الحمد لله الحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر واشهد ان لا اله الله وحده لا شريك له اهل المجد والثناء واهل العظمة والكبرياء. واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من هلل وكبر في الارجاء صلى الله عليه وعلى اله واصحابه البررة الانجباء والخيراء ومن سار على نهجهم واختفى اثرهم الى يوم اللقاء. اما بعد فاوصيكم ونفسي بتقوى الله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله قد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد ايها المسلمون هل نعلم نحن وهل نحس في قرارة انفسنا بعظمة هذه الايام فتتغير احوالنا من حسن الى احسن ومن سيء الى احسن. هذه الايام هي ايام كلام الله عز وجل لاننا في شهر حرام وهو ذو الحجة. وهي ايضا الايام الفاضلة التي الله تبارك وتعالى بها وهي ايام عشر ذي الحجة. اننا نعيش العشر الاول من شهر ذي الحجة هي الايام المباركات التي خصها الله جل وعلا بخصائص وميزها بمميزات انها ايام فاضلات وازمنة شريفة وموسم من مواسم الخيرات والعمل الصالح والتقرب الى بالبريات نعم على المسلم ان يستشعر عظمة هذه الايام فقد كان السلف من الصحابة والتابعين ان يعنون بهذه الايام اكثر من عنايتهم بالعشر الاواخر من شهر رمضان. معاشر المؤمنين خص الله جل وعلا هذه الايام واختارها واصطفاها وجعلها افضل ايام السنة على الاطلاق. والله يغفر ما يشاء ويختار ويخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون. وان انما خصها الله بالفضل لنتقرب اليه جل وعلا فتكون اعمالنا عظيمة وتكون صالحاتنا ولذلك اقسم الله بها تشريفا لها وتعلية من شأنها وذلك في قوله جل وعلا والفجر وليال عشر والشفع والوتر. قال ابن عباس وغيره من المفسرين المراد بالعشر في الاية العشر الاول من شهر ذي الحجة هذه الايام هذه الايام اي عباد الله العمل الصالح فيها خير واحب الى الله من سائر السنة فما تقرب متقرب بعبادة افضل من التقرب الى الله في هذه الايام شريفتي الفاضلة وهذا وهذا الامر مطرد على جميع انواع العبادات من صلاة وصوم وزكاة وصدقات وبر وذكر وغير ذلك. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله من هذه الايام. يعني العشر. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله اناس يدافعون عن الاسلام وعرظ الاسلام وارظ الاسلام. قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري وابو داوود واللفظ له وجاء الحديث من رواية ابن عمر وجابر وابي هريرة وغيرهما وفي بعض الروايات ما من ايام العمل الصالح افضل عند الله. وفي بعض الروايات ما من ايام العمل الصالح فيها اعظم عند الله من هذه الايام فاذا كانت الاعمال الصالحة احب الى الله في هذه الايام وافضل عند الله واعظم عند الله فالبدار بدار اي عباد الله. وفي هذه العشر عباد الله تجتمع امات الطاعات ما لا تجتمع في غيرها من ايام ففي هذه العشر الصلاة والصيام والحج والذبح وغيرها من الطاعات الجليلة والعبادات العظيمة التي لا يتأتى اجتماعها الا في مثل هذه الاوقات الشريفة الفاضلة. وقد كان من دأب الصحابة الصوم في العشر حتى انهم شكوا في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو بالحج وما دخل عليهم الشك الا لعلمهم وخبرهم السابق ان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر فلما قدم له لبن وهو في عرفات شرب اللبن علموا انه ليس بصائم. ولهذا قال يسن في حق من لم يكن في عرفات صوم يوم عرفة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر سنة ماضية وسنة باقية كما جاء في صحيح البخاري عباد الله ان الله تبارك وتعالى جعل في هذه الايام الحج الى بيته الحرام. وجعل فيها وجعل في هذه الايام الايام العظيمة التي منها يوم عرفات وما ادراك ما يوم عرفات. ويوم التروية قبل ذلك ثم يوم الحج الاكبر ويوم الحج الاكبر هو يوم العيد ايها المسلمون. كما قال جل وعلا اذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله. نعم ان اليوم ان يوم الحج الاكبر هو في هذه العشر. وكذلك ايام القرن ويوم النفر الاول ويوم النفر الثاني. واذا كان الحجاج يدركون هذه الفضائل وهم يلبون محرمين ويكبرون ويهللون ويعظمون حتى قال عليه الصلاة والسلام افضل الحج العج واشتج. العج والثج. نعم يعني رفع الصوت بالتكبير التقرب الى الله بنحر الاضاحي. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اعظم الايام عند الله يوم النحر. رواه الامام احمد ابو داوود من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه وصححه الالباني. ايها المؤمنون اننا اذا لم يتيسر لنا الذهاب الى الحج فان الله عز وجل شرع لعباده العبادات الفاضلة التي هي الاعمال فيها العمل الصالح فيها خير واحب الى الله من الجهاد في سبيل الله. فعلينا ان نبادر وان لا نضيع اوقاتنا فنمكث في مساجد ربنا ونغتنم وساعات عمرنا فلعلها الا تعود. ايها المؤمنون. ان خصائص هذا الموسم العظيم الفاضل كثيرة وكبيرة لكن ماذا قدمنا نحن؟ وماذا سنقدم؟ ما هي خططنا؟ وما هي تخصيصات لاوقاتنا في التقرب الى ربنا نكبره جل وعلا ونهلله ونعظمه ونتقرب اليه. احالنا مع الايام مماثلة لحالنا مع ايام السنة. ادركنا عباد الله قيمة هذه الايام وفضلها ومكانتها ام انها وبقية ايام السنة سواء؟ هل تحركت قلوبنا؟ هل نجد في قلوبنا رجعة وتوبة صادقة الى الله ام هي ساكنة مستقرة كما الحال فيما سبق؟ عباد الله جرت جرت عادة الدنيا الا يفوتوا المواسم العظيمة. وانتم ترونهم كيف يتسارعون في جلب بضائع العيد وفي جلب بضائع الدراسة وفي جلب بضائع المواسم. فما انتم فاعلون وانتم تتاجرون مع الكريم العظيم المجيد سبحانه وتعالى الذي الحسنة عنده بعشرة اضعافها الى سبع مئة ضعف الى اضعف كثيرة لا الا الله جل في علاه. نعم ايها الاحبة يشرع في ايام عشر ذي الحجة التكبير المطلق فينبغي علينا ان يكبر الله وان نهلل الله وان نحمد الله. نعم. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابن عمر وفي المسند قال فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد. ومعنى التهليل لا اله الا الله ومعنى التكبير الله اكبر ومعنى التحميد الحمدلله فلا اله الا الله شعار الموحدين والله اكبر شعار المعظمين والحمد لله شعار الحامدين فينبغي علينا ان نظهر هذه الشعائر فامة الاسلام امة توحيد امة التمجيد امة الحمد امة الحامدون. نحن امة حامدون. نعم يجب علينا ان نكبر الله كما قال جل وعلا ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات وهي الايام بعشر. وقال جل وعلا واذكروا الله في ايام معدودات. وهي ايام التشريق. قال صلى الله عليه وسلم ايام ايام اكل وشرب وذكر لله. رواه الامام مسلم من حديث نبيشة الهزلي رضي الله عنه وذكر البخاري في صحيحه معلقا عن ابن عمر وابي هريرة رضي الله عنهما انهما كانا يخرجان الى السوق في ايام العشر لان السوق الناس يغفلون فيه يخرجان الى السوق في ايام العشر فيكبران ويكبرن الناس بتكبيرهما يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. الا ترون ان اصحاب الملاعب والملاهي يخرجون بالامهم وراياتهم اذا فازوا ونجحوا. السنا نحن اولى ان نظهر شعار التوحيد وشعار تكبير في اسواقنا وطرقاتنا وفي بيوتنا. اي ورب الكعبة نحن اولى واحرى لا سيما وذلك هدي الصحابة رضوان الله عليهم فالتكبير المطلق وانت داخل وانت خارج وانت قائم وانت جالس تكثر مما به النبي صلى الله عليه وسلم قال فاكثروا فيه من التهليل والتكبير والتحميد. وقد قال عز وجل في القرآن فصل لربك وانحر. قال العلماء اي صلاة العيد. وانحر اي هديك واضحيتك. ايها المسلمون التكبير المقيد يبدأ من يوم عرفات من صبيحتها من صلاة الفجر ثم يستمر التكبير المقيد الى عصر رابع ايام التشريق. كما جاء ذلك عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جاء ذلك مرفوعا عن عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الامام احمد. وللتكبير عباد الله جملة من الصيغ اي صيغة قالها العبد يتقرب بها الى الله لانها مشروعة. الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد. وهذه الصفة واردة عن ابن مسعود وهي تكليف التكبير ومرة لا اله الا الله ثم تثنية التكبير ثم الحمد لله. وجاء ايضا عن ابن عباس قال الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا الله اكبر واجل الله اكبر ولله الحمد وهذا وذاك جاء في مصنف ابن ابي شيبة وجاء عن سلمان الفارسي الله اكبر الله اكبر الله اكبر كبيرا والمهم وفي ذلك ان نجمع بين التهليل والتكبير والتحميد. فمن فمن اهل للثناء؟ غير ربنا جل في علاه يقول ابن رجب رحمه الله الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الايام العظيمة فما منها عوظ ولا لها قيمة تماثلها المبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل قبل هجوم الاجل. والعجل العجل قبل هجوم الاجل قبل ان يندم المفرط على ما فعل قبل ان يسأل الرجعة فيعمل صالحا فلا يجاب الى ما سأل قبل ان يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الامل قبل ان نصير يسير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل انتهى كلامه رحمه الله تعالى ليالي العشر اوقات الاجابة فبادر رغبة تلحق ثوابه الا لا وقت للعمال فيه ثواب الخير اقرب للاصابة من اوقات الليالي العشر حقا فشمر واطلبا فيها الانابة. اللهم اجعلنا من وجنبنا دروب الهالكين. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم. فاستغفروه من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم الحمد لله الذي هدانا لتوحيده وطاعته ووفقنا لذكره وعبادته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في اسمائه وصفاته ولا في الوهيته وربوبيته. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفوته من خليقته. صلى الله عليه وعلى اله وصحابته الذين عاشوا على سنته وماتوا على ملته وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم واشكروه على نعمه كما اكرمكم يزدكم من فضله كما وعدكم. ايها ان مما يشرع للمسلم في هذه العشر المباركات الصدقات بانواعها وبذل الاحسان وصلة ارحام والبر بابوابه الواسعة ومجالاته الشاسعة ومن الاعمال الصالحة التي يشرع للمسلم العناية بها في هذه العشر ان يتقرب الى الله جل وعلا بالصيام وخصوصا صيام يوم عرفة لغير الحاج لحديث ابي قتادة قتادة صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. رواه مسلم في صحيحه عباد الله من الاحكام التي شرعها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الاضحية لمن قدر فقد قال صلى الله عليه وسلم من لم يضحي لا يقربن مصلانا. فمن كان يملك مالا مستقلا وله مال مستقل فعليه ان يتقرب الى الله بشعيرة الاضحية فانها من شعائر الاسلام. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولا يناله التقوى منكم. واذا كان الرجل في بيته يسكن مع ابيه او يسكن مع اخوانه. اذا كانت امواله سوية فاضحية الكبير المعين مجزية عن الباقين. اما اذا كان لكل مال مستقل فعلى كل ان احي عن نفسك وقد جاء في الصحيح في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نفسه ثم ضحى عن نسائه البقر فدل على انه يجوز او ينبغي ان يضحي من يقدر على الاضحية. اما من لم يقدر فان ضحي وقبل ذلك فان ذلك يكون مقبولا لانه صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه البقر كما في صحيح البخاري. ثم من اراد ان يضحي فعليه بما جاء في حديث ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخلت واراد احدكم ان يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا. وفي رواية اذا رأيتم هلال ذي الحجة واراد احدكم ان يضحي فليمسك عن شعره واظفاره. رواه مسلم في صحيحه. وليس معناه انه محرم لا يتطيب لا يأتي اهله لا بل قال عائشة رضي الله عنها كنت افتل هدي قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي وما كان يحرم عليه شيء مما يحرم على المحرم يعني من الطيب والنساء. وانما ينبغي عليك ان تمسك عن شعرك واظفارك اذا كنت ناويا الاضحية فان لم تكن قد نويت قبل ثم نويت بعد فتمسك من عند النية نعلم جميعا ان الله ذكر النحر في القرآن. فقال جل وعلا فصل لربك وانحر. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رغبوا في الاضاحي ترغيبا عظيما فان فيها حسنات جليلة. ومن وكل بذبح الاضحية فليس الذي هو الذي يمسك وانما صاحب الاضحية هو الذي عليه ان يمسك ويجوز للمسلم ان يأتي اهله وان يتطيب وان كان مضحيا فانه ليس بمحرم ويجوز له الطيب والجماع بغير خلاف نعلمه. ومن اخذ من المظحين من شعره واظفاره ان كان ناسيا فلا شيء عليه. وان كان عامدا فليس عليه كفارة وانما يستغفر الله ويتوب الى الله جل وعلا ونسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل ايامنا كلها ايام طاعات وذكر وتكبير لله عز وجل الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا الله اكبر واجل. الله اكبر. الله اكبر. الله اكبر كبيرا. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات برحمتك يا رب الارض والسماوات. اللهم ارحمنا برحمتك وتقبل منا صالح اعمالنا يا رب العالمين. اللهم اجعلنا لك في هذه الايام من الطائعين المخبتين. المكبرين المهللين الحامدين يا رب العالمين اللهم انا نسألك ان تعيننا وتوفقنا. اللهم وفقنا واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اهدنا صراطك المستقيم جنبنا صراط اصحاب الجحيم. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تأخذ بنواصينا لما تحب وترضى يا رب العالمين. اللهم يا حي يا حي يا قيوم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن بقية الصحابة اجمعين وعن بعفوك واحسانك يا رب العالمين. اللهم اجعل بلدتنا هذه امنة مطمئنة سخاء رخاء. دار عدل وايمان وامن وامان وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق اميرنا وولي عهده لما تحب وترضى. اللهم انا نسألك ان تنفع بهما البلاد او العباد اللهم انا نسألك يا مولانا الا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا واخر دعوانا ان الحمدلله رب امين