الحمد لله الذي خلق الخلق وانزل الكتب بالحق وارسل الرسل بالصدق اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المستحق للعبادة وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة وكشف الغمة واقام الحجة صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. اما بعد فاتقوا الله عباد الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ايها المؤمنون ان من اركان الايمان الايمان بالقدر وشاء الله سبحانه وتعالى بحكمته ان تكون الدنيا دار امتحان وابتلاء لا تستقيم لاحد من البشر ولا تصفو من الكدر فهو يتقلب فيها بين خير وشر وصلاح وفساد وسرور وحزن وامل ويأس وتفاؤل وتشاؤم هل رأيتم قط انسانا لا يمرض فانما هي الصحة او المرض. هل رأيتم انسانا قط لا يحزن؟ فانما هو فرح او حزن هل رأيتم انسان قط يجتمع ثم لا يفترق؟ انما هي الدنيا دار اجتماع وافتراء فتفاءلوا عباد الله فان التفاؤل من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم والمؤمن يواجه شدائد الدنيا وابتلائاتها ويشق دروبها والتواءاتها بالجد والمثابرة والجلد والمصابرة يحدوه حسن الظن الله تبارك وتعالى واليقين بحكمته جل وعلا ويأملوا معية الله جل في علاه. فانه مع الصابرين والمؤمن يرجع كل الامور الى الله عز وجل مع صدق توكله عليه فالمؤمن اوسع الناس املا واصدقهم تفاؤلا واحسنهم عملا توكلا ان اصابته سراء شكر وان اصابته ضراء صبر وان ادلهمت الدنيا بالمصائب والفتن تعلق بالرجاء. وان مرض امن العافية. واستبشر بالطهر والشفاء عن صهيب رضي الله عنه فيما رواه مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذلك وليس ذاك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ايها المؤمنون تفاءلوا فان من تفائل يجد ان الدواء المر يشربه لما يجد من التفاؤل في الشفاء والطهر. ويدعوه الى مخالفة هواه وطاعة مولاه امله في الفوز بالجنان ورضا الرحمن. هذا هو التفاؤل ان يترك ان يترك المؤمن حظ نفسه لما يأمل من خير ويرجو من وعد الله عز وجل معشر المسلمين من التفاؤل ان تتفاءلوا بالايام. وان تتفاءلوا بالاقدار وان تتفاءلوا بالكلمات الحسنة واياكم والتشاؤم فتقولون هذا يوم اسود وهذا عام اسود وهذا شهر اسود ونحو ذلك من العبارات فان الخير والشر بيد مقلب الدهر وهو الله جل في علاه قد كان النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الناس تفاؤلا واعدمهم تشاؤما واصدقهم حسن ظن بربه واصبرهم على اقداره واعظمهم له خشية واجلالا قد كان يعجبه الفأل الحسن الجميل ويكره التشاؤم وينهى عنه بالفعل والقيل. فعن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفال. قيل وما الفال؟ قال الكلمة الطيبة. متفق عليه وحين اشتد عليه وعلى اصحابه الطلب ايام هجرته الشريفة حين اشتد عليه وعلى صاحبه الطلب ايام هجرته الشريفة ووقف المشركون فوق رؤوسهما وهما في الغار. حتى لو ان احدهم نظر الى قدميه ابصرهما تحت قدميه جعل صلى الله عليه وسلم يقول بقلب يملؤه اليقين. وبلسان مفعم بثقة برب العالمين يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ اخرجه البخاري ومسلم وهكذا انبياء الله ورسله. وهكذا انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام. كانوا صابرين محتسبين فهذا نوح صبر متفائلا ان يهدي الله رجلا وهذا ابراهيم صبر وهاجر متسائلا ان يجعل الله في ذريته الخير وقال لما لم ينجب وقد كبر سنه ربي هب لي من الصالحين. فبشرناه بغلام حليم هكذا زكريا ايها المسلمون الا تكرهون قصة نبي الله يعقوب حيث قال فصبر جميل. عسى الله ان يأتيني بهم جميعا. انه هو العليم الحكيم. فردهم الله اليه وجعلهم بين يديه وان تروا وان تروا الوباء. وقد استمر لكنه لن يستقر. فتفاءلوا بذهابه. الا قصة ايوب في البلاء صبر وقال ما قال ما ذكره الله في المدكر وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر. واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. فما الرجاء وما اعظم التفاؤل فكونوا متفائلين بقدر الله لا متشائمين. وكونوا فرحين بطاعة الله لا حزينين وجدتوا باعمالكم ولا تستجدوا بعمل غيركم تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فاتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم واشكروه على نعمه كما امركم يزدكم من فضله كما وعدكم. عباد الله ان حقيقة التفاؤل والامل لا تأتي من فراغ كما ان التفاؤل لا ينشأ من عدم وانما ينبعان من الايمان العميق الله جل في علاه والمعرفة بسننه ونواميسه في الكون والحياء. ولهذا كان احظى الناس بهما اهل التوحيد وابعدهم عنهما اهل الشرك والكفران. وشتان ما بين المؤمنين المتفائل الذي يعيش السعادة والسرور والهناء وبين الفاجر المتشائم الذي لا يرى في الوجود الا الظلام والتعاسة والشقاء. الا وان تفاؤل المؤمن استبشاره لا يتوقف عند حاله اذا مرض ان يتفاعل بالشفاء واذا ابتلي ان يصبر على البلاء واذا عسر لم ينقطع رجاؤه في تبدل العسر لا يسر بل يتجاوز ذلك الى ما هو اعلى وارجى الا ترى الى النبي صلى الله عليه وسلم الذي اشرقت نفسه بالتفاؤل في اصعب المواقف. واحلك الظروف تجمعت الاحزاب وتكالب المشركون واعلن اليهود حقدهم في غزوة الخندق ورموه عن قوس واحدة واذا به صلى الله عليه وسلم يبشر اصحابه بفتح الشام واليمن وفارس كما جاء في مسند الامام احمد وغيره املوا وبشروا فان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا وما بعد البلاء وما بعد المحنة الا المنحة والعطية العظيمة من الله. اللهم انا نسألك العافية في الابدان والامن بالاوطان والرحمة بالاهل والاخوان والفوز بالنعيم والرضوان. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات. والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. اللهم وفق اميرنا لهداك واجعل عمله في رضاك. والبسه ثوب العافية. ووفق نائبه وولي عهده. لما تحب ترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم ادفع عنا الوباء. اللهم ادفع عنا الوباء اللهم ادفع عنا الوباء. اللهم ادفع عن بلاد المسلمين وباء وادفع الوباء عن العالمين يا رب العالمين. واخر دعوانا ان الحمد لله رب