الحمد لله الحمد لله الذي تفضل وانعم وشرف بني ادم وكرم ووهب لهم العقل ليعقلوا عنه ما اباح وحرم احمده حمدا يليق بجلاله الاعظم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له فهو الاكرم الذي خلق كل شيء فاتقنه واحكم واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله المبعوث الى الناس كافة بالدين الاقوم والمنهج الاسلم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه بعدد ذوي العلم والهمم اما بعد فاتقوا الله عباد الله فان تقوى الله خير ما تدخرونه ليوم المعاد يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله ان المجتمع المسلم مجتمع مسالم صالح للعيش وان التعايش السلمي ضرورة انسانية وحاجة اخلاقية وسبيل من سبل الترقي والازدهار. والمتتبع لنصوص الشريعة يجد انها احث على التعايش مع الاخرين ولو كانوا مختلفين معنا اذ لا قوام للحياة الا بذلك ولا نهوظ للمجتمع الا به. فالاخرون اما ان يكونوا محاربين. فالله يقول وان جناحوا للسلم فاجنح لها واما ان يكونوا غير محاربين فالله يقول لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين جعل الله تبارك وتعالى النفوس البشرية مجبولة على حبها للامن والامان والراحة والسلام ليهنأ الناس فيعيشوا بغير منغصات ويبتعدوا بعيدا عن المكدرات فان المجتمعات لا تستطيع العيش الا بالسلم والسلام. وان المتتبع لسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يجد انه عليه الصلاة والسلام من حين مقدمه المدينة عزز هذا المعنى وجعل مدينة السلام حتى عاش في ظلها افواج من الناس مختلفين في القبائل وافواجا من الناس مختلفين في الدين فكان في المدينة المهاجرون والانصار وقبائل من الانصار متحاربين. فجعلهم بالاسلام متألفين. واناس لم يقبلوا الاسلام وهم يهود والمشركون ومع ذلك فان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ووجد الاوس والخزرج الف بينهما ثم الف بين الانصار والمهاجرين. واخى بينهما اخوة تلام ولما كان في المدينة يهود بني قينقاع ويهود بني النظير ويهود بني قريظة فانه عليه الصلاة صالح بينهم وجعل بينهم وبين المسلمين عهودا ومواثيق حتى تبقى مجتمع المدينة مجتمع امن وسلام. وكان من ضمن ما كتب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في اول صحيفة فيها بيان اهمية السلم والتعايش بسلام ما كان في وثيقة المدينة وكان من ضمن بنودها المشهورة ما جاء في كتب السيرة المزورة ان لليهود دين وللمسلمين ان دينهم الا من ظلم فانه لا يهلك الا نفسه. وان على اليهود نفقتهم وعلى نفقتهم وان بينهم النصر على من حارب وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم وان النصر للمظلوم وعلى هذا الاساس عاش اليهود والنصارى في ظل الخلافة الراشدة عاشوا في مصر والشام في عهد عمر يومان فتحها وفي عهد عثمان يوم ان اسسها. وفي عهد علي يوم ان رسخها وعاش اليهود والنصارى مع المسلمين لا يظلمون ولا يقبحون في اموالهم ولا يهتك اموالهم ولا اعراضهم ولا يتعرض لدينهم بسب وشتم. وان كانوا يقولون لهم انكم كفار. وان على ذلك فانتم من اهل النار. لكن ذلك لم يمنعهم من ان يعيشوا في بلاد المسلمين. فعاشوا كذلك في الى فت الاموية وفي الخلافة العباسية وما عرفوا تلكم النعرات التي تمزق المجتمعات مثل ما يدعو اليه بعض الناس اليوم. نعم ينبغي علينا ان ننظر الى عيش المسلمين مع غيرهم في الدنيا فانهم يعيشون بسلم وسلام ما دام الناس المخالفون من الكفار يهودا كانوا نصارى وغيرهم لا يرفعون شعار الحرب ولا يحاربون الاسلام. عباد الله مضت سنة الله تعالى في وقوع الاختلاف الكوني فهو امر لا مدفع له. كما قال عز وجل ولو شاء ربك لجعل اسامة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين فالناس مختلفون قدرا وهم ليسوا فيهم اهل رحمة من الله في الاخرة الا من رحمه الله ولذلك خلقهم اي لوجود اهل الرحمة منهم. فاذا كان كذلك وجب علينا ان نتعامل مع من اختلفنا معه وفق ما املاه عليهنا شرعنا من خلال النصوص القرآنية والاحاديث النبوية والسيرة المرظية فالاختلاف الكوني واقع ديني كان او دنيويا. ولكننا مأمورون في حال الاختلاف ان نتمسك بشرعنا وان نعمل باسس ديننا وان لا وان لا نجنح الى اهوائنا ولا الى شهواتنا ولا الى احاسيسنا. ثم يجب ان نعلم ان هذا الاختلاف تضبطه قواعد شرعية مرعية وبغير ذلك يسود الظلم. ويحصل البغي ويتمادى الناس ويستمرئون الباطل فينقلب العدل ظلما والحق باطلا وهذه الظوابط عند امتثالها وتطبيقها كفيلة بان يسود السلم ويحصل الامن. ومن اهم هذه الضوابط العدل والانصاف. كما قال عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وقال واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل فالعدل واجب على الجميع. ومع الجميع اصدقاء كانوا ام اعداء؟ احبابا ام بغضاء؟ قريبين ام بعداء قال تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اي لا يحملكم بغضكم لقوم على ترك العدل فذلك جور لا يجوز. ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا هو اقرب للتقوى وهذه الاية نزلت في يهود خيبر الذين ارادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم. ومع هذا امره الله بان يقيم العدل معهم وهذا هو ديننا معاشر المسلمين. وان هذا الاصل العظيم من اصول الاسلام الا وهو الانصاف مع من كان يجب اعماله في المجتمع المسلم ليبقى متماسكا بعيدا عن النزاعات والخلاف سالما من المنغصات والمكدرات. فلا ينبغي للقاضي ان يحكم الا بالعدل. ولا للحاكم ان يحكم الا العدل ولا للافراد ان يتحاكموا الا الى العدل. ومن الاصول العظيمة المحققة للتعايش بسلام المرسخة للسلم والامان اهمية تعزيز حسن الجوار. فالاحسان الى الجار امر مهم. قال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين جار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب. وقد يكون جارك غير مسلم فتحسن اليه وقد كونوا صاحبتك اي زوجتك يهودية او نصرانية فانت مأمور بان تحسن اليها لانها زوجتك وكذلك الجار. ان حسن الجوار لما طبقه المسلمون ورأى غير المسلمين تفقد مسلمين لجيرانهم واحسانهم اليهم. وكف لذا عنهم كان ذلك سببا لاسلام كثير ممن كانوا يعيشون في بلاد المسلمين افرادا وجماعات. بل ان عامة المجتمعات ما دخلت الاسلام الا لما رأوا من اخلاق اهل الاسلام ما ما ابهرت عقولهم. نعم رأوا من اخلاق حملة الاسلام ودعاة الاسلام وحكام الاسلام ما اذهب البابهم فدخلوا في دين الله عز وجل افواجا انا في رسول الله اسوة حسنة يأتيه يهودي فيمسك من جلبابه يريد دينه فيطلبه بحسن المطالبة ولا يزجره يمرظ يمرظ يمرض خادم له يهودي غلام فيزوره عليه الصلاة والسلام في بيته وهو مريض ويدعوه الى الاسلام فينظر الشاب والغلام الى ابيه فيقول له ابوه اطع ابا القاسم صلى الله عليه وسلم فاسلم الغلام ثم النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج قال الحمدلله الذي انقذه من النار رواه البخاري ايها المؤمنون من القواعد المحققة للتعايش بسلام المرسخة للسلم والامان الاصلاح بين الناس. فقد رغبت الشريعة في الصلح. وحذرت من التنازع. فان كان النزاع بين من المؤمنين وجب الاصلاح بينهما. وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا. فاصلحوا بينهما. فان كان بين مسلم كافر جارين او متشاركين فالواجب ايضا الصلح بينهما والصلح خير وان الله وعلا يقول لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروا انه هو الغفور الرحيم الحمد لله يحب الطائعين ويكافئ المخلصين. ويضاعف بره للمحسنين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له رب العالمين ذو القوة المتين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين. اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ومن تمسك بالدين واهتدى بهديه المبين الى يوم القيامة. اما بعد فاتقوا الله حق تقاته. وعظموا بذلك حرماته. ووقروا ما امر الله بتوقيره في كتابه به واياته عباد الله ان التعايش بسلام وترسيخ وترسيخ دواعي السلم والامان بين افراد جمع الواحد ظرورة حتمية لاي مجتمع يريد الاستقرار ولاي بلد يطمح في ديمومة الامن والامان ضرورة التعايش السلمي يجب ان يحمل همها جميع من يعيش على هذه الارض الطيبة. قال تعالى بل يجب ان يحمل همها جميع من على الارض. قال تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها. فالواجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم تجاه ذلك الدعاة والخطباء المعلمون والمربون المواطنون والمسؤولون الاعلاميون والسياسيون جميع مطالبون بان يكونوا على قدر المسئولية فيراقب كلماته ومقالاته وعباراته وكتابة فان التساهل في هذه الامور مأذون بحصول المفاسد. فكم من كلمة جرت الى فوضى؟ وكم من من تغريدة شحنت القلوب واوغرت الصدور. وكم من فعل يسير كان نذير شؤم على المجتمعات. عباد الله ان التعايش بسلام لا يعني التسوية بين الحق والباطل والهدى والضلال والمعروف والمنكر كما اظنه بعض الناس يظن ان من لوازم التعايش بسلام ان نسوي بين الحق والباطل كلا والله فان مما يعيز مما ما يعزز التعايش بسلام القيام بواجب الامر بالمعروف. والنهي عن المنكر والنصيحة بالكلمة الطيبة والاسلوب الحسن كما قال تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن قال العلماء بالحكمة لاهل العقول والموعظة الحسنة لاهل الفسق والفجور. وجادلهم بالتي هي احسن لاهل كتابي ومن في حكمهم ان التعايش بسلام لا يبيح لنا ان نتنازل عن اصول ديننا الا وهو من اصول ديننا ومن اعظمها الولاء والبراء. الولاء للاسلام والمسلمين. والبراءة من الشرك والمشركين. فان الله يقول يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء اي محبين. بعضهم اولياء بعض فلا يجوز مسلم ان يحب اليهود والنصارى تدينا فان ذلك مخالف لدين الله ومخالف لشرع الله. ووالله ان احدنا ليبغض من يبغض اباه ويبغض من يبغض امه فكيف لا نبغض من يبغض الله او يبغض الله نعم ان التعايش بسلام لا يعني ان نحسن الكفر او نقبح الحق فالكفر كفر والفسوق فسوق والبدعة بدعة فاحكام الله ثابتة لا تتغير. التعايش بسلام لا يكون بالتنازل عن ثوابت والسماح بالتطاول على المسلمات والاستهزاء بالشريعة والسكوت عن الباطل. فيقول من يشاء ما يشاء ليس الامر كذلك بل ان الكل في سفينة واحدة اذا خرقت غرق جميع اهلها لا يستثنى من ذلك احد حج فالواجب علينا ان ننظر الى هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين. فمن ذلك نستفيد ما به كونوا متعايشين بسلام مرسخين للامن والامان. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اين وارض اللهم عن اربعة الخلفاء الراشدين والائمة الحنفاء المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة اجمعين. اللهم واتمم لهذا البلد الامن والامان واحفظه من كل شر وخذلان وسائر بلاد المسلمين. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تجعل هذه البلدة امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين رخاء رخاء يا رب العالمين. اللهم وفق امير البلاد وولي عهده لهداك. واجعل اعمالهما صالحة في رضاك وارفع بهما راية الحق والدين واصلح بهما بين المسلمين. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تديم علينا نعمك ولا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين