الحمد لله مالك الملك للعظمة والكبرياء الملك جل جلاله وعظم سلطانه تعالى شأنه جل عن المشابهة صفاته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك ملكه والعظمة سلطانه والقهر قهره والامر امره واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من عرف بالمالك وتعبد للمليك اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فاوصيكم ونفسي بتقوى المالك الجليل والعمل ليوم الرحيل واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون عباد الله من هذا المنبر هذه خطبة بعنوان المالك الله تعالى فالمالك اسم من اسماء الله تعالى كما نقرأ في الفاتحة ونقر بذلك فهو مالك يوم الدين ومالك الملك فالمالك من اسمائه سبحانه ومعناه الذي يملك ومن اسمائه الملك وهو الذي يحكم ومن اسمائه المليك فعيل يشمل الامرين الملك والملك فهو سبحانه له هذه الاسماء على وجه الكمال والحسن وقد ورد اسم الملك في القرآن ايضا في مواضع فقال تعالى فتعالى الله الملك الحق وقال الملك القدوس وقال ملك الناس وتقرأ ما لك الناس ولما نقول ما لك يوم الدين فمعناه المتصف بصفة الملك فلا شيء الا والله مالكه حقيقة ومن لوازم الملكية الملك وعليه قراءة ملك يوم الدين والتي من اثارها انه سبحانه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف بمماليكه بجميع انواع التصرفات واضاف الملك ليوم الدين وهو يوم القيامة يوم يدان الناس فيه باعمالهم خيرها وشرها لان في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور كما لملكه وعدله وحكمته وانقطاع املاك الخلائق حتى انه ليستوي في ذلك اليوم الملوك والرعايا والفقراء والغنايا فكلهم مذعونون لعظمته خاضعون لعزته منتظرون لمجازاته راجون ثوابه خائفون من عقابه فلذا خصه بالذكر والا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الايام وايضا فان اعظم الايام يوم الدين واذا كان الله مالكه وملكه وحده وهو سبحانه لما سواه من الايام املك وكل ملك منتف عن غيره بان كل مالك فملكه اضافي وقتي واما ملك الله فدائم لا يزول ومطلق لا يحده شيء ولا يقدر احد ان يحول ولهذا امر الله خاصة خلقه ان يبينوا هذا المعنى فردا فردا فقالوا لا املك لنفسي نفعا ولا ظرا الا ما شاء الله وقال ابراهيم عليه السلام لابيه وما املك لك من الله من شيء بل قال عز وجل نافيا الملك قط لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وقال ما يملكون من قطمير وهي غشاوة النوى وقال ولا يملكون شيئا وقل ولا يملكون منه خطابا اما يوم القيامة فالامر كما قال المالك سبحانه قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور الملك يومئذ لله يحكم بينهم الملك يومئذ الحق للرحمن وحين بعث الناس يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله فالمالك سبحانه لم يكن له شريك في الملك وينادي يوم القيامة لمن الملك اليوم فيجيب نفسه بنفسه لله الواحد القهار هذا ملكه وهو ملك الناس في الدنيا وهذا ملكه يوم القيامة. فهو مالك يوم الدين واما ملكه في الجنة ويكفيك ان تعلم ان عرظها السماوات والارض فما طولها واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ولتنظر ولننظر في ملك الله تبارك وتعالى وملكه ولننظر في ملك الله تعالى وملكه الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض ولله ملك السماوات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء ولله ملك السماوات والارض وما بينهما واليه المصير لله ملك السماوات والارض وما فيهن فاذا كان مالكا للسماوات وهي العوالم العلوية والارض وما فيها من العوالم السفلية متصرفا فينا تصرف المالك البر الرحيم في اقداره واوامره ونواهيه لا يقدر احد ان يحجر عليه في تقديره ما يقدر وفي تصرف ما يتصرف فكذلك ينبغي الا يعترض عليه فيما يشرعه لعباده والعبد مدبر مسخر تحت اوامر المالك الدينية والقدرية فما له والاعتراض عباد الله المالك يملك الظر والنفع ويملك كشف الظر وتحويله ويملك السمع والابصار ويملك الرزق يملك الموت والحياة ويملك المغفرة والعذاب ويملك المسيح ابن مرئم وامه ويملك الشفاعة ويملك المصير فهو الملك المليك المالك وحده جل في علاه ولهذا فهو سبحانه يؤتي ملكه من يشاء. والله واسع عليم عباد الله واماء الله لنتفكر في عظمة المالك سبحانه. حيث يقول له ما في السماوات والارض كل له قانت بديع السماوات والارض واذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكن فالجميع في ملكه وتحت قهره وسلطانه. وهم عبيده يتصرف فيهم تصرف المالك بالمماليك وهم قانتون له مسخرون تحت تدبيره فاذا كانوا كلهم عبيدة مفتقرين اليه وهو غني عنهم فلا يكون له والد ولا ولد ولا شريك ولا ضد ولا ند الله تعالى المالك القاهر انتم المملوكون المقهورون هو الغني وانتم الفقراء ومما يدل على عظمة المالك عظمة ملكه حيث لا احد يقدر على ايجاد خلق مثل خلقه ولا احد يمكنه ان يدبرك تدبيره واذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون فلا يستعصى عليه شيء ولا يمتنع منه احد ولا شيء له ما في السماوات وما في الارض وهو المالك ايجادا وخلقا ورزقا وتدبيرا. اي عباد الله لنتأمل ما حولنا ثم لنقل كما امرنا قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء. انك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ايها المسلمون اننا ربما نعتز بملكنا او ملكنا ببيت او ارض او بقعة فنقول لمن الارض ومن فيها من هو الخالق للارض ومن عليها من حيوان ونبات وجماد وبحار وانهار وجبال من المالك لذلك؟ المدبر له افلا تذكرون ثم لننتقل الى ما هو اعظم من ذلك قل من رب السماوات السبع وما فيها من النيرات والكواكب السيارات والثوابت الراسخات ورب العرش العظيم الذي هو على المخلوقات واوسعها واعظمها في الموجودات. فمن الذي خلق ذلك ودبره وصرفه بانواع التدبير وسخره فيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء. وهو يجير ولا يجار عليه. سيقولون لله فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون. اقول ما تسمعون واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله المليك نحمده سبحانه على نعمائه والائه خلقه لنا وايجاده اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. تعظيما لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وخلانه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد علم اهل الايمان وتيقنوا بحسن تدبير المالك العظيم وعظيم ملكه العميم. ولهذا فانهم راضون في الله وقدره فاذا كان الانسان يرضى بسياقة قبطان الطائرة ويطمئن ويرتاح وهو ينام ويأكل ويشرب ويمرح ويضحك ولا يبالي لان ثم قبطانا يقود هذه الطائرة فكيف اذا علمنا ان ملكوت السماوات والارض بيد المالك سبحانه وحده لا شريك له اذا اصابتهم فالمؤمنون يقولون حين المصايب كما قال عز وجل الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اي مملوكون لله مدبرون تحت امره وتصريفه فليس لنا من انفسنا واموالنا شيء فاذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف ارحم الراحمين بمماليكه واموالهم فلا اعتراض عليه بل من كمال عبودية العبد علمه بان وقوع البلية من المالك الحكيم الذي هو ارحم بعبده من نفسه فيوجب ذلك له الرضا عن الله والشكر له على تدبيره بما هو خير لعبده وان لم يشعر بذلك ويوجب له ذلك الدعاء والتذلل بين يدي الله لانه يعلم انه من خلق الله وفي ملك الله انه اليه راجع يوم المعاد فمجاز كل عمل بعمله. فان صبرنا واحتسبنا وجدنا اجرنا موفورا. وان جزعنا وسخطنا لم يكن لنا حظ الا السخط وفوات الاجر وكون العبد مملوك لله المالك وراجع اليه من اقوى اسباب الصبر والرضا. فتعالى وتقدس المالك الوهاب الذي خضعت له الرقاب وذلت له الصعاب. وخشعت له الملائكة المقربون. واذعنوا له بالعبادة الدائمة المستمرة اجمعون وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون فلنعز انفسنا بعبودية هذا المالك العظيم ولنجل انفسنا بالتشريف في طاعة هذا الملك الكبير المتعال ولا نغفل عنه بدنيا فانية واملاك زائلة ولنكون من الذاكرين له كثيرا والذاكرات ولنعبده عبادة العبد لسيده المطاع عبادة المأمور لسيده الامر. وندعوه مخلصين له الدين. كما بدأكم تعودون. فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والائمة المهديين ابي بكر وعمر عثمان وعلي وعن سائر الصحابة اجمعين. والتابعين لهم وتابعهم باحسان الى يوم الدين اللهم اعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك اللهم اعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك. واجعلنا من عبادك القانتين. واجعلنا من عبادك القانتين. واجعل ان من عبادك القانتين. اللهم يا مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء. اللهم اعزنا يا رب العالمين ولا تذلنا. واكرمنا ولا اللهم انا نسألك يا مولانا ان تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. نواصينا بيدك الملك ملكك لا حول لنا ولا قوة الا بك. اللهم احينا على سنة المصطفى. وامتنا على ملة الاسلام. واحشرنا في زمرة المؤمنين. واجعل الخزي والهلاك والبوار على من خالف هدي شريعتك واشتمات في بغضه ومخالفته. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا واصرف عنا سيها لا يصرف عنا سيها الا انت. اللهم انا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الاخلاق. اللهم اعز الاسلام المسلمين وذل الشرك والمشركين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. انك يا مولانا قريب سميع مجيب الدعوات. اللهم وفق امير البلاد وولي عهده لما تحب وترضى. وخذ بنواصيهما للبر والتقوى. اللهم اجعل هذا البلد من المطمئنة وسائر بلاد المسلمين سخاء رخاء يا ارحم الراحمين. وفق ابنائنا وبناتنا للتعليم يا رب العالمين اللهم انا نسألك يا مولانا ان توفق من اراد هذا البلد بخير. وعمل لهذا البلد وفي خدمة اهل هذا البلد. اللهم من ارادنا فاشغله في نفسه وادر الدائرة عليه. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين اقم الصلاة