السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله مقدر الامور ومصرف الايام والاعوام والشهور الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له من اتبع امره فهو الفائز المنصور ومن اعرض عنه فهو الخاسر المثبور واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. الى يوم البعث والنشور اما بعد فاوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل في علاه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ايها المسلمون خلق الله عز وجل كل شيء فقدره تقديرا وجعل الليل والنهار والايام والشهور متعاقبة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا وقد اختار سبحانه من الزمان اوقاتا فخصها بمزيد تكريم وحثها بزيادة تعظيم. فرفع من بين الازمنة قدرها واعلى لها على غيرها ذكرها. فعشر ذي الحجة من افضل ايام الدنيا عند الله عز وجل ويوم النحر مفردا اعظم الايام عند الله جل في علاه على الاطلاق. ويوم الجمعة في كل اسبوع خير يوم ان طلعت فيه الشمس الدنيا وليلة القدر خير من الف شهر عبادة واجرا. واختص الله تبارك وتعالى هذه الازمنة اتى واختص الله تبارك وتعالى هذه الازمنة فجعلها خيرة مباركة لهذه الامة وجعل في وجعل لهذه الامة اياما وليالي مباركة فاضلة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا اختص منها اربعة فجعلهن حرما وعظم وجعل الذنب فيهن اعظم. والعمل الصالح والاجر اكرم قال عز من قائل ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم قال كعب رحمه الله اختار الله الزمان فاحبه الى الله الاشهر الحرم ايها المسلمون هذه الاربعة الحرم بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وعن ابي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الزمان قد استدار كيئته يوم خلق السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو ذو الحجة والمحرم. ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان متفق عليه ومنذ ايام وقد دخلتم في الاشهر الحرم ثم ان هذه الاشهر الحرم اعني ذي القعدة اعني ذا القعدة وذا حج على وجه الخصوص هي ايضا من اشهر الحج فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الزمان في تلك السنة يوم خطبته في حجة الوداع قد استدار على الترتيب الذي اختاره الله ووضعه يوم خلق السماوات والارض وعلم ادم ذلك بعد ان تلاعب الناس باهوائهم وبدعهم ومحدثاتهم. فغيروا الاشهر الحرم بحسب ما يريدون زيادة ونقصا. تقديما وتأخيرا. وهو الذي والله سبحانه وتعالى هو الذي سمى هذا الفعل الذي كان منهم من التلاعب في الاشهر الحرم سماه نسيئة. فقال عز وجل انما النسيء زيادة في الكفر يظل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء اعمالهم. والله لا يهدي القوم الكافرين اخوة الايمان سميت الاشهر الحرم بهذا الاسم لعظم حرمتها عند الله وحرمة الذنب فيها ولحرمة في القتال فيها ولقد نهى ربنا عز وجل عن الظلم في الاشهر الحرم على وجه الخصوص تشريفا لها وتعظيما واعزازا لشأنها وتكريما. فقال عز وجل فلا تظلموا فيهن انفسكم فلا تظلموا فيهن انفسكم وهو عام نهى الله عز وجل ان نظلم انفسنا فيهن ولا ان نظلم غيرنا. وان من اعظم ما ينبغي لاستشعار حرمة الاشر الحرم ان يكف المرء نفسه عن البهتان والظلم. اذ الذنب في كل زمان ومكان سوء وشؤم وهو في هذه الاشهر المعظمة اشد واعظم حرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى فلا تظلموا فيهن انفسكم قال فيهن كلهن. ثم خص من ذلك اربعة اشهر فجعلهن حرما. عظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن اعظم والعمل الصالح والاجر اعظم. انتهى كلامه وعلى العبد المؤمن ان يراعي في الاشهر الحرم امورا واحكاما. ويجتنب اخطاء واثاما. فمن الاحكام التزام حدود الله تعالى. قال سبحانه تلك حدود الله. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين. فلا يشتري على انتهاكها وتعديها ولا يقترب منها لان لا يقع في هذه الحدود. حيث ان التزام حدود الله وعدم تعديها دليل على تقوى القلوب وتعظيم شعائر علام الغيوب. قال عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وقال عز وجل ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. ومنها ايضا اقامة فرائض الله تعالى من العناية بالعقيدة الصحيحة وترك ما يضادها واقامة شعائر الله واجتناب ما يحادها والقيام البدنية والقلبية والتزام سائر الاحكام الشرعية. والبعد عن المحدثات والبدع فان مبدأ شرور من تغيير الدين بالبدع. واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. واقظوا الله قرظا حسنا. وما تقدموا انفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير واعظم اجرا ومنها اجتذاب ما حرم الله من الربا والزنا واكل الحرام والكذب والغش والزور والخيانة وسائر الاثام والشرور وان من تعظيم الله عز وجل هذه الاشهر الحرم وان من تعظيم الله عز وجل هذه الاشهر الحرم نهانا عن انتهاك حرمتها واخفاء ذمتها قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام وقد اكد النبي صلى الله عليه وسلم حرمة الزمان وحرمة المكان لا سيما في الاشهر الحرم. فعن ابي بكرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال الا تدرون اي يوم هذا قالوا الله ورسوله اعلم. قال حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس بيوم النحر قلنا بلى يا رسول الله قال اي بلد هذا اليست بالبلدة الحرام؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال فان ان دماءكم واموالكم واعراضكم وابشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا؟ الا هل بلغت؟ رواه البخاري ومسلم ومما على العبد ان يراعيه ايضا ان يؤدي الحقوق الى اهلها وان يرد المظالم الى اصحابها كحقوق الاباء والامهات وهو اعظم الحقوق وحقوق الابناء والبنات وحقوق الاخوان والجيران والشركاء والاجراء واهل الايمان اهل الحقوق عن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يأخذ احد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله يحمله يوم القيامة فلا اعرفن احدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء او بقرة له خوار او شاة تيعر. يقول يا رسول الله فاقول الا هل بلغت رواه البخاري ومسلم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون استغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمدلله خلق كل شيء فقدره تقديرا. وجعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا واشهد ان محمدا عبده ورسوله الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مزيدا. اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعة بما رزقكم واشكروه على نعمه كما امركم يزدكم من فضله كما وعدكم. ثم اعلموا ايها المؤمنون ان في الاشهر الحرم في اشهر الحج فلا تظلموا فيهن انفسكم وانتم في موسم عظيم ومغنم للخيرات كريم فاغتنموا يا مهاب العمل الصالح واكثروا فيها من المتجر الرابح فتقوى الله هي العروة الوثقى والاكرم عند الله منكم الاتقى ولا ريب ان في الاشهر الحرم عشر ايام ذي الحجة. ولا ريب ان في الاشهر الحرم عشر ايام ذي الحجة. وفي الاشهر الحرم ايظا يوم النحر وفي الاشهر الحرم ايظا شهر الله المحرم الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم فيه الناس على الصيام ولا ريب ان من اراد ان يتقرب الى الله في هذه الاشهر الحرم فعليه ان يكثر من الصلاة والصيام وان يكثر من الصدقات المطلقة وان يكثر من الطاعات مطلقا. فان الله عز وجل ما حرم هذه الاشهر. ولا عظمها الا لان سبحانه يحب ان يتفرغ الناس فيها لعبادته وطاعته وامتثال اوامره وان لا يكونوا فيه مشغولين منهمكين في دنياهم فغير الله سبحانه احكام هذه الاشهر عما سواها. عباد الله تلكم الاشهر الحرم فلا تظلموا فيهن انفسكم واعملوا فيهن بما يرضي ربكم. واقيموا فرائضه واجتنبوا محارمه. تسعدوا في الدنيا وتفلحوا في الاخرة. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم قم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اللهم وفقنا لهداك. واجعل عملنا في رضاك. اللهم عظم هذه الاشهر في قلوبنا اللهم يسر لنا الصالحات فيها يا رب العالمين. وجنبنا الاثام فيها يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تصلي وتسلم على رسولك محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه اللهم اعز الاسلام والمسلمين الشرك والمشركين انصر عبادك الموحدين. اللهم انا نسألك عيش السعداء ومنازل الشهداء والشكر على النعماء والصبر على البلاء والنصر على الاعداء. اللهم انا نسألك ان تديم علينا امننا وايماننا ورخاءنا والفتنا. يا رب العالمين ولا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا. اللهم انا نسألك ان تجنبنا الفتن وتجنب بلدتنا وبلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم وفق اميرنا وولي عهده لما تحب وترضى وجميع ولاة امور المسلمين اللهم انا نسألك يا مولانا ان تديم علينا الرخاء والسخاء والعدل والايمان يا رب العالمين. وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله