السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب شرف اهل العلم ورفع منزلتهم على سائر الخلق اجمعين قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين قرن شهادته بشهادة اهل العلم واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك وانعم عليه وعلى اله واصحابه الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوه حق التقوى كما امركم بذلك في كتابه فقال المولى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ايها المسلمون ايها المسلمون للعلماء مكانة عظيمة في الاسلام لا تنكر وفضل كبير في القرآن والسنة لا يكاد يحصر فالعلماء شهود الله على توحيده كما جاء في محكم تنزيله شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم فاي فضل اعظم من ان قرن الله مع شهادته وشهادة الملائكة المسبحة بقدس ته شهادة العلماء الربانيين القائمين بالقسط لهذا الفضل العظيم اثره على الامة فلنتأمل في المجتمعات التي ينتشر فيها العلم نجدها مجتمعات مرموقة في اخلاقها وفي تطورها وفي تعاملها نرى المجتمع الذي ليس فيه العلم بل فيه الجهل قد ساد. نجد الاضطرابات والتناحر والتباغض اضافة الى التخلف الذي ربما لا يكاد يصل اليه كثير من الناس الا بسبب الجهل والزهد في العلماء ويكفي العلماء شرفا ان الله تبارك وتعالى رفع شأنهم فجعلهم من اخشى عباده فقال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء اي على الوجه الذي يرضيه سبحانه لا يخشاه الا العلماء. وان كان الناس عوامهم يخافون الله لكن خوف فهم دون دون خوف العلماء من ربهم ورفع الله درجتهم فوق المؤمنين بنص التنزيل المبين. فقال سبحانه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات واوجب الله طاعتهم واوجب الله طاعتهم في طاعته وطاعة رسوله. فقال سبحانه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. قال العلماء اولوا الامر هم العلماء والامراء في هذه الاية عباد الله ان العالم بالكتاب والسنة المدافع عن الحق ليستغفر له كل شيء ويا له من مفخرة عظيمة وفضل جسيم. فعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما. سلك الله به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم او رضاء لطالب العلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ان العلماء ورثة الانبياء. ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. انما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر رواه ابو داوود والترمذي وصححه اعلموا رحمكم الله ان العلماء في الارض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران وحاجة الناس اليهم اعظم من حاجته من الطعام والشراب وان اجلال العالم وتوقيره من اجلال الله. ومن تعظيم شريعة الله عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغال فيه والجافي عنه واكرام السلطان المقسط رواه ابو داوود وحسنه الالباني ايها الاحبة في الله يتقرب المسلم الى الله عز وجل يتقرب المسلم الى الله عز وجل باحترام العلماء وتوقيرهم بلا غلو ولا جفاء. ولا انتقاص ولا ازدراء قال الامام عبدالله بن المبارك المروزي رحمه الله من استخف بالعلماء ذهبت اخرته. ومن استخف بالامراء ذهب الدنيا. ومن يعادي العلماء الربانيين يعرض نفسه لحرب الله تعالى. ففي الحديث القدسي قال الله عز وجل من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب رواه البخاري في صحيحه فان لم يكن العلماء هم اولياء الله في الارض. فمن هم واولياء الله اذا وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من اذى فقيها فقد اذى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن اذى رسول الله فقد ومن اذى رسول الله فقد اذى الله عز وجل فالطعن في العلماء ظلم ودعوة المظلوم مستجابة فكيف اذا كانت من العالم يقول العلامة ابن عساكر رحمه الله لحوم العلماء مسمومة. وعادة الله في منتقصيهم من اطلق لسانه بالسلب فيهم ابتلاه الله قبل موته بموت قلبه. ايها المؤمنون ان الوقيعة في العلماء بما هم منه براء لهو امر عظيم. والتناول في اعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم لنحذر عباد الله من الطاعنين في العلماء من اهل الاهواء والبدع ان العلماء يحولون بينهم وبين نشر الفساد والابتداع في الدين. اذ ببيان العلماء يظهر العلم ويرفع الجهل وتزال الشبه وتصان الشريعة وتظهر الحجة من غير لبس فيها ولا غموم. ولذلك كان الائمة اذا رأوا من يطعنوا في عالم رباني اتهموه في دينه. قال يحيى ابن معين. قال الامام يحيى ابن معين رحمه الله اذا رأيت يتكلم في حماد بن سلمة وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الاسلام. نعم من ينشر العلم الا العلماء ولنتكلم فيهم انما هو من صفات المنافقين فلا يفرح بمصاب عالم الا منافق منغوص عليك ان العلماء ان العلماء يدعون الناس الى الى الظياء والنور. وهناك من يدعو الى تحجيم دور العلماء يريدون اطفاء اطفاء نور الله ونقل الناس من الهدى الى الظلال. فالجناية على العلماء طعن في الدين. قال الامام ابن ابي تميمة السختياني رحمه الله تعالى ان الذين يتمنون موت اهل السنة يريدون ان يطفئوا نور الله ابراهيم والله متم نوره ولو كره الكافرون. ان محبة العلماء محبة العلماء ايها الاحبة ومعرفة قدرهم وحفظ مكانتهم والذب عن اعراضهم والانتصار لهم. دليل على الاستقامة. قال الامام ابو حاتم الرازي رحمه الله اذا رأيت الرجل يحب احمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنة. وان علماء السلف من الاولين ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم الى يوم الدين. هم اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر فلا يذكرون الا بالجميل. ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل. قال تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ولنعلم جميعا ان اظهر اسباب زوال النعم وذهاب الدين. الطعن في علماء سنة حملت القرآن والسنة دعاة التوحيد والسنة والتطاول عليهم والوقيعة في مشايخ الاسلام همته انما هو من اسباب زوال النعم. فالحذر الحذر من ايذاء العلماء. يا رعاكم الله اقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه الحمدلله شرف اهل العلم ورفع منزلتهم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صادق الامين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله وصحبه البررة الكرام الميامين. اما بعد فاتقوا الله عباد الله حق فتقواه وراقبوه مراقبة من يعلم انه يراه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ايها الاحبة الاكارم يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه كن عالما او متعلما كن عالما او متعلما او محبا له ولا تكن الرابعة. ايها الاحبة بالعلم واهله. بالعلم واهله الربانيين. تبنى الامجاد يد الحضارات وتسود الشعوب وتبنى الممالك وتتحقق عبودية الله الخالصة. قال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله العلماء بما انزل الله على رسوله هم الادلاء الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والضلال فاذا فقدوا ظل السالك اي الطريق. معاشر المسلمين ان الخطورة التي تترتب على انتقاص وعدم تقديرهم هي فقدان الناس الثقة فيهم. فلا يقبلون منهم نصحا ولا ارشادا. وقد وقد العلماء دور الريادة والقيادة في العمة فيتخذ الناس رؤوسا جهالا مضلين حتى يتجرأوا السفهاء على الفتيان في دين الله عز وجل. ولا يتجرأون على الفتيا في امور الدنيا. لكن احدهم تجرأوا في الفتية في امور الدين. وكأن الدين اسهل ما يكون في نظر بعضهم. حتى ان احدهم لم يدرس شيئا لم يدرس شيئا من الات العلم ليتكلموا في كتاب الله ضربا لايات بعضه ببعض ويتكلم في احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم طعنا وردا. وما هو بعالم لا في الكتاب ولا في السنة. ولذلك ايها الاخوة ينبغي غلق قل ابوابي على هؤلاء ومنع السفهاء من الطعن على العلماء وعدم تجرئة الناس على التطاول على العلماء حملة لان ذلك يؤدي الى اشاعة الفوضى والعداوة والبغضاء وانتشار الفتن والعداوة والتخريب والتناحر تذكروا عباد الله تذكروا عباد الله عندما استهزأ المستهزئون بقراء الصحابة رضي الله عنهم في غزوة تبوك قائلين ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنة ولا اجبن عند اللقاء مثل ما يقول بعض الناس عندنا اليوم يقول مطاوعة ما عندهم الا الاكل. هذه هي عبارة مأثورة من المستهزئين في زمن صلى الله عليه وسلم قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنة ولا اجبن عند اللقاء فانزل الله ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. نسولف انما كنا نخوض ونلعب قلنا بالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون قد يقول قائل ما جابوا ذكر الله ولا ذكر النبي. لان الاستهزاء بالعلماء والاستهزاء بالصحابة الاجلاء والاستهزاء بتلامذة نبي هو استهزاء برسول الله واستهزاء بالله الذي اختارهم بصحبة نبيه. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين والتقليل من شأن العلماء ودعوة الناس للعزوف عنهم والمطالبة باسكاتهم هو دأب المنافقين في كل زمان ومكان والواجب الدفاع عنهم فهم ورثة الانبياء. قال الله تعالى وجعلناهم ائمة وجعلناهم ائمة مهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فلا يجوز تصديق المفسدين في اكاذيبهم ولا لي انسياق خلف اراجيفهم. ايها المسلمون. ها هي المدارس والجامعات ستفتح ابوابها ويعود اليها وطلابها لمتابعة دراساتهم فنسأل الله لهم التوفيق والسداد. واعلموا رحمكم الله وزادكم علما وعملا وفضلا. ان على طلاب العلم واجبات لابد ان يؤدوها واخلاقا لا محالة ان يتحلوا بها فعليهم ان يتجملوا في طلبهم للعلم بالصبر والمصابرة وان يلزموا الجد والمثابرة وان يدركوا مكانة اساتذتهم وعلمائهم ومشايخهم وان يصححوا القصد والنية في طلبهم لا سيما في العلوم الدينية فانها لا تقبل الا بالمقاصد المرظية والنيات الصالحة السوية. ينبغي على الانسان ان ينوي نفع نفسه ونفع امته ومجتمعه. ليكون علمه نافعا في الدار وشفيعا له يوم الدين. ولا يكن ولا تكن غاية المنى. والمطلب ان يحصل على الوظيفة او المنصب وينبغي على ولاة الامور والواجب على اولياء الامور اباء وامهات ان يوجهوا اولادهم الى حسن الطلب والادب وان يشجعوهم على التفوق والريادة والنجاح ونفع انفسهم ودينهم وامتهم للوصول الى غاية في الظفر والفلاح ويغرسوا في نفوس ابنائهم وبناتهم الطلبة والطالبات حب المعلم وتقديره واحترامه وان يجعلوا طلب العلم وسيلة وسيلة الى غاية عظيمة وهي الوصول الى الجنة. وان لا يجعلوا قلوب ابنائهم مرتبطة مرتبطا بالدراسة على انها وسيلة لدنيا فانية. نعم ان هذه الدنيا فانية ليبقى العلم النافع والنيات الصالحة والاعمال المقبولة. يقول الله جل وعلا يوم لا ينفع مال ولا بنون. الا من اتى الله بقلب سليم اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي عن بقية الصحب والال اجمعين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات اللهم اعز دينك وكتابك وسنة نبيك. اللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك. اللهم اجعلنا ممن يعرف قدر العلم العلماء اللهم اجعلنا ممن يعرف قدر العلم والعلماء. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضى. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضاه وخذ بناصيتي للبر والتقوى اللهم وفق جميع المسؤولين. اللهم وفق الطلبة والطالبات لما فيه صلاح دينهم ودنياهم. اللهم وفقهم يا رب العالمين واجعل عملهم في رضاك وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله