله المشتكى وعظمت مصيبتهم علينا وكبرت جريرتهم علينا فالى الله المشتكى نم واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا الا اي فاحذروا ايها المسلم الا انهم هم المفسدون. ولكن لكن لا يعلمون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس. قالوا ونؤمن كما امن السفهاء الا الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. نعم هم من اهل خسران الذين حذرنا الله منهم فقال الملك الديان قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. روى البخاري عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي في اخر الزمان قوم حدثاء الاسمنت سفهاء والأحلام يقولون من خير قول البرية. يعني يقولون قال الله قال الرسول قال فلان. يقولون من خير للبرية يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم وامي فاينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة ولذلك علي رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين ابان خروج هؤلاء وظهورهم متى وانا معهم؟ فقتلهم شر قتلة ولماذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم؟ لان الذي يرى انه هو الاسلام ومن عداء الكفر انه هو العدل ومن عاداه الجور. وانه هو الصالح. ومن عاداه الطالح. فكيف يتفاهم معه كيف يمكن ان تلتقي معه وهو ليس معه الا الامعة اما معي واما فلا اما انت معي واما فانت كافر ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف بهذه الامة الرحيم بهذه الامة علم حالهم ومهالهم وانهم لا يصلحون. فلذلك قال صلى الله عليه وسلم في رواية اخرى لان ادركته لاقتلنهم قتل عاد وارم ذلك لعظيم شرهم وعظيم فسادهم على الاسلام والمسلمين. فاشار النبي صلى الله عليه وسلم الى امثال هؤلاء بفكرهم الضال وسلوكهم المتطرف. المتخذين من التكفير سبيلا يستحلون به دماء المسلمين واموالهم واعراضهم يكفرون صاحب الكبيرة ولا يفرقون بين كفر وكفر لا يفرق بين كفر اكبر واصغر ولا يكفرون ويكفرون من خرج عن جماعتهم ويقولون نحن الاسلام ومن كان معنا كان مسلما والا كان منافقا خالصا. فيكفرون بالمعية كما لا يفرقون في امر تكفيري بين الاطلاق والتعيين. ويكفرون المعين دون مراعاة للظوابط الشرعية. ويكفرون من خالفهم يقتلونه ويقولون بجاهلية المجتمعات المسلمة وتكفيرها ويقتلون المستأمنين والمعاهدين من اهل الذمة وغيرهم. بحجة كفرهم ضاربين بالادلة الشرعية وبالسنن النبوية اخذين بافهامهم المستقيمة وتأويلاتهم العقيمة فيأخذون من القرآن ما يشتهون ومن السنة ما ومن اقوال اهل العلم ما يكون مشتبها وبه يتجرأون. سبحان الله كيف يجرؤون الدماء معصومة من المسلمين والمستأمنين والمعاهدين. وفي ذلك ما فيه من الغدر والخيانة. لم يراعوا شهرا حراما ولا نفسا توما ولا مهاجرا او معاهدا هذا نبينا صلى الله عليه وسلم لما كان بمكة جاء اليه بعض اصحابه وقالوا له مرنا نميل على اهل مكة الليل لن فنميتهم ميتة رجل واحد فعلم انه غدر فقال اني لم اؤمر بهذا ولما هاجر وفعل به كفار مكة كما فعل رد اليهما اموالهم وما غدر وهؤلاء يدخلون الى بلاد الكفار او الى بلاد المسلمين بصورة انهم سياح او انهم مهاجرون او انهم او انهم ثم اذا هم يغدرون ويقتلون اهل الاسلام ويقتلون اهل معاهدة والاستئمام قال الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه انه خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ان ريحها توجد من مسيرة اربعين عاما رواه البخاري. قال العلامة الشوكاني رحمه الله المعاهد هو الرجل من اهل دار الحرب المعاهد هو الرجل من دار الحرب الرجل من اهل دار الحرب يدخل دار الاسلام بامان يعني لو تصورنا يهود اعطي تأشيرة امان وجاء ودخل الى بلاد الاسلام هذا هو المعاهد يقول الشوكاني رحمه الله المعاهد هو الرجل من اهل دار الحرب. يدخل دار الاسلام بامان فيحرم قتله بلا خلاف بين اهل الاسلام حتى يرجع الى مأمنه. فكيف اذا كان المستأمن من اهل دار العهد الى الحرب؟ عن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم فمن اخفر مسلما اي غدر بذمته فمن اخفر مسلما اي غدر بذمته وقتل من امنه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل اي لا فريضة ولا نافلة. فاي عقوبة اعظم من هذه العقوبة وكيف نحن او اضحى او بعضنا يتعاطف مع امثال هؤلاء اصحاب الفكر الضال المنحرف المشوه للاسلام لماذا كانت هذه العقوبة العظيمة لما في قتله من الخيانة والغدر والتنفير عن الاسلام والصد عن سبيل الله وكل هذه محرمة في دين الله عز وجل. واذا كان هذا الوعيد العظيم لمن قتل المستأمن. والمعاهد لاجل دنياه او مال او اختلاف رأي او اختلاف فكر فكيف بمن قتل المسلمين؟ اخوة الاسلام لا يرتاب العقلاء ولا يتمارى الشرفاء في ان كثيرا مما يحدث في العالم من قتل للابرياء من الشيوخ والاطفال والنساء وتشريد للساكنين المطمئنين وتهجير للمسالمين الامنين يعد جريمة نكراء وفعلة شنعاء لا يقرها دين قوي ولا يقبلها عقل سليم ولا منطق مستقيم وهو بكل المقاييس والموازين امر محرم وفعل وسلوك مقبوح وعمل ارهابي مفضوح. ان الارهاب عباد الله لا دين له ولا مذهب ولا وطن له اينما ذهب والاسلام هو دين الوسطية والاعتدال. فكما ان الارهاب يوجد في دين النصارى. طائفة منهم يقتلون من خالفهم وفي اليهود كذاك وفي ديانات الارض كلها من يتطرف فقد يوجد من ينتسب الى الاسلام ويتطرف والاسلام بريء من التطرف كله فهو دين الوسطية الاعتدال يجرم الغلو بكل انواعه واصنافه. يحرم التطرف بجميع اشكاله واوصافه. من اي دين او ملة او طائفة او جماعة لانه يفسد الاديان ويهلك الابدان ويقوض كل بناء ويثير كل فتنة عمياء ويشوه كل صورة سمع فماذا كسبت؟ فماذا كسب الاسلام؟ من اعمال الارهاب الاجرامية ماذا حصدت الامم من افعال العقول التخريبية؟ اي مصلحة ومكس والرجال لامة الاسلام قدمها هؤلاء؟ نعم يجب علينا ان نفكر ما هي المصالح التي قدمتها هؤلاء للاسلام نامي او للمسلمين لم يقدموا الا المفاسد لم يقدموا الا القتل لم يقدموا الا التهجير لم يقدموا الا السلب لم يقدموا والا النهب لم يقدموا الا ان جرأوا الكفار على المسلمين فكانوا سببا في احتلال بلاد المسلمين. لم يقدموا الا انهم كانوا سببا في جرأة اهل البدع على اهل السنة في مختلف البقاع كم تراجعت الاعمال الخيرية؟ وتقهقرت الدعوة الاسلامية بتلك الافكار المنحرفة والافعال المتطرفة فلنكن كما امر ربنا سبحانه وتعالى امة وسطا على الاعتدال في العلم والفهم والسلوك وفي كل قال وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني واياكم من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم. واستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين المعتدين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الغر الميامين. قال من تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم. واشكروه على نعمه كما امركم يزدكم من فضله كما وعدكم معاشر المسلمين. احب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس. واحب الاعمال الى الله تعالى سرور ان تدخله على مسلم او تكشف عنه كربة او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا. واسعد الناس من جعل الله اهو مفاتيح الخير على يديه ولدولة الكويت اليد الطولى في الاعمال الخيرية ونفع الانسانية فلا يكاد بلد في العالم يخلو من ذلك وهو لها وسام عز وفخار وتاج مجد ووقار استحقت الكويت ان يكون سمو الامير حفظه الله ورعاه قائدا للانسانية تقديرا لتلك الجهود واعترافا بالاعمال الخيرية كريمة وامتدادا لمسيرة الخير والانسانية فقد بذل اهل الكويت الاماجد قديما وحديثا كثيرا من اموالهم واوقاتهم واحيانا ارواحهم من اجل هذا العمل الانساني المشرف. فكم فقدنا في سبيل هذه الاعمال الخيرية من رجال صادقين ودعاة مخلصين عبر تاريخ الكويت الخيري الطويل. وندين بشدة ما وقع منذ ايام قليلة من هجوم ارهابي اثم في بوركينا فاسو اسفر عن ازهاق انفس بريئة ومنهم بل انفس زاكية اخوان لنا من خيرة طلبة العلم والدعاة الى الله تعالى. نسأل الله جل في علاه ان يتقبل في الشهداء وان يجعلهم من عباده السعداء وعزاؤنا فيهم انهم كانوا خارجين في الدعوة الى الله. ومن كان كذلك فهو في ظمن الله فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة ثلاثة في ضمان الله عز وجل رجل خرج من بيته الى مسجد من مساجد الله عز وجل. رجل خرج من بيته الى مسجد من مساجد الله عز وجل. ورجل خرج غازيا في سبيل الله. ورجل خرج حاجا رواه ابو نعيم والحميدي الالباني اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين يبكي وعمر وعثمان وعلي وعن بقية الصحب والال اجمعين. وانا معهم بعفوك وجودك واحسانك يا رب العالمين. اللهم عز الاسلام مسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم لا تدع لنا ذنبا الا غفرته. ولا هما الا فرجته. ولا لدينا الا قضيته ولا حاجة الا يسرتها ولا مريضا الا شفيته ولا غائبا الا رددته. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تديم علينا نعمة الامن والامان. اللهم ادم علينا نعمة الامن والامان والالفة والمحبة يا رحمن. اللهم ادم علينا هذا البلد رخاء ام سخاء وسائر بلاد المسلمين؟ اللهم ابعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم احفظ بلدتنا هذه خاصة وسائر بلاد للمسلمين من كل سوء ومكر يا رب العالمين. اللهم من اراد بنا وببلادنا خيرا فاعل. ومن اراد بنا وببلدتنا سوءا فاشغله في وادير الدائرة عليه اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم انا نسألك موجبات رحمتك مغفرتك وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين