الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ ابو العباس احمد بن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين تقول في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اعفاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا ربنا اشرح صدورنا ويسر امورنا ووفقنا لطاعتك يا ذا الجلال والاكرام. اما بعد هذه الترجمة باب اعفاء اللحية ومن المعلوم ان الكتاب كتاب اللباس والمصنف رحمه الله تعالى ادخل هذه الابواب وكذلك الطيب لانها لانها تشترك مع اللباس بجامع الزينة فكلها زينة للمرء وجمال. واللحية جمال للرجل وزينة له كما كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول في يمينها والذي زين الرجال باللحى فهذا وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذا الباب باب اعفاء اللحية وكذلك اه ابواب اخرى ستأتي كلها من هذا القبيل لانها تشترك مع اللباس بجامع الزينة. قد مر معنا في اول كتاب اللباس الاشارة الى قول الله سبحانه وتعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير وعرف ان ان اللباس يتخذ لستر العورة ويتخذ للجمال والزينة اتخذ ان يواري المرء به سوءته اي عورته. ويتخذ ايضا ليكون جمالا له وزينة اتخذ لهذا وهذا فاللباس زينة واللحية زينة والطيب ايضا زينة ولهذا سيأتي ما يتعلق بالطيب في كتاب اللباس لان الطيب مما يتجمل به المرء يجمل به رائحته ولهذا اورد رحمه الله تعالى في هذا الكتاب ابوابا تتعلق بالطيب وتعلق ذلك من جهة ان مما يتزين به المرء ويتجمل الطيب الذي يجمل ويزين رائحته. كما ان يجمل ويزين مظهره. وكما ان اللحية ايضا تجمل وتزين مظهر الرجل قال باب اعفاء اللحى واورد رحمه الله تعالى حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خالفوا المشركين. وفروا اللحى واحفوا الشوارب هذا الحديث حديث ابن عمر وهو في الصحيحين وقد ورد فيهما بالفاظ منها هذا اللفظ الذي اشار اليه ايه او ذكره المصنف هنا وفروا اللحى وجاء بلفظ اوفوا اللحى وجاء بلفظ اعفوا اللحى فهذه ثلاثة الفاظ كلها جاءت في هذا الحديث حديث ابن عمر وجاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارخوا اللحى فهذه اربعة الفاظ استمع اليها اخي المسلم جيدا اربعة الفاظ كلها بشأن اللحية عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اوفوا واعفو ووفروا وارخوا كل هذه الالفاظ ثابتة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بشأن اللحية الايفاء والاعفاء والتوفير والارخاء وهي واضحة المدلول بينة المعنى ظاهرة الدلالة ان النبي صلى الله عليه وسلم امر في هذا الحديث هو نظائره مما جاءت به السنة بتوفير اللحية ايفائها واعفائها وارخائها بمعنى ان تترك كما خلقها الله سبحانه وتعالى للانسان زينة وجمالا له وتركها على هذه الحال امر غرسه رب العالمين في فطر العباد امر غرسه الله تبارك وتعالى في فطر العباد كما جاء في الحديث الصحيح عشر من الفطرة. وذكر من هذه العشر اعفاء اللحية بمعنى ان الله سبحانه وتعالى غرس في جبلة العباد وفطرتهم ان اللحية ترخى وتعفى وتوفر زينة وجمالا للرجل زينة وجمالا للرجل. فهي من سنن الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها ما معنى ذلك؟ معنى ذلك لو ان الانسان خلي وفطرته لم يأته من يغير الفطرة من قرين او رفيق او صاحب او غير ذلك فانه لا يرظى الا ان يعفي لحيته لان هذا شيء فطر الله سبحانه وتعالى آآ النفوس وجبلها على ذلك كما انه سبحانه وتعالى جبل النفوس على قص الشارب هذا من الفطرة لان الشارب لو ترك على حاله ولم يقص لاصبح اذى للانسان وتشويها لصورته لاصبح اذى للانسان لان الشارب اذا ترك على حاله سينزل على الفم فيكون اذى للانسان ليؤذيه في طعامه وفي شرابه اذية عظيمة اضافة لما فيه من تشويه خلقة الانسان ولهذا من الفطرة ان يقص والنبي عليه الصلاة والسلام والانبياء من قبله جاءوا بما يتمم الفطر ويكملها جاؤوا بماء يتمم الفطر ويكملها ولهذا تكاثرت عنه عليه الصلاة والسلام الاحاديث بقص الشارب واعفاء اللحية بقص الشارب واعفاء اللحية وان هذين الامرين جمال المرء وزينة قصه لشاربه وارخاؤه واعفاؤه للحيته هذا زينة للمرء وجمال امر فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليه وهنا في هذا الحديث قال خالفوا المشركين وفي حديث ابي هريرة قال خالفوا المجوس خالفوا المجوس لان كان من عادتهم توفير الشارب وحلق اللحية كان من عادتهم توفير الشارب وحلق اللحية ولو قدر ان بعض المجوس او بعض المشركين غير هذه الطريقة واعفى لحيته فالحكم باق الحكم باقي خلافا لبعض الفهوم المعوجة بعضهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال خالفوا المشركين وبعض المشركين الان نراهم يعفي اللحية او بعض اليهود نراهم يعفي اللحية فنريد ان نخالفهم النبي عليه الصلاة والسلام لما امر بالمخالفة عين كيف تكون لما امر بالمخالفة عين كيف تكون المخالفة قال وفروا اللحى عين كيفية المخالفة فاذا هم تركوا عادتهم تلك السيئة التي هي حلق اللحية فالحكم باق وهو ان يخالف ان تكون المخالفة بتوفير اللحية و فقص الشارب هذا من جهة من جهة اخرى سبق بيانها وهي ان اعفاء اللحية من الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها فحلقها داخل فيما عناه الشيطان اللهم اعذنا منه بقوله ولامرنهم فليغيرن خلق الله لان مما مما تفظل الله سبحانه وتعالى به على الرجال وجملهم وملحهم وزينهم به هذه اللحية. جمال للرجل وزينة وفطر الله سبحانه وتعالى قلوب العباد على محبتها ومحبة اعفائها وابقائها فتغيرت هذه الفطر بعوامل واسباب كثيرة جدا فالحاصل ان اعفاء اللحية هدي نبوي ثبت بالسنة القولية والفعلية اما سنته الفعلية فكان كف اللحية لما نقرأ كتب الشمائل وكتب السير والاخبار عن النبي عليه الصلاة والسلام كانوا يصفون اه لحيته عليه الصلاة والسلام بانه كف اللحية كف اللحية وجاء ايضا في الحديث انهم كانوا يعرفون انه يقرأ في الصلاة السرية باضطراب لحيته باضطراب لحيته وهذا انما يكون فيمن له لحية كثة فالنبي عليه الصلاة والسلام كان كث اللحية صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وايضا الانبياء من قبله هذا شأن مع اللحية هذا شأن مع اللحية يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي هذا مما يدل على ان هذا امر مظى عليه الانبياء وهي سنة فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها من اول الزمان من اول الزمان من من ادم ذريته من بعده كلهم فطرهم الله سبحانه وتعالى على الاعفاء والتوفير اللحية فهي فهي من سنن الفطرة وهي مخالفة للمجوس والمشركين وهي سنة نبوية ثابتة في سنته القولية عليه الصلاة والسلام كما في هذا الحديث والفعلية كما فروى ذلك من نقل آآ شمائل النبي عليه الصلاة والسلام وصفاته الكريمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب. وفروا اللحى واحفوا الشوارب. هنا اشير حقيقة الى امر ترى من المفيد الاشارة اليه عدد ممن يحلق لحيته عدد ممن يحلق لحيته هو في الحقيقة لا يبغض السنة ولا يبغظ هدي النبي ليس ليس كارها لسنة النبي عليه الصلاة والسلام. ولا مبغضا لها لكن غلبته نفسه. وربما ايضا ان غلبته العادة في الاقران والاصحاب والرفقا والزملاء غلب غلب في ذلك غلبته اه نفسه والنفس امارة بالسوء وايضا قوة العادة العادة ممن حوله من اصحاب وقرناء تجد بعضهم يا يحلقها ويوالي في حلقها لان لان هذا شيء لا يرى آآ من حوله من الزملا والاصدقاء والاصدقاء الا على هذه الصفة فيغلب في ذلك. لكن مهما يكن مهما يكن ينبغي على العبد ان ان يحاول وان يجاهد نفسه وان يسأل ربه عز وجل ان يشرح صدره للزوم الفطرة واتباع السنة والتمسك هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. هذا المعنى الذي اشير اليه وقفت على كلام جميل كلام حلو لاحد المشايخ وهو الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وكتاباته حتى عن نفسه دائما كتابات صريحة يكتبه حتى ولو عن نفسه كتابات صريحة وكان في اول امره يحلق لحيته حلقا تاما مع اشتغاله بالعلم الا انه كان يحلق لحيته حلقا تاما ثم في اخر امره تغير وصار يعفي منها شيئا يسيرا رحمه الله وغفر له لكنه لما كان على الحال الاولى وهي حلق اللحية يقول لامني احد الاشخاص على حلقي للحيتي لامني احد الاشخاص على حلق لحيتي للحيتي فيقول هذا كتبه رحمه الله في احد كتبه قال اما حلق اللحية فلا والله ما اجمع على نفسي بين الفعل السيء والقول السيء اما حلق اللحية يقول فلا اجمع على نفسي بين القول السيء والفعل السيء. ولا اكتم الحق لاني مخالفه ولا اكتم الحق لاني مخالفه ولا اكذب على الله ولا على الناس وانا وانا اقر على نفسي اني مخطئ في هذا وانا اقر على نفسي اني مخطئ في هذا ولقد حاولت مرارا ان ادع هذا الخطأ ولكن غلبتني شهوة النفس وقوة العادة ولكن غلبتني شهوة النفس وقوة العادة وانا اسأل الله ان يعينني على نفسي حتى اطلقها فاسألوا الله ذلك لي فان دعاء المؤمن للمؤمن بظهر الغيب لا يرد ان شاء الله فان دعاء المؤمن للمؤمن بظهر الغيب لا يرد ان شاء الله فبعض الناس يكون مطلع وعنده علم وقناعة لكن غلب غلبته نفسه وقوة العادة من حوله ايضا غلبت لكن مهما يكن ينبغي على الانسان ان يجاهد نفسه وان يعرض على نفسه كثيرا احاديث النبي عليه الصلاة والسلام من حيث انه كان عليه الصلاة والسلام معفيا لحيته والصحابة مثله ومن اتبعهم باحسان وكذلك يعرض على نفسه احاديث النبي صلى الله عليه وسلم كانها يسمع كانه يسمعها منه وفروا اللحى اعفوا اللحى ارخوا اللحى اكرموا اللحى استمع الى هذه الاحاديث ويجاهد نفسه على آآ العمل بها والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده شرح الله صدورنا اجمعين للخير واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. نعم ثم قال رحمه الله باب الخطاب. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم. ثم عقد هذه هذا الباب باب الخضاب والخضاب هو تغيير الشيب بصبغه واحسن ما يغير به الشيب الحنا والكتم كما جاء بذلكم الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ففي المسند والسنن بسند جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان احسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم. الحنة والكتم الخضاب هو تغيير الشيب تغيير ابن الحنا والكتم او اي صبغ اخر لكن يتجنب السواد امر النبي صلى الله عليه وسلم باجتنابه. قال وجنبوه السواد. وجنبوه السواد في غير بغير السواد يغير الشيب بغير السواد افضل ما يغير به الشيب الحنة والكتم يعني يخلط ويمزج بين الحنة الكتم ويغير به الشيب فانه افضل وامثل ما يغير به الشيب كما صح بذلكم الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام. ووجه دخول الخظاب في كتاب اللباس سبق الاشارة الى نظيره وهو ان ان هذا من الزينة. ان هذا من الزينة نوع من زينة والتجمل بان يغير اه الشيب بالخظاب لكن يجنب السواد لنهي النبي صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اليهود والنصارى لا يصبون. ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم فخالفوهم هنا المخالفة عينها وهي ان يصبغ المرء لحيته ان يصبغها بان يغيرها بغير السواد وافضل ما تغير به اللحية والشعر الحناء والكتم كما مر الاشارة الى حديث رسول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في ذلك نعم ثم قال رحمه الله باب الجعد عن انس رضي الله عنه انه قال كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ليس بالسبط ولا الجعد بين اذنيه قال باب الجعد الجعد يعني الجعودة في آآ الشعر والجعودة ليس الجعودة في الشعر ليس امرا يصطنعه المرء لشعره وانما امر خلق الانسان عليه لان اه الشعور في الجملة على ثلاثة اقسام جعوده وسبوطه وبينهما جعوده وسبوطه بينهما. الجاد يعني المتثني المتقبط مثل ما عرفها العلماء رحمهم الله قديما في الشروحات قالوا مثل شعور اهل السودان والسبط يعني الشعر المسترسل الطايح المسترسل قالوا مثل شعور اهل الهند مثل شعور اهل الهند وهناك شعور وسط بين هذا يعني ليس بمتجعد وليس ايظا بمسترسل وانما هو بين ذلك. وقد كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم ما على هذا الوصف بين الجعودة والسبوطة قال عن ابي قال عن انس رضي الله عنه كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وبين معنى كونه رجلا قال ليس بالسبط ليس بالسبط ولا الجعد ليس بالسبط يعني المسترسل ولا بالجاد يعني المتجعد المتثني المتقبض قال ليس بالسبط ولا الجعد بين اذنيه وعاتقيه اي ان هذا كان وصف شعر النبي عليه الصلاة والسلام بين الجعودة والسبوطة. نعم وعنه رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين حسن الوجه لم ارى قبله ولا ابعده مثله وكان بسط الكفين ثم اورد هذا الحديث لانس قال كان شعر اه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم لليدين والقدمين حسن الوجه هذا بيان لما اتاه الله سبحانه وتعالى من جمال الصورة والهيئة فكان اجمل الناس صورة وهيئة وصفة فان الله سبحانه وتعالى كما انه اعطاه كمال الجمال في اخلاقه وادابه اعطاه ايظا كمال الجمال في صفته وهيئته من حيث الطول ومن حيث الوجه ومن حيث الشعر ومن حيث اللون لون البشرة الى غير ذلك كان اجمل الناس صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهذا بيان لجمال النبي عليه الصلاة والسلام قال كان ضخم اليدين والقدمين حسن الوجه لم ارى قبله ولا بعده مثله اي في جماله وحسنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والشاهد من الحديث لا الترجمة ما جاء في بعض الروايات روايات الحديث في تتمته قال وكان شعر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا لا اجعد ولا سبت نعم ثم قال رحمه الله باب القزع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قزع قال باب القزع القزع جمع قزعة وهي القطعة من السحاب وهي القطعة من اه السحاب سمي الاخذ من بعض الشعر مع ترك البعض سمي قزع لانه مثل القطعة السحابة المنفردة المنفردة وحدها فيصبح شعره آآ بهذه الصفة ولهذا سمي آآ حلق بعض الرأس او الاخذ من بعض الرأس مع ترك البعض اه سمي قزعا تشبيها له بالقطعة من السحابة والقطع المتفرقة من اه السحاب عندما تكون قطع يقال لها قزع واذا كانت واحد يقال لها قزعة واذا كانت قطعة يقال لها قزع فاذا كان يأخذ من بعض الشعر ويترك البعض صار شعره بهذه الصفة والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم نهى عن الغزال والقزع ان يأخذ بعضا ويترك بعضا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الغلام قال احلقه كله او اتركه كله اما ان يأخذ بعظ ويترك بعظ هذا هذا قزع نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ومن احسن ما قيل في وجه النهي ما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان ذلك لما فيه من ظلم للبدن والشريعة جاءت الامر بالعدل عدل المرأة مع بدنه. ولهذا قال احلقوا كله واتركه كله. هذا هو العدل ان يحرق الشهر كله او يترك الشعر كله شعر رأسه ونظير ذلك فالعدن مع البدن ما مر معنا نهي النبي صلى الله عليه وسلم ان يمشي باحدى الرجلين حافية والاخرى منعولة ومثله ايضا ان يجلس بعضه في الظل وبعضه في الشمس هذا كله ظلم للبدن. والواجب ان يعدل المرء مع بدنه نعم ثم قال رحمه الله باب تطييب المرأة زوجها بيديها. عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كنت طيب النبي صلى الله عليه وسلم باطيب ما اجد حتى اجد وبيس الطيب في رأسه ولحيته قال باب تطييب المرأة زوجها بيدها تطيب المرأة زوجها بيدها هذا من حسن المعاشرة وجميل المعاشرة بين الزوجين ومن احسان المرأة لزوجها ومراعاتها لحال ان تباشر تطييبه بيدها كما كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصنع ذلك بالنبي الكريم عليه الصلاة سلام قال باب تطيب المرأة زوجها بيدها واشرت قبل قليل الى وجه دخول الطيب في اللباس بجامع ان هذا من الزينة. الطيب من الزينة ومن التجمل. كما ان اللباس اه يتخذ اه اضافة الى ستر العورة تجملا وزينة قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت اطيب النبي صلى الله عليه وسلم باطيب ما يجد حتى اجد وبيظ الطيب في رأسه ولحيته يعني كانت تباشر ذلك بيدها وتنتقي اطيب ما تجد رضي الله عنها لتطيب به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قالت حتى اجد وبيظ آآ الطيب يعني لمعانه في رأسه ولحيته في رأسه ولحيته وهذا يفيد ان مما يعتنى بتطييبه الرأس واللحية مما يعتنى بتطييب الرأس واللحية وهذا فيه عود على بدء اللحية تحفظ ما تحلق وتطيب يعني يعتنى بها تسرح وتطيب لكن اذا تغيرت الفطرة ازالها المرء تماما لا سرحها ولا طيبها وانما ازالها وكثير من الناس يلقي لحيته اذا في سنة القاذورات والمهملات يرميها مع ان اللحية تبقى جمالا للرجل يسرحها ويطيبها واذا تغير لونها بالسيب لا ينتف حتى لو كان شعرة واحدة جاء النهي عن نتفها فكيف بحلق فيها كاملة بل يطيبها ويسرحها واذا تغير شيء منها بالشيب يغيره ويجنب ذلك السواد هذا كله من الهدي المبارك والجمال العظيم الذي جاءت به السنة عن نبينا الكريم صلوات الله و سلامه وبركاته عليه. نعم ثم قال رحمه الله باب من لم يرد الطيب. عن انس رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد قال باب من لم يرد الطيب. والطيب لا يرد لانه خفيف المحمل طيب الرائحة يعني ليس شيئا يكلف الانسان حمله ثقلا يكلف الانسان حمله وانما هو خفيف المحمل ورائحة ايضا جميلة فلا يكلف المرء شيئا فلا يرد الطيب وكان نبينا عليه الصلاة والسلام اه لا يرد الطيب كما في هذا الحديث حديث انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد اه الطيب وقول قول البخاري في الترجمة باب من لم يرد الطيب باب من لم يرد الطيب هذا فيه اشارة كما نبه يعني بعض الشراء الى ان ان هذا ليس على وجه التحريم يعني النهي عن رد الطيب ليس على وجه التحريم كان نبينا عليه الصلاة والسلام من هديه ان لا يرد الطيب لكن ان بلغ الامر فالطيب الذي يقدم للمرأة ويطيب ان بلغ الامر الى حد الظرر فالشريعة جاءت بعدم الاظرار بالاخرين لا ظرر ولا ظرار اعني ان بعظ الناس قد يكون مصاب مثلا بنوع من التحسس وبعض الروائح النفاثة القوية تؤذيه جدا فلو وضع هذا الطيب في يده لبقي كثيرا من الوقت في يومه متأذيا من هذه الريحة وربما يثور عليه العطاس تتحرك عنده فيتأذى من ذلك فهذا له ان يرده لان هذا باب ظرر عليه. الطيب الاصل فيه انه ادخال السرور والراحة بهذه الرائحة الطيبة فاذا كان مضرة على الانسان مثل ايظا بعظ الناس يكون في بعظ الاوقات مزكوما والرائحة النفاذة القوية تزيد من زكامه وتؤذيه. فله ان يرد ولا حرج عليه في ذلك. او اذا كان عنده نوع من التحسس من بعض الروائح فانه يرد ولا حرج الطيب يؤذي بعض الناس ولا سيما من عنده شيء من المرض. من عنده بعض المرض او التحسس او نحو ذلك يؤذيه. فالحاصل ان الطيب لا لكن اذا كان المرء يتأذى بذلك يتعبه ذلك فله ان يرده ولا حرج عليه ولا حرج عليه في رده نعم ثم قال رحمه الله باب الذريرة. عن عائشة رضي الله عنها انها قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والاحرام قال باب الذريرة ذكروا ان الذريرة نوع من الطيب مركب يعني مركب من عدة اشياء تسحب تجمع هذه الاشياء المركبة ثم تسحق ثم تنخل حتى تكون ناعمة ثم يذر على المكان الذي اريد ان يطيب بهذه الرائحة الطيبة من شعر او نحو ذلك او ثياب او غير ذلك ولهذا سميت ذريرا لانها تذر على الموضع الذي اريد ان يطيب من الشعر او البدن او غير ذلك تذر عليه هذا المسحوق الناعم ذي الرائحة الطيبة الجميلة. يقال لها الذريرة. قال عن عائشة رضي الله عنها قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي قولها بيدي فيها شاهد لما سبق تطييب المرأة زوجها بيديها قالت بذريرة في حجة الوداع للحل والاحرام للحل والاحرام يعني لاحرامه قبل ان يحرم ولحله قبل ان يطوف بالبيت كما يوضح ذلك بعض الروايات آآ لهذا الحديث نعم ثم قال رحمه الله باب عذاب المصورين يوم القيامة عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم احيوا ما خلقتم قال باب عذاب المصورين يوم القيامة وبعده باب من صور صورة الى اخره آآ وايظا في الاصل صحيح البخاري ذكر عدة ابواب في التصوير فما علاقة الصورة بكتاب اللباس ما علاقة الصورة بكتاب اه اللباس والعلما ذكروا ان الغرض من اللباس كما مر معنا اظافة الى ستر العورة الزينة. والغرظ ايظا من الصورة الزينة من الصورة الزينة والسريعة جاءت بتحريم ومنع تصوير ذوات الارواح من انسان او حيوان او طير جاءت الشريعة بتحريم تصوير ذوات الارواح وليس بتحريمه بل التشديد في تحريمه والوعيد الشديد على فعله وذكر عقوبات ولعن وغضب في ما يتعلق بتصوير ذوات الارواح جاءت عن النبي صلوات الله وسلامه عليه في فهذا الباب احاديث كثيرة منها هذا الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ان ان الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة. يعذبون اي بقدر الصور التي صوروها عشرا مائة الفا اكثر او اقل يعذبون بكل صورة صوروها يوم القيامة. يقال لهم احيوا ما خلقت هذه الصور التي صورتموها انفخوا فيها الروح احيوها. اجعلوا لها حياة ظهيتم خلق الله بتصويرها فاحيوا هذا الذي خلقتموه. وما هم بفاعلين ولا هم بقادرين ويعذبون على كل صورة صوروها يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام ان الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم احيوا ما خلقتم. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلق احبه وليخلقوا ذرة وزاد في رواية وليخلقوا شعيرة. قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي الاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا احد اظلم منه وانه من اشد الناس ظلما قال ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فهذا التصوير نوع من انواع الظلم. بل من اشده قال ومن اظلم؟ يقول الله تعالى هذا حديث قدسي. يقول الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلق فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة وزاد في رواية وليخلقوا سعيرا هذي من من اصغر المخلوقات ليخلقوا شيئا من هذه الاشياء الصغيرة ليخلقوا حبة ليخلقوا ذرة يخلقوا سعيرا ليخلقوا شعيرة توضع في التراب ثم اذا جاءها الماء نبتت فاصبحت زرعا هذا خلق الله سبحانه وتعالى وذكر هذه الاشياء لبيان عجز هؤلاء وبيان انهم يعذبون يوم القيامة يؤمرون بخلق هذه الاشياء وما هم بقادرين يضاهئون خلق الله في هذه الحياة الدنيا ثم يقال لهم على وجه التعجيز وان هذا امر لا قدرة لهم عليه اطلاقا فيعذبون قال فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة وليخلقوا شعيرة. نعم. ثم قال رحمه الله باب من صور صورة. نعم في الاصل باب من صور صورة كلف يوم القيامة ان ينفخ فيها الروح وليس بنا فخر باب من صور سورة كلف يوم القيامة ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ. نعم قال رحمه الله باب من صور صورة كلف يوم القيامة ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ. عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة ان ينفخ فيها الروح ليس بنافخ ثم عقد هذه الترجمة بعنوان من صور صورة كلف يوم القيامة ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ثم ساق الحديث وهو بلفظ والترجمة جاءت بلفظ الحديث جاءت الترجمة بلفظ الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه عقوبة من يصورون الصور يضاهئون خلق الله بتلك الصور يؤمرون يوم القيامة بان ينفخوا الروح في كل صورة صوروها وهذا كله من باب التعجيز مثل اه امر بان يخلق حبة وان يخلق ذرة وان يخلقوا شعيرة ثم يكون التعذيب لهم بكل صورة صوروها وهذا من الدلائل على ان الصور من الذنوب العظيمة ومن كبائر الذنوب لان مثل هذا الوعيد واللعن لعن الله المصورين جاء في بعض الاحاديث والعذاب والنار وما الى ذلك هذا لا يكون الا في امر كبير الا في امر كبير الصور الشريعة جاءت بمنعها لحكم عظيمة جدا. لانه يترتب على هذه الصور مفاسد يترتب على هذه الصور مفاسد ومن اعظم هذه المفاسد ان جل الشرك الذي وقع في الدنيا في قديم الزمان وحديثه من وراءه اتخاذ التصاوير. من وراءه اتخاذ التصاوير. يرجع لسببين في اه في اكثر وجوده وانتشاره في قديم الزمان وحديثه يرجع الى امرين تشييد القبور واتخاذ التصاوير لاناس مثلا يعدون من الصالحين او من الخيار وافاضل الناس من باب انها تبقى ذكرى ثم مع تقادم العهد ودروس العلم تعبد من دون الله ولهذا وجود الصور كانت من اعظم اسباب وجود الشرك والشرك هو اعظم ذنب عصي الله تبارك وتعالى به اضافة الى ان انه ترتب عليها مفاسد كثيرة ومن اراد مصداق ذلك فلينظر عصرنا هذا كيف ان التصوير شاع فيه؟ وترتب على شيوعه مفاسد كثيرة جدا تئن منها كثير من البيوتات. عندك مثلا ما يتعلق بالمحارم وآآ تصوير النسا وما يحصل من ابتزاز وامور مؤلمة مؤسفة في عدد من البيوت بالتهاون بهذه التصاوير والتساهل بها. ايضا صور كثيرة بدأت تحصل من كثير من الناس بسبب هذه التصاوير ادخلتهم في باب من ابواب الرياء ادخلتهم في باب من ابواب الرياء تجد اه عدد من الحجاج والمعتمرين لا هم له في حج وعمرة الا اتخاذ الصور التذكارية ويلتقط لنفسه صورا في اماكن كثيرة من اه في منى وعرفة وعند الكعبة وفي المسعى والى عند الجمرات وغير ذلك لا لشيء الا ليريها الناس وهذا هو الرياء هذا هو الريف والنبي عليه الصلاة والسلام عندما حج قال في الميقات اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة وكان قديما المرائي يحتاج ان يتكلف كلاما يصف فيه عمله اما في زماننا هذا من اراد ان يرائي ما يحتاج ان يتكلم الصور تكفيه. صور ثابتة وصور متحركة صور ثابتة وصور متحركة فكثير من الحجاج يصلحنا الله واياهم وهدانا وهداهم سئلوا بسبب وجود هذه الالات في فجيوبهم يحملونها فاصبح آآ شغل كثير منهم اتخاذ هذه الصور. الى غير ذلك من المفاسد الاضرار التي اه وقوف الناس عليها تؤكد عظم هذا الامر وخطورته ان الشريعة انما منعت منه هذا المنع وشددت فيه هذا التشديد لان يترتب عليه مفاسد كثيرة فاسد تتعلق بالعقيدة ومفاسد تتعلق بالعبادة ومفاسد تتعلق القيم والاخلاق مفاسد كثيرة جدا هذا الحديث انتهى ما يتعلق بكتاب اللباس. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين. بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم واخر دعوانا انا الحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبيا محمد واله وصحبه